واشنطن – – تقول صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية انه فور تسلم مختبر وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الصور التي بثتها المركبة الفضائية "كيوريوسيتي" اثر هبوطها بسلام على سطح كوكب المريخ، بدأت الوكالة عمليات البحث عن دلائل قد تفيد بوجود حياة على الكوكب الاحمر. جاء ذلك في تقرير لمراسلها سكوت غولد، هذا نصه:
"هبطت "كيوريوسيتي" وهي اكبر واحدث مركبة فضائية ارسلت الى كوكب آخر مساء امس الاحد بهدوء، وينتظر ان تبدأ البحث خلال السنتين المقبلتين عن مكونات الحياة – اي عن مؤشرات الى ان المخلوقات الارضية قد لا تكون الوحيدة في هذا الكون الواسع.
وقد امتلأت قاعة "مختبر الدفع النفاث" الاميركي في كافيادا فلينتريدج بالتصفيق، وشوهد المهندسون داخل قاعة مراقبة البعثة وهم يتعانقون ويبكون فرحاً. ونطق آل شين، وهو مهندس في فريق عبور المركبة "كيوريوسيتي" ونزولها وهبوطها، بالكلمات التي انتظر علماء الفضاء الاميركيون عشر سنوات لسماعها: "تأكد هبوط المركبة".
كان موقع الهبوط يبعد 154 مليون ميل عن مكان اطلاق المركبة، وهي مسافة كافية لجعل خطوات الهبوط التفصيلي للمركبة متتابعة اوتوماتيكيا. و"غابت" الارض تحت افق المريخ قبل الهبوط بوقت قصير، وهو ما جعل من المستحيل اجراء حتى اتصالات مباشرة متأخرة مع مركز مراقبة البعثة، وجعل التحقق من نهاية رحلة "كيوريوسيتي" امرا صعبا.
ظل المهندسون ينتطرون عبور القمر الاصطناعي "اوديسي" لنقل سلسلة من ثلاث رسائل بثتها "كيوريوسيتي". احداها تشير الى موقع الهبوط الوعر ومدى صعوبة الهبوط، واخرى تتحدث عن ان المركبة ساكنة بلا حراك، والثالثة تلمح الى انها تبث سيلا متواصلا من الاتصالات.
ولا ريب في ان نجاح مهمة "كيوريوسيتي" سيكون لحظة انتصار لوكالة "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" الذي يتولى الاشراف على البعثة اتي تكلفت 2.5 بليون دولار.
ومن المتوقع ان تؤدي هذه الرحلة الى تغيير تام في فهم كوكب المريخ، وان تجمع ادلة على ان المريخ قادر او كان قادرا على تنمية الحياة، وربما في شكل صغير للغاية.
كما ان من المتوقع ان تمهد المركبة الفضائية الطريق لخطوات مهمة في استكشاف العمق الفضائي، ويشمل ذلك احضار حجارة او تربة من المريخ الى الارض لمزيد من التحليل، وبالتالي للاستكشاف الانساني. ويهدف الرئيس الاميركي الى ارسال رواد فضاء الى المريخ في ثلاثينيات هذا القرن، وقال دون غرونسفيلد، الاداري المشارك في "ناسا"، امس الاحد ان الانسان قد يعيش يوما ما هناك ايضا.
وقال قبل عملية الهبوط "لقد استولت كيوريوسيتي على مشاعر العالم. ونحن على ابواب عمل شيء اعتقد انه سيكون عظيما بالنسبة للانسانية".
ويبلغ حجم "كيوريوسيتي" حجم سيارة صغيرة، وهي مختبر جيوكيميائي يعمل بالطاقة النووية على ست عجلات، ووزنها خمسة اضعاف المركبات السابقة الى المريخ وطولها ضعفاها. وهي مجهزة بطاقم كامل من المعدات القوية، بما فيها 17 آلة تصوير واجهزة استكشاف بالاشعة والليزر. وتستطيع المركبة ان تثقب الصخور وتستخلص العينات، وتسحبها الى مختبر كيميائي داخلها ومن ثم ارسال النتائج المختبرية الى المركز في الولايات المتحدة.
ويتوقع ان تستمر البعثة الاساسية سنة واحدة على الاقل بحساب المريخ، وهي تماثل 687 يوما ارضيا.
وكانت بعثات "ناسا" السابقة قد عثرت على ادلة بان المريخ، وهو الان كوكب بارد وجاف، كان اكثر دفئا وانه كان في الماضي يحتوي على مياه، لدرجة ان العلماء يصنفونه عل انه ابن عم الكرة الارضية في الفضاء. ذلك ان كل بيئة على الارض تحتوي على ماء سائل تنمو فيها الحياة ايضا. وستقوم "كيوريوسيتي" بالبحث عن مكونات اخرى لبناء الحياة، خاصة الجزيئات العضوية الحاملة للكربون.
وقال مايكل ماير، احد المسؤولين في برنامج استكشاف المريخ في وكالة "ناسا" انه "يبدو ان كوكب المريخ كان مأهولا. ولكن لا بد من الانطلاق اليه والبحث هناك، وكيوريوسيتي هي المركبة التي تستطيع ان تفعل ذلك".
ولعل اختيار موقع الهبوط كان اهم المسائل التي شغلت بال العلماء اضافة الى قرار ارسال المركبة الى المريخ أصلا.
لقد امضى علماء الفضاء خمس سنوات في نقاش حميم بالنسبة للموقع المفضل لديهم. وفي الصيف الماضي قررت "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" من بين 60 موقعا مقترحا ارسال كيوريوسيتي الى منطقة "غيل غريتر"، وهي حفرة جيولوجية عتيقة الى الجنوب من خط الاستواء، نشأت عندما اصطدم نيزك بكوكب المريخ قبل 3 بلايين سنة.
وكالة الفضاء الاميركية تبدأ فورا البحث عن الحياة على الكوكب الاحمر عقب هبوط مركبتها بسلام
واشنطن – – تقول صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية انه فور استلام مختبر وكالة الفضاء الاميركية "نانسا" للصور التي بثتها المركبة الفضائية "كيوريوسيتي" اثر هبوطها بسلام على سطح كوكب المريخ، بدأت الوكالة عمليات البحث عن دلائل تفيد بوجود حياة على الكوكب الاحمر، وقد جاء ذلك في تقرير اعده المحرر بالصحيفة سكوت غولد، هذا نصه:
هبطت "كيوريوسيتي" وهي اكبر واحدث مركبة فضائية ارسلت الى كوكب آخر مساء امس الاحد بهدوء، وينتظر ان تبدأ البحث لسنتين قادمتين عن مكونات الحياة – مؤشرات بان المخلوقات الارضية قد لا تكون الوحيدة في هذا الكون الواسع.
وقد امتلأت قاعة "مختبر الدفع النفاث" الاميركي في كافيادا فلينتريدج بالتصفيق، وشوهد المهندسون داخل قاعة مراقبة البعثة وهم يتعانقون ويبكون من فرط الفرح. قال آل شين، وهو مهندس بين فريق عبور المركبة "كيوريوسيتي" ونزولها وهبوطها، بالكلمات التي انتظر علماء الفضاء الاميركيون عشر سنوات لسماعها: "تأكد هبوط المركبة".
بينما صاح مهندس اخر "كررنا الحادثة مرة اخرى".
كان موقع الهبوط يبعد 154 مليون ميل عن الوطن الاميركي، وهي مسافة كافية لان تتم خطوات الهبوط التفصيلي للمركبة آليا. واعدت المنطقة الارضية تحت افق المريخ قبل الهبوط بوقت قصير، بحيث يجعل من المستحيل تأخير الاتصالات المباشرة مع مراقبة البعثة، وبالتالي يتم التحقق من نهاية رحلة "كيوريوسيتي".
ظل المهندسون ينتطرون عبور القمر الصناعي "اوديسي" لنقل سلسلة من ثلاث رسائل بثتها "كيوريوسيتي". احداها تشير الى موقع الهبوط الوعر ومدى صعوبة الهبوط، واخرى تتحدث عن ان المركبة ساكنة بلا حراك، والثالثة تلمح الى انها تبث سيلا متواصلا من الاتصالات.
ولا ريب في ان نجاح مهمة "كيوريوسيتي" سيكون لحظة انتصار لوكالة "نانسا" و"مختبر الدفع النفاث" الذي يتولى الاشراف على البعثة اتي تكلفت 2.5 بليون دولار.
*ومن المتوقع ان تؤدي هذه الرحلة الى تغيير تام في فهم كوكب المريخ، وان تجمع ادلة على ان المريخ قادر او كان قادرا على تنمية الحياة، وربما على شكل صغير للغاية.
كما ان من المتوقع ان تمهد المركبة الفضائية الطريق لخطوات مهمة في استكشاف العمق الفضائي، ويشمل ذلك احضار حجارة او تربة من المريخ الى الارض لمزيد من التحليل، وبالتالي للاستكشاف الانساني. ويهدف الرئيس الاميركي الى ارسال رواد فضاء الى المريخ في ثلاثينيات هذا القرن، وقال دون غرونسفيلد، الاداري المشارك في "ناسا"، امس الاحد ان الانسان قد يعيش يوما ما هناك ايضا.
وقال قبل عملية الهبوط "لقد استولت كيوريوسيتي على مشاعر العالم. ونحن على ابواب عمل شيء اعتقد انه سيكون عظيما بالنسبة للانسانية".
ويبلغ حجم "كيوريوسيتي" حجم سيارة صغيرة، وهي مختبر جيوكيميائي يعمل بالطاقة النووية على ست عجلات، ووزنها خمسة اضعاف المركبات السابقة الى المريخ وطولها ضعفاها. وهي مجهزة بطاقم كامل من المعدات القوية، بما فيها 17 آلة تصوير واجهزة استكشاف بالاشعة والليزر. وتستطيع المركبة ان تثقب الصخور وتستخلص العينات، وتسحبها الى مختبر كيميائي داخلها ومن ثم ارسال النتائج المختبرية الى المركز في الولايات المتحدة.
ويتوقع ان تستمر البعثة الاساسية سنة واحدة على الاقل بحساب المريخ، وهي تماثل 687 يوما ارضيا.
وكانت بعثات "ناسا" السابقة قد عثرت على ادلة بان المريخ، وهو الان كوكب بارد وجاف، كان اكثر دفئا وانه كان في الماضي يحتوي على مياه، لدرجة ان العلماء يصنفونه عل انه ابن عم الكرة الارضية في الفضاء. ذلك ان كل بيئة على الارض تحتوي على ماء سائل تنمو فيها الحياة ايضا. وستقوم "كيوريوسيتي" بالبحث عن مكونات اخرى لبناء الحياة، خاصة الجزيئات العضوية الحاملة للكربون.
وقال مايكل ماير، احد المسؤولين في برنامج استكشاف المريخ في وكالة "ناسا" انه "يبدو ان كوكب المريخ كان مأهولا. ولكن لا بد من الانطلاق اليه والبحث هناك، وكيوريوسيتي هي المركبة التي تستطيع ان تفعل ذلك".
ولعل اختيار موقع الهبوط كان اهم المسائل التي شغلت بال العلماء اضافة الى قرار ارسال المركبة الى المريخ أصلا.
لقد امضى علماء الفضاء خمس سنوات في نقاش حميم بالنسبة للموقع المفضل لديهم. وفي الصيف الماضي قررت "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" من بين 60 موقعا مقترحا ارسال كيوريوسيتي الى منطقة "غيل غريتر"، وهي حفرة جيولوجية عتيقة الى الجنوب من خط الاستواء، نشأت عندما اصطدم نيزك بكوكب المريخ قبل 3 بلايين سنة.
وقع الخيار على حفرة غيل بصورة رئيسة بسبب وجود جبل ضخم في وسطها. ويبلغ ارتفاع الجبل المسمى شارب، تكريما للعالم الجيولوجي المرموق روبرت فيليب شارب، ثلاثة اميال. وهذا يجعله اعلى من اي جبل من الجبال الـ"48 السفلى" في الولايات المتحدة واعلى من بعض اجزاء حافة الوهدة المحيطة بالجبل.
ووجدت مركبة الفضاء التي اطلقتها وكالة الفضاء الاميركية في 2005 للدوران حول المريخ واستطلاعه والمسماة "مارس ريكونيسنس اوربيتر" ان سفوح الجبل تحتوي على طبقات مميزة – صلصالية في الاسفل، ويبدو ان هذه من بقايا ماضي المريخ المائي، وطبقة كبريتات فوقها، ثم طبقات رمل وغبار على السطح.
ويعتقد علماء الفضاء ان جبل شارب يحتوي على سجل محفوظ لماضي المريخ، شبيه بالطريقة التي تقدم فيها سفوح الخانق العظيم "غراند كانيون" منظراً متعدد الطبقات لنشأة اميركا الشمالية.
