
صلالة – إيمان الحريبية
-
بمشاركة 34 باحثًا ومفكرًا وخبيرًا بصلالة.. اليوم
تنطلق اليوم السبت بمدينة صلالة فعاليات الحوار الثاني للمراكز الفكرية والتنمية المجتمعية الخليجية والذي تنظّمه تواصل العالمية للعام الثاني على التوالي. ويشارك في الحوار 34 مشاركًا ومشاركة يمثلون عددًا من أكبر المراكز الفكرية الخليجية والدوليّة بالإضافة إلى مشاركة محليّة من السلطنة لعدد من الباحثين والخبراء. ويهدف الحوار الثاني إلى تعزيز التواصل وفعالية وتأثير مراكز البحوث والدراسات والفكر في دول مجلس التعاون الخليجي وتوسيع إطر العمل الحالية للتضافر لتحقيق تنميتها المستدامة، بالإضافة إلى تحديد الأطراف المؤثرة والمتأثرة ووضع التدابير اللازمة لإشراكهم في مشاريع ذات صل بالمجتمع على إطار بيئة المتغيرات، كما يهدف الحوار أيضًا إلى تقديم حلول بناءة ومستدامة حول كيفية إسهام المراكز المعنيّة في تمكين القطاع العام والخاص وغيرها للاستفادة من مشاركة الشباب.
وقد أفرز الحوار الأول مجموعة من النتائج منها أنّ تنوع نماذج وبرامج مراكز البحوث والدراسات والفكر في دول الخليج هي شيء صحي، وتشابه تنوع المراكز الأخرى حول العالم وتواجه نفس التحديات. وكذلك يستحسن الإبقاء على هذا التنوّع على الأقل لخمس سنوات قادمة؛ لإتاحة ظهور النماذج الجديدة حيث إنّ المراكز المعنيّة في الوقت الراهن مازالت في مراحلها الأولى - مرحلة الطفولة في المنطقة. وأبرز الحوار الأول أيضًا أنّ هناك حاجة للمزيد من تضافر الجهود من حيث خطط العمل المشتركة وكسب التأييد خاصة في حالة المراكز المعنيّة الوطنية في مقابل المراكز الدولية التي تعمل في المنطقة. وأيضًا من الضرورة بذل الجهود مع الجهات الحكوميّة مع التركيز في البداية على تخفيف الأطر التنظيمية المحكمة؛ بغرض تعزيز التكامل وبناء الثقة بين صناع القرار والمجتمع بصورة عامة والمراكز البحثية.
وسيتضمن الحوار الثاني جلستين؛ الأولى جلسة صباحية سوف تتضمن مجموعة من الأوراق البحثية واحدة بعنوان "كيفية التعرّف على الأطراف المؤثرة والمتأثرة و إشراكها" يقدمها الدكتور عبيد يونسي، مدير معهد راند - قطر للسياسات. وستسلط الضوء على إشراك الجهات والأطراف المؤثرة والمتأثرة: حالة دراسة -تحسين خدمة المواصلات المدرسيّة في قطر، و ستتناول الورقة أهميّة إشراك الجهات والأطراف المؤثرة والمتأثرة باعتبارها المفتاح لمنظومة متكاملة من التوصيات القابلة للتنفيذ والمفضية لتأثير إيجابي وتحسين الظروف بصورة عامة. وفي هذه الورقة البحثيّة والعرض سيتم تبيان كيف أنّ الجهات المعنيّة والأطراف المؤثرة والمتأثرة والتي تشمل المراجعين ومستخدمي الخدمة تمّ إشراكهم من أجل تحسين نظام النقل والمواصلات المدرسية في دولة قطر.
وهناك ورقة أخرى ستقدمها الباحثة هانيا بكداش، باحثة مستقلة بعنوان " تقييم تأثير المراكز الفكرية في دول مجلس التعاون الخليجي.. آليات قياس معايير التأثير" حيث ستسلط الورقة الضوء على إثارة وإثراء النقاش حول وضع معايير تقييم وقياس مدى تأثير المراكز الفكرية في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الصدد تعتبر هذه الورقة البحثية أنّ "تقييم التأثير" أحد أهم أعمدة التخطيط الاستراتيجي الفعال الذي يحقق الجدوى المرجوة لكافة الجهات المعنيّة ومشاريعها المستدامة.
وسيقدم الخبير البرلماني الدكتور محمد الفيلي، عضو هيئة التدريس بقسم القانون العام جامعة الكويت كلمة خلال الجلسة الأولى ستتناول " أثر المراكز الفكريّة في التنمية المجتمعية" وسيتم عمل مجموعات عمل لمناقشة الأوراق البحثيّة للخروج بأفضل المرئيات والنتائج حول التحديات التي تحول دون تحسين نوعيّة البحوث والتحديات وتحد من إمكانية الوصول إلى المعلومات، ونتائج التعاون ما بين بيوت الخبرة والسعي لتحقيق الاستدامة، وتعزيز التوعية في بيئة مستمرة النمو.
وفي الجلسة المسائية والتي سيشارك فيها كل من الدكتور سعد بن طفله العجمي، وزير الإعلام الأسبق وأستاذ محاضر بجامعة الكويت، و الشيخ سلطان سعود القاسمي، محلل ومدون في حوار مجتمعي سيناقش محور " الشباب.. المشاركة والمستقبل". وسيهدف النقاش إلى إيجاد حلول للقضايا الأساسية التي تواجه الشباب، والتطرق إلى مساهمات المراكز الفكرية وبيوت الخبرة في تجاوز التحديات، كما سيتم أيضًا إيضاح الهيكلة والتوازن بين تلبية تطلعات الشباب ووضع حلول ملموسة للتفاعل والمشاركة المدنية البناءة.
الجدير بالذكر أنّ هذه المبادرات تطمح إلى تعزيز مكانة السلطنة كقبلة للفعاليات الفكرية الرائدة بحلول العام 2018. كما يسعى مركز التواصل العالمي (ش م م) لأن يقوم بمسؤوليته كمؤسسة صغيرة نحو تعزيز قدرات المجتمع المدني عبر أربعة برامج، تمّ تطويرها بناءً على تقييم المشاركين المعنيين والمجلس الاستشاري، للتوصل لأفضل الطرق في مجالي التدريب وتعزيز قدرات المجتمع بما يتوافق مع المصلحة العامة، ونتج عن ذلك برامج تواصل الأربعة. ويركز البرنامج الأول "أفكار" على تعزيز قدرات المجتمع البحثية، بينما يعزز البرنامج الثاني "قدرات" قدرات رواد المستقبل، ويطمح البرنامج الثالث "ريادة" إلى تعزيز قيمنا المشتركة بما في ذلك مسؤوليتنا الاجتماعية، بينما يسعى البرنامج الرابع "المجلس" إلى تعزيز التواصل مع الرأي العام.
