"الشوارع الخلفية" ينقل المشاهد إلى أجواء &

    • "الشوارع الخلفية" ينقل المشاهد إلى أجواء &

      * جيهان فاضل ومحمود الجندي وسامي العدل،أضافوا الكثير للعمل بأدائهم السلس.

      القاهرة - ش

      ميدان التحرير كان الحاضر الغائب في معظم مسلسلات رمضان، ولقد كان لمسلسل "الشوارع الخلفية" أثر طيب في نفوس الجميع، بخاصة عندما تزامن عرضه مع محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي، بتهمة قتل الثوار وإطلاق النار عليهم في الوقت، الذي يحكي المسلسل قصة ضابط مصري رفض إطلاق النار على المتظاهرين ضد الاحتلال الإنجليزي في ثلاثينيات القرن الفائت، فيحال للتقاعد في الوقت الذي أطلق فيه حبيب العادلي وضباطه النار على أكثر من ألف شهيد.

      المسلسل مأخوذ من قصة الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، حيث قام بترجمته إلى صورة مرئية كاتب سيناريو متمرس، فكان المكسب مزدوجا للمشاهد فالنص الروائي، بما يحمله من ثراء في الأحداث وتنوع في الشخصيات إنعكاسا إيجابيا على العمل الدرامي..

      وكسب المشاهد معرفة بالنص الروائي وربما يقبل على قراءته.. حدث هذا مراراً في أعمال فنية متميزة نفضت الغبار عن روايات أدبية خالدة، منها رواية (الأيام) "لطه حسين" التي قفزت مبيعاتها بشكل كبير بعد نجاح مسلسل"الأيام" الذي أخرجه الراحل يحيى العلمي.

      يعد مسلسل"الشوارع الخلفية" أحد أهم مسلسلات شاشة رمضان 2011، وربما هو أفضلها أيضا-على الأقل حتى الآن. نجح المسلسل في نقل المشاهد ببراعة إلى أجواء مصر في ثلاثينيات القرن الفائت في الشوارع الخلفية، التي تسكنها الطبقة المتوسطة في احتلال بريطاني وفساد حكم وحكومات لا تمثل الإرادة الشعبية، وتفاوت طبقي رهيب بين الأثرياء الذين يمثلون طبقة الاقطاعيين، وبين الطبقات الوسطى التي يمثلها الموظفون والطبقات المعدمة من العمال والفلاحين في ظل روح وطنية عالية اكتسبها المصريون، بعد ثورة 19 فصاروا أكثر إصراراً على مقاومة المحتل البريطاني.

      بديكور متميز أنفق عليه الإنتاج بشكل جيد قام بتصميمه مهندس الديكور الجدير أمير عبد العظيم، الذي قام ببناء حارة كاملة جعلتنا نعيش أجواء تلك الفترة التاريخية، في ذلك الحي الذي تدور فيه الأحداث، والذي يبدو في معظم الأحيان خاويا.

      ذكاء كاتب السيناريو د.مدحت العدل بدأ من اختياره لتقديم الرواية في هذا التوقيت، وهو النص الذي سبق معالجته تليفزيونيا وسينمائيا "الفيلم لعب بطولته نور الشريف أمام محمود المليجي وماجدة الخطيب"، وقد تبرأ منه المؤلف الراحل عبد الرحمن الشرقاوي وقتها، بل وطالب برفع اسمه منه بعدما اكتشف أن الفيلم اتجه بالرواية في اتجاه آخر بالتركيز على علاقات جنسية، وأظن أنه تم منع عرض الفيلم بعد ذلك.. أما د.مدحت العدل فقد بدا أكثر حرصا على الرواية وإن كان قد عمد إلى إعطاء مساحة أكبر في المسلسل لشخصية البطلة بالطبع التي تؤديها "ليلى علوي" وأفرد مساحة أكبر لمشاهد قصة الحب التي جمعت بينها، وبين الضابط وإن كان قد جاء ذلك على حساب الجانب السياسي في الرواية.

      شاعرية مدحت العدل انعكست بشكل كبير على الحوار، بل إنه تأثر من ميدان التحرير وثورة 25، وقد كان أداء المشاركين والشهود بدا أكثر وضوحا في عبارات عديدة ترددت في الحوار وقبلها في الميدان، فنلمس براعته الشعرية في أغنية المقدمة.

      لابد أن أتوقف طويلا أمام عنصر التمثيل واختيار الممثلين، والذي جاء موفقا تماما من المخرج جمال عبد الحميد، فقد جاء كل ممثل في دوره، ليلي علوي في دور الأرملة التي تعيش مع طفليها وتعمل بالخياطة وتحمل ثقافة فرنسية رفيعة، وتتعلق بجارها الضابط البطل.

      جمال سليمان نفسه اختيار ملائم للشخصية، لولا بعض المشاهد التي فلتت منه لعدم اتقانه اللهجة المصرية ورغم استعانة المخرج بمن يصحح له اللهجة كما جاء في تيتر المقدمة.

      جيهان فاضل ومحمود الجندي وسامي العدل، أضافوا الكثير للعمل بادائهم السلس، أما التحية الأكبر فهي لمجموعة الوجوه الشابة المبشرة الواعدة، والتي استطاع جمال عبد الحميد أن يوجهها لأداء مختلف تماما، ومنهم ابنتا جمال سليمان مريم حسن وميار الغيطي وحسن مالك ومحمد الشرنوبي وحورية فرغلي.

      الإيقاع البطيء

      المشكلة بالمسلسل كانت في الإيقاع البطيء الذي سيطر على الحلقات الأولى من المسلسل بشكل خاص، وتوالى في مشاهد عديدة أفقده بعض حيويته، ولكن ظل العمل هو الأفضل والأكثر قيمة وملاءمة لروح ثورة 25 يناير.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions