من هنا وهناك(قصة قصيرة)

    • من هنا وهناك(قصة قصيرة)

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      افكار وخواطر محلها في رأسي الدائم التفكير بكل ما حوله من هنا وهناك احببت ان اشارككم ببعض تلك الخواطر والذكريات ...أتمنى ان اقرأ رأيكم ونقدكم فيما كتبت..
      **************************************************
      كم كانت طفولتي جميلة وبريئة مليئة بالاحداث المبهجة وكأن طفولتي تختلف عن طفولة بقية اخوتي الصغار حاليا .. يخيل لي ان طفولتهم مملة وخالية من التسلية ! ربما وربما لأنني كبرت مع الزمن ولم تعد الامور كما هي و لم اعد حرّة طليقة اليدين احلق في دنيتي الواسعة من غير هم ولا كرب ولا مسؤولية ..
      يا إلهي كم اشتاق لتلك الايام الطفولية و ...ألا ليت الطفولة تعود يوما!!

      شجرتي الحبيبة لم تعد كما هي لقد زالت من الوجود وزالت معها احلى الذكريات .. لكم حملتنا فوق اغصانها سنوات عديدة ولم تتذمر يوما بعبثنا بها بل كانت دائما كريمة تغدق علينا بثمرها الحلو المذاق .. وقتنا المفضل بعد الغداء مباشرة نستغل غفوة الكبار ونخرج كي نغفو فوق اكتافها عبثا تحاول اشعة الشمس ثنينا عن الخروج فشجرتنا الحبيبة كانت اعطف علينا من اشعة الشمس الحارقة بظلها الحنون و نسيمها المنعش رائحة طفولية بحتة.. تحمل معاها ضحكاتنا المنطلقة من هنا وهناك .. كيف نسيت احلامنا التي كنا نهذي بها بكل عفوية ونحن نسترخي على شجرتنا الشامخة .. ما عادت لتلك الاحلام وجود !!

      لكم كانت بعض احلامنا ساذجة ولكنها تحملني على الضحك كلما تذكرتها .. " بحلول عام 2000 اتمنى ان تكون لي مركبة فضائية احلق بها اينما اشاء حتى اصل الى قمة هذه الشجرة واقطف منها ما لذ لي وطاب من الثمر !" هههههههههههه يالها من أمنية سخيفة يا ابنة عمي .. حسنا اسمعي امنيتي انا ..." اتمنى بحلول عام 2000 ان يصبح منزلنا محاطا بقبّة زجاجية شفافة تمنع الاولاد المشاكسين من الاقتراب من شجرتنا هذه والعبث بها !" هههههههههههه انها اسخف من امنيتي يا دانة ..
      تتعالى ضحكاتنا وامنياتنا و لا نفارق شجرتنا الا عند مغيب الشمس بعد أن نمتع نظرنا برؤية الغروب من فوقها نودعها على أمل اللقاء بها غدا في نفس الموعد وكأنها تقول لنا تصبحون على خير يا أحبتي الصغار ..
      شجرتنا لم تكن مجرد مقر لنا للعب واللهو بل كنا ايضا نلوذ بالفرار اليها كلما شعرنا بالخوف واردنا ان نحتمي في مكان عالي.. كيف لا اذكر انها انقذتني من جرو جيراننا الصغير المتوحش في ذلك اليوم !
      لقد فاجأني بوجوده عند مدخل المنزل وقت خروجي من المنزل ياللهول انه أمامي و ما أدراك ما كلب جيراننا ! بالطبع لن استطيع العودة الي الداخل لأنه سيكون اسرع مني ولكن اين المفر من ذلك المشاكس سوف يلاحقني بالتأكيد ولسوف يصعد فوقي كما فعل بصديقتي قبل عدة ايام .. لا لا لا انا اكره الكلاب لدي عقدة ورهبة من الكلاب بعد المقلب الذي حدث لي مع الكلب في الشاطئ .. علي الركض اذا سريعا نعم من غير تفكير افضل مكان للجوء هو شجرتي كيف لا انني اجيد صعودها بكل يسر ولن يستطيع هذا الجرو المشاكس من صعودها مثلي.. ههههههههههههههههههه لقد نجحت فعلا حاول الصعود ايها القصير ان استطعت ..لك ان تنبح كيفما تشاء لكنك لن تستطيع الوصول اليّ وايذائي و حتى يرتاح قلبي سوف اصعد اكثر و اكثر فوق شجرتنا ..
      ولكن مهلا ربما استطاع هذا المخلوق المشاكس من الوصول اليّ عندها سوف اتورط لا محالة .. اذا علي القفز الي الجهة المقابلة من السور وبالفعل نجحت خطتي و استطعت الهرب من ذلك المتوحش الصغير بفضل شجرتي..لكم أحبك يا شجرتي و سأظل أحبك ..
      ولكن بالرغم مما تقدمه لنا فأن الحياة لا تخلو من المواقف الصعبة احيانا .. نعم و بسبب تلك المواقف وبّخنا من قبل الاهل وحُرمنا من صعود شجرتنا لعدة ايام و كل ذلك بسبب موقف لا يمكن نسيانه ابدا ..
      كنا كالعادة نلهو فوقها ولكن ابن عمي أراد ان يستعرض مهاراته في ذلك اليوم و ذلك بتحطيم الرقم القياسي في صعود اعلى قمة في الشجرة وصلنا اليها جميعا.. يا الهي لقد نجح في ذلك لقد كان سعيدا جدا باظهار شجاعته وكنا نضحك فرحين بما قام به ولكن ... ربااااااااه صوت تكسر الاغصان عليييييييييييييييييييييي انتبه يا علي... لم ندرك ما حدث الا بعدما رأيناه جسد لا يستطيع النطق من أثر السقوط يا الهي سوف يموت ماذا نفعل انطق يا علي لا فائدة انه يهتز بشدة محاولا النطق لم تكن السقطة بسيطة فلقد سقط من ذلك العلو مباشرة على عموده الفقري ... كنا خائفين جدا متصلبين في أماكننا من الخوف .. ولكن في نفس اللحظة تظهر والدته مصدومة بما تراه تحمله بسرعة من غير ان تنتبه لوجودنا فوق تلك الشجرة ونحن من الخوف لا نجرؤ ان نصدر اي صوت يلفت نظرها الينا .. الحمدلله لله لم يصب بأذى خطير ولكنه تأثر بعض الشئ ولم يستطع الكلام الا بعد يوم كامل ..حرمنا بسبب تلك الحادثة من الصعود مجددا لشجرتنا و اكتفينا بمراقبتها بأسى و شوق .. ولكن حمدا لله بعد مدة من الزمن عدنا اليها كما كنا واستقبلتنا بحضنها الواسع بكل شوق وحرارة كما كانت تفعل دوما..
      تستمر الحياة و تستجد الامور حين فاجأنا والدي بذلك اليوم بقراره الذي افجعنا وهو قطع محبوبتنا بعد كل تلك السنين يا الهي والدي ارجوك لا تفعل هذا سوف ننظف الاوراق المتساقطة في كل صباح وسوف لن نتمادى كثيرا بجلوسنا طول النهار فوق تلك الشجرة ولكن لا تقطعها ارجووووووووك ابي فقط دعها كما هي .. ولكن رغم شفقته بنا وبتعلقنا بتلك الشجرة لم يستطع ان يرجع عن قراره !
      آآآآآآآآه يا أبي لقد زالت كيف كيف بالامس كنا فوقها واليوم لا حياة لها لا وجود لها الا بقايا اغصانها المتناثرة هنا وهناك .. أبي لم لم لم حرمتنا منها انها لا تعوّض ..ضاعت احلامنا وضاعت أحلى ذكرياتنا الطفولية ..

      كبرنا ولم نعد نهتم بصعود الاشجار رغم وجود شجرة أخرى حلّت محلها ولكنها لا تمت لي بأي صلة لأنها ليست شجرتي .. انها تطول وتطول كل يوم و أخوتي الصغار يحبونها بشدة كما كنت أحب انا شجرتي ..أبي يفكر في قطعها كما قطع شجرتي ولكن هل يهمني أمر تلك الشجرة!
      فلتفعل ما تشاء يا أبي ..اعذروني يا أخوتي الصغار ولكنها لا تهمني مثلما تهمكم ...

      دانة الدنيا
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:3 ridge skyblue;'][CELL='filter:;']


      احلام الطفوله.. ذكريات الامس..
      جميعها تعيش فينا.. نستمد منها حكايات اليوم..
      وأمل الغد... نسترجعها.. لنعيشها مرة أخرى...

      دانة الدنيا

      هلا بيج ويانا.. نورت الساحه بوجودك...

      خواطر نفس تعيش ذكريات ماضيه..
      تحلق حولنا هذه الذكريات كفراشات صغيره..

      تحياتي لك..
      وأهلا بك معنا..

      [/CELL][/TABLE]
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      اختي الحبيبة
      تحدثت عما تكنه نفسك
      تجاه طفولة رائعة
      وشجرة راسخة
      واحلام يانعة
      جميلة تلك العبارات
      ولكــــــــــن
      تمنيت لو انك
      جعلتي لنا فرصة
      لنعقب على كل منها على حدة
      كي ننهل من ابداعك اختاه

      لك التحية
      أختك : صغيرة
      [/CELL][/TABLE]
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      Red Rose ، صغيرة ، اشكركم جدا على مروركم بكتابتي فعلا اخجلتموني بكلماتكم الدافئة وترحيبكم بكي و اتمنى فعلا أن اكون ضيفة خفيفة عليكم و ان تقبلوني أختا بينكم في هذا المنتدى.. لكم أجمل تحياتي و ان شاءالله أكمل معكم بقية مذكراتي ...

      تقبلوا فائق احترامي~!@g

      دانة الدنيا
    • قاتلتي :

      دانة$$e الدنيا

      منذ أحببتك

      رأيت العالم أحلى وأجمل

      وتغيرت نظرتي للحياة

      فبت أهواها وأتجمل

      أحببت الشِعر وبحبك صرت أتغزل

      وبت أحلم كل يوم أنني في حضنك أتدلل


      العزيزه :

