عظماء حول الرسول تجمعوا.... (حلقات متجدده)

    • رحلته إلى الطائف :

      يذكر لنا التاريخ أن النبي عندما رحل إلى الطائف، كان برفقته زيد بن حارثة، وفي الطائف ضيق أهلها على النبي، ورموه بالحجارة، وأدموا رجلاه الشريفتان، وكان زيد يقيه بنفسه حتى جرح في رأسه.

      [h=2] جهاده مع النبي :[/h]
      كان زيد قد شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين. كما أرسله رسول الله في سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة)، وهي أول سرية خرج فيها زيداً أميراً. ثم أرسله في سرايا أخرى، كانت الأولى إلى (الجَموم)، والثانية إلى (العيص)، والثالثة إلى (الطَّرَف)، والرابعة إلى (حشِمي)، والخامسة إلى (الفضافض)، وغيرهن من السرايا.




      زواج زيد من زينب بنت جحش :
      قال الله سبحانه وتعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَراً زَوَّجنَاكَهَا لِكَي لا يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزوَاجِ أَدعِيَائِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمرَ اللهِ مَفعُولاً) [الأحزاب: 37].
      زوَّج النبي زيد من زينب بنت جحش، فطلقها زيد، وخلف عليها النبي. كان الزواج لضرورة اقتضاها التشريع، حيث أنه كان قد تبنى زوجها زيد، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل كالابن الحقيقي تماماً من دون فرق.
      فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبني هو لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم. وقد أشار القرآن الكريم إلى علة التزويج في الآية الشريفة التي افتتحنا بها الكلام حول زواجه.



      ولذلك كانت السيدة زينب بنت جحش تفاخر وتقول أنا التي زوجّها الله ...نبيه...

      وأيضا يتضح لنا أن زيد بن حارثة هو الصحابي الوحيد الذي تم ذكر اسمه في القرآن الكريم ...

      رضي الله عنه ...
      سبحان الله وبحمد
    • استشهاده :

      استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، في السنة الثامنة للهجرة، ولما بلغ رسول الله خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد ‎ فقال: اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد. وقال له الصحابه يارسول الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله فقال هو فراق الحبيب لحبيبه

      [ATTACH=CONFIG]105524[/ATTACH]
      الصور
      • salaf-sahaba032.jpg

        167.48 kB, 800×600, تمت مشاهدة الصورة 127 مرة
      سبحان الله وبحمد
    • [TABLE='class: infobox vcard, width: 22']
      [TR]
      [TD='class: fn, bgcolor: #B0C4DE, colspan: 2, align: center']زيد بن حارثة[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH='bgcolor: #B0C4DE, colspan: 2, align: center']بطاقة تعريف[/TH]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]آخر رتبة[/TH]
      [TD]قائد جيش[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]الاسم الكامل[/TH]
      [TD]زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]لقب[/TH]
      [TD]حِبّ رسول الله[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]خدم في[/TH]
      [TD]الجيوش الإسلامية زمن الرسول[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]تاريخ الميلاد[/TH]
      [TD]35 ق.هـ[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]مكان الميلاد[/TH]
      [TD]في قبيلة بني كلب[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]تاريخ الوفاة[/TH]
      [TD]8 هـ / 629م[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]مكان الوفاة[/TH]
      [TD]مؤتة[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH]مكان الدفن[/TH]
      [TD]مؤتة في الأردن[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TH='bgcolor: #B0C4DE, colspan: 2, align: center']أثناء الخدمة[/TH]
      [/TR]
      [TR='class: note']
      [TH]سنوات الخدمة[/TH]
      [TD]1 هـ / 622م - 8 هـ / 629م[/TD]
      [/TR]
      [TR='class: note']
      [TH]أهم قيادات[/TH]
      [TD]غزوة مؤتة[/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      سبحان الله وبحمد
    • صباااااح مليئ بالخير والطاعه
      صبااااح الجد والأجتهاد
      صباااااح الخير جميعا


      بارك الله فيكي أختي الكريمه على هذة المعلومات الرائعه عن هذا الصحابي الجليل
      الذي نشأ بين أحضان الرعاية المحمدية والعناية الخلفية مع خير البرية سيدنا محمد صلى الله علية وسلم

    • ...جعفر بن أبي طالب...




      جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب
      الهاشمي القرشي الملقب بجعفر الطيار، ابن عم الرسول محمد بن عبد الله، وأخو علي بن أبي طالب. أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس وهاجر الهجرتين، الحبشة والمدينة. هو الذي اقنع نجاشي الحبشة باستقبال المسلمين المهاجرين. كان أحد القادة في معركة مؤتة حيث فَقَد فيها ذراعيه وقدميه، ثم استشهد. فأخبر الرسول أن الله قد أبدله بدلاً منها بجناحين يطير بهما في الجنة فسمّي بجعفر الطيار".

      [h=2]نسبه[/h] هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


      [h=2]في الحبشة[/h] لما خاف الرسول على أصحابه اختار لهم الهجرة إلى الحبشة وأمرهم بالهجرة إليها، وقال لهم: (ان بها ملكًا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق)، وخرج جعفر وأصحابه إلى الحبشة، فلما علمت قريش، أرسلت وراءهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة - وكانا لم يسلما بعد - وأرسلت معهما هدايا عظيمة إلى النجاشي ملك الحبشة؛ أملاً في أن يدفع إليهم جعفر وأصحابه فيرجعون بهم إلى مكة مرة ثانية ليردوهم عن دين الإسلام.

      ووقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له: أيها الملك! إنه قد ضوى (جاء) إلى بلادك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك (المسيحية)، بل جاؤوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم. فلما انتهيا من كلامهما توجَّه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟
      فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الإسلام والمسلمين قائلاً:
      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD='width: 20']
      [/TD]
      [TD]أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله وحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا به، فظلمنا قومنا وعذبونا ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك(اختصار)
      [/TD]
      [TD='width: 20']
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      فقال النجاشي: (هل معك مما جاء به الله من شيء؟) فقال له جعفر: (نعم)، فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ جعفر من سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة (يقصد أن مصدر القرآن والإنجيل واحد). انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما [1]
      فأخذ عمرو بن العاص يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له: أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاً عظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن عيسى؟ فقال جعفر: نقول فيه ما جاءنا به نبينا (هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: "اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم فعليه ما يفعل"، ثم رد إلى قريش هداياهم.
      وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول فرحًا كبيرًا وعانقه وهو يقول: "ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟). وبنى له الرسول دارًا بجوار المسجد ليقيم فيها هو وزوجته أسماء بنت عميس وأولادهما الثلاثة؛ محمد وعبد الله وعوف، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل


      [h=2][/h] [h=2]غزوة مؤتة[/h] في العام الثامن من الهجرة، أرسل النبي جيشًا إلى الشام لقتال الروم، وجعل زيد بن حارثة أميرًا على الجيش وقال: "عليكم بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة". ودارت معركة رهيبة بين الفريقين عند مؤتة، وقتل زيد بن حارثة، فأخذ الراية جعفر، ومضى يقاتل في شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم.

      وظل يقاتل حتى قطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة [2]، ويقول ابن عمر: "كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة، ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، وعلم الرسول خبر استشهاده، فذهب إلى بيت ابن عمه، وطلب أطفال جعفر وقبلهم، ودعا لأبيهم.
      ويوجد قبره في مدينة المزار الجنوبي في الكرك 140 كم جنوب العاصمة الأردنية عمان. وله من الذكور تسعة والعقب في ثلاثة فقط:
      جعفر الأصغر
      محمد
      عبد الله (ومن ذريته: محمد وعون - قتلا في كربلاء - وعلي الزينبي و سمى الزينبى لأن أمه هي زينب بنت علي بن أبي طالب).
      اسحاق
      معاوية


      [ATTACH=CONFIG]105829[/ATTACH]
      مرقد جعفر بن ابي طالب
      [TABLE='class: infobox vcard']
      [TR]
      [TD='class: fn, bgcolor: #b0c4de, colspan: 2, align: center'][/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD='colspan: 2, align: center']





      [/TD]
      [/TR]
      [TR]

      [/TR]
      [TR]
      [TD][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]





