(( كــــــــلنا راحــــــــــــــــــلون ))

في أحد جوانب
الحياة...
اصدقاء... اجتمعوا.... ليقضوا وقت مع من ترتاح لهم
قلوبهم...
لينسوا همومهم... ومشاكل اعمالهم...
مع اصدقاء ...قضوا اجمل
السنوات معهم...
وأجمل الحظات... التي لا تنسى....
وبين ضحكات هذا...
وتعليقات ذاك...
فــــــــــــــــــــــــجـــأة....
يرن هاتف
أحدهم....
....: السلام عليكم
...: ماااااااااااذا؟؟.... (وتجحظ
عيناه)

وبدون أي كلمه يغلق الهاتف...
لحظة صمت...
ويبدأ الاصحاب
بسؤال...
ولكنه لا يستطيع الاجابة...
كيف سينقل لهم الخبر؟؟؟؟
وبعدة عدة
دقائق...
قال: لقد مات.... صاحبنا مااااات...
لم يعد موجودا على وجه
الأرض....

تتوقف نبضات القلوب... وتمتلئ العيون بالدموع...
فينحاز ذاك في
زاوية .. يتذكر صديقه بالأمس.
ويقف ذاك وكأنه لم يسمع
شيأ...؟
صدمه....
ويصرخ ذاك.....كيف؟؟؟ ..... لقد قابلته بعد
الصلاه....
ويقول من له قلب قوي... وعينيه مليئة بالدموع
انا لله وانا إليه
راجعون..
وهاهو صديق عمره... يبكي كالأطفال..
ويصرخ بصوت يملئه
البكاء:
انتم تمزحون ... لابد انهااحد مزحاتكم الثقيله...
يخرج هاتفه.. ويتصل
الى رفيقه .. وأخيه
على أمل ان يسمع صوته...
يرن الهاتف...
وهو بإنتظار
الرد...
ولكن من يرد؟؟؟
لقد مات صاحب الهاتف...
اصبح خارج خدمة
الاحياء...
وبدأ يصرخ بأعلى صوته.. اجبني .. اين انت؟؟
لا تجعلني اصدق
مزاحهم...
يقف أحدهم ويمسك به...
يصرخ فيه..... كفى .... لقد
مات...
لــــــــقد فـــــــــــارق الحـــــــــــــــياة...
نعم ... لقد
رحل بلا عودة ...
وذهبوا ...بدون ان ينطقوا بكلمة...
لوداعه....ليرو وجهه
لأخر مرة....
ذهبو الى بيته....
ورفيقه مسنود ... على اكتاف اصدقائه..ولكن
دون أخيه...
الذي اعتاد ان يسانده..
أستقبلهم أهله.... وهم في حال لا يحسدون
عليه
اقتربوا من أبيه... لكنه لم يكد يراهم...
منكس رأسه... تملئه الدموع و
الآهات...
كيف لا... وقد رحل ابنه...
الذي لطالما رفع رأسه ... معتزا
به
والذي كان سنده في الحياة...
وها هو أخوه لا يكاد يقف...
من هول
الحدث... يبكي ...دما
ولم يجرؤ احد على مواساته...
وهاهو اخوه الاصغر...
ولكنه ... مبتسم..
لا يعرف ماذا يحصل... ويا ليته لا يعرف ابدا....
تمنى
البعض ان يصبحوا مثله...
غسلوه ...وضمه كفن ابيض...
وصلو عليه..
صلاة لا
ركوع فيها ولاسجود.........!!!؟
بدأ ابيه بوداعه... لحظات لم يتوقع ان
يراها...
ابنه الحبيب...
مدد على رداء ابيض...
كشف وجهه....
ولكن دون
ابتسامته التي اعتاد ان يراها...
وجه دون ملامح...
يقبله و يدعوا
له...
ولم يقوى على الابتعاد عنه...
حتى ابعدوه وسط صوت بكاءه...
وهاهو
أخوه حمله بعض الشباب...
ليتمكن من وداع أخيه....
يراه فيخر عليه.. ببكاء
يقطع القلوب
بكاء حتى امتلئ وجه اخيه بالدموع ...
وها هم اقربائه.. يودعه
الواحد تلو الاخر...
ويقترب اصدقائه ... مروا عليه يودعوه..
وكل واحد يتذكر
موقف عنه...
كي يدوم في ذاكرته ولن ينساه ابدا..
ادخلوه على
امه....
تتخيله داخل عليها... بكل حماس
ويقول لقد عدت..
ولكنه أدخل عليها
... جسد بلا روح ....
اقتربت منه اخواته... يقبلن وجهه...لأخر مرة...
ترى تلك
تكلمه كأنه يسمعها...
وترى تلك تبكي بصوت عال..
وتلك تخر مغشيا
عليها...
اخيرا اقتربت امه...
بعدما استوعبت.. ان ابنها
قرة
عينها...حبيبها
مــــــــــــــــــــات
حضنته بقوة... وهي تصرخ
...
ياحسرتي على ولدي...
مات في عز شبابه...
كيف مات قبلي...؟؟
ولكن
الموت لا يرحم...
حملوه لسكنه...لبيته ...حتى يوم الحساب...
هاهو القبر
..
ينزل اصدقائه وبعض الاقرباء..
ليدخلوا اخيهم .. رفيقهم ...حبيبهم..الى
قبره
الى تلك الحفرة المظلمه...
وهاهم يضعون عليه التراب...
واختفى
وجهه...ليس عنهم فقط
بلى عن الكون أجمع...
ومضت الايام الثلاثه...
بين
مصدق..والذي لا يزال يظن انه في كابوس...
بعد مدة طويله...
هاهم الاصدقاء مرة
أخرى...
اجتمعوا.. ولكن دون صاحبهم...
ضحكوا ... ولكن .. لم يسمعوا
ضحكاته
فكأنهم لم يضحكوا..
لم تعد للجمعه مذاق بعده...
افترقوا....
جلس
احدهم...لوحده
يتذكر صاحبه الراحل... انه لا يريد حتى ان يتناسى...
مرت بعض
المواقف في مخيلته...
تذكر حينما كان مهموما ...
ولم يجد من يشكي له
حاله...
حتى شعر بيد تربت على كتفه...
فقال له صاحبه " الراحل"
اذا كنت
تشكي هما...
فلا تخبر به بشر... بل اشكي لرب البشر...
عاد من ذكريات صديقه..
بعد ان تعلم درسا لن ينساه..
رفع يديه لسماء.. طلب له الرحمه...
واتصل الى
اصدقاءه.... يجب ان يعودوا مثل ما كانوا بوجوده...
هكذا هم البشر أيام
معدودات...
يرحلو بين لحظة وثانيه...
فيتركوا ورائهم ... اهل... اقارب...
اصدقاء
ويتركوا ورائهم ذكريات لا تنسى...
في قلوب طاهرة سكنت فيها
دوما....
"" كلنا راحلون ""
اذا ... لنترك بصمة لا تنسى في المده التي
عشناها