      ابعث لكِ تحيه مقرونه
      بأزهار الغرام
      لتعطر لكِ حرفك

      ما اجمل الذكريااااااات
      وخاصةً عندما تكون مليئه بلاحداث


      سلمتِ غاليتي على حرفك النابض
      وحسك الراقي
      ولا عدمت حضوركِ الرقيق

      واقبلِ منِ اعذب تحيه تليق بكِ من قلب
      الاسير

      ودمتِ بكل الود مع باقة ورد

      $$e


      اسير الغرام
    • قرأت هذه القصة المعنونة ( هنا وهناك ) . والحقيقة، ان القصة جيدة ، لأنها عبرتْ عن تلك النزعة الداخلية التي هي تفتيح للرؤى الأولى وأقتلاع حركة الموهبة من جمودها ، المُحْكم عليها ، إن هذه الموهبة التي جاءت متسارعة ، كمالو كانت خاضعة لقانون ( نيوتن ) .. فالشخصيات فيها تختفي في هوة فاصلة بين حوادثها .. ، فالكاتبة كانت تخاطبنا ، بالجمع ( نحن ) مثل . (لكم كانت بعض احلامنا ساذجة ولكنها تحملني على الضحك كلما تذكرتها .. ) بعض الفقرات في هذه الرسالة الموجهه ، والتي أصر بترقيمها تحت إطار المعاناة المتفتحة .
      لكن ينقص هذه القصة ، كثير من مقومات القصة الحقيقية ، فجاءت قصة الزميلة ، كسرد تقليدي ، ولكن أستطيع أن أصف هذا النوع من القص ، بما يسمى ( بالقصة التثيلية ) لذا فإن صفات الشخصيات وأخلاقها وعاداتها ، مؤثرة في سير العمل القصصي .
      أشكر الأخت الكريمة ، التي جعلتنا نتابعها .. ولكني أرها أن سوف تتحسن في الأيام القادمة مع دوام التواصل .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      والله حبيت اسجل حضوري معاكم . وأهني الاخت العزيزة ( دانة الدنيا ) كعضوة جديدة في المنتدى |a

      ما أجملها من كلمات وعبارات قد تجعل الفرد منا يستعيد شيئا من ذكرياته المليئة بالاحداث المثيرة والتي لا تعرف معنى غير انها صادقة وصافية .

      (دانة الدنيا ) شكرا على موضوعك الاكثر من رائع والذي غرس في نفوسنا صدق المشاعر واحساس الطفولة البريئة .

      ( ألا ليت الطفولة تعود يوما ) حلوة هذي العبارة $$e

      أخوكم : الهجرس $$e
    • من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل....
      ذكريات تسكن الروح...ذكريات الطفوله البريئه...والمشاكسات الجميله...تبقى تسكن الروح...وفي الفكر...نتذكرها من حين لاخر..كلما ذاقة علينا الدنيا وما بها من هموم واحزان...فتبقى الذكريات الجميله...تدعو لمستقبل أجمل...وتعيد الامل في نفس...وتدعولتفائل وغدا أفضل....

      دانة الدنيا...أبدعتي بحق...في وصفك لتلك الطفوله الرائعه...بكل ما تحمله من مشاعر وصداقات ...
      سرد جميل...ووصف أجمل...لواقع رائع...عشته في ماضيك الجميل...
      أهلا وسهلا بك هنا بيننا....قلم مبدع ...
      فهنيئا لك هذا الابداع.....
      موفقه بأذن الله...
      والى الامام دائما....وننتظر المزيد...
      لكي تحيه طيبه...
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أشكر الجميع على تركهم الأثر الطيب في نفسي و بالفعل سررت جدا لقراءة ردودكم رغم أني عضوة جديدة لم اشارك الا بهذا الموضوع ..

      أخي الكريم أسير الغرام احرجتني بلطفك و اشكرك على تحيتك العذبة و خاطرتك الجميلة و ان شاءالله نكون عند حسن ظنكم دوما..
      ---------------------------------------------------
      أخي الكريم المرتاح فعلا سرّتني ملاحظاتك البناءة و تشجيعك لي و ان شاءالله سوف أحاول اظهار الشخصيات أكثر عند كتابتي لقصتي الطويلة التي ما تزال مطبوعة في رأسي ، ولربما لم أتطرق لذكر الشخصيات الاخرى هنا لأنها ليست قصة بالمعنى المقصود وانما هي مجرد مذكرات شخصية اكتبها ،اقرب لما وصفته بالسرد التقليدي . و بانتظار ملاحظاتك المفيدة دوما..
      ----------------------------------------------------
      أخي الكريم الهجرس سعدت بحضورك معي و بأبداء رأيك في كتابتي .. اشكرك على ترحيبك اللطيف بي وعلى ادخال البهجة في قلبي و ان شاءالله نتواصل معكم دوما ..
      ----------------------------------------------------
      أختي الكريمة ابتكار اشكرك عزيزتي على تعقيبك الدافئ و على ترحيبك بي لقد اخجلتم تواضعنا بوصفك لي بالقلم المبدع لأنني ما زلت مبتدئة .. فعلا سررت بالتعرف عليكي اختي الكريمة و سررت بالتعرف على جميع اخواني واخواتي الكرام ..

      تقبلوا مني فائق الاحترام

      أطيب تحياتي

      دانة
    • من هنا وهناك(الجزء الثاني من مذكراتي الشخصية)

      حادثة اليوم قلبت في رأسي ذكريات جديدة رغم ما ألمّ بي من الألم الا انني ضحكت كثيرا وأنا اتذكر بعض المواقف المؤلمة والطريفة التي حدثت لي و لأحبتي في طفولتي .. إليكم هذه السطور من سطور حياتي التي اتمنى ان تنال على استحسانكم ..
      **********************************************************************************

