
دعت مجموعة العلماء الألمان العاملين في مشروع «الرؤيا المستقبلية الدماغية»، لفيفا من علماء وأطباء الجملة العصبية الى اجتماع في دوسلدورف لعرض آخر نتائج أبحاثهم حول الخلايا العصبية (النيورونات والحبيبات الخيطية العصبية التابعة لها Mitochondria). وعبر البروفيسور كريستيان ايلغر ، الذي يجري أبحاثه حول الخلايا الدماغية المسببة للصرع والزهايمر منذ سنوات ، في الاجتماع الذي انعقد اوائل الاسبوع الحالي عن التوصل الى طريقة جديدة لاطالة عمر خلايا الدماغ ، وبالتالي تقليل انتشار الزهايمر بين المسنين.
وذكر ايلغر أن تحول المجتمعات الغربية الى مجتمعات مسنين ومتقاعدين، والزيادة المطردة في معدل الأعمار، يعني زيادة انتشار مرض الزهايمر أيضا بين السكان. ويأمل الباحث من خلال أبحاثه على الخلايا الدماغية المسببة للصرع في التوصل الى طريقة علمية لاطالة حياة الخلية الدماغية لفترة 5 سنوات تعين الطب في التغلب على حالات العته الناجمة عن تقدم السن. ويقوم قسم «علم الصرع» في جامعة بون، الذي يقوده ايلغر، باجراء عمليات دقيقة لازالة الخلايا الدماغية المسببة للصرع بشكل مستمر. ويقول ايلغر ان القسم يجري عمليتين جراحيتين من هذا النوع كل اسبوع، ويجري أبحاثه على الخلايا المزالة تحت الكومبيوتر وباستخدام الأقطاب الكهربائية منذ سنوات. علما أن الخلية العصبية الدماغية لا تعيش اكثر من 20 ساعة بعد فصلها عن جسم الدماغ، وهذا يعني ضرورة العمل بسرعة ودقة عاليتين.
وخلال هذه الفترة الطويلة من البحث توصل فريق العمل إلى أن طول عمر الخلية يكمن في الحبيبات الخيطية التي تعتبر محطات تزويد الخلايا العصبية بالطاقة. وهذا يعني ان الحبيبات الخيطية هي التي تطلق إشارة بدء تردي حياة الخلية العصبية ثم موتها. وتتوفر الفرصة أمام ايلغر وزملائه حاليا في البحث عن المناطق المسؤولة عن موت الخلايا في الحبيبات الخيطية ومن ثم العمل على تأخير اشاراتها باستخدام الحوافز الكهربائية والكيمياوية. وهذه امكانية توفرها الخلايا المزالة عن أدمغة المصابين بالصرع قبل تبدا فرق العمل على الخلايا الطبيعية وهي في دماغ الانسان.
وفي معرض بحثهه عن الخلايا «غير الطبيعية» التي تؤدي إلى حدوث الصرع، توصل ايلغر الى طريقة لتمييزها عن الخلايا السليمة ثم ازالتها بواسطة العمليات الجراحية. وتبين ايضا ان هذه الخلايا تزيد من مقاومتها للأدوية بالتدريج، وهو سر تفوق العلاج الجراحي للصرع على العلاج بالعقاقير. وذكر ايلغر ان العمليات التي يجريها في بون تحرر المرضى تماما من نوبات الصرع في معظم الحالات.
تحياتي
