الهندال يستعرض التجربة الإدارية اليابانية في حلقة عمل للموظفين أخبار عمان

    • الهندال يستعرض التجربة الإدارية اليابانية في حلقة عمل للموظفين أخبار عمان

      لتنمية الكوادر البشرية وتطويرها - كتبت: خلود الفزارية : استضاف مركز سدف للتدريب الدكتور عبدالأمير الهندال أستاذ التنمية البشرية والإدارية لاستعراض التجربة اليابانية في الإدارة “كايزن” من خلال خبرته الواسعة وعلاقته المستمرة باليابان ودراساته المقدمة في هذا الشأن.
      وقدم الدكتور الهندال عددا من النقاط الرئيسية للاستفادة من التجربة اليابانية التي تعد من أكثر التجارب العالمية نجاحا لإيجاد أفكار ذات قيمة ومردود، واستثمار الموارد البشرية وتطويرها بما يخدم طموحاتها والملائمة بينها وبين متطلبات سوق العمل محليا وإقليميا.
      وتهدف الدورة إلى إعداد كوادر بشرية مميزة بالكفاءة المهنية، والتركيز على المستوى النوعي في إعداد البرامج التدريبية، وتنفيذ برامج تدريبية ذات قيمة مضافة تخدم احتياجات المتدربين ومؤسساتهم مع تنمية مهاراتهم وقدراتهم الذاتية وربطهم ببيئتهم المحلية والخارجية.
      ويحدثنا الدكتور عبدالأمير الهندال عن علاقته بالتجربة اليابانية في الإدارة “كايزن” بقوله: بداية العلاقات باليابان كانت في عام 1989 في الكويت وتوالت الزيارات، والبرنامج يتحدث عن الثقافة اليابانية في جانب المرأة وتربية الطفل، والقيادة والإدارة اليابانية وأساليبها في العمل والاستراتيجية والرؤية بعيدة المدى التي تميزت بها اليابان، والبرنامج يقدم لموظفي مختلف القطاعات من الإدارة الإشرافية والوسطى، كما يتناول البرنامج نظرية “كايزن” تميزت بها اليابان في مختلف مناحي الحياة من المصانع إلى الحكومة والشركات. كما يركز على الوقت وأهميته وكيفية استثماره الاستثمار الأمثل بحسب الطريقة اليابانية، ويختتم البرنامج بزبدة الفائدة والتعريف بالهدف الأساسي وهو بث روح التفاؤل لدى المواطن العربي بشكل عام والعماني في هذه الدورة بشكل خاص من خلال الاستفادة من التجربة اليابانية ونجاحات الدول التي سارت عليها وكذلك الأفراد الذين استفادوا من التجربة اليابانية آملين أن تعم الفائدة سائر الوطن العربي.
      وحول المناطق التي قدم فيها تجربته يقول الهندال: قدمت عددا من الدورات حول التجربة اليابانية من الحياة وتطبيقاتها في الكويت ولندن وماليزيا وتركيا، وكانت هناك مشاركة غير متوقعة وحولت الروح لديهم إلى عطاء وتفاؤل. ويستطيع أن يستفيد الجميع من البرنامج وتطبيق ملامح التجربة اليابانية في بلادنا العربية والسلطنة، لأن البرنامج يعطي رؤية للمستقبل، كما أننا سنقوم بتنفيذ برنامج آخر جديد ومتقدم للمرحلة المقبلة يركز على الإدارة العليا والقيادات في بلداننا العربية، كما أننا بصدد التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر. وتعتمد التجربة اليابانية كما أوضح الهندال من خلال حلقات العمل التي قدمها للمشاركين في الدورة على عدد من المحاور ناقشها ضمن عوامل النهضة اليابانية بعد الحرب حيث انها استخدمت النظام الأفقي في التوسع بعد تولي الإمبراطور الحكم رغبة منها في التحديث وإيجاد حل للمشاكل القومية واتجهت إلى الحروب ولكنها وبعد الحرب العالمية الثانية تراجعت عن هذا الاتجاه باستخدام التوسع الرأسي وهو إيجاد الحلول داخل اليابان من حيث التنوير والحل التعليمي من خلال إنسان اليابان وعقله بعيدا عن السلاح فنتجت عددا من الفوائد والنتائج للنظام الجديد.