      اليوم بعد ان انتهيت من محاضرتي الاولى في الصباح الباكر خرجت قاصدة المبنى الاخر التي تقام فيه محاضرتي الثانية .. و بينما انا امشي بحذر كبير في الطريق المؤدي للمبنى الاخر كنت اتخيل سقوطي في ذلك اليوم وسط الطلبة بسبب النعاس الذي كان يداهمني ... لذلك كنت أكثر تحذرا عندما مررت بمكان سقوطي و الحمدلله تجاوزته بسلام ولم يبق بيني وبين دخولي المبنى سوى بضع خطوات.. "ولكن من هذا الشخص الفارع الطول الذي يمر أمامي! آه انه أحد الطلبة الذين يحضرون محاضرتي الثالثة".. اخفضت رأسي عندما مر بجانبي حتى لا يقع نظري بنظره ولكن قبل أن يتجاوزني حدث ما لم يكن بالحسبان .."سوف أقع!!!" يا إلهي لم انتبه لتلك الفجوة الموجودة بالطريق بسبب الاوراق الخريفية المتناثرة هنا وهناك ..."آآآآخ".. لا فائدة لقد وقعت رغم حذري.. "يا له من صباح سئ اتسخت ملابسي قليلا !" .." تذكرت أنا ما زلت على الارض وحقيبتي فوق رأسي ! آآآآآآآآآه ما هذا الموقف المحرج يا الهي ليتهم يختفون من أمامي و بالتحديد ذلك الفتى" .. لقد توقف.. "ارجوك لا ترجع اذهب!" "رباه عليّ أن اقف على قدمي بسرعة البرق قبل أن يمد يده لمساعدتي يكفي أنني سقطت أمامه" ...وبالفعل استطعت ان اقف بسرعة قبل ان يصبح مقابلا لي.. بادرني بقوله هل انتي بخير؟ أجبته ووجهي يكاد ينفجر من الاحراج "نعم شكرا ! "لكم أن تتخيلوا الحرارة التي كانت تنبعث من وجهي بسبب تلك الابتسامة التي كانت مرتسمة على وجهه والتي لم استطع تفسيرها غير انها ابتسامة خبيثة كالتي كانت تظهر على شفتيّ حينما يسقط أحدا أمامي !
      رغم شعوري بالألم طوال اليوم في كاحلي غير أنني تذكرت حادثة المسجد التي جعلتني أنفجر من الضحك والألم على نفسي..

      كنت بصحبة ابنة عمي في يوم لا ينسى من أيامنا الجميلة .. توقفنا لصلاة الظهر في احدى المساجد فتقدمتني ابنة عمي للوضوء.. أما أنا فذهبت الى داخل المسجد لخلع عباءتي حتى لا تتسخ! و لأن المسجد كان خاليا الا منّا نحن الاثنتين قررت ترك غطاء شعري ايضا داخل المسجد وانا مطمئنة لعدم حضور اي شخص .. ربما نسيت أن المسجد ليس منزلنا! كل شئ كان على ما يرام ابنة عمي بدأت بالصلاة وانا في تلك اللحظة انتهيت من الوضوء متجة لمصلى النساء ويا لها من مفاجأة حين رأيت امرأة قادمة باتجاهي .. وبالرغم من كونها امرأة غير انني شعرت بالحرج لظهوري امامها بتلك الصورة فأسرعت بخطوتي لكي ادخل قبلها لداخل المسجد ولكن هيهااااااات الماء و حذائي والبلاط كلهم كانوا ضدي .. كان يجب أن اتعلم درسا و يا له من درس سقوط متفنن ومتقن للغاية أمام المرأة التي فزعت وبسملت لما رأتني انزلق باتجاهها بقوة .. تغيرت الالوان سريعا في وجهي من لون الذهول للخوف للاحراج و لم اتمالك نفسي ... زحفت للداخل حيث لم يكن بإمكاني الوقوف على قدمي من شدة الألم ولكن ضحكاتي كانت تسبق دموعي فهي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن شعوري بالحرج الشديد .. و لم يزدني شكل ابنة عمي وهي تهتز في صلاتها من ضحكتها المكبوتة غير الضحك ..لقد صحّ توقعها " كل ذلك الضحك مفاده أن دانة سقطت سقوط الموسم"..

      ولا أخفي عليكم لم أكن اكتفي بسقوطي بمفردي بل كنت اتسبب احيانا في سقوط غيري!
      في ايام طفولتنا الشقية كنّا مولعين بغسل ارضية المطبخ ! نعم قد يبدوا غريبا ولكنها كانت من هواياتنا المفضلة واذا عُرف السبب بطل العجب..لقد كان لدينا هدف آخر من غسل المطبخ غير تنظيفه ألا وهو الرقص و التزلج على رغوة الصابون!! ههههههههههههه وللعلم فقد كنا مهرة في التزلج على الصابون .. كنا نجتمع نحن شلة الاشرار الصغار أنا وابنة عمي وأختي و نبدأ بملئ ارضية المطبخ بالصابون وبعدها نسكب الماء فوق الصابون حتى تتكون الرغوة ونبدأ باللعب ! ذات يوم وقعت خالتي التي تصغرني بعام ضحية التزحلق على الصابون حيث أنها كانت في منزلنا يومها عندما قررت أن أريها كيفية التزلج على ارضية المطبخ .. اسرفت من وضع الصابون على ارضية المطبخ واغلقت الباب علينا نحن الاثنتين حتى لا تحضر والدتي وترى الهول .. و بدأت بتعليمها سر اللعبة ! و ما هي الا لحظات حتى اصبحت ترقص بفرح لتعلمها تلك اللعبة الجميلة و حتى نضيف جوّا مرحاً احضرت لها ممسحة المطبخ بعصاها الطويلة لكي نبدأ حفلة الرقص الموسيقية ! بدأنا بدندنة المقطوعة الموسيقية الشهيرة للحفلات في افلام الرسوم المتحركة و هي تتمايل مع عصا الممسحة بحركات متقنة .. "دانة دانة لدي فكرة سوف أنادي أختك الصغرى حتى ترا مهارتي في التزلج على رغوة الصابون" قالتها خالتي بسرور وشغف واضح و كأنها سوف تقدم أجمل استعراض لها بعد قليل .. لذلك سارعت بفتح باب المطبخ و مناداة أختي التي ما إن سمعت الخبر حتى سارعت بالمجئ معي و بالطبع بهدوء حتى لا تستيقظ أمي !
      بدأت خالتي بتقديم نفسها بزهو كي تبدأ بالرقص و أنا رأس البلية أصفق تشجيعا لها ! ولكن ما إن بدأت بالتمايل مع العصا حتى زلّت قدماها بلا مقدمات لتفقد سيطرتها و ليتحول الاستعراض الى استعراض مضحك للانزلاق على الصابون ! لم نتمالك أنفسنا من كتمان ضحكتنا عليها وبالاخص أختي التي انفجرت ضاحكة وكأننا احضرنها كي ترى سقوط خالتي ..و لكن لحسن حظي أنها لم تتأذى!