وقال جون غروتزنغر، المحقق الرئيسي في "كيوريوسيتي" بينما كانت المركبة تستعد للهبوط في عطلة نهاية الاسبوع ان المركبة "ستكون قد بدأت حقبة تمثل بعداً جديداً تماماً في استكشاف الفضاء". واضاف ان ذلك البعد هو "بعد وقت عميق". اذ بدلاً من الحصول على لقطة لنقطة زمنية واحدة على المريخ، سيسمح الجبل للمركبة "كيوريوسيتي" بتكوين فهم لـ"مئات ملايين السنين، بل وحتى لمليارات السنين".
وستتسلق "كيوريوسيتي الجزء السفلي من الجبل للتحقيق في تكوين طبقات التربة.
وتركز جزء كبير من النقاش بشأن "كيوريوسيتي" خلال اقترابها من المريخ على مراحل هبوطها المتتالية المعقدة. ففي غضون دقائق من ليلة الاحد احتاجت المركبة لتغيير شكلها خمس مرات – مستخدمة مظلة هبوط ضخمة، ومحركات لعكس اتجاه الدفع وآلة تسمى "الرافعة الفضائية للوصول الى سطح المريخ.
وكان لهذا التتابع في مراحل الهبوط مزايا هائلة سمحت للعلماء بان يكونوا اكثر دقة في تحديد مكان هبوط "كيوريوسيتي".
ولان مكان الهبوط بعيد كل هذه المسافة، فان اي رسالة ترسل من المركبة يستغرق وصولها الى الارض 14 دقيقة. واستغرقت مراحل الهبوط سبع دقائق، وهو ما عنى انه بحلول الوقت الذي تلقى فيه العلماء رسالة بان المركبة قد دخلت الجو المريخي ليل الاحد، كان قد مضى على وجودها على سطح المريخ سبع دقائق. وسمت وكالة الفضاء الاميركية تلك الفترة بـ"دقائق الرعب السبع".
والآن يستطيع العلماء ان يسترخوا قليلاً. وسيستغرق التأكد من ان كل اجهزة "كيوريوسيتي" تعمل بصورة سليمة فترة اسابيع. وليس من المتوقع ان تبدأ المركبة التحرك قبل اوائل ايلول (سبتمبر) ثم من المرجح ان يبدأ اخذ عينات بعد اسابيع من ذلك. ومن المتوقع ان تبدأ "كيوريوسيتي" الحفر في الصخور في وقت لاحق من الخريف".
"هبطت "كيوريوسيتي" وهي اكبر واحدث مركبة فضائية ارسلت الى كوكب آخر مساء امس الاحد بهدوء، وينتظر ان تبدأ البحث خلال السنتين المقبلتين عن مكونات الحياة – اي عن مؤشرات الى ان المخلوقات الارضية قد لا تكون الوحيدة في هذا الكون الواسع.
وقد امتلأت قاعة "مختبر الدفع النفاث" الاميركي في كافيادا فلينتريدج بالتصفيق، وشوهد المهندسون داخل قاعة مراقبة البعثة وهم يتعانقون ويبكون فرحاً. ونطق آل شين، وهو مهندس في فريق عبور المركبة "كيوريوسيتي" ونزولها وهبوطها، بالكلمات التي انتظر علماء الفضاء الاميركيون عشر سنوات لسماعها: "تأكد هبوط المركبة".
كان موقع الهبوط يبعد 154 مليون ميل عن مكان اطلاق المركبة، وهي مسافة كافية لجعل خطوات الهبوط التفصيلي للمركبة متتابعة اوتوماتيكيا. و"غابت" الارض تحت افق المريخ قبل الهبوط بوقت قصير، وهو ما جعل من المستحيل اجراء حتى اتصالات مباشرة متأخرة مع مركز مراقبة البعثة، وجعل التحقق من نهاية رحلة "كيوريوسيتي" امرا صعبا.
ظل المهندسون ينتطرون عبور القمر الاصطناعي "اوديسي" لنقل سلسلة من ثلاث رسائل بثتها "كيوريوسيتي". احداها تشير الى موقع الهبوط الوعر ومدى صعوبة الهبوط، واخرى تتحدث عن ان المركبة ساكنة بلا حراك، والثالثة تلمح الى انها تبث سيلا متواصلا من الاتصالات.
ولا ريب في ان نجاح مهمة "كيوريوسيتي" سيكون لحظة انتصار لوكالة "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" الذي يتولى الاشراف على البعثة اتي تكلفت 2.5 بليون دولار.
ومن المتوقع ان تؤدي هذه الرحلة الى تغيير تام في فهم كوكب المريخ، وان تجمع ادلة على ان المريخ قادر او كان قادرا على تنمية الحياة، وربما في شكل صغير للغاية.
كما ان من المتوقع ان تمهد المركبة الفضائية الطريق لخطوات مهمة في استكشاف العمق الفضائي، ويشمل ذلك احضار حجارة او تربة من المريخ الى الارض لمزيد من التحليل، وبالتالي للاستكشاف الانساني. ويهدف الرئيس الاميركي الى ارسال رواد فضاء الى المريخ في ثلاثينيات هذا القرن، وقال دون غرونسفيلد، الاداري المشارك في "ناسا"، امس الاحد ان الانسان قد يعيش يوما ما هناك ايضا.
وقال قبل عملية الهبوط "لقد استولت كيوريوسيتي على مشاعر العالم. ونحن على ابواب عمل شيء اعتقد انه سيكون عظيما بالنسبة للانسانية".
ويبلغ حجم "كيوريوسيتي" حجم سيارة صغيرة، وهي مختبر جيوكيميائي يعمل بالطاقة النووية على ست عجلات، ووزنها خمسة اضعاف المركبات السابقة الى المريخ وطولها ضعفاها. وهي مجهزة بطاقم كامل من المعدات القوية، بما فيها 17 آلة تصوير واجهزة استكشاف بالاشعة والليزر. وتستطيع المركبة ان تثقب الصخور وتستخلص العينات، وتسحبها الى مختبر كيميائي داخلها ومن ثم ارسال النتائج المختبرية الى المركز في الولايات المتحدة.
ويتوقع ان تستمر البعثة الاساسية سنة واحدة على الاقل بحساب المريخ، وهي تماثل 687 يوما ارضيا.
وكانت بعثات "ناسا" السابقة قد عثرت على ادلة بان المريخ، وهو الان كوكب بارد وجاف، كان اكثر دفئا وانه كان في الماضي يحتوي على مياه، لدرجة ان العلماء يصنفونه عل انه ابن عم الكرة الارضية في الفضاء. ذلك ان كل بيئة على الارض تحتوي على ماء سائل تنمو فيها الحياة ايضا. وستقوم "كيوريوسيتي" بالبحث عن مكونات اخرى لبناء الحياة، خاصة الجزيئات العضوية الحاملة للكربون.
وقال مايكل ماير، احد المسؤولين في برنامج استكشاف المريخ في وكالة "ناسا" انه "يبدو ان كوكب المريخ كان مأهولا. ولكن لا بد من الانطلاق اليه والبحث هناك، وكيوريوسيتي هي المركبة التي تستطيع ان تفعل ذلك".
ولعل اختيار موقع الهبوط كان اهم المسائل التي شغلت بال العلماء اضافة الى قرار ارسال المركبة الى المريخ أصلا.
لقد امضى علماء الفضاء خمس سنوات في نقاش حميم بالنسبة للموقع المفضل لديهم. وفي الصيف الماضي قررت "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" من بين 60 موقعا مقترحا ارسال كيوريوسيتي الى منطقة "غيل غريتر"، وهي حفرة جيولوجية عتيقة الى الجنوب من خط الاستواء، نشأت عندما اصطدم نيزك بكوكب المريخ قبل 3 بلايين سنة.
وكالة الفضاء الاميركية تبدأ فورا البحث عن الحياة على الكوكب الاحمر عقب هبوط مركبتها بسلام
واشنطن – – تقول صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية انه فور استلام مختبر وكالة الفضاء الاميركية "نانسا" للصور التي بثتها المركبة الفضائية "كيوريوسيتي" اثر هبوطها بسلام على سطح كوكب المريخ، بدأت الوكالة عمليات البحث عن دلائل تفيد بوجود حياة على الكوكب الاحمر، وقد جاء ذلك في تقرير اعده المحرر بالصحيفة سكوت غولد، هذا نصه:
هبطت "كيوريوسيتي" وهي اكبر واحدث مركبة فضائية ارسلت الى كوكب آخر مساء امس الاحد بهدوء، وينتظر ان تبدأ البحث لسنتين قادمتين عن مكونات الحياة – مؤشرات بان المخلوقات الارضية قد لا تكون الوحيدة في هذا الكون الواسع.
وقد امتلأت قاعة "مختبر الدفع النفاث" الاميركي في كافيادا فلينتريدج بالتصفيق، وشوهد المهندسون داخل قاعة مراقبة البعثة وهم يتعانقون ويبكون من فرط الفرح. قال آل شين، وهو مهندس بين فريق عبور المركبة "كيوريوسيتي" ونزولها وهبوطها، بالكلمات التي انتظر علماء الفضاء الاميركيون عشر سنوات لسماعها: "تأكد هبوط المركبة".
بينما صاح مهندس اخر "كررنا الحادثة مرة اخرى".
كان موقع الهبوط يبعد 154 مليون ميل عن الوطن الاميركي، وهي مسافة كافية لان تتم خطوات الهبوط التفصيلي للمركبة آليا. واعدت المنطقة الارضية تحت افق المريخ قبل الهبوط بوقت قصير، بحيث يجعل من المستحيل تأخير الاتصالات المباشرة مع مراقبة البعثة، وبالتالي يتم التحقق من نهاية رحلة "كيوريوسيتي".
ظل المهندسون ينتطرون عبور القمر الصناعي "اوديسي" لنقل سلسلة من ثلاث رسائل بثتها "كيوريوسيتي". احداها تشير الى موقع الهبوط الوعر ومدى صعوبة الهبوط، واخرى تتحدث عن ان المركبة ساكنة بلا حراك، والثالثة تلمح الى انها تبث سيلا متواصلا من الاتصالات.
ولا ريب في ان نجاح مهمة "كيوريوسيتي" سيكون لحظة انتصار لوكالة "نانسا" و"مختبر الدفع النفاث" الذي يتولى الاشراف على البعثة اتي تكلفت 2.5 بليون دولار.
*ومن المتوقع ان تؤدي هذه الرحلة الى تغيير تام في فهم كوكب المريخ، وان تجمع ادلة على ان المريخ قادر او كان قادرا على تنمية الحياة، وربما على شكل صغير للغاية.
كما ان من المتوقع ان تمهد المركبة الفضائية الطريق لخطوات مهمة في استكشاف العمق الفضائي، ويشمل ذلك احضار حجارة او تربة من المريخ الى الارض لمزيد من التحليل، وبالتالي للاستكشاف الانساني. ويهدف الرئيس الاميركي الى ارسال رواد فضاء الى المريخ في ثلاثينيات هذا القرن، وقال دون غرونسفيلد، الاداري المشارك في "ناسا"، امس الاحد ان الانسان قد يعيش يوما ما هناك ايضا.
وقال قبل عملية الهبوط "لقد استولت كيوريوسيتي على مشاعر العالم. ونحن على ابواب عمل شيء اعتقد انه سيكون عظيما بالنسبة للانسانية".
ويبلغ حجم "كيوريوسيتي" حجم سيارة صغيرة، وهي مختبر جيوكيميائي يعمل بالطاقة النووية على ست عجلات، ووزنها خمسة اضعاف المركبات السابقة الى المريخ وطولها ضعفاها. وهي مجهزة بطاقم كامل من المعدات القوية، بما فيها 17 آلة تصوير واجهزة استكشاف بالاشعة والليزر. وتستطيع المركبة ان تثقب الصخور وتستخلص العينات، وتسحبها الى مختبر كيميائي داخلها ومن ثم ارسال النتائج المختبرية الى المركز في الولايات المتحدة.
ويتوقع ان تستمر البعثة الاساسية سنة واحدة على الاقل بحساب المريخ، وهي تماثل 687 يوما ارضيا.
وكانت بعثات "ناسا" السابقة قد عثرت على ادلة بان المريخ، وهو الان كوكب بارد وجاف، كان اكثر دفئا وانه كان في الماضي يحتوي على مياه، لدرجة ان العلماء يصنفونه عل انه ابن عم الكرة الارضية في الفضاء. ذلك ان كل بيئة على الارض تحتوي على ماء سائل تنمو فيها الحياة ايضا. وستقوم "كيوريوسيتي" بالبحث عن مكونات اخرى لبناء الحياة، خاصة الجزيئات العضوية الحاملة للكربون.
وقال مايكل ماير، احد المسؤولين في برنامج استكشاف المريخ في وكالة "ناسا" انه "يبدو ان كوكب المريخ كان مأهولا. ولكن لا بد من الانطلاق اليه والبحث هناك، وكيوريوسيتي هي المركبة التي تستطيع ان تفعل ذلك".
ولعل اختيار موقع الهبوط كان اهم المسائل التي شغلت بال العلماء اضافة الى قرار ارسال المركبة الى المريخ أصلا.
لقد امضى علماء الفضاء خمس سنوات في نقاش حميم بالنسبة للموقع المفضل لديهم. وفي الصيف الماضي قررت "ناسا" و"مختبر الدفع النفاث" من بين 60 موقعا مقترحا ارسال كيوريوسيتي الى منطقة "غيل غريتر"، وهي حفرة جيولوجية عتيقة الى الجنوب من خط الاستواء، نشأت عندما اصطدم نيزك بكوكب المريخ قبل 3 بلايين سنة.
وقع الخيار على حفرة غيل بصورة رئيسة بسبب وجود جبل ضخم في وسطها. ويبلغ ارتفاع الجبل المسمى شارب، تكريما للعالم الجيولوجي المرموق روبرت فيليب شارب، ثلاثة اميال. وهذا يجعله اعلى من اي جبل من الجبال الـ"48 السفلى" في الولايات المتحدة واعلى من بعض اجزاء حافة الوهدة المحيطة بالجبل.
ووجدت مركبة الفضاء التي اطلقتها وكالة الفضاء الاميركية في 2005 للدوران حول المريخ واستطلاعه والمسماة "مارس ريكونيسنس اوربيتر" ان سفوح الجبل تحتوي على طبقات مميزة – صلصالية في الاسفل، ويبدو ان هذه من بقايا ماضي المريخ المائي، وطبقة كبريتات فوقها، ثم طبقات رمل وغبار على السطح.
ويعتقد علماء الفضاء ان جبل شارب يحتوي على سجل محفوظ لماضي المريخ، شبيه بالطريقة التي تقدم فيها سفوح الخانق العظيم "غراند كانيون" منظراً متعدد الطبقات لنشأة اميركا الشمالية.
وقال جون غروتزنغر، المحقق الرئيسي في "كيوريوسيتي" بينما كانت المركبة تستعد للهبوط في عطلة نهاية الاسبوع ان المركبة "ستكون قد بدأت حقبة تمثل بعداً جديداً تماماً في استكشاف الفضاء". واضاف ان ذلك البعد هو "بعد وقت عميق". اذ بدلاً من الحصول على لقطة لنقطة زمنية واحدة على المريخ، سيسمح الجبل للمركبة "كيوريوسيتي" بتكوين فهم لـ"مئات ملايين السنين، بل وحتى لمليارات السنين".
وستتسلق "كيوريوسيتي الجزء السفلي من الجبل للتحقيق في تكوين طبقات التربة.
وتركز جزء كبير من النقاش بشأن "كيوريوسيتي" خلال اقترابها من المريخ على مراحل هبوطها المتتالية المعقدة. ففي غضون دقائق من ليلة الاحد احتاجت المركبة لتغيير شكلها خمس مرات – مستخدمة مظلة هبوط ضخمة، ومحركات لعكس اتجاه الدفع وآلة تسمى "الرافعة الفضائية للوصول الى سطح المريخ.
وكان لهذا التتابع في مراحل الهبوط مزايا هائلة سمحت للعلماء بان يكونوا اكثر دقة في تحديد مكان هبوط "كيوريوسيتي".
ولان مكان الهبوط بعيد كل هذه المسافة، فان اي رسالة ترسل من المركبة يستغرق وصولها الى الارض 14 دقيقة. واستغرقت مراحل الهبوط سبع دقائق، وهو ما عنى انه بحلول الوقت الذي تلقى فيه العلماء رسالة بان المركبة قد دخلت الجو المريخي ليل الاحد، كان قد مضى على وجودها على سطح المريخ سبع دقائق. وسمت وكالة الفضاء الاميركية تلك الفترة بـ"دقائق الرعب السبع".
والآن يستطيع العلماء ان يسترخوا قليلاً. وسيستغرق التأكد من ان كل اجهزة "كيوريوسيتي" تعمل بصورة سليمة فترة اسابيع. وليس من المتوقع ان تبدأ المركبة التحرك قبل اوائل ايلول (سبتمبر) ثم من المرجح ان يبدأ اخذ عينات بعد اسابيع من ذلك. ومن المتوقع ان تبدأ "كيوريوسيتي" الحفر في الصخور في وقت لاحق من الخريف".
