مسقط - رياض السيابي
-


انطلاق مشروع دمج ذوي الإعاقة مطلع العام التأهيلي المقبل
رعى معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، أمس، الاحتفال بتخريج الدفعة الرابعة والعشرين لمركز رعاية وتأهيل المعاقين بالخوض، وقوامها 38 خريج وخريجة ممن أنهوا العام التأهيلي (2011-2012)، بحضور سعاد الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، وعدد من مسئولي الوزارة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وأولياء أمور الخريجين، وذلك في مقر المركز بالخوض.
وبدأ الحفل بعد تلاوة الطالب الخريج ناصر بن سيف البادي آيات من الذكر الحكيم، بكلمة ألقاها مبارك بن سليمان القاسمي مدير المركز، وذكر فيها أن الهدف الذي من أجله أنشئ هذا المركز، هو التأهيل المهني لذوي الإعاقة من فئتي الصم والإعاقة الحركية، والتأهيل ليس لأجل التأهيل، وإنما لأجل الالتحاق بالعمل، ولأجل إدماج ذوي الإعاقة في مختلف مؤسسات المجتمع.
وعن مشروع دمج ذوي الإعاقة، أوضح القاسمي أنه مع التطلع للمستقبل القريب يوشك مشروع دمج ذوي الإعاقة أن يرى النور مع مطلع العام التأهيلي القادم وفقا للتنسيق والتفاهم القائم بين الجهتين، وهو من المشاريع التي سوف تحقق قفزة نوعية في مسألة الدمج المجتمعي الشامل لذوي الإعاقة؛ الأمر الذي يحتم علينا كوزارة التفكير والعمل على منهجية جديدة في إطار برامج هذا المركز وكذلك في مراحل التأهيل الأولي عبر مراكز الوفاء الاجتماعي، فالتوسع مرتقب كمًّا وكيفًا في تقديم التأهيل؛ معززًا بمختلف الخدمات، وهذا الجانب يتطلب تضافر جهود كل العاملين من الوزارة ومن مختلف مؤسسات المجتمع، ويحتاج إلى تسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية اللازمة.
وأشار مدير مركز رعاية وتأهيل المعاقين بالخوض إلى أن عدد خريجي هذا العام التأهيلي قد بلغوا 38 خريج وخريجة مقسمين على مختلف الشعب المهنية منهم: 12 طالبا وطالبة في شعبة الحاسب الآلي، و3 طلاب في شعبة النجارة والدهان، و4 طلاب في شعبة الحدادة واللحام، وكذلك 4 طلاب في شعبة أعمال الزخرفة والديكور، و5 طلاب في شعبة الخياطة الرجالية، و6 طالبات من شعبة التربية الأسرية، إلى جانب 4 طالبات في شعبة التربية الأسرية (الأشغال اليدوية).
وأكد القاسمي أن أمام ذوي الإعاقة العديد من فرص العمل التي تضمن لهم حياة حرة كريمة مستقرة تؤمن لهم مصدرا مناسبا من الدخل، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى إتاحة فرص التوظيف والتشغيل في مؤسسات القطاعين العام والخاص بنسبة مقرة قانونا 2% كحد أدنى. ولفت إلى أن المركز في هذا الإطار ومن خلال برنامج التدريب على رأس العمل ساهم في إيجاد وظائف لجميع الخريجين، خاصة شعبتي الحدادة والنجارة، كما أن التنسيق قائم بين الوزارة ووزارة القوى العاملة لتوفير فرص توظيف مناسبة، وندعو من هذا المنبر إلى النظر في إمكانية إيجاد دائرة أو قسم يعمل على متابعة ذوي الإعاقة بعد التوظيف للعمل على معالجة التحديات التي هي قائمة بطبيعة الحال، إلى جانب مجالات وفرص أخرى متاحة لمن لديهم الاستعداد والقدرات على إدارة مشاريع ذاتية، فهناك كمشروعات موارد الرزق التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، ومشروعات سند التابع لوزارة القوى العاملة، إلى غير ذلك من المبادرات.
لتشغيل المعاقين ومتابعتهم
وبعدها ألقى الطالب الخريج أحمد بن عبدالله الصوافي، كلمةً نيابةً عن الخريجين وجميع طلاب المركز، حيث طالب فيها وزارة التنمية الاجتماعية والجهات الأخرى الداعمة بالتوسع في تقديم البرامج التدريبية والتأهيلية المقدمة لذوي الإعاقة من مختلف الفئات، بما في ذلك الإعاقات الذهنية، على أن يراعي فيها التنويع المفيد بحسب متطلبات حياة الشخص المعاق، وإنشاء مركز أو دائرة متخصصة لتشغيل المعاقين ومتابعة أوضاعهم المهنية أثناء التوظيف، وتكثيف حملات التوعية، لما لها من دور كبير في تكامل الخدمات المقدمة للمعاقين، وتغيير الأفكار السلبية عنهم، وأيضا إيجاد برامج إعلامية تسلط الضوء على التحديات التي يعانيها المعاق وتساهم في وضع الحلول والمقترحات.
ودعا الصوافي إلى إقامة نوادٍ متخصصة ومؤهلة بالمستلزمات تمكن المعاق من تنمية مهاراته وقدراته العقلية والنفسية والاجتماعية والصحية، وإيجاد مراكز لصناعة الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة وصيانتها، مع إقامة حلقات عمل لتدريب المعاقين على صيانة أجهزتهم التعويضية، وتخصيص أماكن خدمة خاصة لتسهيل خدمات المعاقين في المحلات التجارية والمطارات والمؤسسات الحكومية لتخليص معاملات المعاقين، وكذلك تهيئة مختلف الأماكن لتسهيل حركة وتنقلات المعاقين، ودعم الأسر التي ترعى المعاق من كافة النواحي خاصة الناحية المادية، إلى جانب نشر لغة الإشارة باعتبارها لغة التواصل بين ذوي الإعاقة السمعية وغيرهم من أفراد المجتمع.
واشتمل الحفل على عدد من الفقرات الفنية إلى جانب تكريم راعي الحفل لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية للمركز، وأيضا الأفراد ومختلف الجهات الحكومية والخاصة الداعمة لبرامج المركز، كما تضمن الحفل أيضا افتتاح وزير التنمية الاجتماعية معرض منتجات الشعب المهنية والذي يجسد مجمل الأعمال والمشاريع التي أنجزها الطلاب الخريجين من مختلف الشُعب.