لنزار قباني

    • لنزار قباني

      أسألك الرحيلا



      لنفترق قليلا..

      لخير هذا الحب يا حبيبي

      وخيرنا..

      لنفترق قليلا

      لأني أريد أن تزيد في محبتي

      أريد أن تكرهني قليلا

      بحق ما لدينا..

      من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..

      بحق حبٍ رائعٍ..

      ما زال منقوشاً على فمينا

      ما زال محفوراً على يدينا..

      بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..

      وجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..

      وحبك الباقي على شعري على أناملي

      بحق ذكرياتنا

      وحزنا الجميل وابتسامنا

      وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا

      أكبر من شفاهنا..

      بحق أحلى قصة للحب في حياتنا

      أسألك الرحيلا

      لنفترق أحبابا..

      فالطير في كل موسمٍ..

      تفارق الهضابا..

      والشمس يا حبيبي..

      تكون أحلى عندما تحاول الغيابا

      كن في حياتي الشك والعذابا

      كن مرةً أسطورةً..

      كن مرةً سرابا..

      وكن سؤالاً في فمي

      لا يعرف الجوابا

      من أجل حبٍ رائعٍ

      يسكن منا القلب والأهدابا

      وكي أكون دائماً جميلةً

      وكي تكون أكثر اقترابا

      أسألك الذهابا..

      لنفترق.. ونحن عاشقان..

      لنفترق برغم كل الحب والحنان

      فمن خلال الدمع يا حبيبي

      أريد أن تراني

      ومن خلال النار والدخان

      أريد أن تراني..

      لنحترق.. لنبك يا حبيبي

      فقد نسينا

      نعمة البكاء من زمان

      لنفترق..

      كي لا يصير حبنا اعتيادا

      وشوقنا رمادا..

      وتذبل الأزهار في الأواني..

      كن مطمئن النفس يا صغيري

      فلم يزل حبك ملء العين والضمير

      ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير

      ولم أزل أحلم أن تكون لي..

      يا فارسي أنت ويا أميري

      لكني.. لكني..

      أخاف من عاطفتي

      أخاف من شعوري

      أخاف أن نسأم من أشواقنا

      أخاف من وصالنا..

      أخاف من عناقنا..

      فباسم حبٍ رائعٍ

      أزهر كالربيع في أعماقنا..

      أضاء مثل الشمس في أحداقنا

      وباسم أحلى قصةٍ للحب في زمانا

      أسألك الرحيلا..

      حتى يظل حبنا جميلا..

      حتى يكون عمره طويلا..

      أسألك الرحيلا..


    • قالت لهُ...


      أتحبني وأنا ضريرة ...


      وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...


      الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...


      ما أنت إلا بمجنون ...


      أو مشفقٌ على عمياء العيون ...


      قالَ ...


      بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...


      ولا أتمنى من دنيتي ...


      إلا أن تصيري زوجتي ...


      وقد رزقني الله المال ...


      وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...


      قالت ...


      إن أعدتّ إليّ بصري ...


      سأرضى بكَ يا قدري ...


      وسأقضي معك عمري ...


      لكن ..


      من يعطيني عينيه ...


      وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...


      وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...


      أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...


      وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...


      وستوفين بوعدكِ لي ...


      وتكونين زوجةً لي ...


      ويوم فتحت أعيُنها ...


      كان واقفاَ يمسُك يدها ...


      رأتهُ ...


      فدوت صرختُها ...


      أأنت أيضاً أعمى؟!!...


      وبكت حظها الشُؤمَ ...


      لا تحزني يا حبيبتي ...


      ستكونين عيوني و دليلتي ...


      فمتى تصيرين زوجتي ...


      قالت ...


      أأنا أتزوّجُ ضريرا ...


      وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...


      فبكى ...


      وقال سامحيني ...


      من أنا لتتزوّجيني ...


      ولكن ...


      قبل أن تترُكيني ...


      أريدُ منكِ أن تعديني ...


      أن تعتني جيداً بعيوني ...