صـاحبـة الـزهـور [ Femme des fleurs ]

    • صـاحبـة الـزهـور [ Femme des fleurs ]

      بسم الله الرحمن الرحيم

      يسرني أن أقدم إليكم هذه القصة آملاً منكم متابعتها بدقة , وأن تتعمقوا في أغوارها , ثم إني أنتظر منكم أي نقد أو تعليق أو سؤال , سأترككم الآن مع القصة .



      صاحبة الزهــور

      "Femme des fleurs"


      حملت باقة الزهور البيضاء و وقررتُ الذهاب إليها .. كان الفرح يسابقني , وكاد الشوقُ يقفزَ من بينِ أضلعي :
      كيف سأراها هذه المرة ؟ هل تغيرت ؟! هل كبُرت ؟! أم إنَّ نظارتها بقت كما هي !! وبريقها لا يزال يعلو قسماتها !!






      ثم بدأت بحور الأسئلة تأخذ في داخلي منحاً آخر :
      كيف ستستقبلني يا تُرى ؟ هل ستعرفني ؟ أم أنَّ ملامحي أنا أيضاً قد بدلها الزمن ؟!!
      قررت العودة , وبدأتُ أولى خطواتها بشرائي لتلك الباقة " التي تُحِبُها " من مطار ( Charl Digoul ) الشهير , صعدت إلى الطائرة بنشوة العودة وأحلام الرجوع , فقعدت على أحد المقاعد وباقةِ الزهورِ البيضاء في حضني أضمها إلى صدري بلطف شديد , أغمضت عيني , وأخذتُ أحلمُ بالعودةِ : " ياه .. عمرٌ قد انقضى دون أن أراكِ , لم أهاتفكِ , أعلمُ أن ذلك تقصيراً مني , ولكنَّ قلبكِ الكبير لطالما غفر لي وسامحني على فيضِ أخطائي في حقكِ " أخذتُ أحلمُ بكلَّ شئ .. لم أشعر بطول الانتظار لشِّدةِ ما أنا به من أحلامٍ وشعور .. كانت تلك الأحلام هي مُحركي الداخلي , فلم أشعر بمن حولي , إلى أن سمعْتُ صوتاً ندياً يُدغدغُ مسامعي :
      "Escuse moi : Je Peux m`assoir . ici " جمال صوتُها أفقدني كل الحروف الفرنسية التي تعلمتها طوال تلك السنين , فلم أجيب عليها فقد كانت بالنسبة إليّ كالحلم الذي أعيشه تلك اللحظات , حتى أني لم أشأ أن أفتح عيني , خشية على حلمي من التلاشي فاكتفيت بإدراج صوتها الناعم في حلمي الجميل ليكتمل التناغم , ولكنها تداركت الموقف ظناً منها أنني أجهل اللغة , وأدعي النوم خجلاً من ذلك , فأعادت لي ما قالت بلغة هي الأقرب إلى نفسي وقلبي : " لُطفاً : هل يمكنني القعودُ هنا ؟ " ـ كانت تعني المقعد الذي بجانبي ـ فتحتُ عيناي على ذلك الصوتُ العربي الحر , فإذا بفاتنةٍ تقف بجواري , وتنظر إليَّ بجرأةٍ , كانت الفتاةُ غايةً في الجمال , وعلامات الثراء و ( الأُبَّهةِ ) تبدو عليها , غايةً في ( الشياكة )ِ والتألق , شعرها كُستنائي اللون حريري الملمس بِقَصَّةِ على الموضة , وتسريحةٍ جذابة , عيناها زرقاوتان ناعمتان , ترتدي ملابس إفرنجية ـ بودي من ( Promod ) , وبنطال من ( الجينز ) , ومساحيق الماكياج على خديها من ( Paris Galary ) , ورائحةٍ نفَّاثةٍ من ( Christian Dior ) ـ شغفتني برؤيتها مما أنساني الإجابة على سؤالها بإمكانية قعودها بقربي أم لا , فبادرتني بقولها : " Pardon Monsieur .. فيبدو لي أنني قد أحرجتك , وهذا المقعد محجوزٌ لها " , ثم استدارت وهمت بالانصراف تبحثُ عن مقعدٍ آخر , تداركتُ الأمر بعد تلك الغيبوبةِ المشغوفة قائلاً لها : " مهلاً يا ... " التفتت إليَّ بعينيها السّاحرتان وقالت لي وبابتسامة منقوشة على مُحيّاها : " انجي أدعى انجي " .
      " انجي اسمٌ غريبٌ وجميل " هذا ما قلته على الفور , فتبسمت لي عند سماعها ذلك وقالت : " merci " , فدعوتُها للجلوسِ ولكنها اعتذرت بقولِها : " Pardon " يبدو لي أن هذا المقعد محجوزٌ لها " , تعجبتُ من قولِها ذلك , فسألتها : " من تعنين بـ لها ؟! " , فأجابت والاحمرار أخذ يتكور على خديها : " أعني صاحِبة الزهور " قهقهةٌ بصوتٍ مرتفعٍ ثم قلت لها : " بل إنهُ محجوزٌ لك منذ هذهِ اللحظةِ , فهلا شرفتني بالقعود " , فقعدت بجواري , وصمتت طويلاً , ولم تتفوه بكلمةٍ واحدةٍ , وبدأت أشعر بسرعة الطائرة , لم أكن أريدُ الوصول , ليتني أحلقُ في الفضاء إلى آخر العمر , فيكفي أن تكون انجي الحسناء بجواري , كُنْتُ في أمسِ الحاجةِ لِسماعِ صوتها المُغرد كأنغامِ الموسيقى الدافئة , ولكنها حرمتني ذلك بذلك الصمتُ الرهيب , لم أحتمل , وقلتُ في نفسي : " لابد وأنها خجلة , هكذا الفتياتُ دوماً , دعني أبادرها , فأنا المشغوفُ إليها , وليست هي " استجمعت قواي , وقلتُ كلمةً واحدةً لم أزد عليها : " مرحباً " خرجت تلك الكلمة من فمي , وكأنني أنتزِعُ رصاصة من جسدي , وقذفتُها بها , فأجابتني بكلمة واحدة هي أيضاً أخرجتها بكل نعومة وتغنج : " Salu " ثم ساد الطائرة صمتٌ غريب , وما هي إلا ثوانٍ حتى انفجرت انجي بالضحك . مما أثار إلتفات الناسِ إلينا وعلامات الاستغراب , وربما الاستنكار أو الاستياء على وجوههم , فسألتها عن سر تلك القنبلةِ المنفجرةِ من الضحكِ , فقالت وهي تضع يدها على وجهها لتداري ابتسامة كادت أن تستشف نواجذها : " أنت يا سيدي " , رمقتها بغرابةٍ وقلت : " أنا , كيف ؟ أنني لم أفعل شيئاً يا آنستي " ـ عرفتُ أنها آنسة لأنها لا تضع أي دبلةٍ على أصابعها ـ فقالت : " أعلم أنك تحاوِلُ الحديث معي منذ اللحظة الأولى لقعودي بقربك , ولكنك على ما يبدو شديد الخجل , أو ربما لا تملك الجرأة الكافية للحديثِ مع الفتيات " راقت لي تلك الكلمات فوافقتها على ذلك وقلت : " هذا صحيح معك حق يا آنستي , فأنا لا أملك الجرأة في الحيث مع الفتيات بالفعل يا آنستي " , وأخذتُ أكرر تلك الكلمة مراراً " يا آنستي " فقالت لي :" يبدو أنك شديد الملاحظة , أو ربما عينيك أكثر جرأة من لسانك " لطمتني تلك الكلمات على خدي وأخرستني فلم أتفوه بعدها بشئ , حتى سألتني بحروف مضطربة : " ذكرتَ لي أنكَ لا تملك الجرأة في الحديث مع الفتيات " أومأت برأسي موافقاً دون أن أبدي أيةُ كلمة , فتبسمت وقالت : " وصاحبة الزهور ؟!! " هنا تفجـرتْ قنبلتي أنا هذه المرة وضحكت بشدةٍ , فقالت : " ما الذي يُضحكك ؟! " قلتُ : " أنتِ " , قالت باستياء : " أنا !! كيف ؟ فلم أفعل ما يضحك " , تداركتُ استياءها وقلت بعد تردد : " على ما يبدو أنكِ شديدة الغيرة , وهذا يُسعدني " ؛ احمرَّ خدها خجلاً وقالت : " إنكَ لمغرور " , قلتُ : " لا , ولكن قلبي يُخبرني " , فرمقـت تلك الزهرات البيضاء بنظرةٍ غيورةٍ , وقالتِ بُغْية اختبار حبي لها : " هل لي بها " , سقطتُ في يدها , ولكنني تظاهرتُ بالغباء وعدم الفهم وقلتُ : " عذرا ..ً لم أفهم " ظناً مني أنها ستُحْرج ولن تكرر الطلب , فكانت أكثر جرأة ومكراً فأعادت وبلطفٍ شديدٍ هذه المرة : " هل لي بهذهِ الباقة يا حـ…. " , فقلتُ لها : " عذراً .. أعطيكِ قلبي .. عمري .. حياتي أمنحكِ كُلَّ شئ إلا هذه الباقة " , تعجبتْ من قولي وقالت : " أهي غاليةٌ عليكَ إلى هذا الحد ؟!! " , فلم أتردد في أن أقول لها : " بل هي الأغلى عندي من كُلِّ شئ " , فقالت : " يا لئيم .. وتدعي حبي " فقلتُ : " لا أدعيه , بل هي الحقيقة " , أعرضت عني ولاحت بوجهها إلى الجانب الآخر مستنكرةً عليَّ ذلك , ولكنني لم أبالي واسترسلتُ في حديثي : " نعم أحبكِ , وأحب صاحبة الزهور " فنظرت إليّ بدهشةٍ ولم تنطق ببنتِ شفه , فأرحتها بقولي : " حبي لها من نوعٍ آخر , فالباقةُ لأمي , واليوم يوم عيدها " .



