تصنيف الأبناء ومصادرة التميز جديد أرض الأفراح

    • تصنيف الأبناء ومصادرة التميز جديد أرض الأفراح




      تقع بعض الأمهات فريسة لـ"تصنيف الأبناء"، فهذا مثل أبيه، وهذه تشبه عمتها، أما هذا الولد فنسخة من خاله، وهذه الابنة المقربة تشبه الأم وتقارب طبائعها.
      لا يكاد الطفل أو الطفلة يكبران، ويفتحان أعينهما على الحياة، حتى يجدوا طريقهم مرسوما، وخطواتهم مصادرة، فقد وقعا في أسر تصنيف لا يرحم، وقلَّما يتغير.
      والتصنيف هو مجرد خطوة أولية يترتب عليها شعور الأبوين بالأطفال، وتقييمهم، ومعاملتهم، كما يترتب عليه مشاعر جياشة ومرهقة للطفل تجاه أبويه، وأسرته، وإخوته، وتزايد مشاعر الغيرة والغضب، وبخاصة إذا ما كان أحد الأطفال أنعم عليه أبواه بتصنيفه تبعا لشخص ناجح، أو لطيف محبوب، وخلعا على آخر تصنيفا يجمعه بشخص لا يحبه، أو لا يقتنع به.
      وفي كل الأحوال فإن التصنيف يقتل روح التميز، وإحساس الطفل بأن الحياة مفتوحة ومتجددة أمامه، فتضيق في عينيه، ويفقد شعوره بالحرية في اختيار طريقه، وتطوير نفسه، وإذا كان قوي الإرادة فإنه يدخل في معركة شديدة لتغيير تصورات والديه ومحيطه، وإثبات نفسه بعيدا عن تصنيفات واهية.
      صور لتصنيف الأطفال
      - "هكذا أنتِ عنيدة دائما.. صورة من جدتك"..
      - "لا تستطيعين إتمام أمر.. أنت مثل عمتك".
      - "لماذا لا تتصرف بمقتضى الرجولة؟ لم تبدي كل هذا الضعف؟ .. أنتَ نسخة من خالك"..
      أعيرة تصنيف فتاكة، يطلقها آباء وأمهات في وجوه أبنائهم عندما يغضبون، ليتحول الأمر من سلوك خاطيء للطفل يحتاج إلى تهذيب وتوجيه أو عقاب وتوبيخ، إلى حكم وصفة لازمة، لها أبعاد تاريخية، وتركة ثقيلة من مشكلات وعدم اتفاق بين أحد الوالدين وطرف آخر خارجي.
      ويزداد الأمر سوءا عندما يتم التصنيف وفقا للسمات الشكلية، والملامح، والصوت، فتشعر بعض الأمهات بحاجز نفسي تجاه ابنتها التي يغلب عليها الشبه بأهل أبيها، وتنسى أن الله جل في علاه هو الذي صوَّرها فأحسن صورتها، وتستحضر مشاعر قد تكون سلبية أو ضعيفة لتشوه بها عاطفة أمومتها.
      التصنيف كذبة كبيرة
      وفضلاً عن كون عملية التصنيف الأسري خاطئة ومتجنية، فإنها في النهاية محض كذبة، يرددها الآباء كثيرا حتى تبدو كحقيقة، أو استنتاج صحيح، رغم كونها مجرد كلمة غير مبنية على دليل.
      وفي الأمثال والثقافة الشعبية ما يفرض نفسه على بعض الآباء أيضا، ويفهم منه الجزء السلبي، فيتمثل أحدهم المثل العربي القديم ( كادت المرأة أن تنجب أخاها)، أو ( كادت الحرة أن تلد أباها)، والمشتهر بين الناس من أن الولد يشبه خاله، والبنت تشبه عمتها.
      ومما لا شك فيه أن الإنسان يتأثر بجيناته، ويرث صفات خُلقية وخَلقية من أبيه وأهله، وأمه وأهلها، لذلك أمر الشرع باختيار الرجل لذات الدين، وقبول المرأة بمن ترضى دينه وخلقه، ولكن يظل لكل فرد تميزه، وخصوصيته التي لا يشاركه فيها أحد، وعملية التصنيف تضفي سطحية فائقة على التفرد البشري، وتصادر مستقبل الطفل على كافة المستويات بحدود قريبة جدا وساذجة، ويكفي لدحض أكذوبة التصنيف، واليقين بالتميز البشري ما ثبت أنه لا يمكن لبصمة الأصابع أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة.
      تقبل الاختلاف
      يحب أن يرى جميع الآباء نجاح أبنائهم وسعادتهم، ولكن البعض يزداد التفافا حول ذاته، فلا يرى فائدة للأبناء إلا إذا كانوا انعكاسا له، وأكملوا نقصه، وحققوا أحلامه، ومن هنا يصادر عليهم ابتداءًا فيحب ويقرب من يظن أنه يشبهه أكثر، ويزداد التوتر بينه وبين من يعتبره بعيد الشبه به، ثم يصادر عليهم في تقبل مهاراتهم، ورغباتهم، وأحلامهم التي قد تختلف عن ميوله هو، فهو يسعى دائما لأن يحبسهم في قالبه، ويحُدُّ تطلعاتهم بحدود خبراته ورؤاه التي غالبا ما يكون الواقع قد تجاوزها.
      إن المحبة الحقيقية للأطفال لا تتشكل وفق محبة الذات، وإنما هي محبة غير مشروطة، تنبع من عاطفة أمومة وأبوة صادقتين سويتين، فينشأ الأطفال في بيئة متقبلة للاختلاف، مشجعة على التميز، تتعامل مع كل طفل من حقيقة كونه "هبة ربانية".. وآية من آيات الله في الخلق والتصوير والتكوين والتقدير، وليس مجرد امتداد لشخص في محيط عائلي صغير.






      المصدر أرض الأفراح


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions