[TABLE='align: center']
[TR]
[TD='class: option, bgcolor: initial']

نشرت في تاريخ: Monday, June 28
الكاتب: رنة جوني[/TD]
[TD='width: 25%, align: right']
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

[TABLE='align: center']
[TR]
[TD='width: 205, align: right'][/TD]
[TD='width: 2'][/TD]
[TD]العدد 97 أيار 2010
«أربع سنوات فقط ويختفي الجنس البشري من الوجود إذا اختفى النحل» هذا شعار أم رامي الجنوبية الوحيدة التي إمتهنت تربية النحل،عشقته وعايشت عالمه رغم أنها تصفه «بالأشغال الشاقة»،بين كلماتها تلمس دعوة جامعة للنسوة للاقتداء بها، هي رحلة طريق النحل مشته أم رامي بعشق بعد أن تتلمذت على يدي زوجها أبو رامي.

نحّالة بين قفران النحل في الحقل،طبيبة تصف أدوية النحل لأهالي قرى النبطية، تمضي وقتها بين تحضير عدة "النحّال" من كفوف جلد أصلي وأقنعة، جزمة وبنطال منفوخ وعتلة لنزع براويز العسل. من مدرسة النحل إنطلقت، وعلى طريق النحل سارت وتميزت عجقة زبائن المحل: هذا يطلب علبة شرائح "الفاروا"وذاك يطلب قبعة النحّال، وآخر يحمل كتاب تعلم تربية النحل ويستفسر عن كل شاردة وواردة.

أحبوا النّحلتتلقف أم رامي إرتباك الفتى "انت بتحب تربية النحل جديد، لازم يكون عندك ثقة من داخلك، لازم تحب النحلة كرمال تعطيك من خيراتها" هي نصيحة قدمتها أم رامي لحسين،نابعة من القلب مصحوبة بإبتسامة لا تفارق وجهها، تتجول إم رامي بين عدة النحل، لا يخفى عليها خافية، تصف الدواء المناسب لأي مرض يصيب النحل، يرن الهاتف تجيب: "يجب أن تسارع الى وضع شرائح "الفاروا" قبل أن تتلف نحلتك، يجب عليك أن ترشها تضع وعاء داخله زيت لتقضي على حشرة الفاراو نهائيا" وقبل أن تقفل الخط تنصح المتصل أن لا يقطف النحل مرددة المثل الشعبي "خلي العسل بجرانو لتجني أسعارو".

أبو رامي وعطاء النحل
تعود لتكمل عملها الشاق الممتع، التي أفنت عمرها معه. إنه طريق النحل السهل الممتنع "أعطي كل شهي بلا حدود،علمتني النحلة النشاط، أخذتُ منها صفات النجاح، منها تعملت كيف أطرد اليأس من حياتي وأواظب على حب الأمل".
النحلة كائن معطاء، وهذا ما دفع بأم رامي الى تعلم مهنة النحّالة من زوجها أبو رامي الذي أدخل التقنيات الحديثة الى تربية النحل،منذ 37 عاماً وأنا أعمل نحّالة،كان زوجي أبو رامي يعلمني كل خفايا وتفاصيل العمل الذي كنت أجهله ولكنني أحببته حين نَحَتَ أبو رامي فنونه في عقلي، شجعني.
في كل كلمة تقولها تلقي بثقلها على إبداع زوجها "حوّل تربية النحل من التقليدي الى الحديث،أدخل التقنيات الجديدة،علمني كيف أطورها،وضعني على بداية السلم،وها أنا اليوم أكمل رسالة زوجي.

للعسل أنواع
بين قفران النحل تتنقل، تتفقدها، تعمل على تنظيفها تشرف على نقلها من الجبل الى الساحل،"فكل موسم يحصد عسل، هناك العسل الربيعي، الصيفي، الجردي وغيره،تعود بالذاكرة إلى بدايتها" بدأنا بثلاث قفران نحل كان ذلك إبان الحرب الأهلية في السبعينات، بدأت تتزايد القفران، وتحولنا الى صناعة متاع النحّال، حتى إرتبطت بإسم أبو رامي، كفوف أبو رامي التي صنعها من جلد البقر والماعز الأصلي، وشرائح "الفارو" الخاصة.

