"صناعية العامرات".. من يعيد لها الروح؟! - جديد جريدة الرؤية

    • "صناعية العامرات".. من يعيد لها الروح؟! - جديد جريدة الرؤية

      إبراهيم الهادي
      -


      حمدون الذي بدأ وجهه شاحبا منذ مدة طويلة تشرح تقاسيم وجه قصة اختزلتها المشاهد في أحاديثه الشيقة التي باتت تأرقه كثيرا، بدأ حمدون حديثه قائلا: من أول وهلة سمعت فيها عن إنشاء منطقة العامرات الصناعية في قرية العتكية أسرعتُ إلى رهن منزلي لصديقي سلوم (أبو كرش) مقابل مبلغ اشتري به أرضا في تلك المنطقة لعلي أكون أحد المستثمرين كوني أحد القاطنين هناك، فاشتريت الأرض بخمسين ألف ريال عماني آن ذاك ، وبعد مرور شهرين وجدت العمران بدأ ينتشر فيها بسرعة هائلة ، فرجعت مسرعا مرة أخرى لاستعطاف سلوم ماسحا على كرشه لأتبارك بقرضه التالي فأرهن مزرعتي له مقابل ثلاثين ألف ريال لبناء محلات بأرضي مع سور عظيم يحوي أمتارها، استلمت المبلغ ليصبح إجمالي القرض مع فوائد سلوم (أبو كرش) حسب نظامه مائة وخمسين ألف ريال عماني، بنيت الأرض الصناعية واستغرق بناؤها قرابة عام .
      استطرد حمدون حديثه بالقول إنني شعرت بنشوة وإحساس جميل لأنني سأكون رجلا ناجحا وسأكون في غضون أيام قليلة مالك لمحلات مؤجرة لمصنع ما، وكم امتن لصديقي سلوم الذي ساعدني، ولكن.. يبدو أن طموحي تبخر دون أن يعطي طعما للإنتاج ، فبعد أن قام مشروعي واستغرقت مدة شرائي والبنيان أكثر من عامين وأصبحت اتردد على بنياني في أرضي مدة ستة أشهر وأجلس على هذه التلة بين الجبال الراسيات ، لأشاهد بين الفينة والأخرى الشاحنات تختلس عدم وجود الرقابة برمي المخلفات حيث لا حسيب ولا رقيب ، انتظر الحلم الذي راودني في النهار واتحمل تحوله للكوابيس ليلا عندما أشاهد سلوم بكرشه السمينة في منامي بأظافر كبيرة وشكل مفزع ، فالطرقات إلى هذا المشروع لم تدرج من قبل بلدية مسقط إلا في قائمة المواعيد الوهمية ، أما الخدمات الأخرى فقد ذهبت أدراج الرياح ، ولم أحصل أنا على مستأجرين، وكل ما أصبحت أشاهده منذ زمن بعيد هو دخول الحمير في أروقة بنايتي مع نهيق عند الصباح وعند المساء ، فما أغربها من مشاعر حينما تمتزج لحظات الصباح الجميل باستقبال حمير في بنايني وما أروعها من لحظات غروب حينما تتناغم أصوات الحمير بأصدائها في حيطان أروقة بنياني.
      والآن لم أعد أرى إلا سلوم يطاردني بكرشه في النهار بين الطرقات والأسواق يطالب بمبلغه مع الفوائد، ويطاردني طبعا بالليل بكوابيسه المزعجة .
      فأين أهرب من سلوم وكرشه وأنا لا أملك سوى سؤالين الأول هو هل ستظل منطقة العامرات الصناعية مرتعا للحمير فقط ؟ وهل الدولة متجهة إلى الاستثمار بالخارج دون الحاجة إلى تنشيط استثمار المؤسسات الصناعية بالداخل؟ هذان السؤالان وجهتهما كثيرا لبلدية مسقط ولم أحظ بإجابة أبدا ، سوى كلمات حفظتها عن ظهر قلب!!
      سكت حمدون وقلت له إن قصتك هي استثمار وسأخبرك بقصة مزارع هولندي لعلك تستفيد منها فالمزارع الهولندي باع كل ما يملك من أجل شراء أرض في جنوب أفريقيا بغرض استثمارها ولكن بعد أن باع أملاكه واشتراها اكتشف أنها جدباء ومليئة بالعقارب والأفاعي القاذفة للسم وبدل أن يندب حظه قرر نسيان الزراعة برمتها واستغلال كثرة الأفاعي لإنتاج مضادات للسموم الطبيعية لدرجة أن تحولت مزرعته اليوم إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم، فعليك يا حمدون عدم الاستسلام بل أن تبحث لك عن الجانب الإيجابي في مصيبتك لذلك عليك عقد علاقات من الآن مع الحمير فمن يدري ربما يكون لها شأن في هذه المنطقة يوما .

      i99455@hotmail.com





      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions