صفحة حفظ الأجزاء/ جزء عم/برنامج القرءان الكريم

    • صفحة حفظ الأجزاء/ جزء عم/برنامج القرءان الكريم

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      ...
      متابعين برنامج القرءان الكريم
      مرحبا بكم فى حلقة متجددة والتى سنبدأ إن شاء الله
      فيها بحفظ الأجزاء
      ..
      وأول الأجزاء سيكون جزء عم ...
      وهو الجزء الثلاثون والأخير من المصحف الشريف

      ...

      نبارك للجميع دخول شهر شعبان المبارك
      ونسأل الله أن يبارك لنا فيه ويبلغنا شهر رمضان الفضيل
      ..
      سيشمل البرنامج جوانب لتصحيح التلاوة وأحكام التجويد بطريقة مبسطة
      ...

      مشاركة ومتابعة موفقة ومفيدة
      للجميع

      ...
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • سورة النبأ


      ...

      بسم الله الرحمن الرحيم

      عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ

      عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ

      الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ

      كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ

      ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ

      أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا

      وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا

      وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا

      وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا

      وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا

      وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا

      وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا

      وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا

      وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا

      لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا

      وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا

      إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا

      يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا

      وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا

      وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا

      إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا

      لِلطَّاغِينَ مَآبًا

      لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا

      لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا

      إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا

      جَزَاء وِفَاقًا

      إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا

      وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا

      وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا

      فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا

      إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا

      حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا

      وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا

      وَكَأْسًا دِهَاقًا

      لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا

      جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا

      رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا

      يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا

      ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا

      إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • جزء عم.. ما اجمل هذا الجزء

      لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يا مُسخّر لحظات الجبر لعبادك، اكرمنا..
    • مساء الخير..

      ما شاءالله برنامج حلو كثير لحفظ اجزاء القران الكريم...

      بارك الله فيك أطوار ... وجعلنا جميعا ان شاءالله من حفظة كتابه العظيم

      بإذن الله..

      تحيتي,,,
      ♡ وجدتكم شيئآ جميلآ فِ حيآتي و سآبقيكم آجمل مَ فيھآ الحَمدُ لله ") ♥-
    • السلام عليكم ....

      الحمد لله الذي بلغنا شهر شعبان وعسى الله يبلغنا شهر رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا


      آآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين
      سبحان الله وبحمد
    • مرحبا بالمارين.
      صباحكم ومساؤكم
      آيات ذكر.
      ..
      طبعي..إزدان المتصفح بحضورك
      الفوارس..شكرا على الإضافة
      ..
      بنت قابوس،
      وعليكم السلام..
      نسأل الله أن يبلغنا وأهلينا
      و أن يرزقنا حسن صيامه
      وقيامه..
      وأن يرزقنا التهيئة للشهر
      الفضيل بشهر شعبان المبارك.
      ..
      جزيتم خيرا.

    • وعليك السلام ورحمه من الله وبركاته ..

      متواصلون باذن الله الحفظ جعلنا الله واياكم حفظت كتابه

      جزاااكي الله خيرا خيتي ..

      :)
      ♥ الفرح في قلوبنا لـا يرحل هو فقط قد يغفو قليلآ ، ليأتي أجمل ツ ♥
    • غروب الدجئ..

      رزقنا وإياك حفظ
      كتابه.
      كونى بالقرب.
      ..
      حسنا سأواصل بالغد
      أو لاحقا إذا تمكنت
      من الدخول،إن شاء الله.
      سنكون مع سورة النبإ.
      بحول الله.
    • سوره النبــأأ

      لقارى الشيخ مشاري العفااسي

      لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يا مُسخّر لحظات الجبر لعبادك، اكرمنا..
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      ...
      نواصل مع سورة النبإ

      وهى من السور المكية
      ...






      {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1)} أي عن أيّ شىء يتساءل المشركون، وذلك لما روي أنهم حين بُعث رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فيقولون: ما الذي أتى به، ويتجادلون فيما بُعث به فنزلت هذه الآية. رواهُ ابن جرير عن الحسن.



      {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)} وهو أمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من القرءان العظيم وذكر البعث ويوم القيامة.



      {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)} وهو يوم القيامة لأن كفارَ مكة كانوا يُنكرونه والمؤمنين كانوا يثبتونه.



      {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4)} "كلا" هي ردّ على الكفارِ الذين ينكرون البعثَ ويومَ القيامة، وفي الآيةِ ردعٌ للمشركين ووعيدٌ لهم، وسيعلمون ما ينالُهم من العذاب.



      {ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)} التكرار هنا توكيدٌ للوعيد، وحُذف ما يتعلقُ به العلمُ على سبيل التهويل.



      {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا (6)} في الآيات الآتيةِ دِلالة على قدرته تعالى على البعثِ وهو الخالق، وقد بدأ بذكرِ ما هم دائمًا يباشرونه، فالأرض ذاتُ مهادٍ، والمهدُ والمِهادُ: هو الفراشُ المُوطأ، أي أنها لهم كالمهدِ للصبيّ يُمهَّد له فيُنوَّم عليه، فالله ذلَّلها للعبادِ حتى سكنوها.



      {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} أي أن اللهَ تعالى ثبَّت الأرضَ بالحبال كي لا تميدَ بأهلها.



      {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)} أي أن اللهَ تعالى خلقَ أنواعًا في اللون والصورة واللسانِ لتختَلفَ أحوالُ الخلقِ فيقعَ الاعتبارُ فيشكرَ الفاضلُ ويصبرَ المفضولُ.



      {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)} أي أن اللهَ جعلَ النوم سكونًا وراحةً لينقطعَ الناس عن حركاتهم التي تعبوا بها في النهار.



      {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)} أي سَكنًا وغِطاءً تستترون به عن العيونِ فيما لا تحبون أن يُظْهَرَ عليه منكم.



      {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)} وكذلكَ جعلَ الله النهارَ وقت اكتساب تتصرفون فيه في قضاءِ حوائجكم وهو معاشٌ لأنه وقتُ عَيش.



      {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)} أي أن اللهَ جعلَ السمواتِ السبعَ محكمةَ الخلقِ وثيقةَ البنيان.



      {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)} أي وخلقَ اللهُ تعالى الشمسَ مُضيئة كما روى البخاريّ عن ابن عباس، وهي حارة مضطرمة الاتّقاد.



      {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)} والمعصِراتُ السحابُ وهي الغيمُ يُنزِلُ الله منها الماءَ المنصبّ بكثرة.



      {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)} أي أن اللهَ يُخرِج بذلك الماءِ الحبَّ كالحِنطة والشعيرِ وغيرِ ذلك مما يُتقوتُ به.



      {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)} وكذلك يُخرجُ الله بذلكَ الماء البساتينَ ذات الزرعِ المُجتمع بعضُه إلى جنبِ بعضٍ، وإذا علم الكفار ذلكَ فهلاَّ علموا أن اللهَ قادر على أن يعيد الخلقَ يومَ القيامة.



      فبعد أن عدَّ اللهُ على عباده بعضَ وجوهِ إنعامِه وتمكينَهم من منافعهم قال تعالى {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)} أي أنَّ يوم القيامة يُفصَل فيه بينَ الحقّ والباطل وهو في تقدير اللهِ حَدٌّ تُؤقَّتُ به الدنيا وتنتهي عنده.



      {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)} وهو عبارة عن قَرْنٍ ينفخُ فيه الملَكُ إسرافيل، والمرادُ هنا النفخةُ الأخيرةُ التي يكونُ عندَها الحشرُ فينفُخُ في الصورِ للبعثِ فيأتي الناسُ من القبورِ إلى الموقفِ أفواجًا أي زُمَرًا زُمرًا، رواهُ البخاريُّ عن مجاهد.



      {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)} أي تتشقَّقُ السماءُ حتى يكونَ فيها شقوقٌ، وقرأ ابنُ كثيرٍ ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر: "وفتّحت" بالتشديد، وقرأ عاصم وحمزة والكِسائيّ بالتخفيف.



      {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)} وأزيلت الجبالُ عن مواضعها فنُسفت.



      {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)} وجهنَّمُ ترصُدُ من حقَّت عليه كلمةُ العذابِ فيدخلُها الكافرُ ويحبسُ فيها أعاذنا اللهُ من ذلك.



      {لِلْطَّاغِينَ مَآبًا (22)} أي أنَّ جهنَّم مَرجعُ ومنقلَب من طغى في دينِه بالكفرِ والعياذُ بالله.



      {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} وقرأ حمزة "لَبثين" والمعنى فيهما واحد، أي أنَّ الكفارَ سيمكثونَ في النارِ ما دامت الأحقابُ، وهي لا تنقطعُ كلما مضى حُقبٌ جاء حقب وهكذا إلى ما لا نهايةَ له، والحُقب ثمانون سنة، قال الإمام القشيريّ: أي دهورًا، والمعنى مؤبَّدين. وليس في الآيةِ ولا في غيرِها مُتعلَّقٌ لمن يقول بفناءِ النارِ كجهمِ ابن صفوان وهو رأسُ الجهمية. وقد عدَّ علماءُ الإسلامِ القولَ بفناءِ جهنَّم من الضلال المبينِ المخرِج من الإسلام والعياذُ بالله كما قال الإمام الحافظُ المجتهد تقيّ الدين السبكيّ رحمهُ اللهُ في رسالتِه التي سماها "الاعتبار ببقاء الجنة والنار" ردّ فيها على ابن تيميةَ الذي من جملة ضلالاته قولُه بأزلية نوع العالم، وذكر عقيدتَه هذه في أكثر من خمسةٍ من كتبه، وهذا القول كفرٌ إجماعًا كما قال الزركشيّ وابنُ دقيقِ العيد وغيرُهما كالحافظ ابن حجر في شرح البخاريّ والقاضي عياض المالكي، فلا يغرنّك زُخرفُه.



      {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا (24)} أي أنّ الكفارَ في جهنَّم لا يذوقونَ الشرابَ الباردَ المُستلذّ.



      {إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)} هو استثناء مُتَّصلٌ من قوله تعالى :{ولا شرابًا} والحميمُ: هو الماءُ الحارُّ الذي يُحرِق، والغسَّاقُ: هو القيْح الغليظ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وشعبة :"غَسَاقًا" بالتخفيف، وقرأ حمزةٌ والكسائيّ وحفص عن عاصم بالتشديد.



      {جَزَاء وِفَاقًا (26)} فوافقَ هذا العذابُ الشديدُ سوءَ أعمالهم وكُفرهم.



      {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)} قال مجاهد: لا يخافونه، رواهُ البخاريّ، فهُم كانوا لا يؤمنون بيومِ الحساب فيخافونَ من العقاب.



      {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28)} وكانوا مبالِغين في تكذيب القرءانِ الكريم.



      {وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)} أي أنّ كلّ شىء مما يقعُ عليه الثوابُ والعقابُ من الأعمال مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ليجازيَ اللهُ عليه، ومن ذلك تكذيبُهم للقرءان، فالملائكةُ يُحصون زلاتِ العاصين ويكتبونها في صحائفهم.



      {فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا (30)} فزيادةُ العذاب لهم إلى ما لا نهايةَ له هو مُسبَّبٌ عن كفرهم بيوم الحساب وتكذيبهم بالآيات. وفي هذا الخطابِ توبيخٌ لهم وشدّة غضبٍ عليهم، وقد روى ابنُ أبي حاتم عن أبي بَرْزَة الأسلميّ رضي اللهُ عنه أن هذه الآيةَ هي أشدُّ ءايةٍ في كتاب اللهِ على أهلِ النارِ.



      واعلموا أيها الأحبة أنه يستحب إذا سمع الشخص عن عذاب جهنم أو عن أهوال يوم القيامة أن يقول: حسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل، على اللهِ توكلنا.



      {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)} فالتقيّ وهو من أدّى الواجبات واجتنبَ المحرمات يفوزُ وينجو ويظفر حيثُ يُزحزحُ عن النار ويُدخل الجنة.



      {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)} ويكونُ له في الجنّة البساتين التي فيها أنواعُ الأشجارِ المُثمرة.



      {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)} أي جواريَ متساوياتٍ في السنّ.



      {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)} أي كأسًا مملوءةً بالشرابِ الصافي.



      {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا (35)} فلا يسمعون في الجنّة باطلاً من القولِ ولا كذِبًا، ولا يُكذّبُ بعضُهم بعضًا، وقراءةُ علي رضي اللهُ عنه :"كِذَابًا" بالتخفيف، وكان الكِسائيّ يخفف هذه ويشدد، والباقون بالتشديد.



      {جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا (36)} ويَجزي الله المتقين إكرامًا منه العطاء والنعيم الكثير.



      {رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)} فاللهُ مالكُ السموات والأرض وكذلكَ ما بينهما وهو الرحمنُ، فلا يملِكُ أهلُ السمواتِ والأرضِ الاعتراض على اللهِ في ثوابٍ أو عقابٍ لأنهم مملوكون له على الإطلاقِ فلا يستحقّون عليهِ اعتراضًا وذلك لا ينافي الشفاعة بإذنه تعالى. قال مجاهد "لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا" أي لا يكلمونه إلا إن يأذن لهم، رواه البخاري.



