﴿ رأيتُ في عيّناها عُروبتنا الضـائعة!! ﴾
[ATTACH=CONFIG]89388[/ATTACH]
[ATTACH=CONFIG]89388[/ATTACH]
كتبتُ لأجلِها أجمل عبارات الحُبْ، وتنافست في وصفها حواسيّ الخمسْ لتُنثر بين يديّها أعبق كلمات المشاعر والغزل، أتدرون من تكــون ؟؟
هي شمسي التي أستمدُّ منها الدّفءُ في فصل الشتاء ، وهي ظلّي الذي استظلُّ به في فصل الصيف ، هي قمري الذي يُنيرُ لي حياتي في الليلةُ الظّلماء ، وهي الخريفُ حينما تزخُ كلماتها الجميلة كـ زخّات رذاذ المطر على أوراق الشجر ، وهي الربيعُ في تساقط حروفها الشاعرية حينما تتساقط من بين شفتيها كتساقط أوراق الشجر ، هي كل فصول السنة الميلادية ..
إذا كان القمر استمد نوره الساطع من الشمس، فأنا أقول بأن الكون استمدَّ نوره من وجهها الوضّاحُ، وإن كانت النحلة تستسقي رحيقُها من الورد لتصنع به العسل للناس، فأنا أقول بأن الورد أستمد جماله ولونه ورائحته الزكية منها..
يقولون بأن النجوم لا تظهر إلاّ في الليل، ولكن أنا أرى نجمتي تسّطُع في وسط النهار وفي كل ليلة تتلألأ ، وأتحدى بذلك عُلماء الفلك ، أتعلمون لماذا أتحداهم ؟؟ أتحداهم بأن النجوم والقمر يمكن رؤيتهُما بالعين المجردة في وقت الظلام أو بالتلسكوب أو بأي منظار، بينما نجّمتي لا يمكن رؤيتها إلاّ بعينيّ المجردة (!)..
أتدرون ماذا رأيتُ في عيّنيها حينما نظرتُ إليها هذه المرة ؟؟!!
رأيتُ في عيّنها اليُمنى مستقبل أمتنا العربية والإسلامية ، رأيتُ الأمن والأمان، رأيتُ النصر القادم لفلسطين والعراق ، رأيتُ عزة الإسلام وثباته وعلوه وانتشاره ، ورأيتُ نفسي قائداً يقود هذا الحُبّ والنصر إلى كافة العرب والمسلمين من أجل توحيد صفوفهم المتفرقة ، ورأيتُ في عيّنها اليُسرى صرخات الثُكالى في بلاد العُرب ، وَجُثثْ وأشلاء الأطفال في كل مكان ، وهتْكَ وسبي نساء المسلمين، وتشريد وتجويع وتقميع وتهجير من لا ذنب لهم ، ورأيتُ أيضاً مُستقبل الأمة العربية الراكد كركود البُحيرة ، ورأيتُ الصمّتُ المُخزي والمُخجل، رأيتُ أسلحتنا العربية وهي ( التنديد والشجب والاستنكار ) ونكتفي بذلك ..
رأيتُ ما لا رأته عيّنُ (ن) من قبل !! رأيتُ في عيّنها اليُمنى كلمة ( وااا إسلاماااه ) وفي عيّنها اليُسرى ( وااا عُروبتااااه ) رحلتْ عُروبتنا برحيلك يا ( صلاح الدين) ..
لا أعلم ماذا أصابني حينما استهلّ قلمي في الكتابة في بادي الأمر! بدأتُ في وصف إنسانه تُشاطرني حياتي بدأتُها بالعاطفة الجيّاشة ، وبعْدها شعرتٌ وأنا أنظُر إلى عيّنَاها بأن قلمي يتجه إلى مُنحنى آخر بعيداً عن عالم العاطفة والحب والتغزل إلى عالم آخر غير العالم الذي يعيشه قلبي إلى عالم السياسة (!) ، وتحولت كلماتي وحروفي من خاطرة عاطفية إلى خاطرة سياسية ، تصفُ حال أُمتنا العربية والإسلامية ! فأدركتُ حينئذً بأن قلمي لا يرغب في التغّزل ووصف من أحب ، وقال لي بأن الظروف غير مواتية الآن ، فـ الظروف التي يمرُّ بها العالمين العربي والإسلامي وما تشهده ( غزّه ) في الوقت الراهن ، والأحداث التي تمر بها أمتنا العربية وانقلاب الشعوب على حكامها وجور بعض الحكام وقتل وتشريد وتجويد وتيتُم الأطفال وترمُّل النساء بذنب لم يكن لهم يد فيه (!) والدسائس والفتنن التي تُحاك لا تسعفني أن أكتُب خواطر عاطفية (!) فـ خجلتُ من ردّة فعل قلمي ، وتجمّدت كُلّ الكلمات والحروف في قلبي (!) وتوقفت عندئذ عن الكتابة ..
الكاتب : عاااشق الأمل #j