جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر بجامع السلطان تيمور بن فيصل أخبار عمان

    • جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر بجامع السلطان تيمور بن فيصل أخبار عمان

      خطبة العيد تؤكد على وجوب صون الدين في أزمنة الذات والمتغيرات -
      العمانية: احتفلت السلطنة أمس بأول أيام عيد الفطر السعيد حيث أدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صلاة عيد الفطر المبارك بجامع السلطان تيمور بن فيصل بالمعبيلة الجنوبية بولاية السيب بمحافظة مسقط.
      وأدى الصلاة بمعية جلالته صاحب السمو السيد شبيب بن تيمور آل سعيد مستشار جلالة السلطان للشؤون البيئية وصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ومعالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني ومعالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع ومعالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية ومعالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن علي الخليلي وزير العدل ومعالي نصر بن حمود بن أحمد الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني ومعالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي ومعالي الدكتور عمر بن عبدالمنعم الزواوي المستشار الخاص لجلالة السلطان للاتصالات الخارجية ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية ومعالي الفريق عبدالله بن راشد بن عبدالله الكلباني رئيس جهاز الأمن الداخلي ومعالي المهندس محسن بن محمد بن علي الشيخ مستشار بديوان البلاط السلطاني، ومعالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك والفريق الركن أحمد بن حارث بن ناصر النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة واللواء الركن سعيد بن ناصر بن سليمان السالمي قائد الجيش السلطاني العماني واللواء الركن طيار مطر بن علي بن مطر العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العماني واللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية واللواء الركن خليفة بن عبدالله بن سعيد الجنيبي قائد الحرس السلطاني العماني.
      وقد أم المصلين معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الذي ألقى خطبة عيد الفطر المبارك استهلها بالتهليل والتكبير والحمد لله عزَّ وجل على نعمائه.
      وقد بين معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية في مستهل خطبة العيد مخاطبا المسلمين "ان في فاتحة القرآن تحديد نهج العبادة والفكر والسلوك حيث المبدأ على الدوام - بسم الله الرحمن الرحيم ثم (الحمد لله رب العالمين) شكرًا على ما أنعم به من رحمة وتوفيق فيؤول المؤمنون الى (مالك يوم الدين) فتغمرهم رحمته ورضاه ثم تحديد مفصل العمل في (إياك نعبد) وهذا حق لله سبحانه (وإياك نستعين) وهذا حق العبد وواجبه في السعي والعمل في الدنيا فيدعو (اهدنا الصراط المستقيم) مستعينا بالله لبلوغ طريق الحق والاستقامة وبلوغ صراط النعمة والرحمة تسديدًا وتوفيقًا (صراط الذين أنعمت عليهم) من عباده العاملين في الحق (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) الذين يخالفون عن أمر الله تعالى ويعرضون عن أداء الواجب والحقوق.
      وقال معاليه: "إن هذا بيان دال على أمرين في حق الخلف والملك وفي الرحمة والتراحم فهو سبحانه الرحمن الرحيم الخبير بمصالح عباده وبما ييسر أمورهم وينجيهم بالإسعاد والتوفيق وأما الذين تتفرق بهم السبل فهم صنفان صنف يغضب ربه عزَّ وجل بظلم الناس وقهرهم ويجاهل حق الله وحق عباده وصنف بعيد عن العبادة ويعرض عن هداية الله جل وعلا".
      وأضاف معاليه: "إن حياة المسلم تدور بين طرفي الواجب التعبدي والواجب الإحساني أما الأول فهو حق خالص لله سبحانه على كل فرد وأما الثاني فهو ما يأتيه الانسان باختياره طوعًا في مجتمع يقتسم مع أفراده العيش والمسؤولية والأعمال الصالحة فيقوم بها قدر استطاعته وطموحه قاصدًا الأجر مستعينًا بربه فلذا يظل الإيمان بالله الواحد نقلة في صياغة الإنسان وتركيبته وتحريرًا له من الأشياء والأهواء فيكون مع التوحيد وحدة في الفكر والتصور والنظام حيث القوة والعزة والاطمئنان مع ارتباط الإيمان والعبادة بالطيبات والشكر عليها".
