دراسة ماجستير توصي بإنشاء مركز وطني للروبوت التعليمي لتعزيز الجوانب العلميّة في السلطنة - جديد جريدة

    • دراسة ماجستير توصي بإنشاء مركز وطني للروبوت التعليمي لتعزيز الجوانب العلميّة في السلطنة - جديد جريدة



      الرؤية- مزنة بنت راشد المعمرية
      -

      الباحث يؤكد أنّ "الليغو" يبرز كبوابة خلفية ووسيلة تعليمية لتوجيه الطلاب إلى الدراسة العلمية
      أوصت دراسة ماجستير بإنشاء مركز وطني للروبوت التعليمي لتعزيز الجوانب العلمية في السلطنة، وكذلك استحداث أقسام خاصة بالروبوت التعليمي في الهيكل الوزاري للمديرية العامة لتقنية المعلومات، وتطوير برامج التدريب الخاصة بمعلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي.
      وأشارت الدراسة التي أعدها الباحث جمال بن محمد بن سيف الخالدي مشرف مصادر تعلم بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط، إلى بذل مزيد من الجهود من قبل المعنيين بوزارة التربية والتعليم في إتاحة فرص اللقاءات وتبادل الخبرات لمعلمي تقنية المعلومات بمختلف الوسائل والطرق، بالإضافة إلى تنسيق الجهود مع مؤسسات إعداد المعلمين لإضافة مساقات متخصّصة في مجال الروبوت التعليمي لمعلمي تقنية المعلومات أثناء فترة إعدادهم الأكاديمي.

      الليغو
      وأكد الخالدي أنّ دوْر الروبوت التعليمي "الليغو" يبرز كبوابة خلفية ووسيلة تعليمية عملية لتوجيه الطلاب إلى الميل نحو الدراسة العلميّة. ويحمل الخالدي درجة الماجستير في تكنولوجيا التعليم من كلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية عن دراسة بعنوان: "واقع استخدام معلمي تقنية المعلومات في الحلقة الثانية (5-10) من التعليم الأساسي في سلطنة عمان للروبوت التعليمي". وقال إنّ الطلاب يتم توجيههم نحو دراسة مبادئ البرمجة والهندسة، من خلال قيام الطلبة بصناعة (تجميع) الروبوتات الخاصة بهم وبرمجتها لتؤدي الوظيفة المطلوبة، وبالتالي تفتح آفاقا لا حدود لها للطالب لكي يفكّر ويصمّم وينفّذ ويوظّف المبادئ العلمية التي يعرفها ويبحث عن تلك التي يحتاجها للوصول إلى هدفه، وبالتالي يُعدُّ استخدام الروبوت في العمليّة التعليمية أحد المخارج الرئيسية من الميل الأدبي للطلبة.
      وأضاف الخالدي أنّ فكرة الروبوت التعليمي تقوم على وجود آلة مكونة من عدة أجزاء وتقوم بأداء مَهامَها عن طريق اتباع مجموعة من التعليمات المحفوظة في الذاكرة الإلكترونية للجهاز والتي تتميز بالتكرار، حيث يمكن برمجة يَدَيْ وذراعيْ الجهاز للقيام بالمهام المتكررة، وبالتالي يتفرغ الإنسان للقيام بالمهام التي تتطلب مستويات عالية في التفكير كالتخطيط والتصميم. وأوضح أنّ الطالب يقوم بتصميم أوامر للتحكُّم في حركات الأجهزة الآلية مثل المحركات والأضواء وتزويدها بالطاقة وملامسة أجهزة الإحساس والضوء والحرارة واللمس، ويتم تصميم هذه الأوامر عن طريق برمجيات متخصّصة في الحاسوب ومتصلة بأجزاء الروبوت.
      وحول أسباب اختياره للروبوت التعليمي ليكون محور دراسته، قال إنّه في الوقت الذي قدمت فيه التكنولوجيا الكثير للبشرية وتسابقت الدول لإدخالها إلى أنظمتها التربويّة، عملت وزارة التربية والتعليم على إدخال تقنيات متقّدمة إلى المدارس ومن ضمنها الروبوت التعليميّ لتحقيق الأهداف المرسومة. وأضاف أنّه بات من الضروري معرفة واقع استخدام هذا الروبوت التعليميّ وأثره في العملية التربوية، من خلال إلقاء الضوء على جميع جوانب هذا الواقع، خاصة أنّ مثل هذه التجربة الفريدة لابُدَّ من تسليط الضوء عليها نظرًا للمؤشرات العامة التي تفيد بوجود تفاوت واضح في تفعيل هذه التقنية بين المدارس، ومعرفة مدى إمكانية تطبيق هذه التقنية على مختلف المناهج الدراسيّة وعدم اقتصارها على منهج واحد. وأكد أنّ دراسة واقع هذا الموضوع يمكن أن يوفر معلومات مفيدة حول مدى فاعلية هذه التجربة، والوقوف على الصعوبات التي تواجه المعلمين في تفعيل هذه الجزئية من المنهج.
      خطط مستقبلية
      ومضى الخالدي موضحا أنّ سلطنة عُمان تعتبر من الدول القلائل على مستوى العالم التي تطبق الروبوت التعليمي في المناهج الدراسية، لذا هدفت هذه الدراسة إلى "تحديد واقع استخدام معلمي تقنية المعلومات في الحلقة الثانية (5-10) من التعليم الأساسي في سلطنة عُمان للروبوت التعليمي"، مما يجعلها من الدراسات الملحة في الوقت الحاضر. وقال إنّ هذه الدراسة يمكن أن تكون لَبِنة ينطلق منها الباحثون في هذا المجال، وكذلك قاعدة ينطلق منها المخطّطون في بناء خططهم التربويّة المستقبليّة.
      وأشار إلى أنّ التطبيق يأتي نظراً لأهميّة تحديد واقع استخدام الروبوت التعليمي كتقنية تعليمية في عمليات تطوير وتحسين عملية التعليم والتعلم، ولوضع برامج تخدم هذا الاتجاه، وخاصة في مجال تقنيات التعليم، ودمجها في العملية التعليمية التعلُّمية، ولأهمية الدراسات المسحية التي تجلي هذا الواقع قمت باختيار موضوع الروبوت في هذه الدراسة.
      وقال الخالدي إنّ المحاور التي تطرق لها في دراسته هي ستة محاور، تحدث في المحور الأول عن توفر الإمكانات اللازمة لعمل الروبوت، والمحور الثاني اشتمل على توظيف الروبوت التعليمي في مختبر الحاسب الآلي، وأما المحور الثالث فتناول فيه التدريب والتأهيل لمعلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي، وحول المحورين الرابع والخامس فقد تضمنا موضوعي توفر الدعم الفني لمعلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي ودعم الإدارة والإشراف لمعلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي، وبالنسبة للمحور الأخير فقد كان عن الصعوبات التي تواجه معلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي.
      مهارات التفكير
      وذكر الخالدي أنّ من مبررات استخدام الروبوت في التعليم عديدة، مشيرًا إلى أنّ منها تشجيع التعلّم التعاوني والعمل ضمن فريق عمل، ويشجّع وينمّي مهارات العمل اليدوي ويشجع استراتيجية التعلّم المبني على المشروع أو من خلال المشروع ويُنمّي ويُعزّز مهارات التفكير لدى الطلاب: الإبداعيّ، الناقد، الناجح، الانفعاليّ، المتعدد، كما يُنمّي عادات العقل والبحث العلمي، ويساعد المعلم على تطبيق نظرية التعلّم المتمركز حول الطالب، كما يعتبر وسيلة عملية للمعلم لاستخدام إستراتيجية التحدّي في التعليم، ويربط التعلّم بالحياة العمليّة، وتحقيق مفهوم التعلّم الممتع، وتدريب الطلاب على الاختراع والابتكار، وإمكانية استخدامه من قِبَل أكثر من معلم.
      وأكّد الخالدي أنّ استخدام الروبوت التعليمي في مدارس السلطنة يتم تطبيقه الآن على شكل وحدة دراسية بمنهج تقنية المعلومات، ونظراً لتشجيع الوزارة للطلاب والمعلمين باستخدام الروبوت خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية خلق نوعاً من الثقافة تجاه هذه التقانة وبات يجذب الكثير من الطلاب والمعلمين، مما قد يشجع بقيّة المواد للاستفادة من هذه التقنية سواء بشكلها الحالي المتعارف عليه أو بأشكال أخرى تتفق وطبيعة كل مادة. وأضاف أنّه في حالة التمكّن من غرس هذه القناعات لدى المعلمين، فمن المؤكد أنّها ستنتقل بصورة أتوماتيكية للطلاب، وبالتالي نخلق الطالب المكتشف الواثق من نفسه والقادر على الاعتماد على نفسه في التعلّم.