      مواقف كثيرة لا يسعني ذكرها جميعا ولكني سأكتفي بذكر آخر موقف حملني على الضحك بصوت مسموع اليوم و أنا اتجوّل بمفردي بالجامعة وهو موقف حدث لابن عمي والتي كنت السبب فيه مجددا.. في أيام طفولتي كنت يومها في منزل عمي و كنا نلعب سويّا انا وابن عميّ الذي يصغرني بعام ونصف تقريبا ..و بينما نحن كذلك طلب مني أن أقوم بمسك يديه وتدويره بشكل دائري ..رفضت الفكرة متعللة أنني لا استطيع حمله..ولكن بعد إلحاح منه لم أجد مفرا من تلبية رغبته حيث أنه كان صغيرا حينها ولم أكن أودّ أن أجعله يبكي.. للحق كنت قد نسيت كيفية فعل ذلك لذلك قمت بحمله من قدميه بدلا من يديه! ورغم أن الأمر كان شاقا علي الا انني بدأت بتدويره بصعوبة و بدأت ضحكته الطفولية تملأ الصالة ولكنها مثلما يقولون فرحة لم تتم! ما هي الا لحظات حتى سمعت صوت ارتطام شديد في رأسه بساق طاولة الطعام التي لم انتبه لها ..ولكم ان تتخيلوا مقدار الصراخ والبكاء الذي صدر منه و مقدار الخوف الذي اعتلاني من التوبيخ !
      كلما تذكرت هذا الموقف انفجر ضاحكة بسبب غبائي الذي جعلني اصدم رأسه الصغير بالطاولة.. لا أعلم ان كان يذكر هذا الموقف أم لا..ولكن..

      مرة أخرى تفوح ذاكرتي بذكريات طفولتي الشقية التي لا أملك أمامها غير الابتسام لطفولة راحلة ..
      وبالرغم من رحيلها سأظلّ أحتفظ بالذكرى في صندوقي الخاص إلى ماشاءالله..

      دانة الدنيا
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      دانة الدنيااااا
      جمااال الذكريااات تلك المفرحه .. تلك الذكرياااتن الطفولية .. التي تسبح بخيااال حااالم ..

      مرحبااا بك معناااا وأهلا بحروفك وبسرد ذكرياااتك بينناااا ..

      هنااا نسمعك ...
      وكلنا يستفيد من أخطاءه ..
      لك كل التحااياااا ..

      فواااصلي
      ..
      [/CELL][/TABLE]
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أشكرك اختي الكريمة أمل الحياة على مشاركتك الرقيقة لي و على قراءتك لسطوري

      ولك مني كل الاحترام والتقدير و ارجوا ان تنال كتاباتي البسيطة على رضاك

      تحياتي لك

      اختك دانة الدنيا
    • [TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:4 inset green;'][CELL='filter: dropshadow(color=burlywood,offx=4,offy=4);']
      سيدتي دانة الدنيا ...
      جميل ان يذكر الواحد منا ما دار في زمن طفولته ..
      والاجمل ان يكتبه كخاطره ..
      لمشاركته اخوانه واخواته ...
      احلامك كانت جميله ...
      ولا زالت جميله ..
      وستبقى للأبد جميله ..
      لانها أحلام الطفوله ..
      وايام الحريه المطلقه ...
      تحياتي ..... لك سيدتي ...

      إعصار ....|t |t |t |e
      [/CELL][/TABLE]
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      اليكم أنقل صفحة اخرى من مذكراتي و ارجوا ان تنال على اعجابكم و بانتظار آرائكم واتقبل منكم النقد البنّاء...

      ****************************************************


      نزفت العبرات الحارقة بعد خروجي من قاعة الاختبار اليوم، مشيت و سيل الدموع على وجنتيّ تنساب بهدوء ، لم أكن أبالي بمن حولي من الطلبة احاسيسي تنزف ولم أدري أبسبب صعوبة الاختبار، رغم توقعي لصعوبته، أم بسبب الصداع الذي لم يفارقني منذ بداية الاسبوع أم أنه الجو الكئيب عصف بكياني و حرّك مشاعر مكبوتة في داخلي .. الدنيا كئيبة جدا اليوم عواصف ساخطة منذ الصباح لم يهدأ سخطها ، تدمر كل ما حولها ولا تبالي بالدمار الذي سببته .. أوراق خريفية مبعثرة هنا وهناك في حركات هوجاء مستسلمة تماما لحركة الرياح العاصفة .. والبرد قارس يكاد يمزق كل عرق في وجهي ويديّ العاريتين، حتى أن دموعي المنسابة تكاد تتجمد في وجهي حال سقوطها .. لكم تمنيت أن اشعر بدفء افتقده كثيرا، دفء ينسيني قسوة الامتحان و ينسيني آلام رأسي، دفء يغمر الدنيا بحنانه ولطفه .. آه لو تدرون أي دفء أنشده في ظلمة ليلي ونشوة حنيني .. تراها تشعر أنني بحاجة لها ؟ تراها تحس أن فلذة كبدها تبحث عن حضنها؟ سحقا للمسافات التي تفصلني عنها، و سحقا للبحر الذي يفصلني عنها الاف الاميال!..
      مهلا، يبدو أنني قد أخطأت حين ذممت البحر لأنه الذكرى الجميلة التي داهمتني وسط المعمعة التي مررت بها اليوم .. نعم ذكرى بحري الذي افتقده منذ مجيئي هنا .. بحري الذي هو سحر يأسر ناظريه بروعته وجماله.. بحري الذي ترعرعت وأنا انظر اليه و أمتع ناظريّ ببديع لونه الأزرق الخلاب .. أتدرون أنني كلما كنت أودّ الترويح عن نفسي كنت اصعد الى سطح منزلنا المطلّ على بحري الفاتن.. هناك أجد الحياة تدب حولي و اشعر بفرحة غامرة تحضنني مع نسمات البحر الشمالي .. منظر ليس بعده منظر.. منظر مجرد التفكير فيه يكاد ينسيني ما أنا عليه من الكآبة والحزن .. يأخذني معه لبحر الذكريات وأيام الصبا .. لكم كنت أحب سماع أصوات الاطفال يلعبون هنا وهناك ومشاهدتهم من فوق سطحنا وهم يضحكون ويتسامرون ويشاكسون بعضهم البعض .. المنظر من فوق سطح منزلنا مطلّ على جوانب كثيرة تمكنك من رؤية ما حول المنطقة كلها تقريبا .. و هناك على بعد خمسة أمتار من منزلنا يكمن الملعب الذي وضعه فتيان المنطقة ليمارسوا كرة القدم المفضلة لديهم مع بداية كل عصر و يتفرقون مع مغيب كل شمس على أمل اللقاء في اليوم التالي مجددا .. كم تحملني كل تلك المناظر على الابتسام بسرور وافر ، بسمة تتوردّ معها وجنتيّ وتدبّ الحياة في عروقي بحرارة دمي الدافئة .. أرجع لمراقبة بحري من جديد وهو ما زال يذهب و يجي في حركة منتظمة يبلل فيها طرف ثوب الشاطئ و يبتعد ضاحكا و مصرّا على اعادة الكرّة مع الرمال الذهبية المزينة بالاصداف الجميلة .. ليته يبلل قدميّ مثلها! .. يبدو أن الفكرة اعجبتني، لذلك أسارع بالنزول من سطح منزلنا متجهة لأمي أستأذنها بالذهاب الى شاطئ البحر .. و لا يسعها أن ترفض طلبي اذا رأت عينيّ تتلألأ ببريق البحر .. أطير من الفرحة لموافقتها و اذهب لاصطحاب ابنة عمي معي حيث أنني لم أكن أخرج إلا معها في معظم الاحيان.. نقطع المسافة بين منزلنا و البحر بخطوات سريعة حتى نصل سريعا لمرادنا و بمجرد رؤيتنا للشاطئ و بمجرد سماعنا لأمواج البحر اللطيفة و ملامسة نسمات البحر العليلة لنا، ننطلق راكضين باتجاه البحر تاركين احذيتنا خلفنا حتى نشعر بمداعبة البحر لأقدامنا و أمواج السعادة تملأ قلوبنا .. نداعب مياه البحر بدورنا بلمسات اطراف اصابع يدينا و نرش بعضنا البعض بماء البحر الذي نحمله على راحة اصابعنا و تتوالى ضحكاتنا البريئة .. نستمر في المشي على جانب الشاطئ و نجمع الاصداف الرقيقة حتى يحين موعد الغروب، نودع البحر عند ذلك و ننطلق عائدين الى المنزل و لكن ليس قبل أن نصعد مجددا الى السطح كي ننظر الى البحر نظرة وداع أخيرة و أمواجه تتراجع شيئا فشيئا مع غروب الشمس و نرى الاطفال والفتيان عائدين الى منازلهم ،وتحلق من حولنا طيور النورس عند غروب الشمس في سرب منتظم تسبّح معه نفسي على عظمة ابداع الخالق ، بعدها نعود الى الداخل و نحلم أحلاما زمردية مع بحري الرائع ..
      ولكن فجأة اتوقف عند مدخل منزلي وانصدم بواقعي الحالي و الثلوج تكاد تغطي معطفي وتجمدّ اطرافي، تنزاح بعدها ذكرى البحر و ذكرى صفاء الجو ، فأرتمي الى الداخل و أنا اصارع دمعي حتى لا يخذلني في غربتي و أنام على صوت الرياح العاتية وعلى نغمات أنّات قلبي الحزين وجسمي يلتوي من البرد حالمة بالدفء الذي تمنيته و لم أحظى به اليوم..

      تحياتي دانة الدنيا
    • دانة الدنيا ايتها العزيزة الحالمة مع احلى ذكريات الطفولة الجميلة

      لقد جعلتينا نشاركك تلك الأيام الخوالي وهذا يجعلنا نشعر باننا

      أصبحنا معا وكأننا في بيت واحد يجمعنا معا فلحظات الطفوله

      وأيامها الجميلة ستبقى في الذاكرة فشكرا لك على هذه المشاركة

      الرائعة ومزيد من الذكريات التي ستبقى عالقة في الذاكرة

      مع خالص تحياتي سعيد الهنداسي
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أخي الكريم سعيد الهنداسي سعدت كثيرا بمشاركتك لي هنا و ابداءك لرأيك بما أكتب .. فعلا سررت بوجودك و اتمنى أن يوفقني الله لكتابة المزيد من مذكراتي على أمل اللقاء بكم مجددا ..