      الصور
      • 800px-Jafar_grave.jpg

        156.78 kB, 800×600, تمت مشاهدة الصورة 111 مرة
    • بارك المولى فيكم
      أخواتي الكرام لماا قدمتوهاا لنا للفاائدة
      وفقكم الله لكل خير
      متابعين لكل جديد
      ^^

    • فاقدة الغوالي كتب:

      بارك المولى فيكم
      أخواتي الكرام لماا قدمتوهاا لنا للفاائدة
      وفقكم الله لكل خير
      متابعين لكل جديد
      ^^


      صباااح الخير عزيزتي فاقدة الغوالي
      أشكرك على مرورك الطيب
      أسعدني تواجدك معنا

    • صباااااااحكم ورد أعزائي

      لم ننتهي من مشوار

      //
      //


      [ATTACH=CONFIG]106384[/ATTACH]

      سنكمل مشوارنا بشخصية جديدة
      تابعوا معي

      الصور
      • dQvkI.jpg

        721.68 kB, 2،008×2،598, تمت مشاهدة الصورة 123 مرة

      تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة صمت الزهور: الغاء الصورة المرفقه ().


    • عبدالله بن رواحة
      يا
      نفس٬ الا تقتلي تموتي






      عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مستخفيا من كفار قريش مع الوفد القادم من
      المدينة هناك عند مشترف مكة ٬ يبايع اثني عشر نقيبا من الأنصار بيعة العقبة الأولى ٬ كان هناك عبدالله
      بن رواحة واحدا من هؤلاء النقباء ٬ حملة الاسلام الى المدينة ٬ والذين مه دت بيعتهم هذه للهجرة التي
      كانت بدورها منطلقا رائعا لدين الله ٬ والاسلام..
      وعندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبايع في العام التالي ثلاثة وسبعين من الأنصار أهل المدينة
      بيعة العقبة الثانية ٬ كان ابن رواحة العظيم واحدا من النقباء المبايعين...
      وبعد هجرة الرسول وأصحابه الى المدينة واستقرارهم بها ٬ كان عبدالله بن رواحة من أكثر الأنصار عملا
      لنصرة الدين ودعم بنائه ٬ وكان من أكثرهم يقظة لمكايد عبد الله بن أب ي الذي كان أهل المدينة يتهيئون
      لتتويجه ملكا عليها قبل أن يهاجر الاسلام اليها ٬ والذي لم تبارح حلقومه مرارة الفرصة الضائعة ٬ فمضى
      يستعمل دهاءه في الكيد للاسلام. في حين مضى عبدالله بن رواحة يتعقب هذا الدهاء ببصيرةمنيرة ٬
      أفسدت على ابن أب ي أكثر مناوراته ٬ وش لت حركة دهائه..!!
      وكان ابن رواحة رضي الله عنه ٬ كاتبا في بيئة لا عهد لها بالكتابة الا يسيرا..
      وكان شاعرا ٬ ينطلق الشعر من بين ثناياه عذبا قويا..
      ومنذ أسلم ٬ وضع مقدرته الشعرية في خدمة الاسلام..
      وكان الرسول يحب شعره ويستزيده منه..
      جلس عليه السلام يوما مع أصحابه ٬ وأقبل عبدالله بن رواحة ٬ فسأله النبي:
      " كيف تقول الشعر اذا أردت أن نقول"..؟؟
      فأجاب عبدالله:" أنظر في ذاك ثم أقول"..
      ومضى على البديهة ينشد:
      يا هاشم الخير ان الله ف ضلكم
      على البر ية فضلا ما له غير
      اني تف رست فيك الخير أعرفه
      فراسة خالفتهم في الذي نظروا
      ولو سألت أو استنصرت بعضهمو
      في ح ل أمرك ما ر دوا ولا نصروا
      ف ثبت الله ما آتاك من حسن
      تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
      فس ر الرسول ورضي وقال له:
      " واياك ٬ ف ثبت الله"..
      وحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يطوف بالبيت في عمرة القضاء
      كان ابن رواحة بين يديه ينشد من رجزه:
      يا ر ب لولا أنت ما اهتدينا ولا تص دقنا ولا صلينا
      فأنزلن سكينة علينا وث بت الأقدام ان لاقينا
      ان الذين قد بغوا علينا اذا أرادوا فتنة ألبنا
      وكان المسلمون يرددون أنشودته الجميلة..
      وحزن الشار المكثر ٬ حين تنزل الآية الكريمة:
      ( والشعراء يتبعهم الغاوون)..
    • ولكنه يستر د غبطة نفسه حين تنزل آية أخرى:
      ( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ٬ وذكروا الله كثيرا ٬ وانتصروا من بعد ما ظلموا..)
      **
      وحين يضطر الاسلام لخوض القتال دفاعا عن نفسه ٬ يحمل ابن رواحة سيفه في مشاهد بدر وأحد
      والخندق والحديبية وخيبر جاعلا شعاره دوما هذه الكلمات من شعره وقصيده:
      " يا نفس الا تقتلي تموتي"..
      وصائحا في المشركين في كل معركة وغزاة:
      خلوا بني الكفار عن سبيله
      خلوا ٬ فكل الخير في رسوله
      **
      وجاءت غزوة مؤتة..
      وكان عبدالله بن رواحة ثالث الأمراء ٬ كما أسلفنا في الحديث عن زيد وجفعر..
      ووقف ابن رواحة رضي الله عنه والجيش يتأهب لمغادرة المدينة..
      وقف ينشد ويقول:
      لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع وتقذف الزبدا
      أو طعنة بيدي ح ران مجهرة بحربة تنفد الأحشاء والكبدا
      حتى يقال اذا م روا على جدثي يا أرشد الله من غاز ٬ وقد رشدا
      أجل تلك كانت أمنيته ولا شيء سواها.. ضربة سيف أ ٬ طعنة رمح ٬ تنقله الى عالم الشهداء
      والظافرين..!!
      **
      وتح رك الجيش الى مؤتة ٬ وحين استشرف المسلمون عد وهم حزروا جيش الروم بمائتي ألف مقاتل ٬ اذ
      رأوا صفوفا لا آخر لها ٬ وأعداد نفوق الحصر والحساب..!!
      ونظر المسلمون الى عددهم القليل ٬ فوجموا.. وقال بعضهم:
      " فلنبعث الى رسول الله ٬ نخبره بعدد عد ونا ٬ فا ما أن يم دنا بالرجال ٬ وأ ما أن يأمرنا بالزحف فنطيع"..
      بيد أن ابن رواحة نهض وسط صفوفهم كالنهار ٬ وقال لهم:
      " يا قوم..
      ا نا والله ٬ ما نقاتل الا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به..
      فانطلقوا.. فانما هي احدى الحسنيين ٬ النصر أو الشهادة"...
      .. وهتف المسلمون الأقلون عددا ٬ الأكثرون ايمانا ٬
      هتفوا قائلين:
      "قد والله صدق ابن رواحة"..
      ومضى الجيش الى غايته ٬ يلاقي بعدده القليل مائتي ألف ٬ حشدهم الروم للقال الضاري الرهيب...
      **
      والتقى الجيشان كما ذكرنا من قبل..
      وسقط الأمير الأول زيد بن حارثة شهيدا مجيدا..
      وتلاه الأمير الثاني جعفر بن عبد المطلب حتى أدرك الشهادة في غبطة وعظمة..
      وتلاه ثالث الأمراء عبداله بن رواحة فحمل الراية من يمين جعفر.. وكان القتال قد بلغ ضراوته ٬ وكادت القلة
      المسلمة تتوه في زحام العرمرم اللجب ٬ الذي حشده هرقل..
      وحين كان ابن رواحة يقاتل كجندي ٬ كان يصول ويجول في غير تردد ولا مبالاة..
    • أما الآن ٬ وقد صار أميرا للجيش ومسؤولا عن حياته ٬ فقد بدا أمام ضراوة الروم ٬ وكأنما م رت به لمسة تردد
      وته يب ٬ لكنه ما لبث أن استجاش كل قوى المخاطرة في نفسه وصاح..
      أقسمت يا نفس لتنزل نه مالي أراك تكرهين الج نة؟؟
      يا نفس الا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت
      وما تم نت فقد أعطيت ان تفعلي فعلهما هديت
      يعني بهذا صاحبيه الذين سبقاه الى الشهادة: زيدا وجعفر..
      "ان تفعلي فعلهما هديت.
      انطلق يعصف بالروم عصفا..
      ولا كتاب سبق بأن يكون موعده مع الجنة ٬ لظ ل يضرب بسيفه حتى يفني الجموع المقاتلة.. لكن ساعة
      الرحيل قد د قت معلنة بدء المسيرة الى الله ٬ فصعد شهيدا..
      هوى جسده ٬ فصعدت الى الرفيق الأعلى روحه المستبسلة الطاهرة..
      وتحققت أغلى أمانيه:
      حتى يقال اذا م روا على جدثي
      يا أرشد الله من غار ٬ وقد رشدا
      نعم يا ابن رواحة..
      يا أرشد الله من غاز وقد رشدا..!!
      **
      وبينما كان القتال يدور فوق أرض البلقاء بالشام ٬ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع
      أصحابه في المدينة ٬ يحادثهم ويحادثونه..
      وفجأة والحديث ماض في تهلل وطمأنينة ٬ صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ٬ وأسدل جفنيه قليلا..
      ثم رفعهما لينطلق من عينيه بريق ساطع يبلله أسى وحنان..!!
      وطو فت نظراته الآسية وجوه أصحابه وقال:
      "أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا.
      ثم أخذها جعفر فقاتل بها ٬ حتى قتل شهيدا"..
      وصمت قليلا ثم استأنف كلماته قائلا:
      " ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها ٬ حتى قتل شهيدا"..
      ثم صمت قليلا وتألقت عيناه بومض متهلل ٬ مطمئن ٬ مشتاق. ثم قال:
      " لقد رفعوا الى الجنة"..!!
      أ ية رحلة مجيدة كانت..
      وأي اتفاق سعيد كان..
      لقد خرجوا الى الغزو معا..
      وكانت خير تح ية تو جه لذكراهم الخالدة ٬ كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      " لقد رفعوا الى الجنة"..!!
    • [h=2]نسبه ونشأته[/h] هو: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة،[6] المكنّى بأبي سليمان، وقيل: أبو الوليد. يلتقي في النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول.[7]

      أبوه: الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد بطون قريش، رفيع النسب والمكانة حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس خاصة في مواسم الحج وسوق عكاظ، وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى أنه سمّي "بالوحيد" و"بريحانة قريش"، لأن قريش كانت تكسو الكعبة عامًا ويكسوها الوليد وحده عامًا.[8][9] أمه: لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن، وهي تلتقي في النسب مع الرسول في مضر بن نزار الجد السابع عشر للرسول.[10]
      جده لأبيه المغيرة بن عبد الله سيد بني مخزوم، الذي كان الرجل من بني مخزوم يؤثر الانتساب إليه تشرفًا،[8] والذي كان له من الأبناء الكثير، أشهرهم الوليد أبي خالد و"الفاكه" الذي كان له من كرمه بيت ضيافة يأوى إليه بغير استئذان، و"أبو حنيفة" أحد الأربعة الذين أخذوا بأطراف رداء الرسول يوم أن اختلفت قريش عند بناء الكعبة، و"أبو أمية" الملقب "بزاد الركب" لأنه كان يكفي أصحابه مئونتهم في السفر، وهو أبو أم المؤمنين أم سلمة والصحابي المهاجر بن أبي أمية، و"هشام" قائد بني مخزوم في حرب الفجار، والذي أرخت قريش بوفاته، ولم تقم سوقًا بمكة ثلاثًا لحزنها عليه، وهو أبو أبو جهل،[8] و"هاشم" جد الصحابي عمر بن الخطاب لأمه.

      جدته لأمه هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، التي قيل عنها أنها "أكرم عجوز في الأرض أصهاراً"،[11] فهي أم أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة وأم الفضل "لبابة الكبرى بنت الحارث" زوج العباس بن عبد المطلب و"أروى بنت عميس" الخثعمية زوج حمزة بن عبد المطلب وأسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب ثم أبي بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب.[12]
      إخوته ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث،[13] منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إلى عمارة بن الوليد الذي عرضته قريش بدلاً على أبي طالب ليسلمهم محمدًا، وهو ما رفضه أبو طالب.[14]

      مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص والذي يضم قبره.


      قبيلته بنو مخزوم وهو البطن الذي كان له أمر القبة التي كانت تضرب ليجمع فيها ما يجهّز به الجيش، وأعنة الخيل وهي قيادة الفرسان في حروب قريش.[15] كان لمخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا في ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى بطون قريش وهو ما كان له أثره في اضطلاعهم وحدهم ببناء ربع الكعبة بين الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء بقية الأركان،[16] وقد اشتهر منهم الكثير في الجاهلية والإسلام ومنهم الشاعر عمر بن أبي ربيعة والتابعي سعيد بن المسيب.
      وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر. وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.[17]
      أما صفته، فقد كان خالد طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة يميل إلى البياض،[18] كث اللحية.[19] كان خالد شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر كانوا يخلطون بينهما.[18]
    • خالد في عهد الرسول محمد

      قبل إسلامه

      لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة للإسلام في مكة. وبعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين، والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه هشام لفداء الوليد في يثرب،[20] إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم الوليد وهرب إلى يثرب.[21]

      كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى فيها قيادة ميمنة القرشيين.[22][23] لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين، فقد استطاع تحويل دفة المعركة، بعدما استغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في بداية المعركة.[24] انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش المسلمين، مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى نصر.[25][26]
      شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق،[27] وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون.[28] كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية.[29]
      إسلامه

      بينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في عام 7 هـ، وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية،[30] أرسل الرسول إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: «ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره.»[31] أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام ولإدراك ما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحةالعبدري، فوافقه إلى ذلك. وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، إلتقوا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم،[32][33] وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".[34]

      فلما وصل يثرب، قصّ خالد على أبي بكر رؤية رأها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".[32][35]
      سيف الله المسلول

      في عام 8 هـ، وجّه الرسول جيشًا لقتال الغساسنة، بعد أن اعترض شرحبيل بن عمرو الغساني عامل قيصر الروم على البلقاءالحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد إلى صاحب بصرى، وقتله.[36] انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل. اختار النبي زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدًا من بينهم.[36]

      عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا لليلتين في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك، وأقنع المسلمين بالقتال.[37] بدأت المعركة، وواجه المسلمين موقفًا عصيبًا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة. صمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر بالانسحاب وخشي الروم أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة.[38] وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة.[39] حارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول.[38]
      وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول.[40] عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العواموسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهلوسهيل بن عمرووصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددًا.[41][42] ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى شيءًا؟، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: "نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا!".[43][44]
      سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

      بعد الفتح، أرسل الرسول السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد بن الوليد قائدًا على 350 من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى "بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة"، ولم يأمره بقتال.[45] وهنا كانت أول زلاّت خالد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفةوعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل الخبر إلى الرسول رفع يديه إلى السماء ثم قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد".[46] وأرسل الرسول عليًا إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.[47]

      ورغم هذا الخطأ، أشركه الرسول بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول يومئذ قائدًا على بني سليم،[48] وأصيب يومها إصابات بليغة.[49][50] كما شارك خالد أيضًا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول، ومن هناك أرسله الرسول في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك الذي صالحه الرسول على الجزية،[51][52] وهدم صنمهم "وُدّ".[53] في عام 10 هـ، بعث الرسول خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم يفعلوا يقاتلهم. لبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام. ثم كتب خالد إلى الرسول بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم، ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم.[54][55]


      [h=2]وفاته[/h]
      مقولة خالد بن الوليد قبل موته.



      في غضون أقل من أربع سنوات من عزله، توفي خالد في عام 21 هـ/642 م، ودفن في حمص، حيث كان يعيش منذ عُزل. قبره الآن في الجامع المعروف باسمه. وقد شهد خالد بن الوليد عشرات المعارك بعد إسلامه، وقد روي أنه قال على فراش الموت:
      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD='width: 20']
      [/TD]
      [TD]لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.[163][/TD]
      [TD='width: 20']
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن، وكان الخليفة عمر من أشدهم حزنًا، حتى أنه مرّ بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له: ألا تنهاهن؟. فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة (يعني صياح وجلبة). على مثله تبكي البواكي.[164]"