      وخاطب معاليه المسلمين مؤكدًا على أن أي عمل إنساني إن لم يقترن بالاستعانة بالله وبالتسديد منه معرض لوجهين من وجوه الخلل وجه الإصرار على العمل غير الصالح ووجه السير في سبل الاقتران والفتنة موضحًا ان الانحراف والضلال ليسا ناجمين فحسب عن إهمال الجانب التعبدي من الدين وإنما كذلك عن إهمال لجانب الاحتساب أو أدائه بطرائق خاطئة وعندها تحجب رحمة السماء أن تتنزل وبركات الأرض أن تفتح وان المخرج من ذلك في التزام الصراط المستقيم المعتمد على توفيق الله عزَّ وجل بأداء العبادات وفروض الأعيان والقيام بالاحتساب وفروض الكفاية.
      وقال معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي في خطبته: "ولئن كانت صحة العبادات بأدائها كما أمر الله ورسوله فان ميزان صحة فروض الكفايات التزامها بالمنظومة القيمية حيث المساواة والرحمة والكرامة والعدالة والتعارف والخير العام وكل إنسان يسعى ويعمل وبدوافع ذاتية في الغالب لكن الضرورة تقتضي إخضاع الخاص للعام الذي تسوده مفاهيم القيم والاخلاق والحرص على كرامة الذات وحقوق الآخرين".
      وأضاف معاليه: "إنه حين يفقه الافراد حدود الفرض الكفائي والعيني تتضح أمامهم السبل وتغلق أبواب الفتنة وترد كل مسألة إلى أصلها وأن شؤون الحياة كلها عبادة ان تحقق فيها أمران موافقة الحق وإخلاص النية فيرتبط هذان بحسن الأداء وحسن الخلق مستشهدًا معاليه بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: «على كل مسلم صدقة قالوا: فإن لم يجد قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قالوا: فان لم يستطع؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فان لم يفعل قال: فيأمر بالخير قالوا فان لم يفعل قال: فيمسك عن الشر فإنه له صدقة".
      وأكدت خطبة العيد "أن دين الله غالب وشريعته قائمة في الأنفس وأمتنا بحمد الله وشكره اليوم لا تشكو من تجاهل للجانب التعبدي في علاقتها بالله تعالى بقدر بلاء الفرقة والتحزب في علائق العباد وإرادة مغالبة الشأن العام باسم الدين وتسخيره لأغراض دنيوية وحزبية وهذا من الخطأ في الفهم والتقدير ومسيء لفروض الأعيان وفروض الكفاية على حد سواء وإنه من الواجب علينا جميعًا صون الدين على اعرافه المستقرة وحفظ صفائه ونقائه وحماية الدين في أزمنة الذات والمتغيرات من أجل وحدة المجتمع وفلاحه وسلوك الصراط المستقيم وما ترسمه سورة الفاتحة بين إياك نعبد وإياك نستعين هو النهج الذي يقيم توازنًا مهديًا بين حقوق الله وحقوق عباده مستدلاً معاليه بالآية القرآنية الكريمة: (قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير). وفي ختام خطبة عيد الفطر المبارك توجه معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية إلى الله العلي القدير بالدعاء بأن ينعم على عباده بالعطاء والرزق الطيب المبارك وان يحبب الخير إلينا ويجنبنا كل مكروه وأن يؤيد سلطاننا بنور حكمته وأن يسدد خطاه بسنا توفيقه وأن يحفظه لنا بعين رعايته وأن يعز حوله بتأييد وقوة منه سبحانه وأن يجعل عمان بلد الأمن والأمان والسلم والاطمئنان ولا يطيع فينا عدوًا حاسدًا وأن يديم نعمته سبحانه وألا يقطع عنا فضله وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
      كما دعا الله أن يحفظ بلاد المسلمين وأن يوحد كلمتهم وأن يبارك في أرزاقهم وأن يجعل بيوتهم آمنة مطمئنة.
      وعقب الصلاة تقبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك من عدد من أصحاب السمو والمعالي والقادة العسكريين.
