انها لغة عينيك يا حبيبتي

    • انها لغة عينيك يا حبيبتي

      [TABLE='width:70%;background-color:burlywood;background-image:url();border:1 solid red;'][CELL='filter:;']
      ولقد تبقى عيناك- يا حبيبتي- وبكل ما تحمله في أغوارهما من أسرار مصونة، وبكل ما تخفيه في اعماقهما من لغز وطلاسم دفينة، لا أحد يعرف أن يفك رموزهما، أو يقرأ مغزاهما ، أو يفهم فحواهما ،أو يسبح في بحرهما، أو يجوب فضاءهما ، أو يدور في فلكهما ، أو يغوص إلى عمقهما أو يكتشف قارة جمالهما وكون سحرهما،غيري فانا وحدي الخبير بمناجاتهما لي، فهما لي رسول قلبك الصادق، ولسان حبك الناطق الذي لا يكذب ولا ينافق ، ولا يخفي وراءه الحقائق،أرى في كل ومضة من ومضاتهما ينساب النبع الصافي الجميل المتلألأ في مقلتيهما اللتين يتدفق منهما النور المنبثق بجمال الحياة المتألق ببريق الأمل الذي يلوح من جفنيهما الناعسين ، التي تتراقص فيهما أضواء الفرح المترقرق كنجمتين مضيئتين في سماءهما، على رغم البريق الذي يخترق عالمهما فيشع بوميض الحزن العميق ، فيضفي عليهن مسحة من السحر والجمال ، الذي يخلب اللب، ويسحر النظر ، ويبهر الروح، ويأسر القلب ،ويثير غرائز الحس ،ويدغدغ الإحساس، ويداعب المشاعر، ويلاعب الوجدان، ينسيانني همومي ومتاعبي ،فهما وطني وملاذي أرى فيهما زورق الأحلام الذي أرحل به إلى المدى البعيد حيث توجد بين أهدابها الرائعتين واحات ذات بهجة وبساتين رائعة مليئة بالأزهار والورود،فعينيك تجعلني أحتوي ما في نفسك وأعرف مافي داخلك ،كما قال أبن الأعرابي:
      العين تبدي الذي في نفس صاحبها
      من الشناءة أو ود إذا كانا
      العين تنطق والأفواه ساكنة
      حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
      فقد بدا لي منهما ما ضمرت لي في نفسك من رغبة لم تتمكني بالتفوه أو التصريح بهما كما قال الشاعر:
      رمزت إلي مخافة من أهلها من غير أن تبدى هناك كلامها
      فقد تجاوزا عيناك اللسان وتعدتا التعبيرالأنفعالي الذي رأيته منهن، فتكلمت بدل من لسانك كما تكلمت عيناي أبن ربيعة!
      نظرت إليك وذو شبام دونها نظرا يكاد سرها يتكلم
      فعندما تجاذبنا أطراف حديث الهوى بادل طرفي طرفك الكلام كما بادل طرف أبن المعتز طرف حبيبته
      لم تدعني عيناك أنجو صحيحا
      منك حتى حسبت فيمن قتلنا
      يوم يشكو طرفي إلى طرفك
      الحب إليه أن قد علمتا
      فذقت حلاوة نظرتك جريا على مذاق حلاوة كلامك كما ذاق ابن الفارض من حبيبته:
      حديثه أو حديث عنه يطربني
      هذا إذا غاب أو هذا إذا حضرا
      كلاهما حسن عندي أسر به
      لكن أحلاهما ما وافق النظرا
      فمتزجت إشارة كلمة عينك الحلوة بصوتك، فبدت لغة عينيك لغة اسمعها وأراها كما رائهاعمر ابن ربيعة في محبوبته :
      أشارت بطرف العين خيفة أهلها
      إشارة محزونا ولم تتكلم
      فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
      وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
      وكانت دلالة عينيك معبرتان بالكلام تعبيرا فصيحا كما صوره قول تميم ابن المعتز:
      سبحان من خلق الخدود شقائق تبتسم
      وأعارها الألحاظ في بلحظها تتكلم
      فكانت وسيلة الاتصال بين أفئدتنا هي العيون التي أوحت بما استودعناه في داخلها من أسرار كما قال احد الشعراء:
      ولا خاطبتها مقلتاي بنظرة
      فتعلم نجوانا العيون النواضر
      ولكني جعلت اللحظ بيني وبينها
      رسولا فأدى ما تجن الضمائر
      فكنت حتى لما تغيبين عني، عيناي تهتدي إليك كما تهتدي عيناي الباخرزي إلى حبيبته:
      قالت وقد فتشت عنها كلا من
      لاقيته من حاضر أو بادي
      أنا في فؤدك فأرم لحظك نحوه
      ترن فقلت لها وأين فؤادي
      ولكنها بخلت عيناك يا حبيبتي علي بدون أي ذنب ارتكبت، فكم لجئت إليك لتنقذيني مما أنا فيه من العذاب، فقد لاقيت منك كما لاقى أبو جعفر الاندلسي:
      لو كنت تعلم ما عيناك قد صنعا
      لما بخلت على مشتاق بالأمل
      لكن بخلت فلم تعلم بما صنعت
      في مهجتي لحظات الأعين النجل
      فقد صرعتني فلما شكوت منها تبرأت من ذنبها وألقت باللوم على قلبي، فلكن قلبي يصر باللوم على عينيها كما قال الصولي:
      إذا لمت عيني اللتين أصرت
      بحبي يوما قالتا لي لم القلب
      فإن لمت قلبي قال: عيناك قادت
      إليك البلايا ثم تجعل لي الذنبا
      ففي كل الأحوال يا حبيبتي عيناك هي الملامة لأنها كما ذكرت لك جالبة لي العذاب كما قال ابن تمام:
      لأعذبن جفون عيني إنما
      بجفون عيني جل ما أتعذب
      فوقعت كما وقع جرير في عالم ضحايا العيون، فأعترف بضعفي أمام نظراتهن كما أعترف:
      إن العيون التي في طرفها حور
      قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
      يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
      وهن اضعف خلق الله أركانا