      تنفست انجي الصعداء , وتبسمت لي ابتسامة لطيفة , ثم قالت : " ليت كل منا يحب أمهُ كحبك لأمك " , فقلت والانشراح ظاهراً عليّ : " هي أمي وتستحق مني أكثر مما أستطيع أن أقدمه لها " , مرت الساعات دون أن نشعر بها , كنتُ وانجي في غمرةٍ من السعادة , حلقتُ معها إلى عالمها كتحليق الطائرةِ التي تُقِلنا فوق السحاب , والتي ما لبثت حتى قطعت علينا تلك السعادة بنزولها , وتوقفها , لتعلن لنا نهاية الأحلام والعودةِ إلى الواقع , توقفت الطائرة وهمت انجي بالنزول , فقد انتهت رحلتها معي إلى هذا الحد , وبقيت دقائق معدودة ستفتح أبواب الطائرة لتنزل أنجي وأكمل الرحلة بمفردي , وقفتْ وأخذتْ تنظر إليّ والموج الأزرق يغْرِقُ عينيها الحرّى , وقبل أن تستدير أمسكتُ أطراف أصابعها بلطف بالغ , وعيني تفيض ألماً وقلت لها: " هلاّ أعطيتني ما يجعل تواصلنا يستمر " ـ كنتُ أعني عنوانها أو رقم هاتفها ـ ولكنها أكملت استدارتها باكيةً وكأنها لم تسمعني , هكذا ودعتني وهمتْ بالرحيل , وما إن وصلت إلى مخرج الطائرة حتى استدارت من جديد لتلقي عليَّ نظرتها الأخيرة , وبابتسامةٍ مخنوقةٍ رفعت انجي يدها مرسلة إليَّ قُبلة وهي تلوِّح " وداعاً " .



      رحلت انجي وقعدتُ بمفردي انتظر إقلاع الرحلة مجدداً , وعدتُ لأغرق في أحلامي من جديد , وأنا أحتضن تلك الباقة التي منعتها انجي الجميلة والتي بدأت أراها في تلك الأحلام الدافئة , صَهَرْتُ انجي في أحلامي أخذتها معي إلى حيث أمي يدي بيدها وباليدِ الأخرى أحمل باقتي , فقد كانت انجي هي هديتي الثانية لأمي بعد تلك الباقة البيضاء التي تُحِبُها , ولكن سُرعان ما أُحْسدُ حتى على الأحلام , على صوتٍ بشِعٍ كدّرَ صفوي :
      - - تفضلي سيدتي فهذا هو مقعدكِ .
      كان ذلك هو صوتُ المضيف يُخاطبُ إحدى النساءِ المتوشحات بالسواد عباءة سوداء وغطاء رأس ونقاب سوداوان وزوجين من الجوارب والقفازات السوداء هكذا بدت تلك السيدة , وكأنها قطعة من الليل في مساء لا يظهر فيه القمر . لكن تلك السيدة رفضت الجلوس على ذلك المقعد لكونهِ بجواري , على الرغم من أنه لا يوجد مقعد شاغر غيره , وبعد طول جدال استسلمت السيدة لواقعِ الأمر , وقعدت مكرهة , والارتباك الشديد يظهر عليها رغم السواد الذي كان يتكنفُها , ومع تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها تلك السيدة نسيت أن تربط حزام المقعد , فاغتنمت أول فرصة لبدء الحديث معها : "هلاّ ربطِ الحِزام سيدتي " .
      ولكنها ألقتْ بنظراتها على قدميها في خجلٍ واضطرابٍ ولم تحرك ساكناً , فأعدتُ الكرة وقلتُ لها : " يا سيدتي أنَّ من الخطورة أن تهملي ربط حِزام المقعد " . ظلت نظراتها ملقاة على قدميها , وقالت في خجل شديد لم أعهد له نظير : " عذراً سيدي , فهذه هي المرة الأولى التي أركب فيها طائرة , وليست لي دراية في ربط حزام المقعد " .
      تعجبت من ذلك , وأدركت كذِبها فكيف لعربية أن تعود من غربةٍ أوروبية وتدعي أنها تركب الطائرة لأول مرة , فدار في قلبي : " إذاً فهي ترغب في أن أربط لها الحزام " , فاستأذنتها بفعل ذلك عوضاً عنها , ولكنها لم تجبني , فأدركت أنها موافقة ـ وأدركت أن السكوت هو رمز الموافقة عند النساء ـ وبكل لطفٍ مني ربطتُ لها حِزام المقعد , فشكرتني وقطعتُ بعدها رحلة طويلة من الصمت , ولكنني لم أقوى على تحمل ذلك , ولا يزال صوتُ انجي يخترق مسمعي بين الحين والحين , وبدأت أشعر وكأن انجي بجانبي , فحاولت مراراً التحدث إليها , ولكنني كنتُ أفشل دوماً قبل أن أبدأ , فرادعاً لا أراهُ كان يردعني ويمنعني من فعل ذلك , ربما كانت الحشمة التي ظهرت بها السيدة هي نفسها ذلك الرادع , وأخذ الصراع الشيطاني في داخلي : " كلمها ,, حادثها ,, لن تردك ,, إنها كانجي لا فرق فالنساء نساء " وبعد رحلة مع تلك الوساوس انتصر شيطاني عليّ فبادرتها قائلاً : " مرحباً "
      فأجابت بصوت ملؤهُ الرزانة والوقار : " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " , فطلبت منها أن تسمح لي بالحديث معها قليلاً بحجة إنني مغترب لعشرات السنوات , وبحاجة لمن يساعدني ببعض المعلومات التي قد تفيدني فور وصولي , من هذا المدخل سولت لي نفسي اقتحام هدوء السيدة وصمتها , فوافقت بشرط أن يقتصر حديثي حول تلك الحاجة , ولكن الحديث أخذنا , فعرفتُ أنها من بني جلدتي , فحدثتني عن بلدي الشئ الكثير , وآنستني من وحشة الوحدة التي كنتُ أعاني منها , ومرت بنا اللحظات سريعاً , حتى حسدتنا الطائرة هذه المرة بإعلانها وصولنا إلى أرض المطار , فشكرت السيدة على لطف حديثها معي , وفعلت هي الأمر نفسه , وقبل أن تستأذنني بالانصراف نظرتْ إلى باقةِ الزهورِ البيضاء وقالت : " يبدو لي أنك تحبها كثيراً " . تبسمتُ وقلتُ لها : " إنّها لأمي , واليومُ يومُ عيدها " .