      وحول ما حققه المشروع من خلال تطبيقه في بعض مدارس السلطنة إلى الآن، أوضح أنّه تمّ تحقيق الكثير من الجوانب الإيجابية بعد هذه التجربة التي تمّ تطبيقها بمدارس السلطنة، مشيرًا إلى أنّ أهم نتيجة حققتها هذه الوحدة الدراسية هو نشر ثقافة التعلّم باستخدام مثل هذه التقنيات مما فتح المجال لتطبيق أشكال أخرى مشابهة أو قريبة من هذا النموذج. وتابع أنّ من أراد الاطلاع على بعض هذه النماذج فعليه زيارة المركز العلمي للاستكشاف الذي افتتح خلال هذا العام بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة الشرقية شمال، موضحًا أنّ مما حققه المشروع استحداث مسابقة وطنية للروبوت، وإنشاء مختبر الروبوت المدرسي بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط بالتعاون مع هيئة تقنية المعلومات، بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات الإقليمية والعالمية للروبوت.
      وفيما يتعلق بالفائدة التي تعود على الطالب من استخدام الروبوت التعليمي، أوضح الخالدي أنّ هذا النوع من التعلم يرتكز على عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قَبْل. وأضاف أنّ التعلم باستخدام مثل هذه الطرق يحدث كنتيجة لمعالجة الطالب للمعلومات وتركيبها وتحويلها حتى يصل إلى معلومات جديدة تمكّنه من تخمين أو تكوين فرض أو أن يجد حقيقة باستخدام عمليات الاستقراء أو الاستنباط أو باستخدام المشاهدة والاستكمال أو أية طريقة أخرى.
      وأوضح أنّ هذه طريقة تسمى "التعلُّم بالاكتشاف"، والتي تعد من أفضل الطرق التي تساعد الطلاب على اكتشاف الأفكار والحلول بأنفسهم، وهذا بدوْره يولّد عندهم شعوراً بالرضا والرغبة في مواصلة العلم والتعلُّم ويفسح لهم المجال لاكتشاف أفكار جديدة بأنفسهم. ومضى يقول: "يتجسد ذلك بالطبع في العديد من المواقف المتعلقة بالروبوت، فالطالب مثلاً عندما يقوم بعملية البرمجة الخاصة بحركة الروبوت، واختبارها على أرض الواقع فإنّه في أغلب الأحيان تتولد لديه أفكار وعلاقات جديدة لم يكن قد وضعها في الحسبان عند قيامه بعملية البرمجة".
      وأضاف الخالدي أنّه وعن طريق استخدام هذه التقنية يتمُّ الخروج عن النمط الجاف والممل للحصة العلميّة النظرية وبذلك يتشجع الطلاب للتعلّم وحب العلوم، وخصوصاً أنّ نسبة كبيرة من الطلابة لا تجد متعة حقيقية في تعلّم العلوم والرياضيات، أمّا من الناحية التطبيقية وفي مختبر الروبوت فالوضع مختلف حيث يندمج العلم والمعرفة مع المتعة والتشويق.
      نتائج الدراسة
      وعند حديثه عن نتائج الدراسة، ذكر الخالدي أنّ الدراسة خلصت إلى عدد من النتائج جاءت على النحو التالي فلقد بينت نتائج التحليل الإحصائي لاستجابات معلمي تقنية المعلومات بمدارس التعليم الأساسي (5-10) عن محاور واقع استخدام الروبوت التعليمي، أنّ المتوسط الحسابي العام لها بلغ (2.67) وهي تقابل درجة تقدير متوسطة، وهذا يعني أنّ معلِّم ومعلمة تقنية المعلومات ومن وجهة نظره يرى أنّ واقع استخدامه للروبوت التعليمي كان بدرجة متوسطة.
      وأوضح أنّه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس في استخدام معلمي تقنية المعلومات للروبوت التعليمي في جميع المحاور ما عدا محوري توفر الإمكانات وتوظيف الروبوت كلاهما لصالح الذكور. وكذلك توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير المنطقة التعليمية على جميع محاور الدراسة لصالح محافظة مسقط والباطنة شمال.
      وتابع الخالدي: ومن خلال البيانات الوصفيّة التي تمّ جمعها وتحليلها يلاحظ أنّ أكثر الصعوبات حدة من واقع استجابات معلمي تقنية المعلومات بمدارس التعليم الأساسي (5-10) هي الفقرة (9) والتي تنص على " قلة الفرص المتاحة لتبادل الخبرات في مجال الروبوت التعليمي" حيث أنّه لا توجد لقاءات منظمة وبشكل دوري لمعلمي تقنية المعلومات تتاح من خلالها الفرص التي تمكّنهم من تبادل الخبرات في مجال الروبوت التعليمي.
      وأوضح أنّ هذا الأمر يمكن التغلب عليه بعمل بعض الأمور مثل: إقامة ملتقى سنوي للمعلمين الذين يدرسون هذه المناهج، وخلق نوع من التنافس بين المعلمين بحيث يتم إلحاق المجيدين منهم في دورات محترفة في المجال بحيث يحصل المعلم على شهادة مدرب معتمد، وأيضًا التقليل من حجم ما يتم طرحه من أوراق عمل في البرامج التدريبية بحيث تتاح الفرصة للمعلمين لعرض تجاربهم على زملائهم، بالإضافة إلى إقامة مسابقة سنوية على مستوى الوزارة بين مختلف المناطق التعليمية في موضوع الروبوت التعليمي، وإقامة مسابقة سنوية على مستوى دول الخليج، ونقترح هنا أن يتم إدراجها ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي، وأخيرًا تفعيل منتدى الروبوت التعليمي في المنتدى التربوي التابع لموقع وزارة التربية والتعليم حيث يلاحظ ضعف فاعلية هذا القسم مقارنة ببقية أقسام المنتدى.
      وقال الخالدي إنّه بالنسبة للصعوبات المتعلّقة بالدراسة فهي كانت تتعلق بقلة أو انعدام مصادر المعلومات العربية المتعلقة بهذا الموضوع، حيث تعد هذه الدراسة أولى الدراسات العربية في الموضوع، ولذا اعتمدت في دراستي على المصادر الأجنبية. كما لاحظ عدم توفر العدة الخاصة بالروبوت في بعض المدارس، وبالتالي فإنّ عملية تطبيق الموضوع في مثل هذه المدارس يتم بشكل نظري. وأيضًا وجد بعض المعلمين يفتقدون للأساسيات التي تمكنهم التعامل مع هذه التقنية.

      إنشاء مركز وطني للروبوت التعليمي
      وحول التوصيات التي خرجت بها الدراسة أجاب بقوله: بعد استخراج النتائج وتحليلها، وفق المحاور التي حدَّدَتها الدراسة، وحسب أسئلتها، فقد خرجنا ببعض التوصيات والتي تمثلت في دراسة استحداث أقسام خاصة بالروبوت التعليمي في الهيكل الوزاري للمديرية العامة لتقنية المعلومات، وتطوير برامج التدريب الخاصة بمعلمي تقنية المعلومات في مجال الروبوت التعليمي، وأيضًا بذل مزيد من الجهود من قبل المعنيين بوزارة التربية والتعليم في إتاحة فرص اللقاءات وتبادل الخبرات لمعلمي تقنية المعلومات بمختلف الوسائل والطرق، بالإضافة إلى ذلك تنسيق الجهود مع مؤسسات إعداد المعلمين لإضافة مساقات متخصّصة في مجال الروبوت التعليمي لمعلمي تقنية المعلومات أثناء فترة إعدادهم الأكاديمي. وأيضًا تفعيل دور المنتدى التربوي الخاص بالروبوت التعليمي من خلال توفير مشرفين ذوي كفاءة مهنية عالية في مجال الروبوت. ومن التوصيات أيضًا دراسة إنشاء مركز وطني للروبوت التعليمي على غرار المركز الوطني للروبوت التعليمي (نسر) مركز اليوبيل للتميز التربوي، والموجود في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أمّا بالنسبة لمدى الأخذ بهذه التوصيات من قبل الجهات المسئولة فيأمل الخالدي في أن يتم الأخذ بها حتى يتم تحقيق الأهداف المتوخاه في هذا الجانب.