ميزان القوى

    • ميزان القوى

      كلما طرح الحل الصحيح لقضية فلسطين، نجد فريقا من اليائسين يقولون إن ميزان القوى في المنطقة والعالم ليس في صالحنا، ولذلك لايمكن تنفيذ هذا الحل. وعندما يقال أن إسرائيل وأمريكا يمارسان الإرهاب بحجة البحث عن الإرهاب، عندها نسمع النغمة نفسها: ميزان القوى !!

      لا أريد هنا أن أخاطب الحكام، بل خطابي هذا لمن انطلت عليهم حيلة ميزان القوى هذه.

      إن هذه العبارات صارت ذريعة لكل سكوت، وعذرا لكل تخاذل، ومحذرا عن كل حركة منتجة. هل يشك أحد أننا – الأمة العربية – أصبحنا هدفا لكل طامع، ومسرحا لكل لاعب، هل يشك أحد اليوم، أن الوضع العربي صار لسان حاله " أينما وجدت عربيا فاذبح واغتصب وعذب، فلن يحاسبك أحد ، ولن يحشد ضدك جيش ، ولن تقذف باليورانيوم المنضب ، وأينما وجدت أرضا عربية أو مسلمة فخذها ، واطرد أهلها ، واهلك حرثها ونسلها ، فهي ارض مستباحة ليس لها حام ولا صاحب " .

      لماذا لانفعل شيئا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      ولماذا لا ندافع عن أنفسنا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا لا نحمي أعراضنا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا لا نحفظ ثرواتنا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا هدم مخيم جنين على رؤوس أهله ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا اغتصبت ولا زالت تغتصب أرض فلسطين تحت سمعنا وبصرنا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا التدخل والتخريب الأمريكي البريطاني في العراق، وبلدان الخليج الأخرى؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا يسرق نفطنا في وضح النهار ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا نقبل أن نموت جوعا ونحن أغنى أمم الأرض ؟ بسبب ميزان القوى !!! لماذا نستورد كل آلاتنا وسلاحنا من أعدائنا ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا أصبح ينظر للعرب والمسلمين في الغرب بأنهم شياه جرب ، بسبب ميزان القوى !!!

      لماذا نعطي اليهود صك طابو في فلسطين ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      ، وأخيرا لماذا نحن أمة ذليلة، ليس لنا موقع حقيقي على خارطة العالم ؟ بسبب ميزان القوى !!!

      فالحل هنا، يجب تغيير ميزان القوى، يجب أن يكون هم كل مواطن عربي تغيير ميزان القوى. ولا يجوز أن يخطر بالبال أن ميزان القوى يتغير من تلقاء نفسه، فلا بد ممن يغيره، فإذا تركنا الأمور حولنا تحدث وتتطور، دون عمل فاعل منا، فان ميزان القوى سيزيد ثقلا لأعدائنا، وسيقل وزننا فيه ، أم ترى نستفيق غدا ، فنجد أنفسنا أقوياء هكذا دون شيء ، ونجد ميزان القوى قد اعتدل لصالحنا . إن هذا يخالف سنن الحياة، وطبائع الأشياء. وعلى ذلك فعلى كل مواطن عربي أن يشتغل في هذا الأمر، أمر تغيير ميزان القوى لصالح الأمة العربية، وعدم الاشتغال بهذا الأمر معناه البقاء تحت الاحتلال والذل والاهانه. فنحن إذا أمام خيارين اثنين:

      سكوت يسمح للاحتلال بان يزداد قوة ويحكم قبضته على كل بقعة من بقاع الأرض العربية، أو عمل يغير ميزان القوى.

      بقاؤنا أذلاء بمن يعمل في الأمة أو يدعي انه قائدها، ولا يعمل شيئا بشأن ميزان القوى ؟ ما ظنك بتنظيم أو حركة أو حزب يعمل في الأمة، ولا يفعل شيئا لتغيير ميزان القوى ؟ ما ظنك بحركة سياسية ليس عندها برنامج لتغيير ميزان القوى ؟ وليس عندها تصور لكيفية تغيير ميزان القوى ؟ وليس من عملها ولا يخطر ببالها التفكير بتغيير ميزان القوى ؟ فإذا كانت الحركة السياسية لا تعمل في قضية القضايا شيئا ، فماذا تفعل إذا ؟ ولا يظن أحد انه يعمل في تغيير ميزان القوى، يجب عليه أن يبين للامة كيف سيغير ميزان القوى، بعبارات دقيقة محكمة لا بعبارات فضفاضة، بل يجب عليه أن يدعو الأمة أن تعمل معه في هذا التغيير، فالمهمة عظيمة تحتاج جهد كل المخلصين.
      منقول للدكتور : سمير محمود قديح
      http://www.mic-pal.info/articledetails.asp?id=474
      :eek: |t