      الإدارة اليابانية
      أوضح الهندال أن الإدارة اليابانية طبقت مبادئ إدارية حديثة من بينها الجودة الكاملة والعمل ضمن فريق عمل "روح الفريق" وإتقان العمل الإداري التي تحولت فيما بعد إلى قيمة اجتماعية مرتبطة بالثقافة اليابانية علاوة على الابتكار والتطوير.
      الشخصية اليابانية
      مبينا أن الشخصية اليابانية منضبطة وتقدس الوقت وتحترم النظام وتبدع مؤكدا فكرة الفريق الواحد مع التزامها بشدة بآداب التعامل والأخلاقيات.
      المعلم الياباني
      أشار أيضا إلى أن المعلم يعكس دورا في مختلف المراحل لاهتمام اليابانيين بالتعليم وتقديرهم له لذلك فالمعلمون يحظون بمكانة اجتماعية مرموقة في اليابان من خلال المرتبات المغرية لهم والنظرة الاجتماعية.
      السلم التعليمي في اليابان
      وأشار الهندال إلى أن السلم التعليمي في اليابان ينقسم إلى اربع مراحل هي رياض الاطفال من سن ثلاث سنوات إلى خمس، وتهدف إلى تهيئة الاطفال للمدرسة ومساعدتهم على النمو العقلي والجسمي السليمين من خلال تنمية قدراتهم على التفكير والسلوك، والقدرة على التعبير، وتقديم الانشطة التي يحتاجها الاطفال. ومرحلة التعليم الابتدائي ويقيد بهذه المرحلة جميع الاطفال الذين بلغوا السنة السادسة، وتهدف تلك المرحلة إلى إتاحة الفرصة للأطفال للنمو المتكامل طبقا لقدراتهم الجسمية والعقلية والنفسية. ومرحلة التعليم الثانوي التي تنقسم إلى مستويين هما المدرسة الثانوية الدنيا وتقابل مرحلة التعليم المتوسط (الاعدادي) في الدول العربية والمدرسة الثانوية العليا، أما مرحلة التعليم الثانوي الدنيا، فيدخل بها جميع الاطفال الذين أنهوا المرحلة الابتدائية إجبارا، ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات. أما المرحلة الثانوية العليا فيلتحق بها الطلاب بعد اختبار مسابقة صعب، ويضم هذا التعليم ثلاثة انواع من الدراسة هي دراسة كل الوقت، ودراسة بعض الوقت، ودراسة بالمراسلة، ويهدف هذا النوع من التعليم إلى مد الطلاب بالمعلومات الاكاديمية والفنية التي تتناسب مع قدراتهم الجسمية والعقلية، ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات بالنسبة لمدارس الوقت الكامل، وأربع سنوات في مدارس المراسلة ومدارس بعض الوقت، والدراسة إما نهارية أو ليلية. ثم تأتي مرحلة التعليم العالي وهي المرحلة التالية للتعليم الثانوي، والدراسة بها متنوعة لمدة أربع سنوات أو خمس حسب نوع الكلية.
      إدارة التعليم
      أما بالنسبة لإدارة التعليم فأوضح الهندال أن الحكومة القومية والحكومات المحلية تتقاسمها بصفة عامة، فوزارة التعليم مسؤولة عن إدارة الخدمات الحكومية على المستوى القومي وجميع المستويات التعليمية بما فيها المستوى الثالث، كما أن بعض المحافظين ومديري الجامعات الإقليمية والكليات لهم بعض المسؤوليات التعليمية. ويلاحظ ان عملية تعميم التعليم الابتدائي، وزيادة مدة الإلزام لم تتم بطريقة عشوائية بل تمت وفق تخطيط دقيق خلال مراحل ثلاث بدءا من عام 1886، حتى أصبح في الإمكان زيادة الإلزام إلى ست سنوات في عام 1908، ثم أخذ بالنظام الامريكي عام 1947، فأضيفت المدرسة الثانوية الدنيا إلى التعليم الإلزامي، وبذلك أصبح التعليم الإجباري لمدة تسع سنوات، وبإمكانية استيعاب تجاوزت 99.9 بالمائة.
