((( وسوسة الشيطان )))))

    • ((( وسوسة الشيطان )))))

      بسم الله الرحمن الرحيم

      قال تعالى : (( ياايها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ))0

      خطوات الشيطان كثيرة ، ومسالكة متعددة ، وطرقه لا تعد وعلى المؤمن العاقل ان يتنبه في حياته لهذا العدو الماكر
      والمعتدي المستبد فهو يامر بالمنكر والفحشاء ، ويامر بالاثم وارتكاب المنكرات وسبيل الخلاص منه مراقبة الله تعالى والخوف منه وملازمة ذكره 0 (( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير )) (( انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء 00 ))0

      روى عن شقيق البلخي انه قال : كان ابراهيم ابن ادهم يمشي في اسواق البصرة ، فاجتمع الناس اليه فقال : ياابا اسحاق ان الله تعالى قال في كتابه : (( ادعوني استجب لكم )) ونحن منذ دهر ندعو فلا يستجيب لنا ؟ قال : يااهل البصرة 0 ماتت قلوبكم في عشرة اشياء 0 فكيف يستجاب دعاؤكم ؟
      الاولى : عرفتم الله تعالى ولم تؤدوا حقه 0
      والثاني : قراتم القرآن ولم تعملوا به 0
      والثالث : ادعيتم حب رسوله وتركتم سنته 0
      والرابع : ادعيتم عداوة الشيطان واطعتموه ووافقتموه 0
      والخامس : ادعيتم دخول الجنة ولم تعملوا لها 0
      والسادس : ادعيتم النجاة من النار ورميتم فيها انفسكم 0
      والسابع : قلتم ان الموت حق ولم تستعدوا له 0
      والثامن : اشتغلتم بعيوب اخوانكم فلا ترون عيوب انفسكم 0
      والتاسع : اكلتم نعمة ربكم ولم تشكروا له 0
      والعاشر : دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم 0
      وفي الخبر ( اذا حضر وقت الصلاة امر ابليس عليه اللعنة جنوده بان يتفرقوا وياتوا الناس ويشغلوهم عن الصلاة ، فيجيء الشيطان الى من اراد الصلاة فيشغله حتى يؤخرها عن وقتها فان لم يقدر على ذلك يامره بان لا يتم ركوعها وسجودها وقراءتها وتسبيحها فان لم يقدر على ذلك يشغل قلبه باشغال الدنيا ، فان لم يقدر على شيء من ذلك ذهب خاسرا ذليلا ، فيامر ابليس عليه اللعنة بان يوثق ذلك الشيطان ويرمي في البحر ، وان كان يقدر على شيء من ذلك يكرمه ويعظمه )0

      وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( ان للشيطان لمة بابن آدم ، وللملك لمة ، فاما لمة الشيطان فايعاد الشر وتكذيب الحق ، واما لمة الملك فايعاد الخير وتصديق الحق
      فمن وجد هذا فليعلم انه من الله فليحمد الله تعالى ، ومن وجد الاخر فليتعوذ من الشيطان الرجيم )) فاللمة من الالمام وهو القرب ، فان كل واحد من الملك والشيطان يقرب من الانسان لهذين الامرين وهما الايعاد بالخير والشر ، والمراد بهما الالهامان اللذان يقعان في القلب ، احدهما بواسطة الملك والاخر بواسطة الشيطان ، وماوقع بواسطة الملك يسمى الهاما
      وماوقع بواسطة الشيطان يسمى وسوسة ، والقلب متجاوب بينهما لانه باصل فطرته يصلح لقول آثار الملك وآثار الشيطان صلاحا متساويا لا يترجح احدهما على الاخر الا باتباع الهوى والاكباب على الشهوات او بمخالفة الهوى والاعراض عن الشهوات 0 وذكر وهب بن منبه انه قال : امر الله تعالى ابليس ان ياتي محمدا صلى الله عليه وسلم ويجيبه عن كل مايساله ، فجاءه على صورة شيخ صبيح وبيده عكازة ، فقال صلى الله عليه وسلم من انت ؟ قال : انا ابليس 0 قال : لماذا جيت ؟ قال ان الله امرني ان اتيك واجيبك عن كل ما سالتني ، فقال صلى الله عليه وسلم : ياابليس كم اعداؤك من امتى ؟ قال : خمسة عشر : الاول انت يامحمد والثاني : امام عادل 0 والثالث : غني متواضع 0 والرابع تاجر صدوق 0 والخامس : عالم مصل يتخشع والسادس : مؤمن ناصح 0 والسابع : مؤمن رحيم 0 والثامن : تائب ثابت على توبته 0
      والتاسع : متورع عن الحرام 0 والعاشر : مؤمن يداوم على الطهارة 0 والحادي عشر : مؤمن كثير الصدقة 0 والثاني عشر : مؤمن حسن الخلق 0 والثالث عشر : مؤمن ينفع الناس 0
      والرابع عشر : حامل القرآن يديم قراءته 0 والخامس عشر : قائم بالليل والناس نيام 0

      وقال ابو الليث : اعلم ان لك اربعة من الاعداء تحتاج الى ان تجاهد كل واحد منهم : الاول : الدنيا قال تعالى :(( فلا تغرنكم الحياة الدنيا )) والثاني : نفسك روى عنه صلى الله عليه وسلم : (( اعدى عدوك نفسك التى بين جنبيك )) وقال تعالى : (( ومابرىء نفسي ان النفس لامارة بالسوء ))0
      والثالث : شيطان الجن ، فاستعذ بالله تعالى منه (( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ))0 والرابع : شيطان الانس
      فاحذر منه فانه اشد عليكم من شيطان الجن ، لان شيطان الجن يكون اغواؤه بالوسوس فقط ، واما شيطان الانس فبالمعاينة والمواجهة والاعانة 0
      وذكر في الخبر 0 انه كان في بنى اسرائيل رجل متعبد في صومعته 0 يقال له : برصيصا العابد وكان مستجاب الدعوات ، وكان الناس ياتونه بمرضاهم ويبرىء المريض بدعائه ، فدعا ابليس عليه اللعنة الشيطان فقال : من يفتن هذا ويضله ؟
      فقال عفريت من الشياطين انا افتنه 0 فان لم افتنه فلست منكم 0 فقال ابليس : انت له 0 فانطلق حتى اتى ملكا من ملوك بنى اسرائيل : وله بنت من احسن الناس وهي جالسة مع ابيها وامها واخواتها فصرعها ، ففزعوا لذلك فزعا شديدا ، فصارت البنت مجنونة وكانت على ذلك اياما ، ثم اتاهم على صورة انسان ، فقال لهم : ان اردتم ان تبرا 0 فاذهبوا بها الى الراهب وهو يبرئها ويدعو لها 0 فذهبوا اليه فبرئت من علتها فلما رجعوا بها عاد ذلك 0 فقال لهم الشيطان : ان اردتم ان تبرا بالكلية فاجعلوها عنده اياما فانطلقوا بها اليه وتركوها عنده 0 فابى الراهب فالحوا عليه وتركوها عنده 0 فكان الراهب مقيما للصلاة مديما للصيام 0 فاجلسها عنده فاطعمها حتى طال عليها الوقت 0 فنظر اليها يوما فمال قلبه اليها بوسوسة الشيطان ولم يصبر ثم قربها فحملت منه ، ثم اتاه الشيطان فقال له : انك احبلتها وليس لك نجاة من الملك مما صنعت بها الا ان تقتلها وتدفنها عند صومعتك 0 فاذا سالوك عنها فقل : انها ماتت فانهم يصدقونك
      فذبحها ودفنها 0 فجاءوا وسالوا عنها فقال : ماتت بامر الله
      تعالى ، فصدقوه ورجعوا 0 فانطلق الشيطان فقال لهم : ان الراهب قد وقع عليها ، فلما خشى ان يطلع عليها احد ذبحها ودفنها 0 فركب الملك مع الناس مقبلا نحو الراهب وحفروا قبرها فوجودها مذبوحة فاخذوا الراهب وصلبوه ، وجاء الشيطان وهو على مصلبه ، فقال له : انا انجيك منه ان سجدت لى سجدة من دون الله تعالى 0 فقال : كيف اسجد لك وانا في هذه الحال 0 فقال : ارضى منك ان تومىء براسك ، فسجد له ايماء براسه ، فقال الشيطان : انا بريء منك اني اخاف الله رب العالمين 0 وهو قوله تعالى : (( كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برىء منك انى اخاف الله رب العالمين )) 0
      وقال تعالى : (( يابنى ءادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون )) 0 والانسان اذا اتبع مقتضى الشهوات والغضب 0 يظهر تسلط الشيطان على قلبه بواسطة الهوى ، ويصير قلبه عشا للشيطان ومقرا له 0 لكون الهوى مرتع الشيطان ومرعاه 0 وان جاهد نفسه فلم يتبع الشهوات والغضب يكون قلبه مستقرا للملائكة ومهبطا لهم 0
      وقد علمنا القرآن كيف يكون اطمئنان القلب وابتعاده عن الشيطان فيقول : (( الا بذكر الله تطمئن القلوب )) فبذكر الله تعالى يطمئن القلب ، ويطرد الشيطان ، ويصبح القلب ملانا بذكر الله ، فلا مجال لوسوسة الشيطان فيه 0 وكذلك بالوضوء تذهب وسوسة الشيطان 0 لان الشيطان خلق من نار 0 والوضوء ماء ونور 0 وانما تطفا النار بالماء 0 وكذلك بالمداومة على الصلوات الخمس 0 فهى ارغام للشيطان وطاعة للرحمن وكذلك مما يذهب وسوسة الشيطان 0 مخالفة النفس في شهواتها وملذاتها 0

      وخالف النفس والشيطان واعصهما وان هما محضاك النصح فاتهم

      والمبارة الى التوبة والاستغفار ، والندم روى عن جابر رضي الله عنه ان عرابيا دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
      وقال : اللهم اني استغفرك واتوب اليك وكبر فلما فرغ من صلاته قال له علي رضى الله عنه : ياهذا : ان سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكذابين وتوبتك هذه تحتاج الى توبة 0
      فقال : ياامير المؤمنين وماتوبة الصادقين 0 قال : هي اسم يقع على ستة معان الندامة على الماضي من الذنوب 0 والاعادة لما ضيع من الفرائض 0 ورد المظالم 0 واذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية 0 واذاقتها مرارة الطاعة كما اذقتها حرارة المعصية 0 والبكاء بدل ضحك ضحكته

      اخي المسلم واختى المسلمة الحذر ثم الحذر من وسوسة الشيطان 0

      والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين 0#h
    • لك الشكر الجزيل أخي الكريم .. موضوعك أكثر من مفيد ولا تنسى أن الشيطان لعنه الله تعالى
      يجري في الانسان مجرى الدم .. وقال تعالى " وكان الشيطان للانسان عدوا مبينا " ..
      والنقاط التي ذكرتها مختصرة ومفيدة وتستحق التقدير في ذلك ..
      مع تحياتي،،،