"المديونيرة" تحية كاريوكا في مذكراتها: دخ&

    • "المديونيرة" تحية كاريوكا في مذكراتها: دخ&

      القاهرة-ش

      أثرت الفنانة القديرة الراحلة تحية كاريوكا، المجال الفني بالعديد من الأدوار المتميزة وتركت بصمتها الخاصة في السينما والمسرح والتليفزيون، وكان أكثرها تميزا دورها في أفلام "لعبة الست"، "شباب امرأة"، "الكرنك"، "واإسلاماه"، و"شاطىء الحب".

      و في مذكراتها الشيقة تحكي كاريوكا طرفا من حكاياتها مع نجوم الفن زمان، وشباب الفنانين الذين ظهروا من خلال أفلامها، فتقول:جيلنا زمان كان يحترم بعضه،وصعب جدًا ينسى ماضي الكبير، ولاي يوجد فرق في الدور الصغير أو الكبير المهم ماذ يقول الدور وأهدافه،مثلاً،فيلم"لعبة الست" الكل نجوم في الفيلم؛سليمان نجيب، عزيز عثمان، حسن فايق، سعيد أبو بكر، دوره صغير جدًا لكن من الصعب تنساه، و"شباب امرأة" أخد وقت كبير في التحضير ولكنه كان جيدا ونجح،مجموعة العمل كلها مؤمنة بالنجاح مثل فريق الكرة متماسك، الكل يتعاون من أجل الوصول إلى الهدف فالمجموعة تعمل دائما من أجل النجاح.

      وكانت المفاجأة لمجموعة العمل بعد العرض الجماهيري مشاركة الفيلم في جوائز الدولة للسينما في نفس السنة، ويحصل الفيلم على أكثر من جائزة في الإنتاج والإخراج والسيناريو،والتمثيل أنا وشكرى سرحان، وفي هذه الأيام كنت أجريت عملية الغضروف ومرقدة في المستشفى، وكان هناك إصرار على حضوري واستلام الجائزة من الوزير، وكان لابد من الاستئذان من د.حسن حسني وهو المعالج، وبالفعل حضر فريد شوقي وهدى سلطان وخرجت معهما وحضرت توزيع الجوائز،لكن لم أتمكن من الصعود للمسرح واستلام الجائزة، وكانت الجائزة "مالية"،واستلمت الشيك والجوائز عندي في منزلي كثيرة ومعلقة على الحوائط .

      وتحكي كاريوكا عن تجربتها في الإنتاج على صفحات مذكراتها قائلة دخلت الإنتاج من أجل العناد فقط، وكان الإنتاج يغلب عليه في ذلك الوقت "العائلية"وكانت الأسباب الأخرى أيضا هي تقديمي في الإذاعة لمسلسل "توحة"،ومحاولة منتج فيلم"سمارة"إنتاج العمل وتقليل أجري، وبالطبع رفضت، وقررت دخول ميدان الإنتاج بفيلم جديد عن قصة وسيناريو السيد بدير وإخراج زوجي في ذلك الوقت حسن رضا.

      وينجح الفيلم،ويحقق إيرادات كبيرة، لكن أهم من هذه الإيرادات الروح التي كانت سائدة داخل بلاتوه التصوير من العمال الفنيين،روح الأسرة الواحدة والخوف على الوقت وعدم ضياعه، في الصباح وقبل التصوير نجتمع لتناول الإفطار مع بعض، الكل خائف على إهدار الفيلم الخام، بجانب احترام بداية التصوير ومواعيد العمل داخل البلاتوه.