      فرفعت يدها بالدعاء لي ولأمي ثم انصرفتْ مُوَلِّيَةً , نزلتْ من الطائرةِ ونزلتُ بعدها مباشرةٍ , وما إن وصلنا عند مدخلِ المطار حتى استدارت , واقتربت مني وقالت : " تفضل " , مدتْ إليَّ يدها , وقدمت لي ورقةً صغيرةً ملونةً , تبسمتُ ومددتُ يدي لأتناول الورقةِ , وما إن أمسكتُ بها حتى ضغطت على الورقةِ بأطراف أصابعها , وقالت لي : " ولكن عدني أولاً أنك لن تفتحها حتى تُسلّم الباقة لمن تستحقها " , فوعتها والغرابة بدت على قسماتي , وأخذتُ والورقة في الوقت الذي توارت هي عن الأنظار , وكأن شيئاً لم يكن .
      عدتُ مجدداً إلى أحلامي , إلى أمي وباقتي البيضاء ... إلى انجي , والورقة الملونة والتي أدرجتُها هي أيضاً في حلمي الجديد , وبدأت تطوفُ بيّ الأفكار : ( كيف غدتُ أمي ؟ كيف ستستقبلني ؟ سنواتٌ طويلة من الغربة والهجران هل مسحت ملامح الأمومة من قلب أمي ؟ أم أنّ قلب أمي أكبر من ذلك ؟ ) .
      أنهيتُ إجراءات القدوم , واتجهت على الفور إلى بوابة الخروجِ من المطار , والدخولِ إلى حيثُ أمي , ومن إن وضعتُ أولى خطواتي في ذلك المكان حتى رأيتها وقد شاخت شحب وجهها واحدودب ظهرها , وانحنت هامتها , وبدأتْ عليها آثار البؤسِ والألمِ والانكسارِ " ياهٍ يا أمي لقد أخذ منكِ الزمانُ كل مأخذ " قلتُها في نفسي , والدموع تنهمر كالمطرِ من مقلتي , تقدمتُ إليها بخطواتٍ مشلولةٍ لا تقوى على الحِراك , أحسست حينها بالندم على هجرها , فقد كانت في أمس الحاجة إليّ , أخذتُ أجر خطواتي إليها , يخيل إليّ لو أن رضيع يحبو لوصل قبلي , ولكن ما أفعل قدماي دقتُ بهما مسامير الأسى والحسرة عندما رمقتُ وجهها , لازلت أحاول اجترار قدماي , وازحف بهما زحفاً حتى اقتربتُ منها , استهلكتُ وقتاً طويلاً لأفعل ذلك , حتى أن عقارب الساعة ساعدتني فقد استدارت مراراً لأصل إليها , وما إن وصلت حتى فتحتُ ذراعيّ أطلب ضمّها , ولكنها صدّتني , تنكرت لي , لم تعرفني , يا للأقدار أمي لم تعرفني , انكسر قلبي لذلك , ولكنني عذرتها , وأخذتُ أعرفها بنفسي : " هذا أنا يا أماه , ابنك , لقد عدتُ إليك ولأجلكِ , عدتُ يا أماه فلا تقسي عليّ كقسوتي عليكِ , وهجري لكِ طوال العقود المنصرمة فأنت الأم الحنون , والقلب الرؤوم , هذا أنا يا أماه هذا أنا " وأخذتْ دموعي تفضحُ خلجاتي , ففتحت لي ذراعيها وتبسمت قائلة : " أهلاً بك يا بُني " , فارتميتُ في أحضانها وشرعتْ في البكاء , بكيتُ وبكيت , ولكنها لم تفعل , ولم تنزل من مقلتها دمعة واحدة , تيقنتُ من أن دمعاتها قد جفت من كُثرِ البكاء , فطيبت خاطري وقالت : " لا تبكي يا بُني فليس هذا يومُ البكاء " وبعد لحظات من الشوقِ والبكاء , تذكرتُ باقة الزهور البيضاء , تلك الهدية التي حافظتُ عليها طوال الرحلة , تلك الباقة التي حرمتها انجي الجميلة , رفعتُ رأسي من حضن أمي , وحملتُ باقتي فقدمتها لها : أعلم يا أماه كم تحبي الزهور البيضاء " , ولكن أمي رفضت هديتي , وقالت : " لا يا بُنيّ ليس هذا وقتُ التهادي " , انكسر خاطري مجدداً : " هديتي لن تقبليها يا أماه " حدثتُ نفسي بذلك , فتذكرتُ الورقةُ الملونة " ياه لن أستطيع فتحها وقراءة ما تحتويه حتى تقبل أمي هديتي فلا يستحقها غيرها " اسودت في عيني الحياة كلّ شئ اصبح ضدي فما الذي أتى بي إلى هنا , ما قيمة هذه الزهور إذا لم تقبلها أمي , وبقيتْ يدي على وضعيتها تستعطِف أمي , والتي سارعت بقولها : " يا بني سأقبل هديتك ذات يوم " , نظرت إليها والأسى عنواني وقلت : " متى يا أماه تقبليني وتقبلي هديتي " قالت أمي بشموخ لم أرهُ منذ سنينٍ طويلة : " هديتك يا بني سأقبلها منك عندما تموت " , تفاجأتُ من قولها , وقلتُ لها : " هل تتمنين موتي يا أماه " , مسحت على رأسي وقالت : " يا بنيّ هديتي اليوم روحك , وأمنيتي كذلك " , قلتُ لها بقلبٍ كاد يتفطر : " هل موتي يرضيك يا أمي ؟!! " , فأجابتني والدموع بدأت تدغدغ ما تبقى من رموشها : " أجل يا بني , اذهب ولا تعود إلا ميتاً " , فقلت بصوتِ يخنقهُ الانكسار وهولِ الصدمةِ : " ماذا ينفعكِ موتي يا أماه ؟!! " مسحت أمي دمعاتها , وتبسمت ابتسامةٍ مخنوقة وقالت : " فقط مُتْ يا بُني , وستعرف حينها منفعتي " , فهممتُ بالرحيل , ودعتُ أمي وقلتُ لها : " أعدكِ يا أماه إن كان لنا لقاء أن آتيكِ وأنا على فِراشِ الموت " .
      ذهبتُ وأقدمتُ على الموت تلبيةً لرغبةِ أمي, بعد أن تحطم كلّ شئٍ في داخلي , فصارعتُ البقاء من أجلِ الفناء , وكان صوتُ أمي يزورني ويقويَّ من شكيمتي لاستقبال الموت , بعتُ الحياة لأجل إرضاءها , فعلت كل شئ حتى أشرفتُ على مغادرةِ الدنيا , وفي اليوم الذي تمددتُ فيه على فِراشِ الموت حملوني إلى أمي , وما إن نظرتها حتى قلت : " جئتُ مُحققاً وعدي يا أماه " , فوقفت عند رأسي باسمةً تقبل جبهتي وهي تقول : " مرحا لك الموت يا بُني " فقاطعتها قائلاً : " هل رضيتي الآن يا أمي ؟ " فتبسمت وهزت لي برأسها وقالت : " ومالي لا أرضى عنك يا بُني " , فحملتُ باقتي البيضاء التي هاجمها الاصفرار أثر الذبولِ , وقلتُ لها : " هل تقبلي الآن هديتي ؟ " , نظرت إليّ وبحر من الدموع قد هاجم مقلتيها وقالت وهي تتناول مني تلك الباقة : " اليومُ فقط أقبل هديتك , ومن الغد يا بني ستكون باقتك أكثر بياضاً " , وما إن استقرت تلك الباقة في ذراعي أمي حتى تذكرتُ الورقة الملونة التي أعطتنيها تلك المنقبة بعد نزولنا من الطائرة , وأن شرطها قد تحقق بقبول صاحبة الزهور لتلك الباقة , فأخرجتُ الورقة من جيبي , وفتحتها , فإذا بها : " حبيبي .. يمكنكَ الآن الاتصال بي , التوقيع حبيبتك انجي ," , فشهقتُ شهقة الموت , وقبل أن ألفظ أنفاسي الأخيرة , سمعتُ أمي تزغرد وتقول : " اليوم يا بني ستسمى بالشهيد ,, وسأسمى أنا بأم الشهيد , بموتك يا بُني وبموتِ اخوتك وأقرانك سيكون ميلادي , أمك يا بني كانت ولا زالت تسمى العراق " .