      فهن اللتين فعلتا في نفسي فعل السحر، فلم يخطى سهمهن شغاف قلبي، فصدق أبن الرومي لما قال أنهن النعيم والعذاب:
      نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها
      ثم انثنت عنه فكاد يهيم
      ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت
      وقع السهام ونزعهن اليم
      فأراهما في وقت السحركغابتا النخيل التي تنعكس عليهن أشعة القمر أو شرفتان مضيئتان يبعد عنهما القمر، فحين يبتسمان يظهران كالنجوم تتراقص أضواءهن كما تتراقص أضواء القمر على صفحات الماء التي تعكس أشعته، وهذا ما صوره "بدر شاكر السياب" بقوله:
      عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
      أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
      عيناك حين تبسمان تورق النجوم
      وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
      فسبحان الذي صورهن بهذا الجمال كما قال"القيراوي"
      سبحانك اللهم كيف تكونت
      هذي العيون النجل من ماء وطين

      لأنني أنذهل أمام صورة حسنهن لدرجة إنني أتلعثم في الحديث عندك فتتعطل لغة الكلام لدي، ولكن تنقذ عيني الموقف بمخاطبتها لعيناك فتوفق في إيصال ما في قلبي لك، كما قال أحمد شوقي:
      من صور السحر المبين عيونا
      وأحله حدقا لها وجفونا
      وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
      عيني في لغة الهوى عيناك

      فلا يلام "ابن مرداس" إذ قال:
      نظر العيون إلى العيون هي الذي
      جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
      ما زال اللحظات تغزو قلبه
      حتى تشحط بينهن قتيلا
      فقد هامت بك عيناي يا حبيبتي فأقرئي أن شئت ما تحمله لك من قلبي من رسائل ، فصدق "فضيل النمر" حين قال:
      إن العيون رسائل مفتوحة
      فأقرا لعلك تفهم المعنى الدفين
      فقد هامت بك وحدك عيني فتأكد لك ذلك لما فضحتني عيناي ! ، كما قال الشريف الرضي:
      هامت بك العين لم تتبع سواكا
      من اعلم العين ان القلب يهواك؟
      فكان رسول حبي لك..يقول امرؤ القيس:
      لها مقلة لو أنها نظرت إلى راهب
      قد صام لله وابتهل
      لأصبح مفتونا معنى بحبها كأن لم
      يصم لله يوما ولم يصل
      لأني رأيت الموت من رموشهما كما رآه ظافر الحداد:
      هي أسياف وتدعى حدقا
      يا قومي من عيون العرب
      وأحذر الأضعف من أجفانها
      فالمنايا بين تلك الهدب
      واؤكد لك يا حبيبتي أن العيون وليس القلب سبب الحب وهذا ما أكده كذلك الشاعر"ظافر"
      حكم العيون على القلوب يجوز
      ودواءها من دائهن عزيز
      كم نظرة نالت بطرف ذابل
      فلا ينال الذابل المهزوز
      فحذار من ملق اللواحظ غرة
      فالسحر بين جفونها مركوز
      نعم يا حبيبتي فقوة سحرعينيك أضعف من أن تقاوم:
      لا تنكرن السحر فهو بطرفه
      ودليله ما في من نفثاته
      فصدق المتنبي حين وصف قوة رموش العيون بالسهام لما قال:
      راميات بأسهم ريشها الهدب
      تشق القلوب قبل الجلود
      وتارة وصفها بالسيوف:
      بالهند تطبع أسياف الحديد وفي
      بغداد تطبع أسيافا من الحدق
      فماذا أقول من أثر عينيك على قلبي أكثر مما قاله "البحتري":
      فيا الله ما تلقى القلوب
      الهوائم من جنايات العيون

      ففي كل الحوادث خطرها لا ينفع الحذر منه ، على رغم ما حضر منه أحد الشعراء بقوله:
      كل الحوادث مبدأ النظر
      ومعظم النار من مستصغر الشرر
      كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
      كفتك السهام بلا قوس ولا وتر
      والمرء ما دام ذا عين يقلبها
      في عين الغيد موقوف على الخطر
      يسر مقلته ما ضر مهجته
      لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
      فأرجوك يا شذى ورد عمري يكفيك ظلما لي ألم يكفيني ظلم عينيك الذي كما قال عنه الشاعر إسماعيل بن عياد أشد أنواع الظلم وأبقاه:
      ولم يبق للظلم في أيامهم أثر
      إلا الذي في عيون الغيد من حور

      فكم تلقيت الطعنات تلو الطعنات من خناجر عينيك كما قال الشاعرأبو الإصبع:
      إن لعينيه في فؤادي
      أشد من وقع كل خنجر
      فهو من الحسن كل بدر
      وهو من الطيب كل عنبر
      فهل تريديني بعد ذلك أن أطلب منك صراحة أن تكتبي عند مشهد قبري أنه قتل بسبب عشق العيون كما فعل مجنون ليلى:
      وخطوا على قبري إذا مت أسطرا
      قتيل لحاظ مات وهو عشيق
      ولقد تبقى عيناك يا حبيبتي لي الداء والدواء فإذا أردت مداوتي فأقبلي فإذا أردت بي الداء فإعرضي لا تعرضي!!
      فستمع لكلام الشافعي في البيت الثاني:
      مرض الحبيب فعدته
      فمرضت من حذري عليه
      وأتى الحبيب يعودني
      فبرئت من نظري الحبيب.



