هل انا يتيم
كنت يوما طفلا عزيزا على والدي حبيب لوالدتي
كانت حياتي تنقل بين الأحضان متعتي
أحس العالم كله حولي فأمي قرة لعيني
و أبي حضن آمن يتابعني
كنت طفلا عزيزا على كل من حولي
نعم انا طفل اجهل ما يحدث حولي
اجهل بماذا تتجلى عظمت ربي
نعم طفل أصبحت وحيدا و الناس حولي
سافر ابي و لم اعلم الى اين و لكنني كنت انتظر الهدية
الهدية التي ما يكاد يعود من سفره الا رماها في حضني
الهدية التي كنت احلم بها ، كيف ستبدوا و كيف افخر بها امام صحبي
سافر ابي و لكنه لم يعد
انا اسمع امي تدعو ان يعود سالما
و لكني لا اعلم لماذا ؟ و لا ادري لماذا لا يعود ؟
اسمع أستاذي يقول اني يتيم و ان ابي مات و لن يعود ،
نعم سمعته يخبر المدير بذلك و لكني لم ارى عزاء لأبي !!!
كلما سألت امي دمعت عينيها ، و قالت انشاء الله يعود !!!
كيف يعود ان كان ميتا ....
هل ربي سوف يستجيب لأمي دعائها المتكرر ليللا و يحي ابي مجددا
امي لا تلبس الزينة كثيرا و لكنها دائمة الحزن
أمي لم تكذب علي ابدا و لذلك اصدقها
و لكن ابناء الحي يتحدوث كلما رأوني إنني يتيم و اني بدون أب
حتى نساء الحي ينظرون الي بشفقة و عطف اكرهما ....نعم اكرهما
لأنها نظرة احس انني احتقر نفسي ....

[glow=0000FF]يتبع [/glow]

لأنها نظرة احس انني احتقر نفسي ....
نعم انا قد اكون طفل لا افهم ماذا يحدث
و لا افهم سنة الرب في ارضه
ولا افهم سنة الله في خلقه
ولا افهم لماذا يأخذ الله ابي مني وهو يعلم انني احبه
و انني لا املك من هو اروع من ابي و امي
فالله يعلم انه بعدما اخذ ابي لم يعد العيد عيدا
و لم تعد السعادة سعادة حتى الهدية التي يأتي بها جدي ....
لا احبها لأنه لا يعطيني كما كان ابي يفعل
انا لا اريد الهدية لذاتها فعندي كثير
و لكني اريد الهدية لأن ابي و حبيبي يفرح و انا احتضنه بالهدية
لا تجعلوا هذه الكلمات تؤثر عليكم و تحسون انني مسكين !!
فأنا قوي لا احتاج لعطفكم او عطف الجيران ...
ولا اريد هديتكم و لا نظرتكم التي احتقرها ...بل اكرهها ..
لو كان ابي موجودا لما التفت الى ما بأعينكم من معنى اكره كلما لا مسني
نعم انا طفل ....
كنت كثيرا ما اجلس في حضنه و احاكيه ....لا احاكي ابي بل احاكي حبيبي و قدوتي و كياني
لا تظنوا انني اسطر كلماتي هذه لكي احرك مشاعر فيك ميته
و لا تظنوا انني احتاج لرأيكم فيني او عطفكم نحوي و نحو امي
و لكني اسطر هذه الكلمات لأنني بعد .....بعد ابي لا اجد من أحاكيه
حتى ربي لم استطع ان احكي ما بي له ...
فأنا أرى امي تبكي كل ليلة و تدعوه بأن يعيد ابي !!!
و أرى دموع جدي و جدتي تملأ السجادة يدعون عودة ابي !!!
حتى انني اعتدت النهوض ليلا على بكاء امي ..
و لكن أبي لم يعد ... ولا ادري كيف سيعود ان كان ميتا كما يقول الجيران !!
لا اعلم ...ولا افهم ...ربما لأني طفل ...
حتى انني لا اعلم هل انا يتيم ام لا ....
كل الاطفال يفرحون بالعيد ...لأنهم يتزاورون و يتهادون
و لكننا بعد غياب ابي لا احد يزورنا بل احس احيانا ان الكل يبتعد عنا
حتى أصدقائي ...أصدقائي منعهم أهلهم من زيارتي او اللعب معي
لا اعلم لماذا ....فأنا لست مريض لأعاديهم...!!!
انا اعلم انكم تستغبوني و تستصغروني فهذه كلمات لا يسطرها عاقل...
دائما كان ابي يقول لي ان احتج امرا فالجأ الى الله و لا تسأل غيره !!
و لقد لجأت له ...نعم لجأت لربي ...قد لا يكون الله ربي وحدي و لكني هذا قال ابي..
لجأت له فقلت له ربي هل تسمعني ....و لكن لم يجبني ...ربما لأنني صغير ..
سألته ربي اين ابي ...هل حي فأدعوك بأن تعيده ام ميت ادعوم ان ترحمه ...
ربي قد لا يحق لي مخاطبك و لكني لا اجد من اخاطب ...
يطوف رمضان بعد رمضان و العيد بعد العيد ....و انا انتظر هديتي ...من ابي
ربي اعلم انك تسمعني ...و تراني فقد اخبرني ابي بذلك ..
ربي في آخر لقاء لي بأبي اخبرني بأنه سوف يذهب لمساعدة اخواننا في افغانستان ...
و وعدني بهدية كبيرة ..و لكنه لم يحضرها لي
قال ان اخواننا هناك تحتاجون ان ننصرهم فهم ضعفاء و واجب علينا نصرتهم ...و انا
و انا لم اعترض فهو اعلم مني ...و لكن ربي ...ها انا ضعيف الآن فلماذا لا يساعدني احد ...
أي اخواننا الذين تحدث عنه ابي ...ربي ان كان ابي ساعدهم ...فارجوك اعده لي ....
و ان كان لا يستطيع مساعدتهم فما فائدة وجوده هناك ...
ربي سمعت خالي يقول لأمي ان اناس اعتقلوا ابي و حملوه لمكان بعيد ...
و انه سوف يسعى لمعرفة اخباره ...و لكني لم اسمع أي خبر عن ابي ...
ربي قال لي ابي يوما انك ترى الناس كلهم ...و تسمعهم كلهم ...
و انا اعلم انك تراه الآن و تراني ....
فان كنت لا تريد ان تعيده لي ....!!الهي اخبره فقط اخبره بانني احبه من كل قلبي
اخبره بأن ابنك حبيبك الآن محتاجك و يجب عليك ان تساعده كما تساعد اخوانك هناك
ربي ....انت لا تجيبني ...لا تجيبني .... ربما لأني صغير
و ان كنت صغيرا ...ربي فغدا اكبر ...و اعلم اين ذهب ابي ....
ربي انا قد لا افهم ما يحدث و لكني اعلم ان ابي كان يحبك ...
و انا ايضا احبك .....حتى و ان لم .....حتى و ان لم تجبني ...

الاسيــــ ابن ـــر