وهـــــــج التـوبـــــــة

    • وهـــــــج التـوبـــــــة

      </TD< tr>

      لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت قصة عجيبة أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها

      جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ *** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
      جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً *** كأنها أشعث أضنى به السفرُ
      فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها *** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
      جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
      جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ *** في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
      الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ *** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
      تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها *** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
      واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ *** لعلّها في مقام العرض تستترُ
      وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به *** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
      فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ *** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
      كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا *** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
      فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
      قالت له : يا رسول الله معذرةً *** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
      فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
      واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً *** يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
      فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
      قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ *** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
      أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت *** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
      دعني أجود بنفس لا قرار لها *** فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
      حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ *** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
      فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى *** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
      فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً *** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
      ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها *** تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
      تغصّ في كل ليل حالك قلقا *** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
      واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ *** سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
      لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا *** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
      لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا *** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
      حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ *** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
      حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ *** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
      طوت عليه لفاف البين وانطلقت *** فروحها للقاء الطهر تستعرُ
      أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً *** إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
      و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي *** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
      فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ *** و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
      غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد *** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
      فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ *** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
      ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. *** ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
      الله أكبر . . والأذكار سلوتها *** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
      حتى إذا ما انقضت أيام محنتها *** تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
      جاءت به ورغيف الخبز في يده *** وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
      وليس يدرك ما تفشيه لقمته *** و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
      يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه *** جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
      قالت: فديت رسول الله ذا أجلي *** قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
      فقال: من يكفل المولود من سعةٍ *** أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
      فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ *** وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
      كأنما الروح من وجدانها انتسلت *** يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
      وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً *** و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
      حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
      شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
      الحكم لله فردٍ لا شريك له *** ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
      وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ *** وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
      وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت *** و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
      فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم *** و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
      لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما *** و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
      أو أن للطفل عين -والدماء سدى- *** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
      هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- *** لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
      واستبشرت بعبير التوب واغتسلت *** كما ينقي صلاد الصخرة المطر
      وقال فيها رسول الخير قولته: *** تابت و توبتها للناس معتبر
      لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً *** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
      قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ *** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
      صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
      في ذمة الله يا من فاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
      بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً *** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
      سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
      وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
      إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
      هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا *** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
      في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
      و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
      يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر
      الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
      لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
      في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
      كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..

      رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم
      ( لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم)

      اســـــــــــــــــــتغفر ربـــــــــــــــــــــــك............... وخلي قلبك قنــــــــــــــنو:)ع