مسقط- الرؤية
-

ضمن ندوة ضمت الخبراء وعدداً من أصحاب وصاحبات الأعمال
استعرضت ندوة بنك مسقط التي عقدت بعنوان "قوة القيادة.. سر تحقيق فرص النجاح في الأعمال" دور القيادة الجديدة في إنجاح وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقد عقدت الندوة بالمقر الرئيس للبنك في مرتفعات المطار، وشهدت حضوراً مميزاً وكبيراً لعدد من رواد الأعمال بالسلطنة.
وقال خالد بن محمد الزبير رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عمان- في كلمته الافتتاحية بالندوة- إنّ قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعد من أهم القطاعات الاقتصادية من حيث التوظيف وإيجاد الخدمات والسلع المناسبة للمستهلكين، وأنّ الدول التي استطاعت إيجاد قاعدة من مؤسسات صغيرة ومتوسطة قوية هي التي نجحت في إقتصادها، حيث إنّ هذه الشريحة من المؤسسات توفر ما لا تستطيع توفيره الشركات الكبيرة بتلك المرونة.
وأوضح الزبير أنّ القيادة السليمة هي أساس نجاح الأمور في الحياة بشكل عام، وعليه فإنّ الاستفادة العلمية في هذا الجانب لأصحاب وصاحبات الأعمال ستعزز استمرارية النجاح مستقبلاً، خصوصاً وأنّ أصحاب وصاحبات الأعمال أثبتوا للمجتمع أنّهم قادة بالفطرة. وأشار إلى أنّ لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في غرفة تجارة وصناعة عمان تم استحداثها مؤخراً، وهي تستمد قوتها من أعضائها الذين يمثلون منظومة المؤسسات الاقتصادية الداعمة لهذا القطاع؛ كالجهات الحكومية المعنية والبحثية والتعليمية، وجهات التمويل والتدريب، بالإضافة لممثلين من هذا القطاع.
وأضاف أنّ إحدى تلك الجهات الحكومية في اللجنة، هي المديرية العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة التجارة والصناعة، التي تعاونت مع اللجنة منذ البداية، ووفرت لها المعلومات وحصيلة تجربتها في دعم هذا القطاع، فالمديرية تسعى جاهدة لترويج العمل الحر، وتذليل كل العقبات التي تعترضه بالتعاون مع مؤسسات مختصة وجهات مسؤولة محلية ودولية. وأوضح أنّ من أمثلة جهود اللجنة تبنيها مع بعض الجهات في السلطنة لمركز تشخيص الأعمال الذي يعنى بتنمية وتطوير المشاريع المبتدئة والقائم منها، مع تقييم الأفكار المقدمة من صغار المستثمرين وتنويرهم بما يمكن عمله لإنجاح هذه المشاريع بطريقة مميزة.
وتابع رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة أنّ عضوية اللجنة تضم أيضاً جهات تمويلية، ويأتي على رأسها بنك مسقط، لافتا إلى أنّ هناك أيضاً مؤسسات متخصصة في التدريب والتأهيل وبث روح القيادة. ومضى يقول إنّ من بين الجهات التي تضمها اللجنة تلك التي تعنى بتحفيز الطلبة على العمل الحر في سن مبكرة من حياتهم، بالإضافة إلى أصحاب الخبرة والمهتمين بتقديم كل ما من شأنه دعم هذا القطاع. وأشار إلى أنّ اللجنة بمساعدة الجهات التي تشكلها تهدف إلى توحيد الجهود نحو دعم هذا القطاع الاقتصادي المهم والعمل على تذليل التحديات التي تعترضه.
وقال إنّ العمل جار حالياً باللجنة عن طريق غرفة تجارة وصناعة عُمان لتنفيذ برنامج ستتوجه به اللجنة إلى المحافظات للاستماع إلى التحديات التي يواجهها أصحاب وصاحبات الأعمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمهيدا لخطوات أخرى ستتخذها اللجنة لاحقاً، على أن تعمل اللجنة مستقبلاً بالتعاون مع الجهات المعنية على إيجاد مراكز في المحافظات تختص بتوفير كل ما من شأنه أن يفيد الشباب المقبل على دخول الأعمال الحرة.
وتابع رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عمان أنّ سوق السلطنة لا تزال حديثة، وهي في مراحل نمو مستمر، حيث إنّ المشاريع والخطط والحوافز الاستثمارية التي تقدمها الحكومة الرشيدة، تستقطب العديد من الاستثمارات والخبرات الاقتصادية العالمية، وعليه، يجب التفكير في كيفية الاستفادة منها، ليس على مستوى السلطنة وإنّما على مستوى دول المنطقة ككل، مضيفا أنّه لا تزال هناك تحديات أمام تحقيق هذا الطموح، ولكن للعلم هناك العديد من الجهات والمؤسسات في السلطنة تسعى جاهدة لتذليل تلك التحديات كل في مجاله، وسيتم الإعلان عنها في آنها.
من جهتها أكدت إلهام آل حميد مساعد مدير عام تمويل وتسويق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ببنك مسقط أن هذه الندوة تهدف إلى دعم رواد الأعمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعريفهم بأحدث الأساليب المتعلقة بمجال الادارة وخاصة المتعلقة بمفهوم القيادة وأهميتها في مجال الأعمال التجارية، وكيفية استثمار هذا المحور البارز لتنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشارت آل حميد إلى أنّ هذه المؤسسات تشهد نمواً كبيراً واهتماماً من قبل الحكومة، ويعد بنك مسقط أحد المؤسسات الرائدة في دعم هذه المؤسسات، من خلال تقديم التمويل والاستشارات وتنظيم الندوات وحلقات العمل بهدف تزويدهم بالمعلومات المتعلقة بأساليب الإدارة الحديثة. وذكرت أنّه سبق للبنك تنظيم عدد من اللقاءات خلال العام الماضي، متوقعة أن يشهد العام الجاري تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل أهمية في الاقتصاد الوطني.
وأضافت مساعد مدير عام تمويل وتسويق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ببنك مسقط أنّ القيادة الجديدة والملهمة تمثل الحجر الأساسي في تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحقيق كامل أهدافها، لذلك تمّ إعداد هذه الندوة لمساعدة رواد الأعمال على تطوير مهاراتهم القيادية، وتولي قيادة مجموعة صغيرة تساهم في تحقيق طموحاتهم والارتقاء بمشاريعهم التجارية مع تقديم بعض النماذج العلمية وأنشطة تفعالية. وأوضحت أنّه تمّ تصميم الندوة بالتعاون مع مركز "PeopleSys" للاستشارات وبرامج التدريب بهدف إلهام وإشراك أصحاب الأعمال المشاركين وتزويدهم بالمعلومات ذات الصلة التي من شأنها زيادة الوعي والمعرفة بالأساليب الحديثة في مجال القيادة وكيفية ممارستها وتطبيقها على أرض الواقع.
وشهدت الندوة عدداً من الفعاليات، من أهمها طرح تجربة يوسف بن علي الحارثي أحد الشباب العماني الذي تحدث عن كيفية تأسيس المؤسسات وأهم التحديات والمواقف التي قد يواجهها أصحاب وصاحبات الأعمال، وكيفيّة التغلب عليها. وقدّم الحارثي عرضاً توضيحياً لتجربته والتي تفاعل معها الجميع واستفاد منها. بعد ذلك قام المختصون في مركز "PeopleSys" للاستشارات وبرامج التدريب بتقديم ورشة عمل تفاعلية بمشاركة الحضور، وتمّ التركيز على أهميّة القيادة في الأعمال التجارية وأهميّتها لرواد الأعمال في إنجاح وتطور مؤسساتهم التجارية ومدى أهميتها في التعامل مع الآخرين وخاصة مع فريق العمل الخاص بالمؤسسة لضمان أفضل النتائج. كما شهدت الندوة طرح أسئلة من قبل المشاركين والإجابة عنها من قبل المختصين المشرفين على تقديم الندوة.
يذكر أنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعد من القطاعات المهمة، وتشكل أكثر من 90% من حجم الشركات الموجودة في السلطنة. وتولي الحكومة اهتماما كبيرا بدعم وتنمية هذه المؤسسات من خلال عمليات التمويل وبرامج التدريب المختلفة. ويعد بنك مسقط من المؤسسات الرائدة في دعم هذه المؤسسات من خلال تخصيص دائرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإطلاق برنامج "الوثبة" الذي يقدم الدعم والتمويل لإنجاح هذه المؤسسات.