القلق اكثر الأمراض النفسية انتشارا

    • القلق اكثر الأمراض النفسية انتشارا

      القلـــق

      القلق هـو انفعال شعوري مؤلم مركب من الخوف المستقبل وتوقع خطراً محتملاً أو مجهولاً أو توقع العقاب أو الشر أي أنه يتضمن تهديداً داخلياً أو خارجيا للشخصية والقلق يختلف عن الخوف في أن الخوف يعني خشية شيء في العالم الخارجي .
      والقلق : هو حالة من الصراع النفسي الذي يعتري الفرد من مصدر غامض ، و لا يستطيع الفرد معرفة سبب ذلك في اكثر الأحيان . يلعب الصراع القائم بين ألانا ( النفس ) والانا الأعلى ( الضمير ) دورا مهما وأساسيا في هذه الحالة . يتدخل القلق في جميع أعراض العصاب الذي يتعرض له الفرد كالوهن النفسي والوسواس وهستيرية القلق وعصاب القلق .

      القلق اكثر الأمراض النفسية انتشارا
      كثيرة هي الأمراض التي باتت تزداد اطرادا هذه الأيام, لارتباطها بالمشكلات العديدة التي طفت على سطح الحياة الاجتماعية والتي باتت فيها المادة العنصر الأساسي التي يسعى إليها الجميع, ومن بين اكثر هذه الأمراض انتشارا القلق النفسي،
      الذي صار يخيم على كل واحد فينا, ويعود ذلك إلى فقدان الإنسان لأهم مقومات الراحة النفسية. فالتقدم العلمي والصناعي رغم انه حقق الرخاء للكثير من الناس إلا انه سلب الإنسان صحته وحياته, فلم يعد قادرا على تنفس الهواء النقي وتناول الماء الصافي من النبع مباشرة, أو الطعام الطازج الذي لم تغير مواصفاته المواد الكيماوية, ومن جراء ذلك ازدادت نسبة الإصابة بالأمراض العضوية نفسية المنشأ كأمراض القلب والأوعية الدموية والضغط الدموي وارتفاع كولسترول الدم والسكري والأمراض الهضمية وغيرها من الأمراض التي أصبحت مشكلة صحية كبيرة, نظرا إلى أنها تؤثر على صحة الفرد وانتاجه وعلى المجتمع أيضا.
      وأسباب القلق
      كثيرة ، لكن نذكر أهمها:
      (1) ضعف الإيمان :
      فالمؤمن قوي الإيمان لا يعرف القلق. قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، ,ويقوى الإيمان بعمل الطاعات وترك المعاصي وقراءة القرآن وحضور مجالس الصالحين وحبهم والتفكر في خلق الله تعالى.
      (2) الخوف على الحياة وعلى الرزق:
      فهناك من يخاف الموت فيقلق بسبب ذلك ، ولو أيقن أن الآجال بيد الله ماحصل ذلك القلق. والبعض يخاف على الرزق ويصيبه الأرق وكأنه ما قرأ قوله تعالى(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ولم يسمع قول الله عز وجل(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) ، حتى النمل في جحره يرزقه الله تعالى ، ولايعني ذلك أن يجلس الإنسان في بيته ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ، بل يسعى وبفعل الأسباب امتثالاً لقوله تعالى(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ويتوكل على الله(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
      (3) المصائب:
      من موت قريب أو خسارة مالية أو مرض عضال أو حادث أو غير ذلك ، لكن المؤمن شأنه كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً وجزاء الصبر أن الله يأجره ويعوضه خيراً مما أصابه. فيجب أن يعلم أن ذلك بقدر الله وقضائه ، وما قدّر الله سيكون لا محالة لو اجتمع أهل الأرض والسماء أن يردوه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. عندما ترسخ هذه العقيدة في نفس الإنسان فإنه يرضى وتكون المصيبة عليه برداً وتكون المحنة منحة ، ولقد شاهدنا أنه كم من مشكلة صارت بإنسان جعلت منه رجلاً قوياً صامداً وعلمته التحمل بعد أن كان في نعمة ورغد لا يتحمل شيئاً وغيرت من نظرته للحياة وأصبح سداً أمام المعضلات.
      (4) المعاصي:
      وهي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة ، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب . قال الله تعالى(وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) وقال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، والبعض يقول: نريد أن نُذهب القلق و(الطفش) فيفعل المعاصي ، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
      كيف نتخلص من القلق؟
      قال الله تعالى (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، فالعلاج هو في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
      فخذ هذه الوصفة النافعة ، وجرب وأنت الحكم.
      ( 1) الصلاة: قال الله تعالى(واستيعنوا بالصبر والصلاة ) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يابلال) ويقول -جُعلت فداه- (وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فما من مسلم يقوم فيصلي بخشوع وتدبر وحضور قلب والتجاء لله تعالى إلا ذهبت همومه وغمومه أدراج الرياح كأن لم تكن ، فالصلاة على أسمها صلة بين العبد وربه.
      (2) قراءة القرآن: العلاج لكل داء.قال عز وجل(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فلنقو صلتنا بهذا الكتاب العظيم ولنتدبر آياته ولا نكن ممن يهجره فهو ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم.
      (3) الدعاء: سلاح المؤمن الذي يتعبد الله به فمن كان له عند الله حاجة فليفزع إلى دعاء من بيد ملكوت كل شئ ومجيب دعوة المضطرين وكاشف السوء الذي تكفل بإجابة الداعي. قال تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وليتخير ساعات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، بين الآذان والإقامة.
      (4) الذكر: أنيس المستوحشين وبه يُطرد الشيطان وتتنزل الرحمات.
      (5) شغل الوقت بالعمل المباح: فإن الفراغ مفسدة ويجلب الأفكار الضارة والقلق وغير ذلك.
      أسأله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل والعمل الصالح ونسأله حياة السعداء وموت الشهداء ، إنه جواد كريم.