      ولدى خروج جلالة عاهل البلاد المفدى من الجامع أطلقت مدفعية سلطان عمان إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته بهذه المناسبة المباركة.
      بعد ذلك غادر موكب جلالة السلطان المعظم في حفظ الله ورعايته وسط دعوات أبناء شعبه الوفي بأن يحفظه وأن يبارك في أعياده وأن يعيد على جلالته المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.
      تم بحمد الله وتوفيقه مؤخرًا الانتهاء من بناء مشروع جامع السلطان تيمور بن فيصل بالمعبيلة الجنوبية بولاية السيب بمحافظة مسقط والذي أصبح أحد المعالم البارزة بهذه الولاية.
      ويعد جامع السلطان تيمور بن فيصل ضمن مجموعة كبيرة من الجوامع التي أمر بتشييدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في كافة أرجاء السلطنة تسهيلاً للمواطنين والمقيمين على أداء شعائر الدين الحنيف.
      وتصميم هذا الجامع مستوحى من تصاميم الجوامع التي تم تشييدها في القرن السادس عشر خلال الحقبة المغولية وينقسم الجامع إلى ثلاثة أقسام رئيسية تشمل المجلس العام في جهة الشرق وقاعة الصلاة الرئيسية الموجودة بالجانب الغربي وممر الأعمدة الذي بيَّن المجلس والقاعة الرئيسية.
      ومن المعالم الرئيسية التي ينفرد بها هذا الجامع القباب الثلاث بصلية الشكل الموجودة فوق قاعة الصلاة الرئيسية والمدخل المؤدي إلى قاعة الصلاة الرئيسية والصحن ويتزين المدخل المقنطر بنقوش تعكس النمط المعماري للجوامع المغولية في آسيا.
      وتبلغ أبعاد صحن الجامع 26 مترًا في 30 مترًا ويمكن الدخول اليه من بوابتين إحداهما بالجانب الشمالي والأخرى بالجانب الجنوبي كما أن هناك مدخلا من الصحن يؤدي الى قاعة الصلاة الرئيسية وينفرد كل من المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي إلى الصحن بسقف دائري على شكل قبة مزخرف بالفسيفساء على شكل نقوش هندسية وزهرية إسلامية.
      كما تبلغ أبعاد قاعة الصلاة الرئيسية 38.8 متر في 30 مترا وتتسع لحوالي 1550 مصليا ويمكن الدخول الى القاعة من المدخل الشرقي بالصحن وأيضا من خلال أعمدة رائعة من ناحية الشمال وآخر من ناحية الجنوب.
      ويوجد أعلى قاعة الصلاة الرئيسية ثلاث قباب بصلية الشكل عبارة عن قبة رئيسية بارتفاع 30 مترا وقبتين آخريين بارتفاع 26 مترا لكل منهما، وهذه القباب تعكس مفردات فنون العمارة المغولية السائدة في القرن السادس عشر وهي مكسوة بالرخام والفسيفساء على الطراز الإسلامي ويقع على أجنابها من الأعلى مئذنتان بشكل مخروطي بارتفاع 52 مترا مع قاعدة ثمانية الأضلاع.
      وقاعة الصلاة الرئيسية مكسوة بالرخام وأعمال الجبس الزخرفية على الجدران والتكسية بالالواح الرخامية المزخرفة بنقوش ملونة في حين أن أعمال الجبس تحيط بالنوافذ العالية التي تعطي وفرة من الضوء الطبيعي، وقد تمت تكسية النوافذ بمشربيات مثبتة بالخارج ومصممة بحيث تمنع التوهج الناجم عن الأشعة المباشرة للشمس.
      وقد تم تزيين الرخام بأعمال حفر بتصاميم فريدة وألوان مختلفة عبارة عن رسومات زهرية دقيقة تعكس الطراز الاسلامي في الزخارف المعمارية. كما أن المنبر والأعمدة تعكس أعمال النقش المعقدة على الرخام خلال الحقبة المغولية والسقف يجمع بين القباب والأسقف المسطحة وهي تعكس الأعمال المستوحاة من فنون العمارة المغولية.