      وتقول في مذكراتها عن الصداقات والعلاقات العديدة التي جمعت بينها وبين رجال في السلطة في ذلك الزمن،والمواقف التي لاتنس،بالطبع كانت هناك علاقات عديدة وذلك لأني "عشرية "وبسيطة وأحب أصدقائي والناس، ولايوجد بيني وبينهم أي كلفة، خصوصًا بالنسبة لأصحابي الذين عاصروا بداية مشوار تحية عند بديعة وأيضا بعد ذلك ،مثل فريد الأطرش ومحمود الشريف ومحمد فوزي ووالدي الروحي سليمان نجيب، الذي علمني أشياء كثيرة وشجعني على القراءة بجانب اللغات،بجانب كبار الكتاب والصحفيين والنقاد الذين كانت تجمعني بهم جلسات كازينو الأوبرا بميدان الأوبرا في رمضان،حيث كنا نتقابل بعد الإفطار نتناول الشاي والشيشة، ثم نسير من ميدان الأوبرا حتى الحسين ونكمل السهرة في الفيشاوي حتى السحور،ونتناول الشاي الأخضر والكركديه، وآخر الليل نتناول السحور الذي كان يتكون من الفول والبيض والزبادي، ومن "الشلة" عز الدين ذوالفقار وفاتن حمامة وفطين عبد الوهاب ووحيد فريد والورداني والقشاشي وحسن الإمام وميكي ماوس وجليل البنداري، كنت أنا وهو مثل الديوك، وسليمان نجيب ومحمود الشريف الذي أصررت أن يقوم بتلحين أغنية "يا خارجة من باب الحمام"في "لعبة الست"، بدلاً من محمد عبد الوهاب؛ لأنه كانت هناك "عشرة" بيني وبين محمود الشريف من أيام كازينو بديعة، وأم كلثوم، كانت في الأساس صديقة لأمي قبل أن ترتبط بصداقة معي وترتبط أكثر صداقتي بها بعد السكن بجوارها بالزمالك، وكنت دائمًالا أفارقها طوال وجودها بمنزلها، وبالتالي كنت حريصة على حضور كل حفلاتها، ولدي كرسي معروف في الصفوف الأمامية، ولا أنسى حفل النادي الأهلي بمناسبة فوزه بالكأس أو الدوري، لم أتذكر بالضبط لكن أتذكر السنة 48.

      وكان من الصعب الحصول على تذكرة والجلوس في الصفوف الأمامية مع جمهور النادي الأهلي، وقررت الاستماع للحفل من خلال الراديو واتفقت معها على ذلك، لكن فجأة قررت الذهاب للحفل ومتابعته من وراء الستار، وأقف على المسرح وأتابع غناء أم كلثوم من خلف الستار، وتلمحني الست أثناء الغناء بطرف عينها وكنت أتراقص على نغمات أغنيتها "غني لي شوي شوي"،وبسرعة تتجه الست ناحيتي وتجذبني للوقوف أمامها على خشبة المسرح،أمام الجمهور الذي يزداد تصفيقه بمجرد مشاهدتي وتعلو الموسيقى مع صيحات المتفرجين من جمهور الحفل.

      وأحمد الله على أن كاميرات التليفزيون لم تكن قد ظهرت بعد، لتنقل هذه الصورة للجمهور، ورقصي على واحدة ونص على موسيقى أغنية "غني لي شوي شوي"،لتخرج مانشيتات الصحافة في اليوم التالى وتتصدر صورتي الصفحة الأولى، والعبارة التالية.."ضبط كاريوكا ترقص على المسرح أمام الست".

      وبجرأتها المعهودة تكمل "كاريوكا" الحديث عن أهل الفن في تلك الفترة وعلاقتها بنجوم وزملاء الفن والصحافة فتقول:الفنان أو الممثل الذي يقول عن نفسه بأنه وصل، أعرف على طول بأنه مغرور، ولذلك خرجت بخبرة طويلة من الوسط، وعشت بينهم الجميع كان يعمل لي ألف حساب خوفًا من طول لساني،لأن من الصعب أجامل أحدا،عملت مع كل مخرجي الجيل القديم، مزراحي ونيازي وعبد الفتاح حسن وبدرخان وحسين فوزي والصيفي وعاطف سالم وحسن الإمام وصلاح أبو سيف وحسن رضا وأسماء كثيرة ثانية، المخرج كان قائد السفينة، ولهذا كان يجب احترامه بمجرد دخوله البلاتوه.

      وحول أسلوب التعامل مع الممثلين والمخرجين داخل البلاتوه، تقول:

      كان لدي أسلوبا مميزا يشيد به كل من تعامل معي، احترام وحب للجميع، وتعلق:عن نفسي أقول عمري ما عملت مع أحد ووقفت أمام الكاميرا معه إلا وكانت النصيحة والتوجيه بدون تعالي؛لأن حدث ذلك معي، ولا أنسى توجيهات أستاذي سليمان نجيب،وبابا عبد الوارث عسر، ونجيب الريحاني، ويمكن ذكرت حكايته وأول لقاء في فيلم "لعبة الست"،من الصعب أن أنسى ذلك اليوم، وأتذكر أيضًا أول لقاء مع نور الشريف وهو يبدأ أول خطواته في السينما في فيلم "السراب"،مع المخرج أنور الشناوي، مجرد ما تقابلت مع نور أمام الكاميرا لونه تغير، ولسانه اتحشر فيه الكلام، وحاولت أمسك يده لتهدئته،فوجدته مثل الثلج!! فقلت "استوب"،وتحدثت معه بعيدا عن فريق العمل.

      "نور هل أنت خائف مني،معقول، أنا لست "غولة" مثل ما أنت فاهم حاول تأخذ الموضوع ببساطة، انسى الكاميرا ،كلنا إخوات لكاعتبرني أمك أو أختك،تحدث معي، لاتخاف مني، ودارت الكاميرا مرة ثانية، نفس الموضوع حدث مع المخرج حسام الدين مصطفى في أول تجربة له في الإخراج، وكان فيلم "الطريق"، كان حسام خائف مني ولايريد أن يتحدث معي أمام الزملاء، ربما قالوا له عني كلام بالنسبة لطقوسي أمام الكاميرا، واحترامي للمواعيد،حتى حدث تأخير من أحد العمال في إحضار الشريط الخام وتركيبه بالكاميرا،ولم يستطع أن يخبرني بهذا التأخير حتى لا أغضب، وبعد مرور وقت، عرفت حقيقة التأخير، وقلت له:لاتوجد مشكلة، ممكن يتأجل التصوير للغد.

      وكانت مفاجأة له أن يشاهدني وأنا في منتهى الهدوء والبرود، وانتهى الموضوع على خير .

      وتواصل كاريوكا:كنت معروفة باسم "المديونيرة"،لم أعمل حساب للغد لبكرة،كسبت فلوس كثير من الرقص والتمثيل، وضيعت فلوس كثيرة وصرفت بدون حساب ودخلت في مشاريع فنية، كلها خسرت فيها، ولم أعرف يوما قيمة المبالغ التي في حقيبتي.

      وتضيف كاريوكا خلال تصوير أحد الأفلام باستوديو الأهرام سمعت عن وفاة أحد عمال الكهرباء،بعد معاناة مع المرض استمرت طويلا كان الرجل فقيرا جدا وعنده"كوم لحم"من الأطفال، وبدأ الزملاء في جمع مبالغ مالية من أجل مساعدة الأولاد ولزوم الدفن، وبدأت في البكاء والبحث عن مبالغ في حقيبتي، أخرجت كل المبالغ التي كانت بحوزتي بسرعة وساهمت في الجنازة أيضا،ولما جاء الليل وأردت الذهاب للمنزل لم يكن معي ثمن سيارة الأجرة،وأمام البيت بدأت أبحث عن البواب حتى يسدد المبالغ للسائق التاكسي،" البنديرة،"-وللأسف -لم يكن موجودا بالعمارة في ذلك الوقت،ولهذا طلبت من سائق سيارة الأجرة أن يأتي غدا حتى يأخذ ثمن البنديرة 50 قرشا،بالطبع السائق لم يكن يتصور أو يتخيل، بأن الست الفنانة الكبيرة التي يسمع عنها ويشاهدها في السينما ليس معها خمسين قرشا .

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions