بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى الماوى ))0 الخوف من الله عز وجل صفة جليلة من صفات المؤمنين ، وخلق رفيع من اخلاق الاولياء والصالحين ، وهو دليل الايمان واساس اليقين ، وقد وصف الله به ملائكته المقربين ، فقال : (( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون ))0 ووعد الذين يخافون ربهم في الدنيا ويخشون من عذابه ، ويذكرون موقفهم امام الله يوم الفزع الاكبر فيحرصون على طاعة الله ومرضاته ، ويبتعدون عن كل مايسبب لهم سخط الله عز وجل ، ويجر عليهم وبال نقمته ، وعاقبة معصيته 0 فقال تعالى : (( ولمن خاف مقام ربه جنتان ))0
وقال صلى الله عليه وسلم : (( سبعة يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل الا ظله فذكرهم 0 وعد منهم رجلا دعته امراة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله )) 0 فالخوف من الله عز وجل ، مقام عظيم ومطلب عزيز ، من يستاهل منا ؟ لا يصل اليه الا الموفقون من عباده ، الذين عمر الايمان قلوبهم ، وملات خشية الله نفوسهم ، فاتقوه حق تقاته ، واطاعوه كما ينبغي ، واستحيوا منه اشد الحياء ، وذكروا مقامه وخافوا عذابه ، كلما دعاهم داعي الهوى الى فسوق او عصيان 0 وقال تعالى : (( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون )) 0 اي تذكروا الله وخافوا مقامه واستحيوا منه ، فابصروا الحق وراوا برهان ربهم ، بعين بصائرهم ، فاتبعوا الهدى ونبذوا طاعة الشيطان ، وانفوا من اتباع الهوى 0 عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله عز وجل : اخرجوا من النار ، من ذكرني يوما او خافني في مقام )) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيما يرويه عن ربه جل وعلا انه قال : (( وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي امنين وخوفين ، اذا خافني في الدنيا ، امنته يوم القيامة ، واذا امنني في الدنيا اخفته في الاخرة )) فمن لي بأولئك الذين امنوا مكر الله ، واستناموا للحياة ، واخلدوا الى ليل الامان ، وآثروا الدنيا على الاخرة ، فلم يرجو لله وقارا ولم يخشوا منه مقاما ، قست قلوبهم فلم تخشع لذكر الله ومانزل من الحق ، واظلمت نفوسهم فلم تؤثر فيهم الزواجر والايات ، ولم تنفعهم العبر والعظات واتبعوا اهواءهم ، فلم يستكينوا لرهبة او رغبة ، ولو انهم كانوا يخافون الله ورسوله ويذكرونه ، لسارعوا الى مغفرته وجنته ونهوا نفوسهم عن هواها ، وحملوها على طاعة الله ، واتباع هديه القويم وصراطه المستقيم 0 وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : (( من خاف ادلج ، ومن ادلج بلغ المنزل ، الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة )) 0 ومعنى الحديث : ان من خاف ربه الزمه الخوف ، السلوك الى الاخرة ، والمبادرة بالاعمال الصالحة ، قبل انقطاع العمر ، وفوات الوقت ، ومن رغب فيما عند الله ادى الثمن ودفع المهر ، اذ جنة الله غالية لا ينالها الا المتقون الصالحون 0
ايها المسلمون : ان من علائم الخوف من الله عز وجل ، ان تخشع القلوب لذكر الله عز وجل ، وان تفيض المآقي بالدموع في مقام الخوف والخشوع وان يزداد المرء ايمانا بربه ، وطاعة لمولاه ، وخوفا ووجلا ، كلما تليت عليه ، آيات الله عز وجل ، وذكرت امامه عبره وعظاته وقال تعالى : (( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون )) ومن علائم الخوف ايضا ، كف النفس عن الشهوات الغي ، ومضلات الهوى ، فاذا استطاع الشيطان يوما ، ان يستدرجك الى معصية او حاولت النفس ، ايقاعك في محظور واثم ، ذكرت الله عز وجل ، وخفت مقامه ، وداخلتك منه خشية ورهبة ، واستحييت من مولاك ان يراك حيث نهاك ، فاقلعت حالا ، ونهيت نفسك وزجرتها بزمام الخوف 0
اذا كنت بهذه المثابة ، فاعلم انك من السعداء الموفقين ، وعباد الله المخلصين ، والا فابك على نفسك ، واندب مصيرك ، وتاسف على ايام عمرك ، التي اقفرت من خشية الله وخوف مقامه
وبعد : فاين الخوف من الله عز وجل ، في هذه الايام ؟ اين القلوب الخاشعة ، والعيون الباكية ؟ اين النفوس المشفقة من مصيرها ، الخائفة من مكر الله بها ؟ بل اين مظاهر الحب والتوقير لحضرة الاله العلي القدير ؟ اني لارى استباحة لحرماته ، ومعصية لدينه ورسوله ، وفسوقا عن امره ، وجحودا لنعمة 0 ان واقع المسلمين ، يدل على استهتار بحق الله ، وواجب طاعته وتقواه ، ومجاهرة مخزية بمعصيته واعلان الحرب عليه 0 ياالله 0 مااشد طغيان الانسان وغروره ومااقسى قلبه ، يسمع قوارع الايات ، وزواجر العبر والعظات ، التي تخشع لها - لو عقلت الجبال الراسيات 0 ثم يبقى مصرا على طغيانه وغروره عاكفا على اتباع هواه وشهواته ، غير عابىء بوعيد ، ولا منصاع لتهديد 0 قال تعالى : (( ويل لكل افاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمعها فبشره بعذاب اليم )) 0
قال صلى الله عليه وسلم : (( والله لو تعلمون مااعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا وماتلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم الى الصعدات - الطرقات - تجارون الى الله
لا تدرون تنجون اولا تنجون ))0
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع خصال : عن عمره فيم افناه ، وعن شبابه فيم ابلاه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه
وعن علمه ماذا عمل به ))0
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين 0
قال تعالى : (( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى الماوى ))0 الخوف من الله عز وجل صفة جليلة من صفات المؤمنين ، وخلق رفيع من اخلاق الاولياء والصالحين ، وهو دليل الايمان واساس اليقين ، وقد وصف الله به ملائكته المقربين ، فقال : (( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون ))0 ووعد الذين يخافون ربهم في الدنيا ويخشون من عذابه ، ويذكرون موقفهم امام الله يوم الفزع الاكبر فيحرصون على طاعة الله ومرضاته ، ويبتعدون عن كل مايسبب لهم سخط الله عز وجل ، ويجر عليهم وبال نقمته ، وعاقبة معصيته 0 فقال تعالى : (( ولمن خاف مقام ربه جنتان ))0
وقال صلى الله عليه وسلم : (( سبعة يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل الا ظله فذكرهم 0 وعد منهم رجلا دعته امراة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله )) 0 فالخوف من الله عز وجل ، مقام عظيم ومطلب عزيز ، من يستاهل منا ؟ لا يصل اليه الا الموفقون من عباده ، الذين عمر الايمان قلوبهم ، وملات خشية الله نفوسهم ، فاتقوه حق تقاته ، واطاعوه كما ينبغي ، واستحيوا منه اشد الحياء ، وذكروا مقامه وخافوا عذابه ، كلما دعاهم داعي الهوى الى فسوق او عصيان 0 وقال تعالى : (( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون )) 0 اي تذكروا الله وخافوا مقامه واستحيوا منه ، فابصروا الحق وراوا برهان ربهم ، بعين بصائرهم ، فاتبعوا الهدى ونبذوا طاعة الشيطان ، وانفوا من اتباع الهوى 0 عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله عز وجل : اخرجوا من النار ، من ذكرني يوما او خافني في مقام )) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيما يرويه عن ربه جل وعلا انه قال : (( وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي امنين وخوفين ، اذا خافني في الدنيا ، امنته يوم القيامة ، واذا امنني في الدنيا اخفته في الاخرة )) فمن لي بأولئك الذين امنوا مكر الله ، واستناموا للحياة ، واخلدوا الى ليل الامان ، وآثروا الدنيا على الاخرة ، فلم يرجو لله وقارا ولم يخشوا منه مقاما ، قست قلوبهم فلم تخشع لذكر الله ومانزل من الحق ، واظلمت نفوسهم فلم تؤثر فيهم الزواجر والايات ، ولم تنفعهم العبر والعظات واتبعوا اهواءهم ، فلم يستكينوا لرهبة او رغبة ، ولو انهم كانوا يخافون الله ورسوله ويذكرونه ، لسارعوا الى مغفرته وجنته ونهوا نفوسهم عن هواها ، وحملوها على طاعة الله ، واتباع هديه القويم وصراطه المستقيم 0 وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : (( من خاف ادلج ، ومن ادلج بلغ المنزل ، الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة )) 0 ومعنى الحديث : ان من خاف ربه الزمه الخوف ، السلوك الى الاخرة ، والمبادرة بالاعمال الصالحة ، قبل انقطاع العمر ، وفوات الوقت ، ومن رغب فيما عند الله ادى الثمن ودفع المهر ، اذ جنة الله غالية لا ينالها الا المتقون الصالحون 0
ايها المسلمون : ان من علائم الخوف من الله عز وجل ، ان تخشع القلوب لذكر الله عز وجل ، وان تفيض المآقي بالدموع في مقام الخوف والخشوع وان يزداد المرء ايمانا بربه ، وطاعة لمولاه ، وخوفا ووجلا ، كلما تليت عليه ، آيات الله عز وجل ، وذكرت امامه عبره وعظاته وقال تعالى : (( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون )) ومن علائم الخوف ايضا ، كف النفس عن الشهوات الغي ، ومضلات الهوى ، فاذا استطاع الشيطان يوما ، ان يستدرجك الى معصية او حاولت النفس ، ايقاعك في محظور واثم ، ذكرت الله عز وجل ، وخفت مقامه ، وداخلتك منه خشية ورهبة ، واستحييت من مولاك ان يراك حيث نهاك ، فاقلعت حالا ، ونهيت نفسك وزجرتها بزمام الخوف 0
اذا كنت بهذه المثابة ، فاعلم انك من السعداء الموفقين ، وعباد الله المخلصين ، والا فابك على نفسك ، واندب مصيرك ، وتاسف على ايام عمرك ، التي اقفرت من خشية الله وخوف مقامه
وبعد : فاين الخوف من الله عز وجل ، في هذه الايام ؟ اين القلوب الخاشعة ، والعيون الباكية ؟ اين النفوس المشفقة من مصيرها ، الخائفة من مكر الله بها ؟ بل اين مظاهر الحب والتوقير لحضرة الاله العلي القدير ؟ اني لارى استباحة لحرماته ، ومعصية لدينه ورسوله ، وفسوقا عن امره ، وجحودا لنعمة 0 ان واقع المسلمين ، يدل على استهتار بحق الله ، وواجب طاعته وتقواه ، ومجاهرة مخزية بمعصيته واعلان الحرب عليه 0 ياالله 0 مااشد طغيان الانسان وغروره ومااقسى قلبه ، يسمع قوارع الايات ، وزواجر العبر والعظات ، التي تخشع لها - لو عقلت الجبال الراسيات 0 ثم يبقى مصرا على طغيانه وغروره عاكفا على اتباع هواه وشهواته ، غير عابىء بوعيد ، ولا منصاع لتهديد 0 قال تعالى : (( ويل لكل افاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كان لم يسمعها فبشره بعذاب اليم )) 0
قال صلى الله عليه وسلم : (( والله لو تعلمون مااعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا وماتلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم الى الصعدات - الطرقات - تجارون الى الله
لا تدرون تنجون اولا تنجون ))0
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع خصال : عن عمره فيم افناه ، وعن شبابه فيم ابلاه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه
وعن علمه ماذا عمل به ))0
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين 0