      ولقد تبقى عيناك- يا حبيبتي- وبكل ما تحمله في أغوارهما من أسرار مصونة، وبكل ما تخفيه في اعماقهما من لغز وطلاسم دفينة، لا أحد يعرف أن يفك رموزهما، أو يقرأ مغزاهما ، أو يفهم فحواهما ،أو يسبح في بحرهما، أو يجوب فضاءهما ، أو يدور في فلكهما ، أو يغوص إلى عمقهما أو يكتشف قارة جمالهما وكون سحرهما،غيري فانا وحدي الخبير بمناجاتهما لي، فهما لي رسول قلبك الصادق، ولسان حبك الناطق الذي لا يكذب ولا ينافق ، ولا يخفي وراءه الحقائق،أرى في كل ومضة من ومضاتهما ينساب النبع الصافي الجميل المتلألأ في مقلتيهما اللتين يتدفق منهما النور المنبثق بجمال الحياة المتألق ببريق الأمل الذي يلوح من جفنيهما الناعسين ، التي تتراقص فيهما أضواء الفرح المترقرق كنجمتين مضيئتين في سماءهما، على رغم البريق الذي يخترق عالمهما فيشع بوميض الحزن العميق ، فيضفي عليهن مسحة من السحر والجمال ، الذي يخلب اللب، ويسحر النظر ، ويبهر الروح، ويأسر القلب ،ويثير غرائز الحس ،ويدغدغ الإحساس، ويداعب المشاعر، ويلاعب الوجدان، ينسيانني همومي ومتاعبي ،فهما وطني وملاذي أرى فيهما زورق الأحلام الذي أرحل به إلى المدى البعيد حيث توجد بين أهدابها الرائعتين واحات ذات بهجة وبساتين رائعة مليئة بالأزهار والورود،فعينيك تجعلني أحتوي ما في نفسك وأعرف مافي داخلك ،كما قال أبن الأعرابي:
      العين تبدي الذي في نفس صاحبها
      من الشناءة أو ود إذا كانا
      العين تنطق والأفواه ساكنة
      حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
      فقد بدا لي منهما ما ضمرت لي في نفسك من رغبة لم تتمكني بالتفوه أو التصريح بهما كما قال الشاعر:
      رمزت إلي مخافة من أهلها من غير أن تبدى هناك كلامها
      فقد تجاوزا عيناك اللسان وتعدتا التعبيرالأنفعالي الذي رأيته منهن، فتكلمت بدل من لسانك كما تكلمت عيناي أبن ربيعة!
      نظرت إليك وذو شبام دونها نظرا يكاد سرها يتكلم
      فعندما تجاذبنا أطراف حديث الهوى بادل طرفي طرفك الكلام كما بادل طرف أبن المعتز طرف حبيبته
      لم تدعني عيناك أنجو صحيحا
      منك حتى حسبت فيمن قتلنا
      يوم يشكو طرفي إلى طرفك
      الحب إليه أن قد علمتا
      فذقت حلاوة نظرتك جريا على مذاق حلاوة كلامك كما ذاق ابن الفارض من حبيبته:
      حديثه أو حديث عنه يطربني
      هذا إذا غاب أو هذا إذا حضرا
      كلاهما حسن عندي أسر به
      لكن أحلاهما ما وافق النظرا
      فمتزجت إشارة كلمة عينك الحلوة بصوتك، فبدت لغة عينيك لغة اسمعها وأراها كما رائهاعمر ابن ربيعة في محبوبته :
      أشارت بطرف العين خيفة أهلها
      إشارة محزونا ولم تتكلم
      فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
      وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
      وكانت دلالة عينيك معبرتان بالكلام تعبيرا فصيحا كما صوره قول تميم ابن المعتز:
      سبحان من خلق الخدود شقائق تبتسم
      وأعارها الألحاظ في بلحظها تتكلم
      فكانت وسيلة الاتصال بين أفئدتنا هي العيون التي أوحت بما استودعناه في داخلها من أسرار كما قال احد الشعراء:
      ولا خاطبتها مقلتاي بنظرة
      فتعلم نجوانا العيون النواضر
      ولكني جعلت اللحظ بيني وبينها
      رسولا فأدى ما تجن الضمائر
      فكنت حتى لما تغيبين عني، عيناي تهتدي إليك كما تهتدي عيناي الباخرزي إلى حبيبته:
      قالت وقد فتشت عنها كلا من
      لاقيته من حاضر أو بادي
      أنا في فؤدك فأرم لحظك نحوه
      ترن فقلت لها وأين فؤادي
      ولكنها بخلت عيناك يا حبيبتي علي بدون أي ذنب ارتكبت، فكم لجئت إليك لتنقذيني مما أنا فيه من العذاب، فقد لاقيت منك كما لاقى أبو جعفر الاندلسي:
      لو كنت تعلم ما عيناك قد صنعا
      لما بخلت على مشتاق بالأمل
      لكن بخلت فلم تعلم بما صنعت
      في مهجتي لحظات الأعين النجل
      فقد صرعتني فلما شكوت منها تبرأت من ذنبها وألقت باللوم على قلبي، فلكن قلبي يصر باللوم على عينيها كما قال الصولي:
      إذا لمت عيني اللتين أصرت
      بحبي يوما قالتا لي لم القلب
      فإن لمت قلبي قال: عيناك قادت
      إليك البلايا ثم تجعل لي الذنبا
      ففي كل الأحوال يا حبيبتي عيناك هي الملامة لأنها كما ذكرت لك جالبة لي العذاب كما قال ابن تمام:
      لأعذبن جفون عيني إنما
      بجفون عيني جل ما أتعذب
      فوقعت كما وقع جرير في عالم ضحايا العيون، فأعترف بضعفي أمام نظراتهن كما أعترف:
      إن العيون التي في طرفها حور
      قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
      يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
      وهن اضعف خلق الله أركانا

      فهن اللتين فعلتا في نفسي فعل السحر، فلم يخطى سهمهن شغاف قلبي، فصدق أبن الرومي لما قال أنهن النعيم والعذاب:
      نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها
      ثم انثنت عنه فكاد يهيم
      ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت
      وقع السهام ونزعهن اليم
      فأراهما في وقت السحركغابتا النخيل التي تنعكس عليهن أشعة القمر أو شرفتان مضيئتان يبعد عنهما القمر، فحين يبتسمان يظهران كالنجوم تتراقص أضواءهن كما تتراقص أضواء القمر على صفحات الماء التي تعكس أشعته، وهذا ما صوره "بدر شاكر السياب" بقوله:
      عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
      أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
      عيناك حين تبسمان تورق النجوم
      وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
      فسبحان الذي صورهن بهذا الجمال كما قال"القيراوي"
      سبحانك اللهم كيف تكونت
      هذي العيون النجل من ماء وطين

      لأنني أنذهل أمام صورة حسنهن لدرجة إنني أتلعثم في الحديث عندك فتتعطل لغة الكلام لدي، ولكن تنقذ عيني الموقف بمخاطبتها لعيناك فتوفق في إيصال ما في قلبي لك، كما قال أحمد شوقي:
      من صور السحر المبين عيونا
      وأحله حدقا لها وجفونا
      وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
      عيني في لغة الهوى عيناك

      فلا يلام "ابن مرداس" إذ قال:
      نظر العيون إلى العيون هي الذي
      جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
      ما زال اللحظات تغزو قلبه
      حتى تشحط بينهن قتيلا
      فقد هامت بك عيناي يا حبيبتي فأقرئي أن شئت ما تحمله لك من قلبي من رسائل ، فصدق "فضيل النمر" حين قال:
      إن العيون رسائل مفتوحة
      فأقرا لعلك تفهم المعنى الدفين
      فقد هامت بك وحدك عيني فتأكد لك ذلك لما فضحتني عيناي ! ، كما قال الشريف الرضي:
      هامت بك العين لم تتبع سواكا
      من اعلم العين ان القلب يهواك؟
      فكان رسول حبي لك..يقول امرؤ القيس:
      لها مقلة لو أنها نظرت إلى راهب
      قد صام لله وابتهل
      لأصبح مفتونا معنى بحبها كأن لم
      يصم لله يوما ولم يصل
      لأني رأيت الموت من رموشهما كما رآه ظافر الحداد:
      هي أسياف وتدعى حدقا
      يا قومي من عيون العرب
      وأحذر الأضعف من أجفانها
      فالمنايا بين تلك الهدب
      واؤكد لك يا حبيبتي أن العيون وليس القلب سبب الحب وهذا ما أكده كذلك الشاعر"ظافر"
      حكم العيون على القلوب يجوز
      ودواءها من دائهن عزيز
      كم نظرة نالت بطرف ذابل
      فلا ينال الذابل المهزوز
      فحذار من ملق اللواحظ غرة
      فالسحر بين جفونها مركوز
      نعم يا حبيبتي فقوة سحرعينيك أضعف من أن تقاوم:
      لا تنكرن السحر فهو بطرفه
      ودليله ما في من نفثاته
      فصدق المتنبي حين وصف قوة رموش العيون بالسهام لما قال:
      راميات بأسهم ريشها الهدب
      تشق القلوب قبل الجلود
      وتارة وصفها بالسيوف:
      بالهند تطبع أسياف الحديد وفي
      بغداد تطبع أسيافا من الحدق
      فماذا أقول من أثر عينيك على قلبي أكثر مما قاله "البحتري":
      فيا الله ما تلقى القلوب
      الهوائم من جنايات العيون

      ففي كل الحوادث خطرها لا ينفع الحذر منه ، على رغم ما حضر منه أحد الشعراء بقوله:
      كل الحوادث مبدأ النظر
      ومعظم النار من مستصغر الشرر
      كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
      كفتك السهام بلا قوس ولا وتر
      والمرء ما دام ذا عين يقلبها
      في عين الغيد موقوف على الخطر
      يسر مقلته ما ضر مهجته
      لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
      فأرجوك يا شذى ورد عمري يكفيك ظلما لي ألم يكفيني ظلم عينيك الذي كما قال عنه الشاعر إسماعيل بن عياد أشد أنواع الظلم وأبقاه:
      ولم يبق للظلم في أيامهم أثر
      إلا الذي في عيون الغيد من حور

      فكم تلقيت الطعنات تلو الطعنات من خناجر عينيك كما قال الشاعرأبو الإصبع:
      إن لعينيه في فؤادي
      أشد من وقع كل خنجر
      فهو من الحسن كل بدر
      وهو من الطيب كل عنبر
      فهل تريديني بعد ذلك أن أطلب منك صراحة أن تكتبي عند مشهد قبري أنه قتل بسبب عشق العيون كما فعل مجنون ليلى:
      وخطوا على قبري إذا مت أسطرا
      قتيل لحاظ مات وهو عشيق
      ولقد تبقى عيناك يا حبيبتي لي الداء والدواء فإذا أردت مداوتي فأقبلي فإذا أردت بي الداء فإعرضي لا تعرضي!!
      فستمع لكلام الشافعي في البيت الثاني:
      مرض الحبيب فعدته
      فمرضت من حذري عليه
      وأتى الحبيب يعودني
      فبرئت من نظري الحبيب.
      [/CELL][/TABLE]
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
      أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
      عيناك حين تبسمان تورق النجوم
      وترقص الأضواء كالأقمار في نهر

      وللعيون لغة خاصة جدا لا يعرفها الا القليل !!

      موضوعك فكرته جميلة ولكن لولا طول النص !!

      زهر البنفسج .. صباااحك ورد ..
      [/CELL][/TABLE]