*
أتمنى أن تتقبلوا مني هذه المشاركة التي لم أرد وضعها هنا لعلمي أنها ليست بالمستوى المطلوب ولكن بعد اصرار
من احد الأعضاء الأعزاء يسرني أن أفتح دفتري أمامكم لتنظروا ولو نظرة في ما خطه قلمي .
في كل يوم تسقط بتلة من بتلات هذه الوردة الحمراء،
في كل يوم يداس على ورقة من أوراق هذه الزهرة،
وبعد كل يوم يزداد ذبول هذه الزهرة.
زهرة أسقطت حتى هذا اليوم 6660 بتلة،
ولا أعلم كم ستسقط من بتلات قبل أن ينتهي عمرها،
ولا استطيع حتى أن أخمن لهذه الزهرة مدة بقائها،
فأنا أجهل المجهول ولا أبحث عنه؛
لأنه مجهول حتمي،
ولكني أبحث عن شيء آخر لا أعرف ما هو،
ولكن كل ما أعرفه هو أنني يجب أن أجده، شيء يقلقني ويشغلني،
شيء يشعرني باستمرار بأنني يجب أن أكون حزينة،
إنه شيء غامض يشعرني برغبة في البكاء دوما، ورغبة جامحة في الطيران إلى المجهول.
دموعي تنهمر، وأنا أجهل سبب انهمارها، فعلا إنه لشيء محزن أن يبكي المرء وعندما يسأل نفسه عن سبب بكائه
يجهل الإجابة على سؤال يجب أن يكون هو الوحيد الذي يعرف الإجابة عنه.
من المحزن جدا أن لا يجد الإنسان شخصًا يبث إله همومه،
شخصٌ يسلي عنه،
شخصًا يفتح له قلبه،
من المحزن جدا أن تكون في هذا العالم المكتظ بالناس وحيدا،
لديك الكثير من الأهل ولكنك وحيد، ولديك الكثير من الأصحاب ولكنك أيضًا بدون صاحب،
في هذه الظروف تعلم بأن القدر قد حكم عليك بأن تظل دوما وحيدا.
من المزري أنك تعيش وسط جمع غفير ولكنك تشعر أنهم ليسو سوى ذرات رمل ساخنة سقطت عليها ماسة جميلة ثمينة،
لا تعرف أيا من هذه الذرات قيمة هذه الماسة،
فلو عرفت هذه الذرات قيمة هذه الماسة لما تركتها وحيدة،
ولما أهملتها،
ولبادرة كل حبة رمل في هذه الصحراء الواسعة للتقرب منها والتودد إليها؛
لأنها ستعرف أن هذه الماسة قادرة على جلب الماء الكثير لسقي هذه الصحراء،
وحتى لو استغلتها بهذه الطريقة فلن أسميها ذكية؛
لأنها تزداد غباءً،
فالشمس حارقة،
والماء سرعان ما سيتبخر،
والماسة ستغادرهم بلا رجعة،
وبما أنهم أغبياء فعلى الماسة أن تغادرهم دون أن تنفعهم؛
لأنهم يحاولون استغلالها لا استثمارها.
** وهكذا اسقط هذه الدمعة فلعلها تكون آخر دمعة....
تحياتي
الجعفرية



