الكاتب :
المصور :تواصلت لليوم الثالث على التوالي زيارة وفد المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) والذي ضم عدد من المتدربين في مجالات التخطيط والإدارة التربوية من أكثر من (30) دولة على مستوى العالم .
وانقسم الوفد إلى ثلاث مجموعات ، حيث زارت المجموعة الأولى مديريتا* تطوير المناهج،وتقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم،أما المجموعة الثانية فقد زارت وزارة التعليم العالي ومركز القبول الموحد، وقامت المجموعة الثالثة بزيارة الى كل من مركز التوجيه المهني بوزارة التربية والتعليم ووزارة القوى العاملة.
زيارة مفيدة
وللتعرف أكثر على هذه الزيارة ، التقينا رضا سعيد اللواتي نائب مدير عام المديرية العامة للتخطيط وضبط الجودة بوزارة التربية والتعليم الذي حدثنا عن أبرز مجالات التعاون التي من الممكن أن تستفيد منها الوزارة خصوصًا في مجال التخطيط التربوي من التعاون القائم حاليًا مع المعهد فقال: معهد التخطيط التربوي بباريس يعتبر من المؤسسات التعليمية التدريبية المتخصصة في مجال التخطيط التربوي ، وله ارتباطاته وإسهاماته في مختلف دول العالم باعتباره أحد مؤسسات منظمة اليونسكو.ويقدم المعهد برنامج تدريبي تأهيلي متقدم سنويًا خلال الفترة من سبتمبر إلى نهاية مايو من العام التالي. كما يقدم المعهد دورات وحلقات عمل تخصصية في مجال التخطيط والإدارة التربوية تشارك فيها مجموعة من الدول تختلف من فعالية لأخرى ومن عام لآخر ، وفي نفس الوقت يقدم المعهد الدعم الفني للعديد من الدول في تنظيم وعقد برامج تدريبية محلية متخصصة وإعداد دراسات متخصصة أيضًا ، وللمعهد باع طويل في مجال الدراسات ، وإصدار النشرات والكتيبات والدوريات في كافة مستويات التخطيط التربوي واقتصاديات التعليم.وفي ضوء كل ذلك يمكن للوزارة الاستفادة من المعهد في إطار* كل ما ذكرنا من أنشطة وفعاليات ، وهذا ما نأمل يتم تفعيله في برنامج التعاون بين الوزارة والمعهد.
وعن هدف البرنامج والمتدربين المشاركين فيه من زيارتهم للمؤسسات التعليمية كالمدارس والكليات التقنية ومؤسسات التعليم العالي قال: بدءًا نوضح أن هذه الزيارة أكاديمية يقوم بها طلاب البرنامج التدريبي متقدم المستوي في المعهد الدولي للتخطيط التربوي بباريس وهؤلاء المشاركون ملتحقون ببرنامج تدريبي متقدم في التخطيط التربوي يتوجونه بحصولهم على أحد المستويين وهما:دبلوم عالي في التخطيط التربوي/ الإدارة التربوية ، أوماجستير في التخطيط التربوي/ الإدارة التربوية ، كما أن هذا المعهد هو أحد أفرع منظمة اليونسكو ، ويعتبر مؤسسة تعليمية ، تدريبية متخصصة على المستوى العالمي ويضم أساتذة في التخطيط التربوي والإدارة التربوية ذوي الخبرات الواسعة فيما يتعلق بمختلف النظم التعليمية في العالم ، أما المتدربون فهم من مسؤولي التخطيط التربوي في دولهم. وبما أن الزيارة أكاديمية ويقوم بها المتدربون وأساتذة بهذا المستوى الذي اشرنا إليه فإن الزيارة لا تعود فقط بالفائدة عليهم بل تخدم العملية التخطيطية وتطوير النظام التعليمي ، خاصة وإن الزائرين سوف يعدون تقاريرهم عن النظام التعليمي وسوف يناقشون ما يشاهدون ومرئياتهم في شأنها من خلال سمنارات وحلقات نقاش حيث ستغطي الزيارة:مستوى ونوعية التعليم الأساسي وكيفية ربطه بإعداد المواطن لتلبية احتياجاته في التعليم والعمل والحياة الاجتماعية ، واحتياجات التنمية الشاملة في السلطنة، ومستوى ونوعية التعليم ما بعد الأساسي (الصفَان 11 و12) وكيفية تلبيته لاحتياجات التعليم العالي، ومستوى ونوعية التعليم التقني وربطه باحتياجات التنمية وسوق العمل.
أوجه الاستفادة
وأشار رضا اللواتي الى استفادة السلطنة من هذه الزيارات واللقاءات مع المنظمات العالمية في كيفية ضبط الجودة في كافة المجالات التربوية وتعزيزها بما يحقق الهدف المرجو من العملية التعليمية موضحا: اللقاءات وأوجه التعاون مع المنظمات الدولية تزود الوزارة بخبرات ثرية وعديدة عن النظم والفلسفات التعليمية في عدد من الدول حيث أن هذه المنظمات تكتنز الكثير من الخبرات العالمية المختلفة والكثير من الخبرات العلمية والأكاديمية والخبرات العملية وهي تتبادل هذه الخبرات مع الكوادر الوطنية بنفس المستوى الذي تستفيد فيه بدورها من تجربة السلطنة ونقل خبراتها إلى الدول المماثلة وتلعب دورها الفعال في تبادل الخبرات وإجراء المقارنات بين النظريات والواقع وتجارب الآخرين ، التي تمثل الركائز والمنطلقات لتطوير التعليم وجودته.
رؤية واقعية
وللتعرف على الهدف من هذه الزيارة التقينا غبرييل غوتمان مسؤولة برامج التدريب والتأهيل بالمعهد الدولي للتخطيط التربوي التي قالت: الهدف من الزيارة كما تم ذكره سابقاً في الجلسة الاولى من البرنامج هو لدراسة النظام التعليمي والتربوي بالسلطنة لكي نرى بأم العين جهود السلطنة في رفع التحديات على صعيد التعليم وكيف اوجدت لها الحلول داخل الحقل التربوي .
وأضافت غوتمان:جاء اختيار السلطنة كمحطة للزيارة بناء على الدعوة الرسمية التي تلقيناها من وزارة التربية والتعليم العمانية لزيارة السلطنة ولكي تتمكن السلطنة من الاستفادة من الآراء والخبرات بالمعهد حيث أنهم متابعون للمعهد ويهمهم أن يحصلوا على آراء المعهد حول النظام التعليمي للسلطنة،إضافة الى أن المعهد أراد أن يرى بنفسه على أرض الواقع كيف تجري الامور في بلد متطور مثل سلطنة عمان وكيف تمكنت من احراز الانجازات المذهلة .
وتؤكد غبرييل عقب زيارتها لمدرسة شاطئ القرم :من الباكر جداً اعطاء رأي نهائي ومن خلال الزيارة رأينا انجازات هامة وهو ما أثار الذهول الايجابي لدينا بأن تلك الجهود التي وضعت ترجمت على الارض وقد وجدت المدرسة والجميع طرق في تسيير المدرسة وهو السبب الذي أدى الى النجاحات التي رأيناها.
تطور ملموس
وللتعرف على آراء المتدربين التقينا أوسوما مماه من نيجيريا* الذي قال:بأن الزيارة جيدة ومنظمة وتفتح آفاقا واسعة لرؤية تجارب الدول في انظمتها التعليمية،ومن خلال الزيارات التي قمنا بها استطيع ان أقول بأن هناك ربط واضح بين التعليم المدرسي والتقني فما رأيناه من تطور في المدارس من أجهزة حديثة ومتطورة يعكس التطور الحاصل في النظام التعليمي للسلطنة والذي سيكون له الاثر البعيد على التعليم الاكاديمي في المستقبل.
ومن جانبه يقول عبد السميع سليمان زاده من أفغانستان:الزيارة والجولات التي تتخللها مفيدة جداً لنا لاننا ناتي من بلدان مختلفة وعلينا التعرف على الانظمة التعليمية لبلدان أخرى ،ومن وجهة نظري بالامكان الاستفادة من النظام التعليمي للسلطنة لتكييفه مع النظام التعليمي في أفغانستان للانه متقارب بيئياً،ولدينا برنامج بحث حالياً لكي نجمع بعض المعلومات التي تساعدنا في البحث ،واعتقد بان الانظمة التعليمية في سلطنة عمان تتطور يوماً بعد يوم من خلال ما شاهدناه وما تم عرضه ،حيث ستكون مثال جيد للدول الاخرى لكي تكيفها مع أنظمتها.
ويضيف عبدالسميع زاده:النظام التعليمي في السلطنة يتطور بشكل مستمر وذلك لان هناك رؤية جيدة وتخطيط مناسب ،وهناك نواقص في حلقة الربط فقط بين النظام التعليمي وسوق العمل وهذا ما نأمل ان يتم تصحيحه في هذا الممجال.



وزارة التربية والتعليم