[TABLE='width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:3 solid purple;'][CELL='filter: glow(color=purple,strength=2);']
عرف في شأن الألم أنه يهذب النفس ويصقل الفكر وينقي القلب ، فالألم يقودنا بيديه إلى طريق النور، ويدلنا إلى مكان العظمة ‘ ويصير مشاعرنا رقيقة ويجعل أحاسيسنا مرهفة ويعمق مفاهيم الحب والعواطف في وجداننا، ويجعلنا نحلق في سماء الإنسانية وعالم العبقرية ودنيا الإبداع، ويخلق الهمم في نفوسنا فتصبح كالقمم الشامخة والصامدة في وجه عواصف الحياة ورياحها العاتية، نقتتات على مائدته الكريمة الصبر والحكمة والمعرفة دروسا وعبرا من الحياة، وهو الذي يحتوي في داخلنا الإرادة التي تذلل لنا كل الصعاب التي تعترض طريق تقدمنا‘ فخليق بالألم أن يمنحنا القوة ويمدنا بالعزم ويعيننا على تحمل المكاره ومغالبة الصعاب ، فما أمتع اللذة بعد الألم والراحة بعد العذاب واليسر بعد العسر والفرج بعد الضيق والسعادة بعد الشقاء والفرح بعد الترح،فطعم اللذة بعد المعاناة والتعب والألم أشهى وأطيب وأمتع ،بخلاف اللذة التي يعقبها ألم، أو اللذة التي تنتج من غير ألم، كالذي خرج إلى الدنيا فوجد في فمه ملعقة من ذهب ، كل شيء متاح له وفي خدمته فصار يتقلب في نعم الحياة وبذخ عيشها الرغيد يبذر ماله ترفا ، متوافرة لديه كل وسائل الحياة التي وجدت له بلا مشقة أوعناء، عكس الشخص العصامي الذي شق طريقه في الحياة بالجد والكفاح والكد والكدح مشمرا عن ساعديه معتمدا على الله آخذا بالأسباب سعيا وراء طلب الرزق ليوفر لنفسه سبل الحياة الكريمة ، فيكون إحساسه بقيمة الأشياء أبعد وأعمق وأجمل وشعوره بها شعورا مغايرا عن الآخر، لأن هذا كافح وعانى وتألم في وجودها وطلبها وبالتالي راح يشعر بآلام الناس ويحس بمعاناتهم لأنه خاض غمار الحياة وعاش تجربة الألم..
فإن شئتم أعزائي أن تعرفوا قيمة الأشياء وتفهموا معنى الحياة وتدركوا مذاق لذتها الحقيقية وتتمتعوا بطعم حلاوتها فتألموا..تألموا..تألموا.
[/CELL][/TABLE]فإن شئتم أعزائي أن تعرفوا قيمة الأشياء وتفهموا معنى الحياة وتدركوا مذاق لذتها الحقيقية وتتمتعوا بطعم حلاوتها فتألموا..تألموا..تألموا.