      منوها أن الإحصائيات أشارت إلى أن اليابان قد أسرفت في استثماراتها في التعليم. وبالنسبة لنصيب الفرد من الدخل القومي، فإن سرعة التنمية الاقتصادية ووصول اليابان إلى مستوى اقتصادي وتكنولوجي كبير يوحي بوجود رابطة سببية بين القوى العاملة المتعلمة والنمو الاقتصادي وهو ما بدأته اليابان حينما وضعت استثماراتها الضخمة في تنمية نظامها التعليمي، فكانت نتيجة ذلك ما حققته من تقدم اقتصادي كبير. كما أن ارتباط مدارس رياض الاطفال بالسلم التعليمي منذ البداية كان له تأثيره في تطوير وتنمية النظام التعليمي وبذلك كانت اليابان دولة رائدة في هذا النوع من التعليم ليس في آسيا فقط بل في العالم أجمع.
      خصائص التربية اليابانية
      وذكر الهندال في حلقة العمل أن من أهم ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني أن التعليم في اليابان يعد خدمة وطنية عامة وواجبا قوميا يتجاوز أي جهد فردي أو فئوي خاص، وأنه في مناهجه ومقرراته وتوجيهاته يمثل عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها منذ مراحل التعليم الإلزامية الأولى، إذ لا يسمح فيه بتعددية المناهج والفلسفات التربوية، كما أن اليابان لم تأخذ بالنزعات الليبرالية والسيكولوجية الغربية بل ظلت متمسكة بقيم الانضباط الموحد في الفكر والسلوك رغم الضغط المعاكس من الاحتلال الامريكي ورغم النقد الغربي لها، بالإضافة إلى أن نقطة القوة الأساسية في النظام التربوي الياباني ليست جامعاته، وإنما معاهده التقنية المتوسطة التي تمثل عموده الفقري، والممارسة العملية التدريبية هي أهم وأبرز واجبات الياباني منذ طفولته عندما يقوم بتنظيف صفه ومدرسته إلى ما بعد تخرجه عندما يبدأ من جديد التدريب الوظيفي في برامج إجبارية قبل أي منصب ثابت، أما الفتاة اليابانية فإن أهم وظيفة لها هي نجاحها في أسرتها فيقدم لها برامج تربوية عملية ضمن النظام التربوي الرسمية تعلمها كيف تصبح زوجة ناجحة، وكذلك لم تؤخذ اليابان ولم تنبهر باللغات الاجنبية المتقدمة، وحسمت معركة اللغة تعليميا وحياتيا منذ البداية، فمن المعروف أنه لا يمكن لأمة أن تبدع علميا إلا بلغتها الأم، ولا يستمع العالم لأمة تتحدث بلغة غيرها، وكذلك وفق النظام التربوي الياباني بين مركزية التوجيه ولا مركزية التنفيذ في معادلة متوازنة، وتعد مهنة التدريس من المهن المربحة اقتصاديا، فمن بين خمسة يابانيين يتقدمون لمهنة التدريس يفوز واحد منهم فقط بشرف المهنة وامتيازاتها المعيشية، وقد أدى ذلك إلى الحفاظ على مستوى نوعي متفوق للتعليم الياباني، أدى بدوره إلى تنمية نوعية العملية التربوية بأسرها. ولم تنسق اليابان وراء نزعة تحويل الثقافة العامة للأمة إلى منشط من مناشط الإعلام كما حدث في كثير من بلدان العالم الثالث، بل بقت مهمة دعم الثقافة العامة في اليابان من مسؤوليات وزارة التربية والعلوم والثقافة.
      دور التنمية البشرية في النهضة الاقتصادية
      وحدد الهندال أن شعار اليابان الاستراتيجي "السلام والتنمية" واستطاعت من خلاله أن تحقق تطورا لم تنجزه الجيوش بالعدة والعتاد، وحققت اليابان نقلة نوعية خلال عقود قليلة على الرغم من أنها تعاني ندرة في مواردها الطبيعية، وجربت عددا من المداخل انتهت من خلالها إلى استغلال المورد الوحيد الذي تملكه وهو "العنصر البشري" وتمكنت من استغلال الإمكانات البشرية بالطريقة التي تساعدها على سد احتياجات السكان من الغذاء واحتياجات التصنيع من الموارد المادية، كما تناول محاور أخرى اعتمدت عليها التجربة اليابانية كإدارة الموارد البشرية، وعيوب المديرين في الإدارة، وتطبيق "جامبا كايزون" وسياسات إدارة الموارد البشرية، وأسلوب كارلسن الإداري، والإدارة الأبوية في اليابان، وغيرها من المحاور المتعلقة بنجاح التجربة اليابانية.



      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions