بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد
ما عليه أهل العلم أن مصادر التشريع أربع:
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- القياس
4- الإجماع
ومن المعلوم أن السنة النبوية تفسر آيات القرآن ومن هذه الآيات التي تفسرها السنة أذكر قوله تعالى:"وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"
ويفسر هذه الآية الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه.
 
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِى السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ، قَالُوا لِلَّذِى قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا ، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِى سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ » .
فتعالوا نبحر مع شرح من كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري.
قوله:« حدثنا عمرو » هو ابن دينار. قوله:«إذا قضى الله الأمر فى السماء » فى حديث النواس بن سمعان عند الطبرانى مرفوعا« إذا تكلم الله بالوحى أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخروا سجدا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهى به على الملائكة، كلما مر بسماء سأله أهله ماذا قال ربنا؟ قال: الحق، فينتهى به حيث أمر » . قوله:« ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا » بفتحتين من الخضوع. وفى رواية بضم أوله وسكون ثانيه وهو مصدر بمعنى خاضعين. قوله:« كأنه » أى القول المسموع« سلسلة على صفوان » هو مثل قوله فى بدء الوحى: « صلصلة كصلصلة الجرس » وهو صوت الملك بالوحى، وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه « إذا تكلم الله بالوحى يسمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون، ويرون أنه من أمر الساعة » . وقرأ: "حتى إذا فزع" الآية وأصله عند أبى داود وغيره، وعلقه المصنف موقوفا، ويأتى فى كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى. قال الخطابى: الصلصلة صوت الحديد إذا تحرك وتداخل، وكأن الرواية وقعت له بالصاد، وأراد أن التشبيه فى الموضعين بمعنى واحد، فالذى فى بدء الوحى هذا والذى هنا جر السلسلة من الحديد إلى الصفوان الذى هو الحجر الأملس يكون الصوت الناشئ عنهما سواء. قوله:« على صفوان » زاد فى سورة الحجر عن على بن عبد الله"قال غيره: - يعنى غير سفيان - ينفذهم ذلك" فى حديث ابن عباس عند ابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه « فلا ينزل على أهل سماء إلا صعقوا» وعند مسلم والترمذى من طريق على بن الحسين بن على عن ابن عباس عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبى صلى الله عليه وسلم، فرمى بنجم فاستنار، فقال:« ما كنتم تقولون لهذا إذا رمى به فى الجاهلية؟» قالوا: كنا نقول مات عظيم أو يولد عظيم، فقال: «إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم » الحديث. وليس عند الترمذى عن رجال من الأنصار، وسيأتى مزيد فيه فى كتاب التوحيد. قوله:« ومسترقو السمع » فى رواية على عند أبى ذر"ومسترق"بالإفراد وهو فصيح. قوله:« هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان » أى ابن عيينة« بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه » أى فرق. وفى رواية على"ووصف سفيان بيده ففرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض" وفى حديث ابن عباس عند ابن مردويه « كان لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يسمعون منه الوحى» يعنى يلقيها، زاد على عن سفيان « حتى ينتهى إلى الأرض فيلقى ». قوله:« على لسان الساحر أو الكاهن » فى رواية الجرجانى"على لسان الآخر"بدل الساحر وهو تصحيف. وفى رواية على"الساحر والكاهن"وكذا قال سعيد بن منصور عن سفيان. قوله:« فربما أدرك الشهاب إلخ » يقتضى أن الأمر فى ذلك يقع على حد سواء، والحديث الآخر يقتضى أن الذى يسلم منهم قليل بالنسبة إلى من يدركه الشهاب. ووقع فى رواية سعيد بن منصور عن سفيان فى هذا الحديث « فيرمى هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى يلقى على فم ساحر أو كاهن » قوله:« فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق بتلك الكلمة التى سمعت من السماء » زاد على بن عبد الله عن سفيان كما تقدم فى تفسير الحجر« فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا الكلمة التى سمعت من السماء » وفى حديث ابن عباس المذكور« فيقول يكون العام كذا وكذا فيسمعه الجن فيخبرون به الكهنة فتخبر الكهنة الناس فيجدونه » وسيأتى بقية شرح هذا القدر فى أواخر كتاب الطب إن شاء الله تعالى.« تنبيه » : وقع فى تفسير سورة الحجر فى آخر هذا الحديث عن على بن عبد الله"قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبى هريرة أنه قرأ فرغ - بضم الفاء وبالراء المهملة الثقيلة وبالغين المعجمة - فقال سفيان: هكذا قرأ عمرو - يعنى ابن دينار - فلا أدرى سمعه هكذا أم لا " وهذه القراءة رويت أيضا عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاى والعين المهملة، وقرأها ابن عامر مبنيا للفاعل ومعناه بالزاى والمهملة أدهش الفزع عنهم، ومعنى التى بالراء والغين المعجمة ذهب عن قلوبهم ما حل فيها" فقال سفيان: هكذا قرأ عمرو فلا أدرى سمعه أم لا. قال سفيان: وهى قراءتنا"قال الكرمانى: فإن قيل كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة فالجواب لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا. قلت: هذا وإن كان محتملا لكن إذا وجد احتمال غيره فهو أولى، وذلك محمل قول سفيان:"لا أدرى سمعه أم لا"على أن مراده سمعه من عكرمة الذى حدثه بالحديث لا أنه شك فى أنه هل سمعه مطلقا، فالظن به أن لا يكتفى فى نقل القرآن بالأخذ من الصحف بغير سماع. وأما قول سفيان:"وهى قراءتنا" فمعناه أنها وافقت ما كان يختار من القراءة به، فيجوز أن ينسب إليه كما نسب لغيره.
أسأل الله العلي القدير أن أن يوفقني وأياكم لما يحبه ويرضاه وأن يعلمنا ماينفعنا في الدنيا والآخرة وأن ينفعنا بما علمنا ويجعلنا من العاملين الأمرين بالمعروف الناهين عن المنكر إنه ولي ذلك والقادر عليه و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
									الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد
ما عليه أهل العلم أن مصادر التشريع أربع:
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- القياس
4- الإجماع
ومن المعلوم أن السنة النبوية تفسر آيات القرآن ومن هذه الآيات التي تفسرها السنة أذكر قوله تعالى:"وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"
ويفسر هذه الآية الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِى السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ، قَالُوا لِلَّذِى قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا ، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِى سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ » .
فتعالوا نبحر مع شرح من كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري.
قوله:« حدثنا عمرو » هو ابن دينار. قوله:«إذا قضى الله الأمر فى السماء » فى حديث النواس بن سمعان عند الطبرانى مرفوعا« إذا تكلم الله بالوحى أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخروا سجدا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهى به على الملائكة، كلما مر بسماء سأله أهله ماذا قال ربنا؟ قال: الحق، فينتهى به حيث أمر » . قوله:« ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا » بفتحتين من الخضوع. وفى رواية بضم أوله وسكون ثانيه وهو مصدر بمعنى خاضعين. قوله:« كأنه » أى القول المسموع« سلسلة على صفوان » هو مثل قوله فى بدء الوحى: « صلصلة كصلصلة الجرس » وهو صوت الملك بالوحى، وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه « إذا تكلم الله بالوحى يسمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون، ويرون أنه من أمر الساعة » . وقرأ: "حتى إذا فزع" الآية وأصله عند أبى داود وغيره، وعلقه المصنف موقوفا، ويأتى فى كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى. قال الخطابى: الصلصلة صوت الحديد إذا تحرك وتداخل، وكأن الرواية وقعت له بالصاد، وأراد أن التشبيه فى الموضعين بمعنى واحد، فالذى فى بدء الوحى هذا والذى هنا جر السلسلة من الحديد إلى الصفوان الذى هو الحجر الأملس يكون الصوت الناشئ عنهما سواء. قوله:« على صفوان » زاد فى سورة الحجر عن على بن عبد الله"قال غيره: - يعنى غير سفيان - ينفذهم ذلك" فى حديث ابن عباس عند ابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه « فلا ينزل على أهل سماء إلا صعقوا» وعند مسلم والترمذى من طريق على بن الحسين بن على عن ابن عباس عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبى صلى الله عليه وسلم، فرمى بنجم فاستنار، فقال:« ما كنتم تقولون لهذا إذا رمى به فى الجاهلية؟» قالوا: كنا نقول مات عظيم أو يولد عظيم، فقال: «إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم » الحديث. وليس عند الترمذى عن رجال من الأنصار، وسيأتى مزيد فيه فى كتاب التوحيد. قوله:« ومسترقو السمع » فى رواية على عند أبى ذر"ومسترق"بالإفراد وهو فصيح. قوله:« هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان » أى ابن عيينة« بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه » أى فرق. وفى رواية على"ووصف سفيان بيده ففرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض" وفى حديث ابن عباس عند ابن مردويه « كان لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يسمعون منه الوحى» يعنى يلقيها، زاد على عن سفيان « حتى ينتهى إلى الأرض فيلقى ». قوله:« على لسان الساحر أو الكاهن » فى رواية الجرجانى"على لسان الآخر"بدل الساحر وهو تصحيف. وفى رواية على"الساحر والكاهن"وكذا قال سعيد بن منصور عن سفيان. قوله:« فربما أدرك الشهاب إلخ » يقتضى أن الأمر فى ذلك يقع على حد سواء، والحديث الآخر يقتضى أن الذى يسلم منهم قليل بالنسبة إلى من يدركه الشهاب. ووقع فى رواية سعيد بن منصور عن سفيان فى هذا الحديث « فيرمى هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى يلقى على فم ساحر أو كاهن » قوله:« فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق بتلك الكلمة التى سمعت من السماء » زاد على بن عبد الله عن سفيان كما تقدم فى تفسير الحجر« فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا الكلمة التى سمعت من السماء » وفى حديث ابن عباس المذكور« فيقول يكون العام كذا وكذا فيسمعه الجن فيخبرون به الكهنة فتخبر الكهنة الناس فيجدونه » وسيأتى بقية شرح هذا القدر فى أواخر كتاب الطب إن شاء الله تعالى.« تنبيه » : وقع فى تفسير سورة الحجر فى آخر هذا الحديث عن على بن عبد الله"قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبى هريرة أنه قرأ فرغ - بضم الفاء وبالراء المهملة الثقيلة وبالغين المعجمة - فقال سفيان: هكذا قرأ عمرو - يعنى ابن دينار - فلا أدرى سمعه هكذا أم لا " وهذه القراءة رويت أيضا عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاى والعين المهملة، وقرأها ابن عامر مبنيا للفاعل ومعناه بالزاى والمهملة أدهش الفزع عنهم، ومعنى التى بالراء والغين المعجمة ذهب عن قلوبهم ما حل فيها" فقال سفيان: هكذا قرأ عمرو فلا أدرى سمعه أم لا. قال سفيان: وهى قراءتنا"قال الكرمانى: فإن قيل كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة فالجواب لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا. قلت: هذا وإن كان محتملا لكن إذا وجد احتمال غيره فهو أولى، وذلك محمل قول سفيان:"لا أدرى سمعه أم لا"على أن مراده سمعه من عكرمة الذى حدثه بالحديث لا أنه شك فى أنه هل سمعه مطلقا، فالظن به أن لا يكتفى فى نقل القرآن بالأخذ من الصحف بغير سماع. وأما قول سفيان:"وهى قراءتنا" فمعناه أنها وافقت ما كان يختار من القراءة به، فيجوز أن ينسب إليه كما نسب لغيره.
أسأل الله العلي القدير أن أن يوفقني وأياكم لما يحبه ويرضاه وأن يعلمنا ماينفعنا في الدنيا والآخرة وأن ينفعنا بما علمنا ويجعلنا من العاملين الأمرين بالمعروف الناهين عن المنكر إنه ولي ذلك والقادر عليه و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
											 :
:  :
:  :
: