مقتطفات من كتاب(هكذا هزموا اليأس)...

    • بارك الله فيك أختي
      مجهود طيب ومفيد
      [SIGPIC][/SIGPIC]
      اللهـــم زد من يحبني جنـــونــا بــي
      وامنــح من يكرهنـــي نعمــة العقــل
    • متوقد... رغم سكون الجسد!!
      في فجر الاثنين غرة صفر 1425هـ الثاني والعشرين من مارس 2004م حط المجاهد رحاله، وسلم راية الجهاد عالية خفاقة إلى الأجيال المجاهدة من أجل تحرير فلسطين.

      كان موعد تسليم الراية هو موعد إسلام الروح الطاهرة، إلى بارئها في وقت مبارك، هو صلاة الفجر، وفي مكان طاهر هو بوابة المسجد.. صلى الشهيد البطل بإذن الله (أحمد ياسين)الفجر، وما إن انتهى حتى كان موعده مع الشهادة في سبيل الله، التي طالما تمناها وطلبها.

      رجل مشلول شللا رباعيا... لا يتحرك منه سوى رأسه وفؤاد صادق يخفق بين أضلعه الباردة
      لا يجلس إلى على كرسي متحرك ولا يأكل إلا بمساعدة الآخرين فحتى شربة الماء قد يموت عطشا وهو ينظر إليها إن لم يساعده الآخرون في رفعها إلى فمه.

      ابتلاء عظيم من الله سبحانه وتعالى وهكذا هم المؤمنون يحبهم الرحمن فيبتليهم عجز تام وشلل يجعل العالم من حولك يتوقف تماما حيث توقفت!!

      فهل فعل الشيخ أحمد ياسين هذا؟ هل حطم اليأس روحه؟ هل استسلم لطوفانه المدمر؟ هل انكفأ على ذاته وهو يرقب تلك النظرات المشفقة التي تحيط به؟

      سبحان الله!! انظروا إلى أرواح المؤمنين حين تحارب اليأس... حين تستسلم لقضاء ربها بنفس مطمئنة وقلب راض، لكنها لا تستسلم لروح الخنوع والإستكانة والانهزامية أبدا!!

      الشهيد أحمد ياسين مثال عظيم لرجل مناضل أثبت لنا أن عزيمة الإنسان المؤمن بصدق قضيته لا يمكن أن يوهنها جسد مقعد وكرسي متحرك، فمن فوقه قاد قوافل المجاهدين ولم تهتز شجاعته ولم يستسلم للراحة التي يحتاجها مريض مثله:

      وإذا كانت النفوس كبارا******* تعبت في مرادها الأجسام

      لم ييأس حين غُيّب في ظلمات السجون لأنه يعلم أن نور المؤمن يتدفق من أعماقه ولا يمكن لسلاسل السجانين أن تصل إليه أبدا.

      إن الشيخ الشهيد يمثل ظاهرة معجزة في تاريخ النضال الوطني على امتداد العالم... فلم يعرف التاريخ رجلا قاد كفاح شعب، وهو مشلول بالكامل ما عدا رأسه، سوى الشيخ المجاهد الشهيد(أحمد ياسين) لم يقد كفاح شعبه فقط، وإنما خطط وأبدع وبنى بفضل الله منظومة جهادية استشهادية ضمت تحت لوائها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.

      عاش مناضلا موقنا أن الشلل الحقيقي والعجز التام إنما يسكن في سكون اليائسين القانطين من رحمة الله، فلا يجتمع في قلب مؤمن يأس من روح الله وإيمان به.

      كان الشهيد منطلقا بروحه إلى آفاق الكون الرحبة... لم يجزع من وصول أيدي الأعداء له فهو لا يستطيع الهرب إن أراد...

      لأنه يعلم أن الهرب قد ترك للجبناء... اليائسين الذين لا يستطيعون مواجهة الواقع، انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد أسطورة من أساطير النضال والجهاد، كثيرون هم أصحاء الذين عاشوا قبله ومعه وبعده، ولكن من كان منهم قادرا أن يجعل التاريخ يسطر اسمه في أوراقه الخالدة مثلما فعل الشهيد أحمد ياسين!!

      عاش مناضلا... مؤمنا بقضيته ومات شهيدا، تلك هي الحياة وربى التي لم يعشش في زواياها اليأس يوما...

      فاقرأ أيها اليائس سيرة هذا الرجل وقل... سبحان الله!!
      [B]
      [/B]
      انسحاب تام

    • هل تعرف... لويس برايل؟؟


      في عام 1809 ولد لويس برايل وكان طفل ذا عينين جميلتين يحسده كل من رآه وكان على درجة من الذكاء وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه كطفل صغير، وأحيانا يساعد والده في عمله الذي كان عبارة عن تصنيع سرج الخيل واللجام.

      وذات مرة وبينما هو يعمل مع والده أخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة محاولا إدخال الإبرة في الجلد، وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة أفلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من الألم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري، وفقد البصر بعينه اليسرى، ولما بلغ 3 سنوات أصاب الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفا تماما، وسأل نفسه لماذا يحدث كل ذلك لي أنا بالذات؟ وشعر بالحزن والوحدة.


      ومرت الأيام وأرسله والده لأخذ دروس في عزف البيانو، وأصبح مولعا بالعزف عليه وأصبح أيضا ماهرا جدا في ذلك، ولما بلغ سن 8 سنوات أصبح مشهورا في المعهد القومي للعميان في باريس وكان نابغا في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق وكان الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على أشكالها، وفي اعتقادلويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية لأن طول الحرف كان يبلغ حوالي 3 بوصاتبالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جدا مما دفعه إلى أن يقضي وقتا طويلا يفكر بينه وبين نفسه أنه لابد من أن يكون هناك طريقة أفضل من ذلك.


      وحين بلغ العشرين من عمره تم تعيينه مدرسا في المعهد، وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط وبدأ في تجربتها واستخدامها في المعهد، وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه.


      وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيها المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد لشاعر الإنجليزي الأعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي تسببت في إصابته بالعمى في البداية، ورغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن مقبولا ولا معترفا به، ولم يستسلم وظل مداوما على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية ولكن مشروعه كان يقابل دائما بالرفض.


      وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد ونهض الجميع وقوفا معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت:


      ( لست أنا التي أستحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الآن يرقد على فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن الجميع )

      فبدأت الجرائد والمجلات حملة قومية تعضد لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملأ عينيه:


      ( لقد بكيت 3 مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري، والثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة، وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء )

      وفي عام 1825 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عاما.


      حارب الآخرون اكتشافه وقابلوا فكرته بالرفض لكنه أكمل ما بدأه لأن هدفه كان واضحا أمامه رغم تهكمات الآخرين وتجاهلهم لاختراعه العظيم.


      انسحاب تام