تتلاحق أمواج البحر تتبع بعضها بعضا في هدوء تام يوصل بعضها الأخر إلي النهاية هكذا الحياة وهنا كان مجمل التفكير الذي تملك خاطره ليتابع سيره حافي القدمين يحاول أن يستعيد كل التفاصيل الدقيقة لساعة الرحيل .
فليس هناك شيء اكبر من تلك العواطف التي مازالت لا تهدا كلما استعاد ذكرى ألامس ، يوم إن كان عائدا بأماني وأحلام صنعها لتكون مفاجئته شديدة عندما رأى مجموعة السيارات المحملة بأغراض الجيران فسأل مندهشاَ عما يجري حتى علم بنبأ انتقالهم إلى حي آخر وحين قالها له أخوه وهو يرمي ساخراَ بما يقول ـ ماذا أنت صانع ـ يا شاطر.
رغم شعوره بالإرهاق طوال الطريق قبل أن يصل فأن شعوره هذا شتته أمر آخر حين ساق إليه هذا الموقف تساؤلات عدة يتقدمها ـ لماذا لم يسمع بخبر رحيلهم من قبل ، لماذا لم تقل له شي من هذا ـ لماذا .... ، لماذا و ألف لماذا تتناوب على رأسه ليستريح بتنهد واضع رأسه على الجدار ينتظر لحظة خروجها يود أن يصل منها إلى جواب او رداَ مختصرا على مجمل التساؤلات التي يطرحها عقله قبل ان ترحل .
وحين خرجت لم تبدي أي اهتمام نحوه متعمدة أن تشيح برأسها عنه احداث ما زالت عالقة في نفسه لا يجد لها مبرر ليعود مكسور الخاطر تتصارع خواطره بين موجات من الغيظ والأعذار ليكون خروجه هذا المساء طلب للفرجه مع يوم يرفض أن يمحى من ذاكرته .
ليواصل مشيته جاعلاَ الأفق البعيد غايته يراقب المساء كيف يودع و قرص الشمس حين يأفل بين أحضان السماء ليسدل ستار يوما يلاحقه يوما آخر يوصله إلى ...