      القصة حملت أبعاداً رمزية عديدة :
      1- الأم , وصاحبة الزهور : هي العراق.
      2- انجي : هي الحياة بكل شهواتها و مغرياتها .
      3- المنقبة : هي الحياة بآلامها وواقعيتها .
      4- باقة الزهور البيضاء : هي السلام من المنظور الغربي ( سلام مزيف ) لذا لم تقبله الأم ( العراق ) .
      5- باقة الزهور المصفرة : هي السلام الجزئي الناتج عن الجهاد المطالب للحرية ونبذ الاحتلال.
      6- الورقة الملونة ( الرسالة ) : هي دعوة للتعلق في الدنيا والتمسك بها .
      7- الشرط ( شرط فتح الرسالة ) : اشترطت الفتاة فتح الرسالة بعد أن تستلم الأم باقة الزهور البيضاء أي بعد أن تقتنع العراق بالسلام الأمريكي المزعوم , وهي دعوة لأن يخنع الشاب العراقي لذلك , ويقبل على الحياة رضوخاً للأمر الواقع , ولكن ما حصل في القصة أن الشاب لم يفتح الرسالة إلا بعد أن ذبلت تلك الباقة المزيفة , فتحها بعد أن افتدى بنفسه من أجل العراق , ولم يرضى بذل الواقع المرير .
      8- أحلام اليقضة عند بطل القصة: تشكل بعدين الأول : أحلام العرب الغير قابلة للتحقق " كحلمه باصطحاب انجي إلى أمه " , أما البعد الثاني : فيكمن في الموقف العربي تجاه القضايا المعاصرة , فهو موقف غير واضح , كأن يكون رفض غير معلن , أو طاعة جبرية " كحلمه بادراج ذلك صوت الدافئ في ذلك الحلم , خشية أن يفتح عينيه فيفقد حلمه " .
      9- الهدف من توحيد شخصية انجي السافرة , والسيدة المنقبة هو إبراز الدنيا بكلتا حالتيها هي نفس الدنيا بها : المغريات والمنغصات , الخير بجانب الشر , الأمل بجانب الألم , السعادة تصارعها التعاسة , الفرح والحزن يتناوبان , و الكرب بجانب الفرج , وتبقى الحياة هكذا تتأرجح بحلوها ومرها
      10- تردد السيدة المنقبة عن الجلوس بالقرب من بطل القصة : كما علمنا أن انجي مثلت الحياة بزينتها وأفراحها , بينما السيدة المنقبة مثلت الحياة بآلامها وأحزانها , فجاء هذا التردد بين هاتين الحياتين ( انجي والمنقبة ) كفاصل زمني قبل تحول السعادة إلى تعاسة , والفرح إلى حزن , فجاء التردد وكأنه يشير إلى المشكلات أو المصائب التي من شأنها أن تحول مسار الحياة السعيدة إلى حياة تعيسة .

      .


      وبعيداً عن السياسة فإن للقصة أبعاداً اجتماعية وتربوية أخرى حتماً لم تخفى عليكم .




      وختاماً تقبلوا تحياتي المرسومية

      أخوكم :

      رسام الغرام
    • إبداع في ابداع

      مشرفنا القدير

      [COLOR='00BFFF']ر
      [COLOR='0CAFFA']س[/COLOR][COLOR='18A0F4']ا[/COLOR][COLOR='2390EF']م[/COLOR][COLOR='2F80E9'] [/COLOR][COLOR='3B71E4']ا[/COLOR][COLOR='3B5FE4']ل[/COLOR][COLOR='2F4CE9']غ[/COLOR][COLOR='2339EF']ر[/COLOR][COLOR='1826F4']ا[/COLOR][COLOR='0C13FA']م[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]
      سلمت يمناك على هذه القصة الرائعة التي تحمل معاني ساميه

      لي عودة ان شاء الله

      $$e

      تحياتي
      [/COLOR]
    • ماريا كتب:

      إبداع في ابداع

      مشرفنا القدير

      رسام الغرام
      سلمت يمناك على هذه القصة الرائعة التي تحمل معاني ساميه

      لي عودة ان شاء الله

      $$e

      تحياتي



      ماريا

      أشكر لك هذه الطلة

      أتمنى أن تكون القصة قد راقت لك فعلاً

      وسأنتظر عودتك وتعليقك ونقدك

      وإلى ذلك الوقت تقبلي التحية

      أخيك :

      رسام الغرام


    • بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بعد العودة .......
      مثلما قلت لك مشرفي أن قصتك هي الإبداع
      مع أنني لست مؤهلة في النقد
      :)
      فمازلت بذرة صغيرة تستقي من ابداعاتكم وروائعكم القصصية

      فقصتك ( شكلا وتنسيقا ومضمونا وعرضا ) غنية عن النقد
      فهي تلمس واقع حالنا اللذي نعيشة في ظل سياسة الدولة العظمى ( كما يقال )
      وقد وفقت في اختيار البلد ، حيث اخترت دولة العراق الشقيقة التي مازالت تجاهد وتبذل الغالي والرخيص في سبيل تحرير نفسها من ظلمات السياسة الواقعة عليها حاليا

      ولي سؤال بسيط ،، لماذا اتخترت بالذات الفتاة ( انجي ) من دولة فرنسا ؟؟
      لأنه من الممكن ان تختار الجنسية الأمريكية كأقرب مثال لموضوع القصة

      هذا مجرد رأي لا أكثر ولا أقل $

      وكما قلت سابقا فمازلت جديدة في هذا المجال

      واعذروني على الإطالة $$e

      تحياتي :D

      ~!@g
    • دوار كتب:

      رسام الغرام
      لك مني كل تحية وسلام
      وزهور بقدر ما في الأرض من حب
      قصة رائعة..فاتنة..هادفة
      تحمل الكثير من المعاني والرموز الجميلة
      والتي تنبئ عن موهبة فذة
      سلاسة لغوية جيدة
      سلمت يمينك


      دوار

      كم أنا سعيد أن أجدك هنا بعد طول غياب

      فأهلا بك بيننا على الدوام

      ولا تحرمنا عبق التواصل

      أخي العزيز

      كم أنا سعيد

      بهذه المشاركة

      وأشكرك على أحرفك الجياشة

      وألفاظك الذواقة

      دمت بخير وعلى الخير

      رسام الغرام
    • رســــام الغرام
      انـــت كعادتك تتحفنا بكل جميل ومميز...

      قصة رائعه قيمه ....هادفة...

      ابدعت بطرح هذه الفكره الرائعه
      وبحسن تعابيرك وجعل العبرة بين كل سطر

      من سطورك

      وهذا ليس بغريب على قلم مبدع كقلمك...



      دائماً سنظل مترقبين كل مايقدمه رســـــــام الغــــــرام

      من ابــــــــــداع

      امنياتي لــــــــــــك بالتوفيق ..والســـعادة

      ســــهـــــا د
    • ماريا كتب:



      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بعد العودة .......
      مثلما قلت لك مشرفي أن قصتك هي الإبداع
      مع أنني لست مؤهلة في النقد
      :)
      فمازلت بذرة صغيرة تستقي من ابداعاتكم وروائعكم القصصية

      فقصتك ( شكلا وتنسيقا ومضمونا وعرضا ) غنية عن النقد
      فهي تلمس واقع حالنا اللذي نعيشة في ظل سياسة الدولة العظمى ( كما يقال )
      وقد وفقت في اختيار البلد ، حيث اخترت دولة العراق الشقيقة التي مازالت تجاهد وتبذل الغالي والرخيص في سبيل تحرير نفسها من ظلمات السياسة الواقعة عليها حاليا

      ولي سؤال بسيط ،، لماذا اتخترت بالذات الفتاة ( انجي ) من دولة فرنسا ؟؟
      لأنه من الممكن ان تختار الجنسية الأمريكية كأقرب مثال لموضوع القصة

      هذا مجرد رأي لا أكثر ولا أقل $

      وكما قلت سابقا فمازلت جديدة في هذا المجال

      واعذروني على الإطالة $$e

      تحياتي :D

      ~!@g



      شكرا على هذا التساؤل المنطقي , وإليك الإجابة :

      * الفتاة انجي كما أظهرتها القصة : هي فتاة عربية عراقية مغتربة ي فرنسا .

      والسؤال يكون كالتالي : لما انطلقت الرحلة من فرنسا , وليس من أمريكا

      لكونها مغزى الشر , والقوة الطاغية في العالم .

      وإليك الإجابة :

      1- لو كانت الفتاة تسكن أمريكا تحديداً أو حليفتها الدائمة وذيلها الأبدي بريطانيا , لضعف التعاطف معها , لكونها مغتربة في البلد الذي يعتدي على بلدها الأم , لذلك لم يكن إختيار أمريكا أو بريطانيا بالأمر المحبذ .

      2- موقف فرنسا الإيجابي ( بشكل نسبي ) من قضية الحرب على العراق يجعلنا نتعاطف معها بشكل أفضل .

      تحياتي

      رسام الغرام
    • قصة رمزية // راقية جدا //
      باعتباري من عشّـــاق قراءة القصص ،، والرمزية منها بشكل خاص /
      ارى أن قصة الأستاذ / رسام الغرام
      تحوي الكثير الكثير من الابداع //
      ابتداء من اختياره لشخصيات قصة ،، مرورا بالتتابع المنطقي للقصة //
      وانتهء بالنهاية الواقعية غير المتوقعة !!

      نعم // واقعية لأنها المتكونة في الفكر ايمانا واعتقادا /
      غير متوقع كون التخاذل سيطر على العقل والفكر قبل الجسد !!

      رســام الغرام //
      مرورا بقصتــك اراها تتابع شيئا فشيئا محو النفس ،، وتتسلل لنقطة تريد أن تصل إليها
      أشعر بها وكانها أخذت منعطفـــا قوميـــا بالدرجة الأولى //
      وطغى فيهـــــا تصوير العربي القوي الضعيف !
      الثائر المتخاذل !!
      في الوقت ذاته ////

      التناقض الذي حملته نفس البطل // من حب المظهر // والانسياق نحو الضياع غير المرئي //
      وولائه لأمه ولفطرة الكل مفطور بهــا
      سواء أكان حب الام أو الوطن //

      هنا وفق الكاتب في تصوير الوطن بالأم //
      كون الاثنين يشتركان في أمور كثيرة !!
      ايضــــا أرى أن الماتب لمبدع /م ايتطاع أن يظهر لنا أحلام اليقظة ما بين الواقع والخيال
      ما بين أن تحلم ، وأن تتمنى !
      ظهر جليــا في قصته تلك //
      أرى فيها نوعا من الإضاءة والتعتيم // وكأننا نشاهد مشاهد فيلم سينيمائي // أو مسرحية قومية
      أسمع فيها اختلاطا ما بين القوية والثورة / وبين الانسياق للغرب ، وحب التطور الكاذب ///

      هناك في داخل النفس البشرية //
      ارى تناقضا كبيرا في التفكير
      ما بين الشهوة ، والواجب !!

      وفق الكاتب كثيرا // في اظهار الصورة وكأنها عارية تماما من التزيين أو التلوين
      جاءت بطبيعة وتلقائية كبيرة جدا // لا تصنّع فيها ولا تكلّف

      قرأتها عدة مرات وفي كل مرة أكتب لونا آخر // وطعما مختلف
      وعطرا اشتمه لأول مرة ////


      استاذي // رسام الغرام //
      مبدع كالعادة // وهنا اعتدت أن أعجب بأحرفك كل مرة
      لكن اليوم علمتني فقط طعم الانبهـــــار //

      تحياتي العاطرة // وقد تكون لي عودة
      إذا ما استجد جديد ~!@z


      تحياتي //
      صغيرة




    • عرفناك .. رسام للغرام ..

      ومشرفنا مبدعا ..

      لكن .. ان تكون كاتبا ..
      ومثل هذه الروعة من الكلمات .. انك بحق
      .. رسام .. بكل معاني الكلام ..
      اسلوبك راق سيدي ..
      والفاضك غاية في التناسق ..
      وحسك الزمنى غاية في الدقه ..

      فلقد حلقت بنا من بعض مطارات فرنسا ..
      الى مطار الوصول ..
      وهو الدخول في اعماق قلوبنا ..
      لك من الاسلوب اروعه .. ومن الكلمات اجملها في التعبير ..

      سيدي .. الرسام ..
      لقد كتبت فأبدعت ..
      وسردت فأتقنت السرد القصصي ,,,
      ووصفت وياله من وصف فاق الجمال والابداع معا ..

      تحياتي لك مشرفنا المتميز ..
      إعصار ..








    • مشرفنا العزيز ومبدعنا المتميز دائما رسام الغرام

      التشبيه الرائع الذي صورت فيه الام والدنيا بكلتا حالتيها

      وتصورهما بالمرأة الجميلة والمرأة الساترة ..

      اخذت معها طابع جمالي جدا وخاصة ان الاحداث تسارعت

      فتلاحم الشخصيات بهذه السرعة جعلني اعيد قراءة

      القصة مرة واثنان وثلاثة لأعي الشخصيات جيدا

      جميلة قصتك عزيزي والاجمل منها انها كانت تتحدث عن رموز

      العراق .. الدنيا .. السعادة .. الحزن .. الشهادة ..

      عزيزي بالرغم من جمال القصة كنت اعبر بين كلماتها ببطئ شديد

      لما فيها من امتزاج غريب نوعا ما بين الشخصيات

      ولكن استوقفتني بعض الامور حيث انه

      كان يمكن الاستعاضة بكلمة (قعدت / قعود ) بـ ( جلست / جلوس ) ..

      وكلمة (دبلة) بـ (خاتم خطبة او زواج ) ....

      ولكن لا يمكن لهذه الملاحظات ان تغطي على جمال ما قرأت من تصوير

      وتشبيه .. وحبكة متقنة لتسلسل الاحداث

      شكرا لك ابداعك عزيزي والى الامام دائما


      تحياتي
    • اخي العزيز رسام
      ليس ردي هذا لكي اقول ان قصتك جميلة في السرد
      او كلماتها وانك ابدعت فيها فهذا لايحاج شهادة منى
      او من غيري
      فتمكنك من المفرادات شئ ولا اروع
      ولكن اسجل اعجابا اخر
      وهو طريقة تنسيق القصة وعرضها لنا
      وكأننا نشاهد تلك الاحداث ونحن نقراه الحروف
      فعلا لقد اسمتعت وكأن الصور التي في القصة
      اشاهدها امام عيني
      وهذا قلة من يستطيع فعله
      لذلك انت متميز عن البقية
      كان ظل المـــوت
      مرميـــا امامي
      خفــــت
      :confused:
      ان اعثر
      او
      ان اسبــــــــــقه
      :(
    • سهاد كتب:

      رســــام الغرام
      انـــت كعادتك تتحفنا بكل جميل ومميز...

      قصة رائعه قيمه ....هادفة...

      ابدعت بطرح هذه الفكره الرائعه
      وبحسن تعابيرك وجعل العبرة بين كل سطر

      من سطورك

      وهذا ليس بغريب على قلم مبدع كقلمك...



      دائماً سنظل مترقبين كل مايقدمه رســـــــام الغــــــرام

      من ابــــــــــداع

      امنياتي لــــــــــــك بالتوفيق ..والســـعادة

      ســــهـــــا د


      سهــــــــاد

      ربما لا يكون الإبداع دوماً ما يقده الكاتب

      بل إن الإبداع يتجلى كثيراً

      بروعة ما يخطه المتصفحون

      إن تاإبداع مزيج

      من إنتاج وتفاعل

      ولولا تفاعل أقلامكم

      لما كان الإبداع إبداعاً

      سهاد

      دمتِ للقلم

      تحياتي :

      رسام الغرام
    • اخي ابو اسيل ..
      والله لم اتوقع ان تكون القصه التي ترقبتها من بعد ردك الاخير في قصيده ( اقبريني ) (سيكون لي قصة قريباً تتحدث عن بغداد بالكيفية التي أنتِ هنا ذكرتها ) بهذه الروعه ونهايتها الاروع

      كنت اتوقع ان تكون قصه جميله
      ولكن ان تأتي بهذا الابداع وهذه الصوره الجماليه من اختيارك للشخصيات فهذا بالفعل ابداع في ابداع
      ابدعت اختيار الاشخاص وابدعت في تركيبك لهم

      بوركت اخي الكريم وان لم تلطخ دماءنا بأرض العراق وبغداد وتراب كربلاء الطاهر فقلوبنا معهم بالدعاء
      أغنى النساء أنا لستُ ثرية بما أملك ثرية لأنّك تملكني أحلام مستغانمي أغنى الرجال أنت لست لأنك ثرياً بما تملك ثريٌ لأنك تملكني .. هكذا احببت صياغتها اكثر dabdoob :)
    • وعودة أخرى للقصــــة //
      استاذي رسام الغرام //
      تجيد فعلا العبث بالأبجدية كي تصل لمراد القصـــة //
      رايت فيهــا تلك النفس التائهة //
      وذلك القلب المضطرب بين الجمال الظاهري ( املتمثل في جمال ( اتجي ) )
      وبين تلك الفطرة التي فطرنــا عليهــــا // وهي الاهتمام باللّب لا الظاهر //
      ازدواجية الشخصية ،،، بين انجي // والفتاة المنقبة
      كان بالفعل رائع ///

      نقطة تحسب لك بشكل جميل جدا //
      وهو أنك لم تعطِ المنقبة اسمـــا !!!
      فهل كان مقصودا ام لا ؟!
      إن كان مقصودا فهدا بديع بالفعل // كون من بديهيات المنقبات ( المتعارف لا الواقع )
      أن تكون متحفظة في كل شئ // وأن يبقى الحديث وفق حدود ( مهما كان باطنهـــا )
      هنـــا ابدعت في تصوير واقع بالفعل
      وكأنك كنت تبني لك بيتـــا لن نحد به ثقبا واحدا !!!


      رســأم الغرام ///
      حينمــأ كنت أقرأ القصة كنت أرى فيها ملامح تلك المتفرنسة ! ( اقصد انجي )
      وكيف كان لاغرائهـــا اغواء لبطلنــــــا
      وكيف جاءت المنقبــــة // فقلبت كيان البطل
      رغم ما كانت عليه من نقيض انجي
      لكن يبقى تأثير الجمال في نفس البطل هو المتبقِ في هذه الحالة
      هنـــــا اشارة إلى أن الاغراء ليس بالضرورة يكون شكلا /
      بل هو باطن فكر الشخص
      كما كان مع بطلنــا حيث اغراء المنقبة لم يكن إلا من حلم ورديّ كان يعيشه هو تواصلا مع حلمه مع أنجي !!

      واقعية مع رمزية مطلقـــة أجدتـــــها استاذي ///
      وقفة صغيرة قرب النهــاية //
      حينما طلبت الأم موت ولدهـــا أرى الاندهاش قد عم ّ ملامحي !!
      كيف // ولم ؟!
      اسئلة حائرة تطرح في هذه اللحظة ( قرب النهاية )
      هنا فقط ايقنت أن أمرا مفاجئا سيحدث !
      قد يكون وراء الموت أمر آخر // أو أنها مواراة لأمر محتلف
      أمور كثيرذة وتوقعات لا محدودة ///
      تأتي حينهـــــا
      ما تلبث النهاية إلا وتوضحهـــــا !!!

      استاذي // بالفعل استمتعت كثيرا في القراءة //
      ووجدت فيها منافذ كثيرة للكتابة //
      أو لأقل لفتح العنان للتفكير المطلق لواقع الحياة //

      هنيئا للساحة قلمك !

      صغيرة الأميرة
    • صغيرة كتب:

      قصة رمزية // راقية جدا //
      باعتباري من عشّـــاق قراءة القصص ،، والرمزية منها بشكل خاص /
      ارى أن قصة الأستاذ / رسام الغرام
      تحوي الكثير الكثير من الابداع //
      ابتداء من اختياره لشخصيات قصة ،، مرورا بالتتابع المنطقي للقصة //


      أهلاً بالمحللة الرائعة صغيرة الساحة العمانية
      ومشرفتها الأميرة

      أشكر لك الإطراء
      والحقيقة القصة أتت هكذا من خلجات النفس تأثراً بما يجري من أحداث .


      وانتهء بالنهاية الواقعية غير المتوقعة !!

      نعم // واقعية لأنها المتكونة في الفكر ايمانا واعتقادا /
      غير متوقع كون التخاذل سيطر على العقل والفكر قبل الجسد !!

      رائع هذا الوصف ( واقعية لا متوقعة )
      أصبتِ بما قلت , وكذلك للكلمة أبعاد أخرى
      فواقعية : إيماناً لما يجب أن يقدمه إبن الوطن العزيز لوطنه ( والشهادة مسعاه لا محاله )
      وغير متوقعة : لأنني اخذت القارئ إلى مفاجآت عدة , وقلبت الأمزجة وحاولت تحريك بالعواطف بين الثورة والرضى , وهكذا .


      رســام الغرام //
      مرورا بقصتــك اراها تتابع شيئا فشيئا محو النفس ،، وتتسلل لنقطة تريد أن تصل إليها
      أشعر بها وكانها أخذت منعطفـــا قوميـــا بالدرجة الأولى //
      وطغى فيهـــــا تصوير العربي القوي الضعيف !
      الثائر المتخاذل !!
      في الوقت ذاته ////

      وهذه حقيقة الكثير من العرب والمسلمين , وهو الإنجراف وراء الأهواء والرغبات , ولكن ما إن تأتي وغزات الواقع المؤلم , حتى يستفيق ويشمر عن أنيابه , وبهذا نأمل في الفتى العربي أن يستفيق في النهاية , ولا يظل في أحلامه وينغمس بها دون أن يستفيق .

      التناقض الذي حملته نفس البطل // من حب المظهر // والانسياق نحو الضياع غير المرئي //
      وولائه لأمه ولفطرة الكل مفطور بهــا
      سواء أكان حب الام أو الوطن //

      هذا التناقض عبارة عن صراع النفس , ومن منا لا تصارعه نفسه , والحمد لله أن نجد أنفسنا تصارعنا , حتى نعود لأنفسنا كما ارادها الله لنا من خلقها .

      هنا وفق الكاتب في تصوير الوطن بالأم //
      كون الاثنين يشتركان في أمور كثيرة !!
      ايضــــا أرى أن الماتب لمبدع /م ايتطاع أن يظهر لنا أحلام اليقظة ما بين الواقع والخيال
      ما بين أن تحلم ، وأن تتمنى !
      ظهر جليــا في قصته تلك //

      ربما ظهر ذلك جلياً لكوننا عرب وأحلام اليقضة عندنا تفوق أحلام المنام , لذلك نردد دوماً بالحلم العربي

      أرى فيها نوعا من الإضاءة والتعتيم // وكأننا نشاهد مشاهد فيلم سينيمائي // أو مسرحية قومية
      أسمع فيها اختلاطا ما بين القوية والثورة / وبين الانسياق للغرب ، وحب التطور الكاذب ///


      هناك في داخل النفس البشرية //
      ارى تناقضا كبيرا في التفكير
      ما بين الشهوة ، والواجب !!

      وهذا ما سميته بالصراع في النفس البشرية الواحدة

      وفق الكاتب كثيرا // في اظهار الصورة وكأنها عارية تماما من التزيين أو التلوين
      جاءت بطبيعة وتلقائية كبيرة جدا // لا تصنّع فيها ولا تكلّف

      أنطباع جميل أشكرك عليه

      قرأتها عدة مرات وفي كل مرة أكتب لونا آخر // وطعما مختلف
      وعطرا اشتمه لأول مرة ////

      أشكر لك قراآتك المتعددة والإطراء الجميل


      استاذي // رسام الغرام //
      مبدع كالعادة // وهنا اعتدت أن أعجب بأحرفك كل مرة
      لكن اليوم علمتني فقط طعم الانبهـــــار //

      تحياتي العاطرة // وقد تكون لي عودة
      إذا ما استجد جديد ~!@z


      تحياتي //
      صغيرة




      صغيرة

      أشكر لك هذا الإهتمام بقصتي المتواضعة
      واتمنى أن تكون القصة فعلاً تستحق

      كل ذلك الإطراء

      لك التحية

      رسام الغرام
    • إعصار كتب:





      عرفناك .. رسام للغرام ..

      ومشرفنا مبدعا ..

      لكن .. ان تكون كاتبا ..
      ومثل هذه الروعة من الكلمات .. انك بحق
      .. رسام .. بكل معاني الكلام ..
      اسلوبك راق سيدي ..
      والفاضك غاية في التناسق ..
      وحسك الزمنى غاية في الدقه ..

      فلقد حلقت بنا من بعض مطارات فرنسا ..
      الى مطار الوصول ..
      وهو الدخول في اعماق قلوبنا ..
      لك من الاسلوب اروعه .. ومن الكلمات اجملها في التعبير ..

      سيدي .. الرسام ..
      لقد كتبت فأبدعت ..
      وسردت فأتقنت السرد القصصي ,,,
      ووصفت وياله من وصف فاق الجمال والابداع معا ..

      تحياتي لك مشرفنا المتميز ..
      إعصار ..









      إعصار

      تلقيت منك عريضة في الثاء

      لا استحقها , وما القصة إلا تعبير ذاتي

      من أعماق النفس المجروحة

      أشكر لك هذا الحضور الدائم

      في ساحة القصص

      دمت مميزاً

      تحياتي

      رسام الغرام
    • رسام الغرام

      قصة غنية بذاتها عن الإشادة بها
      كتبت فأبدعت
      قرأت القصة فلما انتهيت وجدت نفسي في بدايتها أعيد قراءة سطورها من جديد

      لدي سؤال : هل يشترط وجود عنصر التشويق بكل القصص ؟

      أقصد القصص التي يكون الغرض منها تعليمي , وقصص الأطفال

      ملاحظة بسيطة :
      هلاّ ربطِ الحِزام سيدتي " . أعتقد يكون الصواب هلاّ ربطي " بوجود ياء الخطاب

      عطاء متميز
      تحياتي لك
    • شُكراً لزميلنا المبدع / رسام ..


      هذه القصة الجيدة الحبكة والتناول في موضوع جيداً من حيث وقائع الحدث .. فما آل إليه واقع العرب عموماً ، فهو مُحزن .. وإني لأرى أن هذه القصة تختلف في سردها وتماسك لغتها عن مُثيلاتها من القصص التي نقرأها من الزميل رسام .. كذلك فإني أتمنّى أن تكون الردود بشكل مُوازي لذات قوة اللغة ... لتعبر عن قدرة كتابية راقية ..


      تحية طيوبة للأخ رسام .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • رسام الغرام

      اغرمت كثيرا بقصتك لأنها تذكرنا بالغربة معاناتها وأعجبني وصفك الدقيق للشوق ولهفتنا الشديده لملاقات اعز ما لدينا( الأم) لأن حقيقتا هذا ما نشعر به..... وصدمت بنهاية القصه لأني لم اتوقع ان تجري بهذا المجرى وهذا ان دل فإنها تدل على مدى براعتك في الكتابه القصصيه

      اعذرني افأنا لست سوى مبتدأه ولا افهم الكثير في امور القصص
    • بنـ الكويت ـت




      مشرفنا العزيز ومبدعنا المتميز دائما رسام الغرام


      التشبيه الرائع الذي صورت فيه الام والدنيا بكلتا حالتيها


      وتصورهما بالمرأة الجميلة والمرأة الساترة ..


      اخذت معها طابع جمالي جدا وخاصة ان الاحداث تسارعت


      فتلاحم الشخصيات بهذه السرعة جعلني اعيد قراءة


      القصة مرة واثنان وثلاثة لأعي الشخصيات جيدا


      جميلة قصتك عزيزي والاجمل منها انها كانت تتحدث عن رموز


      العراق .. الدنيا .. السعادة .. الحزن .. الشهادة ..


      بنت الكويت


      سعدت كثيراً بهذا المرور العطر


      وسعدت أكثر أن القصة قد راقت لك


      فأنت متذوقة جيدة كما عودتنا


      عزيزي بالرغم من جمال القصة كنت اعبر بين كلماتها ببطئ شديد


      لما فيها من امتزاج غريب نوعا ما بين الشخصيات


      ولكن استوقفتني بعض الامور حيث انه


      كان يمكن الاستعاضة بكلمة (قعدت / قعود ) بـ ( جلست / جلوس ) ..


      أختي الكريمة هناك أخطاء شائعة يقع فيها الكثيرون


      وأراكِ للأسف ممن وقع في مثل ذلك الخطأ:P


      وهو أن لفظ ( قعد ) يقال لمن كان في وضعية الوقوف فـ ( قعد )


      أما لفظ ( جلس ) فتقال لمن كان نائماً فـ (جلس )


      أعني لا يصح أن نقول للواقف : إجلس ولا للنائم أقعد


      ومن أخطاء المعلمين الشائعة لفظ ( قيام / جلوس ) حين دخول الفصل بينما اللفظ السليم هو ( قيام / قعود )


      لأن القعود يتلو الوقوف , والجلوس يتلو النوم



      وكلمة (دبلة) بـ (خاتم خطبة او زواج ) ....


      أما قضية الدبلة فأمرها مختلف


      لكون هذا اللفظ سليم ولا شئ فيه


      ثم أن لفظ دبلة أرجح هنا كي لا نحدد أهي للخطبة أم للزواج


      أما ذكر كلمة خاتم فهي تتطلب التحديد .


      ولكن لا يمكن لهذه الملاحظات ان تغطي على جمال ما قرأت من تصوير


      وتشبيه .. وحبكة متقنة لتسلسل الاحداث


      شكرا لك ابداعك عزيزي والى الامام دائما





      تحياتي

      لك التحية مقرونة بالشكر على هذا الإهتمام

      وأشكرك على تلك الملاحظات , فجميل أن نجد من يذكر لنا ملاحظاته

      ولايوجد عمل كامل مهما كان


      مشرفتي الفاضلة


      أكرر شكري وامتناني

      وارجو أن تكون وهة نظري واضحة و متقبلة


      أخيك :


      رسام الغرام
    • أختي الكريمة بنت الكويت ..

      شُكراً لك .. مرة أُخرى .

      الأخ العزيز / رسام ..

      حسب علمي اللغوي ../ أن ( قَعَدَ ) قُعوداً : أي جلس من قيام .. وفي التنزيل .. ( وقعد اللذين كذبوا على الله ورسوله ) وكذلك في هذه الاية ( ولا تقعُدوا بكل صِراط تُوعدون ) فإذا قلنا .. قعد المرتاح .. معنى أن أن المرتاح كان في وظيفة إسترخاء . وأقعد بالمكان .. أي أقام فيه . وقَعَدَ / قُعوداً ومقعداً .. أي كان واقفاً فجلس . فلو قُلنا أن فلاناً من الناس أقعد فلان. أي أجلسه أو جعله يقعُد .
      أما جلس جلوساً فهي ضِد قام .. فغذا قُلنا أجلس فلاناً فُلان . أي بمعنى مكّنه من الجلوس .. فلو قُلت أن رساماً جالسني البارحه .. يعني أن رسام جلس معي .. في جلستي البارحه .. والجلوس هو أن يضع الرجل مقعده في جلس من الارض .. أي في مكان يُمكن فيه الجلوس كالمكان المرتفع ( على سبيل المثال ) ومجلس القوم .. هو موضع الجلوس .

      على العُموم .. نشكر الاخ العزيز .. رسام على الاستفاده .. الذي دفعنا لنوضح بعض ما إعتورنا من حالة اللغة وتِسيارها .

      شاكرين لكم خالص قراءتكم لنا .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • أختي الكريمة بنت الكويت ..

      شُكراً لك .. مرة أُخرى .

      الأخ العزيز / رسام ..

      حسب علمي اللغوي ../ أن ( قَعَدَ ) قُعوداً : أي جلس من قيام .. وفي التنزيل .. ( وقعد اللذين كذبوا على الله ورسوله ) وكذلك في هذه الاية ( ولا تقعُدوا بكل صِراط تُوعدون ) فإذا قلنا .. قعد المرتاح .. معنى أن أن المرتاح كان في وظيفة إسترخاء . وأقعد بالمكان .. أي أقام فيه . وقَعَدَ / قُعوداً ومقعداً .. أي كان واقفاً فجلس . فلو قُلنا أن فلاناً من الناس أقعد فلان. أي أجلسه أو جعله يقعُد .
      أما جلس جلوساً فهي ضِد قام .. فغذا قُلنا أجلس فلاناً فُلان . أي بمعنى مكّنه من الجلوس .. فلو قُلت أن رساماً جالسني البارحه .. يعني أن رسام جلس معي .. في جلستي البارحه .. والجلوس هو أن يضع الرجل مقعده في جلس من الارض .. أي في مكان يُمكن فيه الجلوس كالمكان المرتفع ( على سبيل المثال ) ومجلس القوم .. هو موضع الجلوس .

      على العُموم .. نشكر الاخ العزيز .. رسام على الاستفاده .. الذي دفعنا لنوضح بعض ما إعتورنا من حالة اللغة وتِسيارها .

      شاكرين لكم خالص قراءتكم لنا


      أخي العزيز المرتاح :

      هذه المشاركة أسرتني كثيراً , منها نجني الفائدة , والمعاني التي غابت عن الكثيرين للأسف , وفعلاً كيفما تفضلت هناك فرق بين ( القعود والجلوس ) ويجب أن ننتبه لذلك .


      تقبل التحية


      رسام الغرام
    • المرتاح كتب:

      أختي الكريمة بنت الكويت ..

      شُكراً لك .. مرة أُخرى .

      الأخ العزيز / رسام ..

      حسب علمي اللغوي ../ أن ( قَعَدَ ) قُعوداً : أي جلس من قيام .. وفي التنزيل .. ( وقعد اللذين كذبوا على الله ورسوله ) وكذلك في هذه الاية ( ولا تقعُدوا بكل صِراط تُوعدون ) فإذا قلنا .. قعد المرتاح .. معنى أن أن المرتاح كان في وظيفة إسترخاء . وأقعد بالمكان .. أي أقام فيه . وقَعَدَ / قُعوداً ومقعداً .. أي كان واقفاً فجلس . فلو قُلنا أن فلاناً من الناس أقعد فلان. أي أجلسه أو جعله يقعُد .
      أما جلس جلوساً فهي ضِد قام .. فغذا قُلنا أجلس فلاناً فُلان . أي بمعنى مكّنه من الجلوس .. فلو قُلت أن رساماً جالسني البارحه .. يعني أن رسام جلس معي .. في جلستي البارحه .. والجلوس هو أن يضع الرجل مقعده في جلس من الارض .. أي في مكان يُمكن فيه الجلوس كالمكان المرتفع ( على سبيل المثال ) ومجلس القوم .. هو موضع الجلوس .

      على العُموم .. نشكر الاخ العزيز .. رسام على الاستفاده .. الذي دفعنا لنوضح بعض ما إعتورنا من حالة اللغة وتِسيارها .

      شاكرين لكم خالص قراءتكم لنا .


      أخي العزيز المرتاح


      لقد سعدت كثيراً بهذه الإضافة القيمة


      متمنياً لك المزيد من الرقي والتقدم


      أخي العزيز


      تقبل وافر التحية والإحترام


      دم بخير


      رسام الغرام
    • المرتاح كتب:

      أختي الكريمة بنت الكويت ..

      شُكراً لك .. مرة أُخرى .

      الأخ العزيز / رسام ..

      حسب علمي اللغوي ../ أن ( قَعَدَ ) قُعوداً : أي جلس من قيام .. وفي التنزيل .. ( وقعد اللذين كذبوا على الله ورسوله ) وكذلك في هذه الاية ( ولا تقعُدوا بكل صِراط تُوعدون ) فإذا قلنا .. قعد المرتاح .. معنى أن أن المرتاح كان في وظيفة إسترخاء . وأقعد بالمكان .. أي أقام فيه . وقَعَدَ / قُعوداً ومقعداً .. أي كان واقفاً فجلس . فلو قُلنا أن فلاناً من الناس أقعد فلان. أي أجلسه أو جعله يقعُد .
      أما جلس جلوساً فهي ضِد قام .. فغذا قُلنا أجلس فلاناً فُلان . أي بمعنى مكّنه من الجلوس .. فلو قُلت أن رساماً جالسني البارحه .. يعني أن رسام جلس معي .. في جلستي البارحه .. والجلوس هو أن يضع الرجل مقعده في جلس من الارض .. أي في مكان يُمكن فيه الجلوس كالمكان المرتفع ( على سبيل المثال ) ومجلس القوم .. هو موضع الجلوس .

      على العُموم .. نشكر الاخ العزيز .. رسام على الاستفاده .. الذي دفعنا لنوضح بعض ما إعتورنا من حالة اللغة وتِسيارها .

      شاكرين لكم خالص قراءتكم لنا .


      أخي العزيز المرتاح


      لقد سعدت كثيراً بهذه المشاركة الجلية


      وأثلجت صدري بهذه الإضافة القيمة


      أسأل الله لك الأجر عليها


      وأسأله سبحانه أن يعم الفائدة على الأعضاء


      تقبل التحية


      وموفور التقدير


      أخيك :


      رسام الغرام