
[البنُوك هي الملاذّ عندما تغلق أمامنا الأبواب !]
(الجُزء الأول)
________________________________________________________________
( حمد ) شاب شديد الحياء ليس كغيره من الشباب ممن لهم
اهتمامات شبابيه كـ مُشاهدة مباراة كرة قدم أو شراء أخر الإصدارات للمطرب الفلاني الذي يعشقه
أو المُمَثل الذي يُتابع أخر أفلامه على السينما الفنية أو أخر الصيحات في عالم الأزياء أو قصّات الشعر ،
بل كان مُرتبط ارتباطاً قوياً بالموروث الشعبي الذي خلّفه له الأباء والأجداد ،
وكان متيّماً بالجلوس مع كبار السن ( الشيّاب ) ومرافقتهم دائماً والإستماع لحديثهم ومُغامراتهم ومعاناتهم في الماضي ، وفي ايام العُطّل يذهب إلى السوق ليُمارس مهنته المُفضّلة
( المُناداة ) منها يُعين والده على مصاعب الحياة وغلا المعيشة ، وكذلك فان هذه المهنة
تُبقيه قريباً من كبار السن ( الشيّاب ) الذين نشأ وترعرعَ بينهم مُنذُّ نُعومة
طفولته ، فهم قريبون لقلبه ويسعد لقربهم ولحكاياتهم التي لا تنتهي ،


أنهى دراسته الثانوية وتعيّن في وزارة الصحة بوظيفة مُحاسب ، يُقيم ( حمد ) وأهله في منزل مُشترك مع أولاد عمه المتوفى..
وبمُضيّ الأيام نشبَ خلاف بين الأُسرتين على مُلكيّة البيت (!) وانتهى بهم المطاف إلى أن تنازل ( حمد )
ووالدهُ برضاهم وايثاراً منهم لزوجة عمه المتوفي وأبناء عمه ،
لا يُحب الخلافات والمشاكل بين الأهل وحُرصه الشديد على سدّ باب الفتن بينهم ،
بحث ( حمد ) بمعيّة والدهُ عن منزل لأُسرته فوجدا منزلاً لا بأس به معروضاً للبيع بقيمة عشرون ألف ريالاً عمانياً ،
ولكن إمكانية (حمد) ووالدهُ لا تفي بشراء ذالكم المنزل ،
يبقى أمامه سوى طريق واحد ليُفرّج الكُربة التي تعيشها أُسرته ألا وهو الديّن عن طريق البنك ،
وهو الطريق الذي لطالما حرص أن يسلكه أو أن يقصده يوماً ما (!)
ولكن عُسر الحال وضيق العيش وتشتت والديه واخوته أحال دون ذلك فكان البنك هو الحل الوحيد أمامه
ولا مناص من هذا الطريق فهو الحلّ الوحيد لأمثال ( حمد ) وغيره الكثير من الشباب ،
فتقدم بطلب قرض الى البنك ولم يتردد البنك من تلبية طلبه ، استلم ( حمد ) المبلغ من البنك وذهب مُسرعاً لشراء المنزل ..

لم يكُن ( حمد ) سعيداً بـ اقتراضه من البنك (!)
لأنه كان يُدرك حين يأتي موعد استلام راتبه الزهيد سيكون ناقصاً وسوف يذهب جزء منه
إلى البنك وسيُعاني لسنوات عُجاف طويلة حتى يُسدد المبلغ الذي اقترضه من البنك ،
ناهيكم عن قضية الرباء التي كان تؤرق كاهن وفكر ( حمد ) فالدين هم بالليل وذُلّ بالنهار !
أيضاً هنالك هاجس ديني كان يحرص منه كونه يعلم ان الشريعة الاسلامية تُحرّم
التعامل بالربا بنص قاطع من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة تتوعد من يتعامل بالربا ،
استقر ( حمد ) واسرته في البيت بعد ان انتقلوا اليه ، مرت السنوات العجاف عليه ببطء شديد ..

يُتبــــــــــع
تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة عاشق الأمل ().
.gif)




