وهم الأغاني
تخدعنا الأغاني كثيرا ... فتبيعنا مدنا لا وجود لها إلاعلى خرائط الوهم
· تخدعنا قصائد الشوق كثيرا
تماما كما تخدعنا أغاني الحب
فنرسم في خيالنا مدنا خضراء
وحكايات لا تشيب وأبطالا لا ينتعلون الرحيل
مخلفين فينا من خراب الخذلان الكثير
ونتوهم ان الحب في الأغاني
هو ذاته في حكاية الحياة
لكننا نكتشف حجم مساحة الوهم فينا وحولنا
حين ننزل من سماء الأحلام
ونتجول في أراضي الواقع
ففي القصائد فقط
يلفظ العشاق أنفاسهم على الأبواب
· وقد خدعتني الأغاني زمنا طويلا
فحين كنت أسمع عبد الكريم يردد:
"عيش الحزن عيش الألم وحدك
خلني أعيش دنيا الهنا بعدك"
كان يداخلني احساس بأنني خسارتك الكبرى
التي لن تعوضك عنها كل مكاسبك
ولكن...
لا انت عشت حياة "الألم" بعدي
و لا أنا عشت حياة "الهنا" بعدك
فتوقٌّع أحداث ما بعد الفراق تبقى كالأمانيالمسكره
التي نخدر بها ألما ما
كي نعاود الوقوف بعد سقوط كاسر
· وحين كنت اسمع رباب تغني
"قالوا محبوبج يافلانه عريس"
ظننت أن بطاقتك لن تصلني يوما
و أن المسافه في صالة الأفراح لن تفصلني
عنك يوما
وأن عيني لن تلمحك يوما بصحبة انثى ذات
ثوبا أبيض
لكنني عشت الألم بتفاصيله
استلمت بطاقتك
وحضرت زواجك بكامل زينتي
ودندنت أغنية "رباب" بيني وبينجرحي
وزففتك اليها بفرحة مبالغ فيها
والتقطت لكما مع طفلكما الأول صورة عائلية
واحتفضت بك فوق أرفف عمري
كتحفه اثرية للذكرى
· وحين كنت اسمع ام كلثوم تغني:
"وإن كنت أقدر أحبتاني
هاحبك انت"
لكنني استطعت و"قدرت"
وكررت حكاية الحب بعدك مرة أخرى
ولم تكن انت بطلها
فحين ننزف احساسا ما بألم عظيم
من الصعب أن نأمن جانبه
أو نتقبل فكرة عودته لقلوبنا
فتكرار الحكايه بنفس الطقوس والوجوه
والأحلام أمر مرهق جدا
لهذا من النادر أن تخلد حكاية ما
بنفس الوضوح والقوة
فربما انتهى زمن الحب الخالد
أو ربما أصبح عشاق الأرض أكثر ذكاء
وأكثر معرفه بأهمية العمر ولحظاته
وأكثر حرصا من الموت أحياء خلف حكاية ماتت
· وحين كنت أسمع نوال تغني:
" القلوبالساهية"
ظننت أن في امكاننا تخزين تفاصيل حكايتنا
في علبة محكمة الاغلاق
نفتحها عند كل طارق للحنين
وأن وقوع صورة لك بالخطأ أمامي قد تحرك
احساسي اليك
أو أن فتح صفحة في كتاب يحتوي شغب قلمي
قد يحرك احساسك الي
لكني اكتشفت أن الأحاسيس
بعد اعلان الحلقة الأخيرة من العلاقة
ما عادت تمارس دور الميت علينا
لتفاجئنا بعودتها للحياة عند أول رعشة ألم
للحنين
لأنها تكون قد ماتت بالفعل
· وحين كنت أسمع سعدون جابر يغني:
" ياطيورالطايره"
ظننت أن للطيو قدرة على بناء جسور الوصال
وأن طائرا صغيرا قد ينجح
في ممارسة دور ساعي البريد
فقضيت عمري واقفة على نوافذ الأحلام
في انتظار سرب "الطيور الطائره"
كي احملها أمانة السلام إليك
لكن كل الطيور التي مرت بي لم تلتفت إلي
ولم تهتم لأمري
ولم تنصت لحكايتي
· وحين كنت اسمع عبد المجيد يغني:
"يا بعدهم كلهم
يا سراجي ف ليلهم"
توهمت أني لديك أمثل "بعدهم"
"بعدهم" التي يأتي في آخر قائمةالأحبة
حين يكون الموت على الأبواب والطوفان في
الطريق إلى المدينة
وأني "سراجك" الذي ينير دربك فيليلهن
حتى لو كان دربك هذا ينتهي إلى ليلة سهر
لا وجود للوفاء فيها
لكنني كنت أول من مر به الطوفان وأغرقه
وأول من بلل الحزن فيليه .... و أطفأه
· وحين سمعت محمد عبده يغني :
"الأماكن كلهامشتاقه لك"
صدقت أن الأماكن تشتاق
وأنها تحتفظ بالعطر
فعدت للأماكن أبحث عنك
مررت على كل الطرقات
استنشقت غبار زواياها
بحثا عن عطر شوق يعيد إلي الزمان
لكنني اكتشفت ان الأماكن صماء
لا تسجل أحاديث العشاق
و أنها عمياء لا تلتقط لهم للذكرى صورة
وأن كل الأشياء بعد شطر روحين في حكاية حب
تذبل وتنطفئ
· وحين سمعت خالد الشيخ يغني :
"شويخ من أرضمكناس
وسط الأسواق يعني
إش علي أنا من الناس
وش على الناس مني"
ظننت أن في امكاني أن أكون يوما ذلك
"الشويخ"
فأجوب الأسواق في حالة عناء
متجاهلة من النظرات والأقاويل الكثير
لكني اكتشفت ان الحرية التي تمارس عكس
اتجاه الطوفان
تكون باهظة الثمن جدا
و أن الأقاويل ليست حكايات تسرد ليلا
وتنتهي عند الصباح
وأن بعض الأقاويل كماء النار
تشوه من ملامح العمر الكثير
· وحين سمعت فيروز تغني:
"نطرتك على بابيبليلة العيد
مرقوا كل صحابي وحدك اللي بعيد"
ظننت ان في أمكاني أن أكون بوفاء بطلة
الأغنية
فأنتظرتك ليلة العيد على عتبة بابي
في أنتظار أن تتصدق بك عليّ صدفة ما
فتلقي بك على كف أحلامي كدرهم العيد
أو كصدقة كريم في يد محتاج عاجز
لكن تكرار الأعياد أرهقني
وتكرار الخذلان أرهقني
وتكرار الغياب أرهقني
منقوله من مجلة زهرة الخليج .........................تحياتي:..:: وزيرة الملك هكسوس
تخدعنا الأغاني كثيرا ... فتبيعنا مدنا لا وجود لها إلاعلى خرائط الوهم
· تخدعنا قصائد الشوق كثيرا
تماما كما تخدعنا أغاني الحب
فنرسم في خيالنا مدنا خضراء
وحكايات لا تشيب وأبطالا لا ينتعلون الرحيل
مخلفين فينا من خراب الخذلان الكثير
ونتوهم ان الحب في الأغاني
هو ذاته في حكاية الحياة
لكننا نكتشف حجم مساحة الوهم فينا وحولنا
حين ننزل من سماء الأحلام
ونتجول في أراضي الواقع
ففي القصائد فقط
يلفظ العشاق أنفاسهم على الأبواب
· وقد خدعتني الأغاني زمنا طويلا
فحين كنت أسمع عبد الكريم يردد:
"عيش الحزن عيش الألم وحدك
خلني أعيش دنيا الهنا بعدك"
كان يداخلني احساس بأنني خسارتك الكبرى
التي لن تعوضك عنها كل مكاسبك
ولكن...
لا انت عشت حياة "الألم" بعدي
و لا أنا عشت حياة "الهنا" بعدك
فتوقٌّع أحداث ما بعد الفراق تبقى كالأمانيالمسكره
التي نخدر بها ألما ما
كي نعاود الوقوف بعد سقوط كاسر
· وحين كنت اسمع رباب تغني
"قالوا محبوبج يافلانه عريس"
ظننت أن بطاقتك لن تصلني يوما
و أن المسافه في صالة الأفراح لن تفصلني
عنك يوما
وأن عيني لن تلمحك يوما بصحبة انثى ذات
ثوبا أبيض
لكنني عشت الألم بتفاصيله
استلمت بطاقتك
وحضرت زواجك بكامل زينتي
ودندنت أغنية "رباب" بيني وبينجرحي
وزففتك اليها بفرحة مبالغ فيها
والتقطت لكما مع طفلكما الأول صورة عائلية
واحتفضت بك فوق أرفف عمري
كتحفه اثرية للذكرى
· وحين كنت اسمع ام كلثوم تغني:
"وإن كنت أقدر أحبتاني
هاحبك انت"
لكنني استطعت و"قدرت"
وكررت حكاية الحب بعدك مرة أخرى
ولم تكن انت بطلها
فحين ننزف احساسا ما بألم عظيم
من الصعب أن نأمن جانبه
أو نتقبل فكرة عودته لقلوبنا
فتكرار الحكايه بنفس الطقوس والوجوه
والأحلام أمر مرهق جدا
لهذا من النادر أن تخلد حكاية ما
بنفس الوضوح والقوة
فربما انتهى زمن الحب الخالد
أو ربما أصبح عشاق الأرض أكثر ذكاء
وأكثر معرفه بأهمية العمر ولحظاته
وأكثر حرصا من الموت أحياء خلف حكاية ماتت
· وحين كنت أسمع نوال تغني:
" القلوبالساهية"
ظننت أن في امكاننا تخزين تفاصيل حكايتنا
في علبة محكمة الاغلاق
نفتحها عند كل طارق للحنين
وأن وقوع صورة لك بالخطأ أمامي قد تحرك
احساسي اليك
أو أن فتح صفحة في كتاب يحتوي شغب قلمي
قد يحرك احساسك الي
لكني اكتشفت أن الأحاسيس
بعد اعلان الحلقة الأخيرة من العلاقة
ما عادت تمارس دور الميت علينا
لتفاجئنا بعودتها للحياة عند أول رعشة ألم
للحنين
لأنها تكون قد ماتت بالفعل
· وحين كنت أسمع سعدون جابر يغني:
" ياطيورالطايره"
ظننت أن للطيو قدرة على بناء جسور الوصال
وأن طائرا صغيرا قد ينجح
في ممارسة دور ساعي البريد
فقضيت عمري واقفة على نوافذ الأحلام
في انتظار سرب "الطيور الطائره"
كي احملها أمانة السلام إليك
لكن كل الطيور التي مرت بي لم تلتفت إلي
ولم تهتم لأمري
ولم تنصت لحكايتي
· وحين كنت اسمع عبد المجيد يغني:
"يا بعدهم كلهم
يا سراجي ف ليلهم"
توهمت أني لديك أمثل "بعدهم"
"بعدهم" التي يأتي في آخر قائمةالأحبة
حين يكون الموت على الأبواب والطوفان في
الطريق إلى المدينة
وأني "سراجك" الذي ينير دربك فيليلهن
حتى لو كان دربك هذا ينتهي إلى ليلة سهر
لا وجود للوفاء فيها
لكنني كنت أول من مر به الطوفان وأغرقه
وأول من بلل الحزن فيليه .... و أطفأه
· وحين سمعت محمد عبده يغني :
"الأماكن كلهامشتاقه لك"
صدقت أن الأماكن تشتاق
وأنها تحتفظ بالعطر
فعدت للأماكن أبحث عنك
مررت على كل الطرقات
استنشقت غبار زواياها
بحثا عن عطر شوق يعيد إلي الزمان
لكنني اكتشفت ان الأماكن صماء
لا تسجل أحاديث العشاق
و أنها عمياء لا تلتقط لهم للذكرى صورة
وأن كل الأشياء بعد شطر روحين في حكاية حب
تذبل وتنطفئ
· وحين سمعت خالد الشيخ يغني :
"شويخ من أرضمكناس
وسط الأسواق يعني
إش علي أنا من الناس
وش على الناس مني"
ظننت أن في امكاني أن أكون يوما ذلك
"الشويخ"
فأجوب الأسواق في حالة عناء
متجاهلة من النظرات والأقاويل الكثير
لكني اكتشفت ان الحرية التي تمارس عكس
اتجاه الطوفان
تكون باهظة الثمن جدا
و أن الأقاويل ليست حكايات تسرد ليلا
وتنتهي عند الصباح
وأن بعض الأقاويل كماء النار
تشوه من ملامح العمر الكثير
· وحين سمعت فيروز تغني:
"نطرتك على بابيبليلة العيد
مرقوا كل صحابي وحدك اللي بعيد"
ظننت ان في أمكاني أن أكون بوفاء بطلة
الأغنية
فأنتظرتك ليلة العيد على عتبة بابي
في أنتظار أن تتصدق بك عليّ صدفة ما
فتلقي بك على كف أحلامي كدرهم العيد
أو كصدقة كريم في يد محتاج عاجز
لكن تكرار الأعياد أرهقني
وتكرار الخذلان أرهقني
وتكرار الغياب أرهقني
منقوله من مجلة زهرة الخليج .........................تحياتي:..:: وزيرة الملك هكسوس