      و اعذر تقصيري

      لك خالص تحياتي

      أختك دانة
    • طفلة الحشرات...



      كثيرا ما أقارن بيني الآن بعدما كبرت وبين الفتاة التي كانت تسكن في أعماقي في طفولتي، مقارنات كثيرة بعضها يحملني على الضحك وبعضها يحملني على الاستغراب والاندهاش ...وها أنا أعود مجددا لفتح صندوق مذكراتي لكم بذكريات قصيرة عن طفولتي..
      فلقد هالني ما رأيته في ذلك الصندوق من تصرفات تلك الطفلة الجريئة و لا أكاد أصدق انها فعلت ما لا أستطيع أن أتخيل نفسي انّي اقوم به الآن ..
      تلك الطفلة كانت شعلة من الأمل المشرق و الطموح العالي لن يسعني أن أكتب ما كانت تطمح اليه تلك الطفلة من أحلام و أماني تجعلني انفجر ضاحكة لأنها كانت تؤمن بأنها ستحقق كل ما تحلم به يوما ما ولم تكن تعلم ان الحياة الحقيقية اكثر صعوبة مليئة بالعثرات و المنحدرات ...
      لكن يبدو ان تلك الطفلة كانت تحمل خيالا واسعا ! و من تلك الامور البسيطة التي كانت تشغل تفكيرها دراسة الحشرات و طريقة حياتها و تركيب اجزاءها الصغيرة! حقا تقززني ولكنها كانت تستمتع بذلك ..
      كانت تهوى مراقبة النمل وهو يعمل بجد ونشاط من غير كلل او ملل ، منظرها يبعث على التأمل و التفكير و يعمل على صفاء الذهن .. لم يكن لدى تلك الطفلة ايّة مسؤولية او واجبات تشغلها عن ما تفعله ، لذلك لم تكن تأبه بالوقت الذي تقضيه بالساعات في مساعدة النمل على جمع غذائه و تخزينه في بيته الصغير الذي لطالما تمنت تلك الطفلة ان تنكمش لكي تدخله وترى تصميمه عن قرب..
      لكن تلك الطفلة لم تكن ملاكا يهتم بأرواح الحشرات المسكينة فقد كانت احيانا تتعمد أن تجري تجاربها القاسية على بعض ضحايا النمل.. حيث كانت تسحق احدى النملات حتى الموت و تقوم بأخذ اشلائها المتناثرة وتقريبه من النمل الباحث عن الغذاء ( وحشية!) كانت تجاربها تنجح ولكنها لم تعرف سبب قيام النمل بأخذ بقايا النمل الميت معه هل يحسبه فتات غذاء ام انه احتراما للميت يقوم باخذ الاشلاء الى مقره لتقام مراسم الدفن!
      ولصغر حجم النمل لم تكن تلك الطفلة الغريبة الاطوار تشرح النمل بل كانت تختار انواعا اخرى من الحشرات لتشريحها ،وتوقعوا اي حشرة تعشق تشريحها غريبة الاطوار تلك!
      الصرصار ! نعم و يحلو لها تشريحه ان كان من النوع الكبير .. كانت تذهب للبحث عن الصراصير الكبيرة في الخارج و تفرح كثيرا عندما تحصل على صيد ثمين من تلك الصراصير المسكينة التي كانت تنتفها نتفا .. كانت تبدأ بتشريح الجناحان ثم الارجل ثم قرنا الاستشعار و اخيرا تجهز على احشائه الداخلية التي كانت تخلف رائحة كريهة في يديها ! لم تكن تشعر بالتقزز من فعل ذلك طالما انها سوف تغسل يديها جيدا بعدما تنتهي من تجاربها ! و لكني الآن استطيع ان اشعر بما كان يشعره اخيها الكبير حين يراها تلعب بالصرصار ويصرخ مشمئزا لكي تتوقف ولكنها تقابله بالضحك الماكر و تتوعده بلمسه قبل ان تغسل يديها ان حاول ضربها هههههههه! قلت لكم تلك الفتاة كانت داهية صغيرة !
      وقائمة الحشرات التي كانت تدرسها تلك الفتاة لكي تصبح عالمة حشرات في المستقبل لم تكن تشمل الصراصير والنمل بل لكم ان تتخيلوا كل حشرة لا حول لها ولا قوة وغير قادرة على لسعها !
      و للعلم فقد كانت تلك الطفلة تؤمن بوجود الاقزام فرغم انها كانت تعلم ان ما تشاهده من الرسوم المتحركة "كحكيم الاقزام" و "ميمي الصغيرة "مجرد خيال لكنها كانت تتمنى حصول معجزة تجعل الخيال حقيقة بالنسبة لها.. لذلك كانت تواظب على البحث عن الاقزام في كل مكان خارج المنزل وفي كل ركن ضيق داخل المنزل ،و لشدة رغبتها بامتلاك قزم صغير جميل يشبه ميمي الصغيرة كانت تقوم بالدعاء خلف كل صلاة بخشوع وتضرع وتطلب من الله ان يوفقها في ايجاد اقزامها الجميلة ولكن ليس قبل ان تدعي الله بأن يشفي اختها الصغيرة رحمها الله..
      كانت تحلم ببناء بيت صغير لهم وبالاحتفاظ بسرهم كما كانت تفعل ماريا مع ميمي وظلت على هذا الحلم أعواما حتى كبرت و ملّت الانتظار او بالاصح كبرت وتغير تفكيرها، اصبحت كل تلك الاحلام والطموحات في ورق الذكرى تبحث عن من يحيها من جديد ويعيش على أمل تحقيقها لسنوات عديدة قبل ان يكتشف حقيقة الحياة التي يعيشها وحقيقة الواقع الذي يحطم كل حلم جميل حلمنا بتحقيقه يوما..

