
الوحدة المتنقلة لتصوير الثدي .. وتصاميم تحارب المخدرات والمؤثرات العقلية في المركز الأول -
وزير الديوان : العمل التطوعي يجسّد واقعا ملموسا لأبناء المجتمع العماني منذ القدم -
الكلباني : الجائزة وسيلة للتقصي والبحث عن المشروعات المجيدة ليستفيد منها الآخرون -
كتب - يحيى الناعبي :
أكد معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني أن العمل التطوعي بالسلطنة يجسدّ واقعا ملموسا لأبناء المجتمع العماني منذ القدم، ويأتي اهتمام الحكومة لتشجيع هذا العمل والأخذ به إلى آفاق أوسع، مشيرا معاليه إلى أن الجائزة تحمل اسم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- والتي بلا شك سوف تدفع بالأفراد والمؤسسات إلى المزيد والتقدم في المشاريع لخدمة هذا البلد، وتؤكد على تثبيت المفاهيم المتأصلة في المجتمع العماني والمبنية على التسامح والتعاضد بين أبناء المجتمع الواحد، آملا معاليه أن تأتي الجائزة في الدورة القادمة بمشاريع أوسع وأفضل، لتعزز أهميتها وملبية لحاجات ومتطلبات المجتمع .
جاء ذلك خلال رعايته لحفل تكريم الأفراد والمؤسسات والجمعيات الفائزة مشاريعها بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها الأولى لعام 2011م ،الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية في قاعة عمان بفندق قصر البستان ، الذي أتى تزامنا مع احتفالات السلطنة بيوم العمل التطوعي والذي يصادف الخامس من ديسمبر، حيث بلغت عدد المشاريع التي كرمت على مستوى المؤسسات والجمعيات أربعة مشاريع ، جاء في المركز الأول مشروع ( الوحدة المتنقلة لتصوير الثدي ) للجمعية الأهلية لمكافحة السرطان ، والمركز الثاني مشروع ( مراكز محو الأمية في القرى ) لجمعية المرأة العمانية بولاية بدبد ، وحلّ في المركز الثالث مشروع ( توفير الأجهزة التعويضية ) للجمعية العمانية للمعوقين ، إلى جانب المركز الرابع للمشروع ( المركز الثقافي ) لجمعية دار العطاء ، كما بلغت مشاريع الأفراد التي كرمت ثلاثة مشاريع وحصل في المركز الأول مشروع ( تصاميم تحارب المخدرات والمؤثرات العقلية ) لصاحبه محمد بن إبراهيم بن فير محمد الزدجالي ، وفي المركز الثاني مشروع ( تكوين قرية صحية في الجريفات بولاية الحمراء) لمقدمته موزة بنت علي بن حمدان العبرية ، وفي المركز الثالث مشروع ( ترميم وتغليف وحفظ المخطوطات والوثائق التاريخية) لخالد بن سليمان الخروصي .
كما شهد الحفل تكريم المؤسسات والشركات والأفراد الداعمون للعمل التطوعي فعلى مستوى المؤسسات كرمت مؤسسة سعود بهوان الخيرية ، وعلى مستوى الشركات كُرمت شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال ، إلى جانب تكريم عبدالحسين بن باقر بن سليمان اللواتي على مستوى الأفراد.
وتضمن الحفل أيضا تكريم اللجان المجيدة في تفعيل العمل التطوعي وهي لجنة الزكاة بولاية البريمي ، ولجنة التنمية الاجتماعية بولاية إبراء .
وقد ألقى معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية رئيس اللجنة الرئيسية للجائزة كلمة الوزارة قال فيها : إنه لمن دواعي السعادة أن نحتفل باليوم الذي يقدر فيه ويكرم العمل التطوعي ـ وان دل ذلك على شيء فأنه يدل على مدى الوعي الذي وصل إليه مفهوم العمل التطوعي في السلطنة والاهتمام والرعاية التي يوليها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للعمل التطوعي ودعم مسيرته من خلال تخصيص جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي التي تهدف إلى حفز إبداعات الإنسان وابتكاراته ، ليتمكن من إسعاد الآخرين والعمل بكفاءة وفاعلية سواء كان ذلك بمفرده أو بالتكامل والمنافسة ضمن منظومته المجتمعية .
وختم معاليه الكلمة آملا أن يشهد العام الثاني للجائزة بمشيئة الله الخروج عن الشكل التقليدي للعمل التطوعي تنظيما وتوجيها وتخطيطا وفق برامج ممنهجة قائمة على رؤية واضحة هدفا وغاية وتطبيق تساعد على إذكاء روح التنافس بين جهات العمل التطوعي الجادة لدعم مسيرة التنمية الشاملة المستدامة لبلدنا الغالي عُمان.
بعد ذلك توالت فقرات الحفل حيث شاهد راعي الحفل والحضور عرض مادة فيلمية عن الجائزة ، تلاها إلقاء قصيدة بعنوان ( القلب الكبير ) ، أعقبها لوحة إنشادية ، وفي الختام قام راعي الحفل بتكريم الفائزين على مستوى الأفراد والمؤسسات .
مشروع الوحدة المتنقلة لتصوير الثدي:ترتكز فكرة هذا المشروع المقدم من الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان على الكشف المبكر عن سرطان الثدي في السلطنة من خلال وحدة متنقلة متكاملة التجهيزات وبكوادر فنية وطبية متخصصة، وتهدف الجمعية من خلال المشروع إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من النساء لتصوير الثدي بالأشعة ومسح عنق الرحم بالتعاون مع وزارة الصحة ، وذلك من خلال تغطية أنحاء السلطنة من محافظات وولايات وقرى ، إضافة إلى تقديم الخدمات اللاحقة إن ثبت إصابتها بتحديد مواعيد لهن لدى الأطباء الاختصاصين ومتابعة العلاج إلى جانب ما يقدمه المشروع لجميع النساء من التوجيه والتوعية والتثقيف.
مشروع مراكز محو الأمية في القرى
هذا المشروع المقدم من قبل جمعية المرأة العمانية بولاية بدبد عبارة عن مراكز لمحو الأمية في القرى التي تعاني من حالات الأمية في مجتمعها المحلي وخاصة النساء ، حيث تم افتتاح 7 مراكز في قرى متفرقة بالولاية ضمت 87 دارسة ، وباشرت الجمعية التخطيط لتنفيذ هذا المشروع أولا من خلال إجراء المسح الميداني للقرى وإحصاء النساء الراغبات في التعليم من خلال مشروع محو الأمية وتسجيلهن.
مشروع توفير الأجهزة التعويضية: يهدف المشروع الذي تقدمه الجمعية منذ إبريل 2008م إلى توفير 1000 كرسي متحرك ، وكرسي كهربائي ، و200سماعة لذوي الإعاقة السمعية مع نهاية عام 2010م بالتعاون مع القطاع الخاص وذلك بغرض مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والسمعية على الإندماج في المجتمع وإزالة العقبات والحواجز التي تحول دون تأهيل وتدريب المستفيدين وصولا إلى تشغيلهم .
المركز الثقافي:المشروع مقدم من جمعية دار العطاء ، والذي أقيم بمدرسة معاذ بن جبل للتعليم العام بقرية صياء بولاية قريات ، ويتمثل في إنشاء قاعة مجهزة بحوالي ( 1200) كتاب في شتى نواحي المعرفة وعدد ( 12 ) جهاز حاسوب آلي وجهاز عرض بهدف تأسيس وحدة متكاملة ( كتب – حاسوب – جهاز عرض ) ، ويستفيد من المشروع طلاب المدرسة البالغ عددهم 700 طالب بجانب الهيئتين التعليمية والإدارية للمدرسة ، إضافة إلى المجتمع المحلي بالقرية .
تصاميم تحارب المخدرات والمؤثرات العقلية
يرتكز الغرض من المشروع المقدم من محمد بن إبراهيم الزدجالي على نشر مظلة وقائية وتوعوية وإرشادية عن أضرار المخدرات والمؤثرات العقلية لدى أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم من خلال المخاطبة بالرسوم الكاريكاتورية والتصاميم التحذيرية كلغة خطاب تحذيري منظور ومقروء يجلب الانتباه ويشد الرؤيا إليه للحفاظ على قيم المجتمع ودرء خطر هذه السموم القاتلة ، وخاصة مخاطبة المدمن ذاته وأسرته والجهات المعنية وإلى عامة الناس ، حيث حظي المشروع بإقبال عامة أفراد المجتمع على التصاميم التوجيهية التي استعملت جانب التوجيه .
تكوين قرية صحية:يهدف المشروع المقدم من موزة بنت علي العبرية إلى تطوير الخدمات الصحية والتربوية والبيئية والاقتصادية لإحدى القرى ( الجريفات ) والتي تقع في ولاية الحمراء ، وتضمن المشروع تحديد حجم ونوع المشكلات التي تعاني منها القرية المذكورة ، وقد باشرت بتقديم الخدمات النوعية التي عالجت المشكلات التي تم التوصل إليها حيث نفذت خدماتها بصورة متلاحقة وكان أبرزها تطوير البيئة السكنية لأهالي القرية وتنظيم حظائر للحيوانات بعيدا عن المنازل ، وبيان مخاطرها البيئية من تواجدها داخل المنازل ، والتوعية والتنظيم لتجميع النفايات وبيان مخاطرها ، والتوعية الصحية وتقديم محاضرات عن رعاية الأم الحامل وتباعد الولادات بالتعاون مع وزارة الصحة ، والتوعية بالتغذية الصحية ومراجعة الجهات الصحية عن الإصابة بالأمراض والابتعاد قدر الإمكان عن العلاجات التقليدية والاستخدام الأفضل للدواء ، وأيضا رعاية كبار السن وتوفير البيئه المناسبة لهم قدر الإمكان بالإضافة إلى خدمات مجتمعية أخرى.

ترميم وتغليف وحفظ المخطوطات والوثائق التاريخية : تركز فكرة المشروع لصاحبة خالد بن سليمان الخروصي على ضرورة مساعدة المواطنين في ترميم الوثائق التي لديهم مجانا وتعريفهم بطرق وأساليب حفظها بما يحميها من التلف وذلك انطلاقا من حب صاحب المشروع للتراث العماني واهتمامه بأدواته مما دفعه إلى تأهيل نفسه فنيا وخصص جزءا كبيرا من وقته وماله في خدمة هذا الهدف مع تعليم أسرته فن ترميم وتغليف المخطوطات ، وقد أنشأ صاحب المشروع بإمكاناته المحدودة مكتبة عامة تضم العديد من الكتب والمراجع التي تهم الباحثين في التاريخ العماني ، وتحتوي على معمل للترميم والحفظ الذي ساهم في ترميم آلاف الوثائق التاريخية والمئات من المخطوطات وإنقاذها من التلف حفظا للذاكرة التاريخية العمانية .
المصدر