"حشرة الفاروا"
لمن لا يعرف حشرة "الفاروا" "هي حشرة طفيلية تمص دم النحل وتبيض في نخروب السداسي للملكة،من هنا صنع أبو رامي شرائح الفارو لمكافحة هذه الحشرة.

ذاع صيت أم رامي في أرجاء المدينة وقراها،عرفت بشجاعتها، وتعلقها بعملها،"أولادي الثلاثة تعلموا تربية النحل، إبني رامي أدخل مادة تعليم النحل الى منهاج الجامعة الأمريكية،بثقة تلمع من عينينها تسرد هذه الكلمات التي غرست في قلبها رسالة تشجيع كل مواطن على تربية النحل أمام منزله لما فيها من متعة،ومع ذلك تصفها "بالاشغال الشاقة، تسأل عن سر هذا التوصيف "حين ترتدي القناع تحت أشعة الشمس، وتعمل على تنظيف قفران النحل وتوزع وتقسم النحلة لهو عمل شاق".

طريق النحل
يجب أن يكون لدى النحّال رزنامة الترحيل من منطقة الى أخرى حسب موسم الزهر،"تبدأ الرحلة من نقل النحلة من الجبل الى الساحل، فترة الليل، حيث يكون النحل نائماً، وزهر الليمون والأكيدنيا متكاثر.

"محميّة النحل" في الأدراج
لا تتوان أم رامي عن ذكر المشاكل الذي يعانيها القطاع "من غياب رعاية الدولة عن هذا القطاع، الذي يمكن أن يتحول إن حظي بالدعم الى عالم آخر، أكثر ربحية، تتوقف لبرهة عن الكلام لتعطي إستشارة لأبي رائد تفيده بنقل قفران النحل وقطفها، "إبني رامي قدم مشروعاً للدولة يقتضي إنشاء محمية نحل إيطالي على مساحة 3 كيلومتر في كل الإتجاهات، إذ أن هناك سلالة من النحل شرسة وتحتاج لتلقيح، وبالتالي يمكننا الأمر من الحصول على إنتاج جيد يغنينا عن الإستيراد من الخارج، ولكن لا يزال قيد الأدراج، ومن معاناة النحّال كما تشير أم رامي غياب الدعم عنه، فقدان أسواق التصريف،رغم أن العسل اللبناني لا يضاهيه أي عسل، لغناه بآلاف رحائق الأزهار، لكنها لا تنكر حصول النحّال على الإرشاد وحصوله على نقابة تلاحق حقوقه..
تربية النحل مصدر اقتصادي مهم، وبالتالي تساعد رب العائلة على هموم المعيشة، ويتوجب على النحّال حسب أم رامي أن يكون مثقفاً ملماً بكل خفايا وأسرار النحل والعسل، وأن يملك رغبة وهواية والأهم رأس المال.
[INDENT]عدّة النحلقفير يحوي عشرة براويز (150$)، قناع (25$)، كفوف جلد أصلي (20$) جزمة(10$)، منفخ، عتلة (لنزع البرواز).
وفرازة النحل النحاسية "هي من الآلات التي أدخلها أبو رامي على مهنة النحل،تحوي عشرات من براويز العسل المختوم (الناضج) ومن الفرازة ينتقل العسل الى التيار الكهربائي ومن ثم الى المنضج حيث يترك لمدة أسبوع وطبعا يحتاج الى تنظيف للحصول على العسل الصافي الذهبي.

مواسم العسل
للعسل موسمين صيفي وربيعي، وكل مرعى يعطي لوناً وطعماً مختلفاً،عسل الربيع خفيف سلس، الصيفي لونه داكناً. الحرجي السندياني نابع من مادة عسلية تفرزها عشرات حشرات المن الملتصقة بأشجار السنديان فيكون لونها غامقاً جداً.

إذاً يمكن للمرأة أن تعمل في كافة الحقول، يمكن أن تتعلم المهن كافة، طموحها لا حدود له وما إمتهان إم رامي لمنهة تربية النحل، وإنفرادها بلقب "النحّالة الشجاعة"، إلاّ خير شاهد على ما يمكن أن تقوم به المرأة الجنوبية في حياتها، وأن تكون نصف المجتمع بلا منازع.


[/INDENT]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]