      دانة

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

      شكرا لجميع الأخوة والاخوات الذين شاركوني مذكراتي هنا، وها أنا أعود لكتابة صفحة أخرى ولكني أكتبها اليوم بدمع عيني واشارككم بها علّني أجد مخرجا من ضيقي..

      ======================================

      لطالما بكينا لأتفه الاسباب واعظمها ولكن دمع الفراق قاسي بكل انواعه ، فراق الأحبة يحمل معه أقسى انواع الدمع لأننا ان بكينا على فراق عزيز سنتذكرمعه كل عزيز فرقته الحياة عنا منذ ان ذرفنا أول دمعة فراق الى هذه اللحظة.
      تذكرت اليوم حبيبتي الصغيرة التي هي أول من ابتليت بفراقها منذ سبع سنوات بعد ان ضاق صدري اليوم و ذرفت دمعا مزق جفن عيني على حادثة استحقت دمعي الغالي وليس اي دمع.
      لجأت للكتابة حتى أزيح ما تراكم على قلبي من الضيق والهم وعلى ذكرى الحبيبة سأحكي علّني ارتاح أو علّني ازداد بكاءا فأغسل روحي العاصية من بعض ذنوبها.
      هذه الحبيبة ليست سوى أختي التي تصغرني بخمس سنوات تلك الطفلة التي لم ترى من الدنيا سوى المرض والمعاناة الدائمة ، وبالرغم من انها ارتاحت من هذه الحياة الفانية بعد ثمان سنوات من الصمود الا انها فجعت قلبي بفراقها.
      كيف لا وقد كانت بالأمس تضحك من غير أن نعرف سر ضحكتها وقد كانت بالأمس تبكي من غير أن نعرف سر بكائها. لكم تمنيت عودتها للحياة حتى أهبها كل عمري ووقتي الذي كنت أبخل عليها به. آه من لحظات تلك اللحظات التي أراها وقد سلمت روحها لبارئها في أحضان أمي ينام جسدها الطاهر بكل أمن و طمأنينة ويشع وجهها نورا واشراقا كملاك طاهر لم يرى في هذه الدنيا خيرها من شرها.آه من تلك اللحظات التي قبلتها فيها القبلة الأخيرة على جبينها الدافئ ولمست فيها جسدها الصغير غير مصدقة انها بلا حراك.
      لم أتحمل رؤية الكل من حولي يبكي وانا أودّ الصراخ بجنون لا لا لا لن تنام اليوم تحت التراب آه يا أختي لن تخرجي من بيتنا اليوم الى ذلك القبر الموحش آه ثم آه اعيدوا اليها الروح وخذوا روحي بدلا من روحها.
      وما هي الا لحظات حتى ضج البيت لأول مرة في حياتي بالقاصي والداني ووجدت نفسي لا مكان لي وسط هذه الضجة التي لم استطع تحملها. كنت فقط اسمع بما يحدث في منزلنا ولا استطيع الحضور للمنزل ورؤية الحبيبة تغسّل وتكفن استعدادا لزفّها الى مأواها الذي سيضم جسدها الطاهر الى يوم يشيب فيه الولدان من هوله.
      تصلني الاخبار بأن الحبيبة قد تم حشوها بالقطن الأبيض فيرتجف جسدي جزعا لذلك واسمع أنّ طيبها الأخير كان الكافور فأرتعب من رائحة الكافور من يومها. ولم يرحموا قلبي الضعيف لكي يخبروني بأنهم يحملونها الآن في موكب يتسابق فيه الرجال لحمل نعشها والمشي في جنازتها. آه اعيدوها كي أراها مرة أخرى لا تفجعوني بوداعها لا تضعوها في تلك الحفرة العميقة ولا تواروها التراب وترحلوا عنها آه يا الهي لمن اشتكي ووحدك العالم بحالي.أخاف من النحيب والبكاء عليها طوال حياتي حتى لا تتعذب في مثواها، ولكني لا استطيع منع نفسي من استعادة ذكراها بالنحيب كلما أحسست بحرقة في فؤادي وكلما هلّ دمع عيني في الحوادث الجسام وكلما اثقلتني ذنوبي وكروبي.
      أيتها الحبيبة التي ستبقى ذكراك في نفسي حتى يضمني التراب كما ضمّك قبلي سامحيني على كل لحظة تركتك فيها بمفردك وانشغلت بها عنك بمتاع هذه الدنيا الفانية. أيتها الحبيبة سامحيني على ذرف الدموع على ذكراك فلم تكوني مجرد شخص رحل عني وودعني من غير سابق انذار.أيتها الحبيبة ذكراك في القلب باقٍ ولكني لا أعلم مصيري فهل ترانا نلتقي وقد علمت أن مصيرك ايتها الحبيبة جنّة الخلد.



      تحياتي اختكم دانة


      [RAM]http://www.enshad.net/audio/Ya_7abeebi_D/Ya_7abeebi_D_-_02_-_Ya_7abeebi.ram[/RAM]