      {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)} أي يقومُ يوم القيامة الروحُ وهو جبريلُ والملائكةُ وهم من أعظم مخلوقاتِ اللهِ قدْرًا وشرفًا مُصطفّينَ فلا يتكلمونَ في موقفِ القيامة إجلالاً لربّهم وخضوعًا له، فلا يشفَعُ إلا من أذِن اللهُ له في الشفاعةِ من المؤمنينَ والملائكةِ، قال مجاهد "وَقَالَ صَوَابًا" أي حقًّا في الدنيا وعمل به، رواه البخاري. فعند أهل الغفلة هو بعيد ولكنّه في التحقيقِ قريبٌ لتحقّق وقوعِه بلا شكّ فيرى المؤمنُ والكافرُ ما عملَ من خيرٍ أو شرّ لقيامِ الحجةِ له أو عليه، وقد قال أبو هريرة وابنُ عمر رضي اللهُ عنهما: إن اللهَ يبعثُ الحيوانَ فيُقتصُّ لبعضها من بعضٍ ثم يقال لها بعد ذلك: كوني ترابًا، فيعودُ جميعُها ترابًا فيتمنى الكافرُ لنفسِه مثلَها، ويؤيده قولُ الله عز وجل :{وإذا الوحوشُ حشرت} أي بُعثت للقِصاص، وما رواهُ مسلمٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لتُؤَدَّنَّ الحقوقُ إلى أهلها يومَ القيامةِ حتى يُقادَ للشاةِ الجَلحاءِ (وهي التي لا قرْن لها) من الشاةِ القرناء" (وفي روايةِ لتؤدُّنَّ الحقوقَ)، قال مجاهد: يُبعث الحيوانُ فيُقادُ للمنقورةِ من الناقرةِ وللمنطوحةِ من الناطحةِ.



      وفي الآيةِ والحديثِ المذكورينِ دليلٌ على أن البهائم لها أرواحٌ ونُموّ، أما النباتُ ففيه نموٌّ فقط وليس فيهِ روحٌ، فالزرعُ لا يتألّمُ حينَ الحصادِ كالشاةِ التي تُذبحُ فإن الشاةَ تتألمُ، فمن قال: إن البهائم لا أرواحَ لها فقد كذَّب القرءانَ والحديثَ.



      {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)} أي أن يومَ القيامةِ ثابت ليس فيه تخلّف ومَن أرادَ السلامةَ من العذابِ يوم القيامةِ يسلكُ سبيلَ الخير، وفي الآيةِ معنى الوعيدِ والتهديدِ لا التخيير.



      {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا} وهو عذابُ الآخرةِ {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} أي يرى عملَه مثبتًا في صحيفتِه خيرًا كان أو شرًّا {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)} تأكيدٌ للتهديد والوعيد والتخويف من عذاب الآخرةِ. واللهُ سبحانه وتعالى أعلم.
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • فقرة منقولة ....عن أحكام التجويد بسورة النبإ

      أحكام النون و الميم المشددتين

      هذان الحرفان إذا وقع كل منهما في القرآن الكريم مشدداً ، وجبت الغنة بمقدار حركتين، والحركة بقدر خفض الإصبع وبسطه، وهى وسط بين الإسراع والتأني، ومخرجها الخيشوم وهو أعلى الأنف وأقصاه من الداخل ، ولهذا سمى كل منهما حرف غنة.


      *****************************

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

      عَمَّ يَتَسَاءلُونَ [1] عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [2] الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [3]كَلَّاسَيَعْلَمُونَ [4] ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [5] أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا [6] وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا [7] وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا [8] وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا [9 وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا [10] وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا [11] وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا [12] وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا [13] وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءثَجَّاجًا [14] لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا [15] وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا [16] إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا [17] يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِفَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا [18] وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا [19] وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا [20]


      عَمَّ يَتَسَآءلُونَ [1]

      عَمَّ: إظهار الغنة في الميم المشددة .
      { الغنة : هو صوت رخيم يخرج من اعلى الأنف من الخيشوم و مقداره حركتان }

      يَتَسَآءلُونَ : مد واجب متصل حكمه أربع أو خمس حركات
      ( المد الواجب المتصل : عندما تأتي الهمزة بعد حرف المد مباشرة {الواو , الألف , الياء } في نفس الكلمة يكون مد واجب متصل )

      ****************

      عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [2]

      النَّبَإِ: إظهار الغنة في النون المشددة

      *****************

      الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [3]

      مُخْتَلِفُونَ: تفخيم الخاء
      { حروف التفخيم او الاستعلاءمجموعة في :
      خص ضغط قظ
      }

      هُمْ فِيهِ: إظهار الميم الساكنة

      *****************

      ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [5]

      ثُمَّ : إظهار الغنة في الميم المشددة.

      ****************

      أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا [6]

      أَلَمْ نَجْعَلِ : إظهار الميم الساكنة .

      نَجْعَلِ: تفخيم الجيم و قلقتها لأنها جاءت ساكنة سكون أصلي .
      { القلقة : هي ذبذبة الحرف الساكن عند النطق به سواء كان السكون أصلي أم عارض نتيجة الوقف و حروف القلقة مجموعة في : قطب جد }

      ****************

      وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا [8]

      خَلَقْنَاكُمْ: قلقة القاف لأنها جاءت ساكنة مع تفخيمها .

      َخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا : اظهار الميم .

      ***************

      وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا [12]

      سَبْعًا شِدَادًا : إخفاء ... تنوين جاء بعده حرف الشين و هو حرف من حروف الاخفاء .
      { الإخفاء يصاحبه غنة مقداره حركتان و حروف الإخفاء مجموعة في أول حرف من كل كلمة في هذا البيت :
      صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما .... دم طيبا زد في تقى ضع ظالما


      سَبْعًا: قلقة الباء .

      فَوْقَكُمْ سَبْعًا: اظهار الميم الساكنة .

      **************

      وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا [13]

      سِرَاجًا وَهَّاجًا : أدغام بغنة .. لأنه جاء التنوين و بعده حرف من حروف الادغام بغنة و هو الواو .
      { حروف الادغام بغنة مجموعة في كلمة : ينمو
      و مقداره حركتان }


      سِرَاجًا: تفخيم الراء لأنها مفتوحة .

      **************

      وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا [14]

      أَنزَلْنَا : نون ساكنة جاء بعدها حرف الزين و هو من حروف الإخفاء .. فالحكم أخفاء .

      مَاءً ثَجَّاجًا: إخفاء
      ***************

      لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا [15]

      حَبًّا وَنَبَاتًا : إدغام بغنة ... تنوين جاء بعده حرف من حروف الادغام بغنة .

      ****************

      وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا [16]

      وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا: إظهار ... تنوين جاء بعده حرف من حروف الإظهار و هو الهمزة.
      { حروف الإظهار مجموعة في أول حرف في كل كلمة من هذا البيت:
      إن غاب عني حبيبي همّني خبره


      *****************

      إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا [17]

      إِنَّ : اظهار الغنة في النون المشددة

      الْفَصْلِ: تفخيم الصاد .

      *****************

      يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِفَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا [18]

      يُنفَخُ: إخفاء .. نون ساكنة جاء بعدها حرف الفاء و هو من حروف الاخفاء .

      *****************

      وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا [19]

      أَبْوَابًا: قلقلة الباء لأنها جاءت ساكنة .
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

    • (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا [21] لِلْطَّاغِينَ مَآبًا [22]لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [23]لَّايَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا [24]إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا [25]جَزَاء وِفَاقًا [26]إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا [27]وَكَذَّبُوابِآيَاتِنَا كِذَّابًا [28]وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا [29]فَذُوقُوافَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [30]إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا [31]حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا [32]وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا [33]وَكَأْسًا دِهَاقًا [34]لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَالَغْوًا وَلَا كِذَّابًا [35]جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا [36]رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا [37]يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [38]ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا [39]إِنَّاأَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [40]



      إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا [21]

      إِنَّ ,جَهَنَّمَ: أظهار الغنة في النون المشددة

      مِرْصَادًا: تفخيم الراء .

      ****************

      لَّايَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا [24]

      بَرْدًا وَلَا شرابا : إدغام بغنة .

      ****************

      إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا [25]

      حَمِيمًا وَغَسَّاقًا: ادغام بغنة .

      ****************

      جَزَاءً وِفَاقًا [26]
      ادغام بغنة

      جَزَاءً: مد واجب متصل مقداره 2 او 4 او 5 حركات
      ****************

      حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا [32]

      حَدَآئِقَ: مد واجب متصل مقداره اربع او خمس حركات .

      ****************

      وَكَأْسًا دِهَاقًا [34]

      وَكَأْسًا دِهَاقًا : اخفاء .

      ****************

      لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا [35]

      لَغْوًا وَلَا : ادغام بغنة .

      ****************

      جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا [36]

      جَزَاءً: مد واجب متصل مقداره 2 او 4 او 5 حركات

      جَزَاءً مِّ ن : ادغام بغنة .

      مِّنْ رَّبِّكَ : ادغام بغير غنة .
      { حروف الادغام بغير غنة هي اللام , و الراء }

      *****************

      يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [38]

      لْمَلَائِكَةُ: مد واجب متصل مقداره اربع او خمس حركات .

      صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ: ادغام بغير غنة .

      مَنْ أَذِنَ : إظهار.

      ****************

      ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا [39]

      فَمَنْ شَاء : اخفاء .

      شَاء: مد واجب متصل مقداره 2 او 4 او 5 حركات.
      ****************

      إِنَّاأَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [40]

      أَنْذَرْنَاكُمْ : اخفاء .

      عَذَابًا قَرِيبًا : اخفاء .

      قَرِيبًا يَوْمَ : ادغام بغنة .

      يَنْظُرُ : اخفاء .
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • الشيخ عايض القرني

      لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يا مُسخّر لحظات الجبر لعبادك، اكرمنا..
    • سورة النبإ
      ..
      بدأت بأسلوب الإستفهام

      عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ

      عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ

      الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ

      كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ

      ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ


      ...
      ومن ثم ..بينت الأيات قدرة الله و عظيم خلقه
      من أرض وجبال وبشر ..واليل والنهار والشمس
      وسموات وسحب وأمطار
      أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا

      وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا

      وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا

      وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا

      وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا

      وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا

      وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا

      وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا

      وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا

      لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا

      وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا


      ...
      وتحدثت عن يوم القيامةةة

      إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا

      يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا

      وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا

      وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا


      وجاءت الايات بعدها موضحة

      وصف جهنم وأنها مقر للطاغين يلبثون فيها أحقابا

      ...

      إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا

      لِلطَّاغِينَ مَآبًا

      لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا

      لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا

      إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا

      جَزَاء وِفَاقًا

      إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا

      وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا

      وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا

      فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا

      وهناك وصف لجزاء المتقين

      إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا

      حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا

      وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا

      وَكَأْسًا دِهَاقًا

      لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا

      جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا


      ...

      ثم جاءت الايات واصفه لأحوال يوم القيامةةةةة


      رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا

      يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا

      ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا


      .....
      وما أحوال الناس فيهاااااااااااا..

      إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

      أخوتي لم يتبقى سوى أيام قليلة وينتهي شهر شعبان

      علينا شحذ الهمة أكثر حتى ننهي حفظ ومراجعة وتثبيت حفظ جزء عم ....
      سبحان الله وبحمد
    • بعد أن أنهينا حفظ ومراجعة سورة النبأ ..

      دعونا نحفظ السورة التي بعدها ونتدارسها ...

      وهي سورة النازعات ....
      سبحان الله وبحمد
    • أقسم اللهُ تعالى بذكر هذه الأشياء التي يذكرُها على أن القيامة حقّ فقال تعالى:



      {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)} النازعات هي الملائكة تنزعُ أرواحَ الكفار، وغرقًا أي نزعًا بشدّة.



      {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)} أي الملائكة تنشِطُ نفسَ المؤمن بقبضها، أي تسلُّها برفق.



      {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)} هي الملائكة تتصرفُ في الآفاق بأمرِ الله تعالى تجيءُ وتذهب.



      {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)} هي الملائكة تسبقُ بأرواحِ المؤمنينَ إلى الجنة.



      {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} هم الملائكة يدبّرون أمورَ المطر والسحاب والنبات وغير ذلك. وقد نزّه اللهُ الملائكةَ عن التأنيث وعاب قولَ الكفار حيث قال :{وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمنِ إِنَاثًا} (سورة الزخرف/19). والمراد الأشياءُ ذاتُ النزع والأشياءُ ذات النشط والسبح والتدبير وهذا القدر لا يقتضي التأنيث. ومِن أول السورة إلى هذا الموضع قَسَمٌ أقسمَ اللهُ به، قال الفرّاء: وجوابُ ما عُقِد له القسم مضمَر محذوف وتقديره لو أُظهِر: والنازعات غرقًا والناشطات نشطًا والسابحات سبحًا فالسابقات سبقًا فالمدبرات أمرًا لتُبعثنَّ ثم لتُحاسبُنَّ، فاستغنى (أي اللهُ تعالى) بفحوى الكلامِ وفهم السامعِ عن إظهاره، قال الشعبي: الخالق يُقسِم بما شاء من خلقه، والمخلوقُ لا يقسم إلا بالخالقِ، واللهُ أقسَمَ ببعضِ مخلوقاتِه ليعرّفهم قدرتَه لعظم شأنها عندهم ولدِلالتها على خالقِها ولتنبيه عبادِه على أن فيها منافعَ لهم كالتين والزيتون.



      قال الحافظُ ابن حجر في فتح الباري :"قال الشافعيّ: أخشى أن يكون الحَلِف بغير الله معصية (ومعناه أنّه مكروهٌ كراهةً شديدةً)، وقال إمام الحرمين: المذهبُ القطع بالكراهة، وجزم غيرُه بالتفصيل، فإن اعتقدَ في المحلوفِ به من التعظيمِ ما يعتقدُه في اللهِ حَرُمَ الحلِفُ به وكان بذلكَ الاعتقاد كافرًا وعليه يتنزَّلُ الحديثُ المذكورُ (يريدُ حديث الترمذيّ :"مَنْ حلَف بغيرِ اللهِ فقد كفَرَ أو أشرك") وأما إذا حلَف بغير اللهِ لاعتقاده تعظيمَ المحلوف به على ما يليق به من التعظيمِ فلا يكفر بذلكَ ولا تنعقدُ يمينُه".



      {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)} الراجفةُ: هي النفخةُ الأولى، قالهُ ابن عباس، وبها تتزلزل الأرضُ والجبال.



      {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)} الرادفة: هي النفخةُ الثانية وبينهما أربعون سنة، قال ابن عباس: النفختان هما الصيحتان أمَّا الأولى فتُميتُ كلَّ شىء بإذن الله، وأما الثانيةُ فتتبعُ الأولى وتُحيي كلَّ شىءٍ بإذن الله.



      {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)} هي قلوب الكفار تكون شديدةَ الخوف والاضطراب من الفزع.



      {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)} أي أبصار أصحاب هذه القلوب ذليلة من هول ما ترى.



      {يَقُولُونَ} أي أصحابُ القلوب والأبصار استهزاء وإنكارًا للبعث.



      {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)} قال ابنُ عباس: يقولونَ أنُردّ بعد الموت إلى الحياة، أي في القبور، قالوه على جهةِ الاستبعاد لحصوله، قرأ ابن عامر وأهل الكوفة :"أئنا" بهمزتينِ مخففتينِ على الاستفهام، وقرأ الباقونَ بتخفيفِ الأولى وتليين الثانية.



      {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً (11)} أي عظامًا باليةً متفتتةً، قاله القرطبي، ومرادُ الكفارِ بقولهم ذلك هو: أئذا كنّا عظامًا متفتتة بالية نُحيا؟ إنكارًا وتكذيبًا بالبعث كما تقدم، وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم :"ناخِرَةً" قال الفراء: وهما بمعنى واحد في اللغة.



      {قَالُوا تِلْكَ} أي قال الكفار: تلك، أي رجعتُنا إلى الحياة. {إذًا} أي إن رُدِدْنا.



      {كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)} أي نحنُ خاسرونَ لتكذيبنا بها، قالوا ذلكَ استهزاء منهم وتكذيبًا بالبعث، أي (على زعمهم) لو كان هذا حقًّا لكانت ردّتنا خاسرة إذْ هي إلى النار.



      {فَإِنَّمَا هِيَ} أي الرادفةُ وهي النفخةُ الثانية التي يعقبها البعث.



      زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)} أي نفخةٌ واحدة يَحيا بها الجميع فإذا هم قِيام ينظرون، قاله الربيعُ بن أنس. وذلك يتضمنُ سهولة البعث على الله وأنه ليسَ أمرًا صعبًا عليه تبارك وتعالى وذلك لأن قولهم :{أئنا لمردودون في الحافرة} يتضمن استبعاد النشأة الثانية واستصعاب أمرها فردَّ الله قولهم.



      {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)} أي فإذا الخلائق أجمعون على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها أمواتًا، قال ابن مسعود :"تُبدلُ الأرض أرضًا كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يُعمل عليها خطيئة"، قال الحافظ ابن حجر :"أخرجه البيهقيّ في الشعب ورجاله رجال الصحيح".



      {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15)} قال القرطبي وغيره: قد جاءك يا محمد وبلغَك قصةُ موسى وتمرّدُ فرعونَ وما ءالَ إليه حالُ موسى من النجاة وحالُ فرعونَ من الهلاك وفي ذلكَ تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتبشير بنجاتِه صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين وهلاكِهم.



      {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)} قال الحسن: هو واد بفلسطين، قال ابنُ عباس: واسمه طُوَى، والمقدس أي المبارك المطهر.



      {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17)} أي أن فرعون (وهو لقب الوليد بن مُصعب ملك مصر، وكل عاتٍ فِرعونٌ قاله الجوهري، والفرعنةُ: الدهاء والتكبر) تجاوز الحدّ في الكفر.



      {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18)} أي أدعوك إلى أن تُسلِم وتعمل خيرًا وتتحلّى بالفضائلِ وتتطهّرَ من الرذائل، وقرأ ابنُ كثيرٍ ونافع: "تَزَّكَّى" بتشديدِ الزاي.



      {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)} أي أُرشدَك إلى معرفة اللهِ تعالى بالبرهانِ فتخافه عزَّ وجلّ فتؤديَ الواجبات وتجتنب المحرمات، وفي الآيةِ دِلالة على أن الإيمان باللهِ مقدَّم على العملِ بسائرِ الطاعاتِ لأن اللهَ ذكر الهدايةَ أوَّلاً وجعلَ الخَشيةَ مؤخَّرةً عنها ومفرعة عليها.



      {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (20)} أي فذهب موسى وبلّغ ما أمره بهِ ربُّه فطلب فرعونُ ءايةً فأراه (أي موسى) الآيةَ الكبرى أي العلامةَ العُظمى، روى البخاريّ في تعاليقه: "قال مجاهد: الآية الكبرى عصاه ويدُه".



      {فَكَذَّبَ وَعَصَى (21)} أي أن فرعونَ كذَّب موسى وعصى اللهَ تعالى بعد ظهورِ المعجزةِ الدالةِ على صدقِ موسى فيما أتى بهِ.



      {ثُمَّ أَدْبَرَ} أي فرعونُ ولّى مُدبرًا مُعرضًا عن الإيمان {يَسْعَى (22)} أي يعملُ بالفسادِ في الأرضِ ويجتهد في نكايةِ أمرِ موسى.



      {فَحَشَرَ فَنَادَى (23)} أي جمَع السحرة للمعارضةِ وجنودَهُ وقام فيهم خطيبًا وقال لهم بصوت عال.



      {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (24)} يريدُ فرعونُ لا ربَّ لكم فوقي، والعياذ بالله.



      {فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25)} أي أخذهُ اللهُ أخذًا هو عِبرة لمن رءاهُ أو سمعه، وعاقبه على كلمتِه الأولى وهي قولُه :{ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري} وكلمتهِ الآخِرة وهي قوله {أنا ربكُمُ الأعلى}، وكان بينَ الكلمتينِ أربعون سنةٍ وذلك أن اللهَ أهلكهُ بالغرقِ في الدنيا، وفي الآخرةِ يُعذَّبُ في نارِ جهنم.



      {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى (26)} أي أن الذي جرى لفرعونَ فيه عِظةٌ لمن يخاف اللهَ عزّ وجل.



      {ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)} يريد اللهُ بهذا الخطاب أهلَ مكة الذين أنكروا البعث، والكلامُ يجري مجرى التقريع والتوبيخ والاستدلالِ على من أنكرِ البعث، والمعنى أخَلْقُكُمْ بعد الموت مع ضعف الإنسانِ أشدُّ أم خلْق السماء في تقديركم مع ما هُو مشاهَدٌ من دَيمومةِ بقائها وعَدم تأثُّرها إلى ما شاء اللهُ، فنِسبةُ الأمرينِ إلى قدرةِ اللهِ نسبةٌ واحدةٌ لأن قدرةَ اللهِ تامّة لا يلحقها عَجزٌ ولا نقص. ثمّ يصف الله السماءَ بأنهُ هو الذي جعلها فوقنا كالبناء، قال عز وجل:



      {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)} أي أن اللهَ جعلَ مقدار ذهابها في العلو مديدًا رفيعًا مسيرةَ خمسمائةِ عامٍ بين الأرض والسماء، وكذا بينَ كل سماءٍ وسماء إلى سبع سموات. والسَّمْكُ: هو الارتفاعُ الذي بين سطح السماءِ الذي يلينا وسطحها الذي يلي ما فوقَها، قاله المفسر أبو حيان في تفسيره النهر المادّ. ومعنى "فسواها" أي جعلها مَلساءَ مستوية بلا عيبٍ ليس فيها مرتفَع ولا منخفَض مُحكمةَ الصُّنعة متقنةَ الإنشاءِ.



      {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)} أغطشَ ليلها: أي أظلمَ ليلها، وأخرجَ ضحاها: أي أبرزَ نهارَها وضوءَ شمسها، وأضاف الضحى إلى السماءِ لأن في السماء سببَ الظلامِ والضياءِ وهو غروبُ الشمسِ وطلوعُها، قالَه القرطبي.



      {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} أي أن اللهَ خلقَ الأرضَ قبل السماء، ثم إن اللهَ خلقَ سبعَ سموات ثم دحا اللهُ الأرضَ أي بسطها، قالهُ ابن عباس.



      {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31)} أي أخرجَ من الأرضِ العيون المتفجّرةَ بالماءِ والنباتَ الذي يُرعى.



      {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)} أي أثبتها على وجه الأرضِ لتسكن.



      {مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33)} أي أنّ اللهَ خلقَ ذلكَ لمنفعتِكم ومواشيكم، والأنعام والنَّعمُ الإبل والبقر والغنم، قاله النووي في تحرير ألفاظ التنبيه.



      {فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} قد مرّ بيان أنّه تعالى ذكر كيفية خلق السماء والأرض ليُستَدَل بها على كونه قادرًا على النشر والحشر، فلما قرّرَ ذلكَ وبيّن إمكان الحشر عقلاً أخبرَ بعد ذلكَ عن وقوعِه بقوله تعالى :{فإذا جاءت الطامةُ الكبرى} قال المُبرّدُ: الطامةُ عند العرب الدَّاهية التي لا تُستطاع، والمرادُ بالطامة الكبرى: يوم القيامة، عَظَّمَه الله، قاله ابن عباس.



      {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35)} أي ذاكَ اليوم يتذكر الإنسانُ ما عمِله في الدنيا من خير أو شر يراهُ مدوّنًا في صحيفته وكان قد نسيه من فرط الغفلة أو طول المدة.



      {وَبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَرَى (36)} أي أُظهرت جهنَّم يراها تتلظى كلُّ ذي بصر فيشكر المؤمنُ نعمةَ الله، وقرأ ابن عباس ومعاذ: "لمن رأى" بهمزة بين الراء والألف.



      {فَأَمَّا مَن طَغَى (37)} أي تجاوزَ الحدّ في العصيانِ والكفر.



      {وَءاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)} أي انهمكَ فيها باتباع الشهواتِ والركونِ إليها وترك الاستعداد للآخرة.



      {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)} أي أنّ جهنم هي مأوى من طغى وءاثر الحياة الدنيا.



      {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي حذِر مقامَه يوم القيامة للحساب.



      {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)} أي زجرها عن المعاصي والمحرّمات.



      {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} أي أن مَنْ عمل الصالحات فإن منزَله الجنة.



      {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)} أي يسألك كفارُ مكة متى وقوعُ الساعة وزمانُها استهزاءً.



      {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43)} أي فيم يسألك المشركون عنها ولستَ ممن يعلمها حتى تذكرَها لهم، وفيه إنكار على المشركين في مسألتهم لهُ عليه السلام.



      {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44)} أي إلى الله منتهى علم الساعة فلا يوجد عند غيره علم وقتها وزمنها قال تعالى :{إن الله عنده علمُ الساعة} (سورة لقمان/34).



      {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45)} أي إنما ينتفع بإنذارك يا محمدُ وتخويفك مَن يخافُ هولَها فيمتنع عن الكفر والطغيان وإن كان رسولُ الله منذرًا لكل مكلف. وقرأ أبو جعفر: "منذرٌ" بالتنوين.



      {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً} أي أن الكفار يوم يرون الآخرةَ كأنهم لم يقيموا في الدنيا إلا قدرَ عشيّة، والعَشيةُ من صلاة المغرب إلى العتَمة، قاله الرازي في مختار الصَّحَاح.



      {أَوْ ضُحَاهَا (46)} وهو حين تُشرِق الشمس، قاله الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي، والمراد أن الدنيا ذاكَ الوقت تتصاغر عند الكفار وتقِلُّ في أعينهم. واللهُ سبحانه وتعالى أعلم.
      سبحان الله وبحمد
    • سورة النازعات ....

      تتحدث عن أهوال يوم القيامة ... بصورة تقشعر منها الأبدان وتخشع لها القلوب...

      تابعوا معي هذا الفيديو.... حول أهوال يوم القيامة وكيف هي برؤية علمية ...

      سبحان الله ...

      إذا أردت أن يلين قلبك ويخشع عند قراءتك لسورة النازعات ... تابعوا الفيديو..... وادعوا لي بالخير...

      سبحان الله وبحمد
    • بارك الله فيكم وجزاكم الله الجنة يارب
      و جعلنا الله واياكم حفظت كتابه

      لآ شيء يعود كآلسآبق احفظ هذه آلعبآرة جيدآ قبل آن تكسرشيء جميلآ
    • سورة النازعات هي سورة مكية

      بسم الله الرحمن الرحيم
      وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ( 1 ) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ( 2 ) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ( 3 ) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ( 4 ) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ( 5 ) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ( 6 ) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ( 7 ) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ( 8 ) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ( 9 ) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ( 10 ) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ( 11 ) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ( 12 ) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ( 13 ) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ( 14 )
      قال ابن مسعود وابن عباس، ومسروق، وسعيد بن جبير، وأبو صالح، وأبو الضحى، والسُّدي: ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) الملائكة، يعنون حين تنـزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نـزعها، و [ منهم ] من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط، وهو قوله: ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) قاله ابن عباس.
      وعن ابن عباس: ( والنازعات ) هي أنفس الكفار، تُنـزع ثم تُنشَط، ثم تغرق في النار. رواه ابن أبي حاتم.
      وقال مجاهد: ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) الموت .وقال الحسن، وقتادة: ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) هي النجوم.
      وقال عَطَاءُ بنُ أبي رَباح في قوله: ( والنازعات ) و ( الناشطات ) هي القسيّ في القتال. والصحيح الأول، وعليه الأكثرون.
      وأما قوله: ( وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ) فقال ابن مسعود:هي الملائكة. ورُوي عن علي، ومجاهد، وسعيد بن جُبَير، وأبي صالح مثلُ ذلك.
      وعن مجاهد: ( وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ) الموت .وقال قتادة:هي النجوم. وقال عطاء بن أبي رباح:هي السفن.
      وقوله: ( فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ) رُوي عن علي، ومسروق، ومجاهد، وأبي صالح، والحسن البصري:يعني الملائكة؛ قال الحسن:سبقت إلى الإيمان والتصديق به. وعن مجاهد:الموت. وقال قتادة:هي النجوم وقال عطاء:هي الخيل في سبيل الله .
      وقوله: ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي:هي الملائكة- زاد الحسن:تدبر الأمر من السماء إلى الأرض. يعني:بأمر ربها عز وجل. ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك، إلا أنه حكى في ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) أنها الملائكة، ولا أثبت ولا نفى .
      وقوله: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية. وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغير واحد.
      وعن مجاهد:أما الأولى- وهي قوله: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ) - فكقوله جلت عظمته: يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ [ المزمل:14 ] ، والثانية- وهي الرادفة- فهي كقوله: وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً [ الحاقة:14 ] .
      وقد قال الإمام أحمد حدثنا وَكِيع، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه » . فقال رجل:يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: « إذًا يكفيك الله ما أهَمَّك من دنياك وآخرتك » .
      وقد رواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، من حديث سفيان الثوري، بإسناده مثله ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: « يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه » .
      وقوله: ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ) قال ابن عباس:يعني خائفة. وكذا قال مجاهد، وقتادة.
      ( أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ) أي:أبصار أصحابها. وإنما أضيف إليها؛ للملابسة، أي:ذليلة حقيرة؛ مما عاينت من الأهوال.
      وقوله: ( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ) ؟ يعني:مشركي قريش ومن قال بقولهم في إنكار المعاد، يستبعدون وقوعَ البعث بعد المصير إلى الحافرة، وهي القبور، قاله مجاهد. وبعد تمزق أجسادهم وتفتت عظامهم ونخورها؛ ولهذا قالوا: ( أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ) ؟ وقرئ: « ناخرة » .
      وقال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة:أي بالية. قال ابن عباس:وهو العظم إذا بلي ودَخَلت
      الريح فيه. ( قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ )
      وعن ابن عباس، ومحمد بن كعب، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبي مالك، والسدي، وقتادة:الحافرة:الحياة بعد الموت. وقال ابن زيد:الحافرة:النار. وما أكثر أسمائها! هي النار، والجحيم، وسقر، وجهنم، والهاوية، والحافرة، ولظى، والحُطَمة.
      وأما قولهم: ( تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ) فقال محمد بن كعب:قالت قريش:لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن.
      قال الله تعالى: ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) أي:فإنما هو أمر من الله لا مثنوية فيه ولا تأكيد، فإذا الناس قيام ينظرون، وهو أن يأمر تعالى إسرافيلَ فينفخ في الصور نفخَة البعث، فإذا الأولون والآخرون قيامٌ بين يَدَي الربّ عز وجل ينظرون، كما قال: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا [ الإسراء:52 ] وقال تعالى: وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [ القمر:50 ] وقال تعالى: وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [ النحل:77 ] .
      قال مجاهد: ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ) صيحة واحدة.
      وقال إبراهيم التيمي:أشد ما يكون الرب غَضَبًا على خلقه يوم يبعثهم.
      وقال الحسن البصري:زجرة من الغضب. وقال أبو مالك، والربيع بن أنس:زجرة واحدة:هي النفخة الآخرة .
      وقوله: ( فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) قال ابن عباس: ( بِالسَّاهِرَة ) الأرض كلها. وكذا قال سعيد بن جُبَير، وقتادة، وأبو صالح.
      وقال عكرمة، والحسن، والضحاك، وابن زيد: ( بِالسَّاهِرَة ) وجه الأرض.
      وقال مجاهد:كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها. قال:و ( بِالسَّاهِرَة ) المكان المستوي.
      وقال الثوري: ( بِالسَّاهِرَة ) أرض الشام، وقال عثمان بن أبي العاتكة: ( بِالسَّاهِرَة ) أرض بيت المقدس. وقال وهب بن مُنَبه: ( الساهرة ) جبل إلى جانب بيت المقدس. وقال قتادة أيضا: ( بِالسَّاهِرَة ) جهنم.
      وهذه أقوال كلها غريبة، والصحيح أنها الأرض وجهها الأعلى.
      وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين، حدثنا خَزَر بن المبارك الشيخ الصالح، حدثنا بشر بن السري، حدثنا مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي: ( فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) قال:أرض بيضاء عفراء خالية كالخُبزَة النَّقِيّ.
      وقال الربيع بن أنس: ( فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) ويقول الله عز وجل: يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [ إبراهيم:48 ] ، ويقول: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا [ طه:105 ، 107 ] . وقال: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً [ الكهف:47 ] :وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعد من هذه الأرض، وهي أرض لم يعمل عليها خطيئة، ولم يَهرَاق عليها دم.
      هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ( 15 )
      يخبر تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى، عليه السلام، أنه ابتعثه إلى فرعون، وأيده بالمعجزات، ومع هذا استمر على كفره وطغيانه، حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر. وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به؛ ولهذا قال في آخر القصة: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى
      فقوله: ( هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ) ؟ أي:هل سمعت بخبره ؟

      إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ( 16 ) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ( 17 ) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ( 18 ) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ( 19 ) فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ( 20 ) فَكَذَّبَ وَعَصَى ( 21 ) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ( 22 ) فَحَشَرَ فَنَادَى ( 23 ) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ( 24 ) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى ( 25 ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ( 26 )
      ( إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ ) أي:كلمه نداء، ( بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ ) أي:المطهر، ( طُوًى ) وهو اسم الوادي على الصحيح، كما تقدم في سورة طه. فقال له: ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) أي:تجبر وتمرد وعتا، ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) ؟ أي:قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تَزكَّى به، أي:تسلم وتطيع . ( وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ ) أي:أدلك إلى عبادة ربك، ( فَتَخْشَى ) أي:فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشيا بعدما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير. ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) يعني:فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قويةً، ودليلا واضحا على صدق ما جاءه به من عند الله، ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) أي:فكذب بالحق وخالف ما أمره به من الطاعة. وحاصلُه أنه كَفَر قلبُه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره، وعلمُهُ بأن ما جاء به أنه حق لا يلزم منه أنه مؤمن به؛ لأن المعرفة علمُ القلب، والإيمان عمله، وهو الانقياد للحق والخضوع له.
      وقوله: ( ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ) أي:في مقابلة الحق بالباطل، وهو جَمعُهُ السحرة ليقابلوا ما جاء به موسى، عليه السلام، من المعجزة الباهرة، ( فَحَشَرَ فَنَادَى ) أي:في قومه، ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى )
      قال ابن عباس ومجاهد:وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [ القصص:38 ] بأربعين سنة.
      قال الله تعالى: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) أي:انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين في الدنيا ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [ هود:99 ] ، كما قال تعالى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ [ القصص:41 ] . هذا هو الصحيح في معنى الآية، أن المراد بقوله: ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) أي:الدنيا والآخرة، وقيل:المراد بذلك كلمتاه الأولى والثانية. وقيل:كفره وعصيانه. والصحيح الذي لا شك فيه الأول.
      وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) أي:لمن يتعظ وينـزجر.
      أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ( 27 ) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ( 28 ) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ( 29 ) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ( 30 ) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ( 31 ) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ( 32 ) مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ( 33 )
      يقول تعالى محتجًا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه: ( أَأَنْتُمْ ) أيها الناس ( أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ) ؟ يعني:بل السماءُ أشدّ خلقًا منكم، كما قال تعالى: لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [ غافر:57 ] ، وقال: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ [ يس:81 ] ، فقوله: ( بَنَاهَا ) فسره بقوله: ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) أي:جعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
      وقوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) أي:جعل ليلها مظلمًا أسود حالكا، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا.
      قال ابن عباس:أغطش ليلها:أظلمه. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وجماعة كثيرون.
      ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) أي:أنار نهارها.
      وقوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) فسره بقوله: ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) وقد تقدم في سورة « حم السجدة » أن الأرض خلقت قبل السماء، ولكن إنما دُحيت بعد خلق السماء، بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل. وهذا معنى قول ابن عباس، وغير واحد، واختاره ابن جرير.
      وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله- يعني ابن عمرو- عن زيد بن أبي أنيسة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( دَحَاهَا ) وَدَحْيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقق [ فيها ] الأنهار، وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام، فذلك قوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) وقد تقدم تقرير ذلك هنالك.
      وقوله: ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) أي:قررها وأثبتها وأكَّدها في أماكنها، وهو الحكيم العليم، الرءوف بخلقه الرحيم.
      وقال الإمام أحمد:حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حَوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لما خلق الله الأرض جعلت تَمِيد، فخلق الجبال فألقاها عليها، فاستقرت فتعجبت الملائكةُ من خلق الجبال فقالت:يا رب، فهل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال نعم، الحديد. قالت:يا رب، فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال:نعم، النار. قالت:يا رب، فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال:نعم ، الماء. قالت:يا رب، فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال:نعم، الريح. قالت:يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال:نعم، ابن آدم، يتصدق بيمينه يخفيها من شماله » .
      وقال أبو جعفر بن جرير:حدثنا ابنُ حميد، حدثنا جرير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن السّلميّ، عن علي قال:لما خلق الله الأرض قمصت وقالت:تخلق عَلَيّ آدم وذريته، يلقون علي نتنهم ويعملون عَلَيّ بالخطايا، فأرساها الله بالجبال، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، وكان أول قَرَار الأرض كلحم الجزور إذا نحِر، يختلج لحمه. غريب .
      وقوله ( مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ ) أي:دحا الأرض فأنبع عيونها، وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها، وثبت جبالها، لتستقر بأهلها ويقر قرارها، كل ذلك متاعا لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد، وينقضي الأجل.
      فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ( 34 ) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى ( 35 ) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ( 36 ) فَأَمَّا مَنْ طَغَى ( 37 ) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 38 ) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ( 39 ) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ( 40 ) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ( 41 ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ( 42 ) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ( 43 ) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ( 44 ) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ( 45 ) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ( 46 )
      يقول تعالى: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) وهو يوم القيامة. قاله ابن عباس، سميت بذلك لأنها تَطُم على كل أمر هائل مفظع، كما قال تعالى: وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ [ القمر:46 ] .
      ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى ) أي:حينئذ يتذكرُ ابنُ آدم جميع عمله خيره وشره، كما قال: يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى [ الفجر:23 ] .
      ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ) أي:أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا، ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى ) أي:تَمَرّد وعتا، ( وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أي:قدمها على أمر دينه وأخراه، ( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) أي:فإن مصيرَه إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم، ومشربه من الحميم . ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) أي:خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حُكْمَ الله فيه، ونهى نفسه عن هواها، ورَدها إلى طاعة مولاها ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) أي:منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء.
      ثم قال تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ) أي:ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مَردها ومَرجعها إلى الله عز وجل، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين، ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [ الأعراف:187 ] ، وقال هاهنا: ( إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ) ولهذا لما سأل جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال: « ما المسئول عنها بأعلم من السائل » . .
      وقوله ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ) أي:إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه ، فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده، اتبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك.
      وقوله: ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) أي:إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مُدّة الحياة الدنيا، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضُحى من يوم.
      قال جُويْبر، عن الضحاك، عن ابن عباس: ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) أما عَشِيَّة:فما بين الظهر إلى غروب الشمس، ( أَوْ ضُحَاهَا ) ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.
      وقال قتادة:وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة .

      تم نقله من موقع المصحف الالكتروني
      هنا
    • مشرفنا فخر شكرا للإضافةةةةةة
      ...
      رمضان على الابواب وعلينا
      أن نشد الهمم مع القرءان
      لنعيش أجواء القيااااام مع ايات كتاب الله...
      ...
      بلغنا الله وإياكم رمضان
      ...
      امين...
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات