العيدية وسباق العرضة والتنور أبرز ملامح العيد في ولاية منح -
منح - هلال السليماني:-- مع إشراقة أيام عيد الفطر السعيد ترى الجميع وهم يرتدون الملابس التقليدية العمانية الدشداشة والمصر والخنجر العماني والذي يحافظ عليه الرجال سواء من كبار السن او الشباب وتقضي الأسر أوقاتا احتفالية جميلة فرحة بهذه المناسبة الجليلة بعد أن أدوا صيام شهر رمضان المبارك.
حيث يخرج الكبار باكرا منذ الساعات الأولى ينتشرون لأداء زكاة الفطر ثم تناول العرسية مع الأقارب والجيران وتقدم (العرسية) بطرق مختلفة فبعضها تقدم مع السمن فقط وبعضها مع (الترشة) وهي مكونة من الزبيب والسكر.والبعض الآخر يعد وجبة الهريس ثم التوجه بعد ذلك لأداء صلاة العيد فيما يسمى بالمخرج والمعروف هنا (بباب لجزير) والمخرج هو مكان بالقرب من مصلى العيد يكون ساحة لوجود النساء والأطفال الذين أتوا خلف الرجال لانتظارهم حتى الانتهاء من الصلاة للمشاركة في أفراح العيد، وفي الوقت ذاته هناك مجموعة من العاب الأطفال قد عرضت في ساحة (المخرج) ويتهافت الأطفال على شرائها ابتهاجا بالعيد.
فبعد انتهاء الصلاة وتبادل التهاني طبعا هناك عروض للفروسية تقدمها جمعية فرسان البشائر التابعة لنادي البشائر بولاية منح فتبدأ العروض بركضة العرضة للخيل تصاحبها أصوات وأهازيج تؤديها فرقة الفنون التقليدية المغناة من خلال تقديم مجموعة من ألوان الفنون أبرزها فن حيروب الخيل وهو فن يصاحب ركضة الخيل التي تمتد لفترة يعقبها السباق الذي يحرص على مشاهدته الصغير والكبير لأنه يمثل قمة المهارة في فنون الفروسية فمنهم من يتسابق واقفا وهذه بطبيعة الحال مغامرة لا يقدر على أدائها إلا المهرة من الفرسان، تواصل فرقة الفنون تقديم أهازيجها المصاحبة لإيقاعات الطبل ومن ثم يتوجهون مشيا برزحة تسمى فن القصافية وصولا إلى سوق ولاية منح بعدها يتجه الناس إلى قراهم بعد أن تجمعوا التجمع الأكبر في يوم العيد بحضور الصغار والكبار من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ تتواصل أفراح العيد بعد ذلك في قرى الولاية حيث يتوجه الأهالي في المجالس العامة لاستكمال تبادل التهاني هنا تحديدا في قرية معمد يتجمع الأهالي في السبلة للتحية وتناول الحلوى العمانية والمكوث للحظات حتى يستكمل تواصل وفود المهنئين بالعيد السعيد يحضر الصغار والكبار هنا لينال الأطفال نصيهم من العيدية التي يحرص الكبار على تقديمها ليبثوا الفرح في قلوب الصغار الذي يتسابقون لأخذ العيدية ثم التوجه إلى العيود وهو مكان تعرض فيه مجموعة كبيرة من الالعاب والكماليات التي يحبها ويقبل عليها الاطفال بعد ان يكون معظمهم قد استلم العيدية من الاقارب والجيران فتجدهم فرحين بالذهاب الى العيود برفقة اخوانهم الكبار وشراء مايحتاجونه من العاب ولشراء ألوان من الحلويات وغيرها بينما يتفرغ الكبار لزيارة أقاربهم والسلام على المرضى والعجزة في بيوتهم ممن لم يتمكنوا من الحضور إلى السبلة وبعدها مباشرة تبدأ المرحلة الثانية في اليوم الأول وهو ذبح الأضاحي. طبعا الأهالي يحرصون على التضحية سواء في عيد الفطر أو الأضحى غالبا في عيد الفطر يكتفون بذبح الأغنام بينما يكثر ذبح الأبقار في عيد الأضحى ثم تتواصل أعمال تجهيز الذبائح والشواء والمشاكيك.
تختلف بعض مظاهر العيد من منطقة إلى اخرى في ولاية منح حيث ان هناك البعض من الأسر تقوم بذبح الأضاحي في اليوم الأول من العيد والبعض في اليوم الثاني كما أن بعضهم يقوم بدفن التنور منذ اليوم الأول ثم يقومون بتجهيز اللحوم والمشاكيك والشواء ويأخذون في هذا وقتا حتى صلاة الظهر حيث يقومون بتناول الغداء مع بعضهم البعض وبعدها يستأنفون إعداد المشاكيك والتي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين خاصة اذا كانت كميات اللحوم كبيرة كما ان الشواء وتجهيزه يحتاج أيضا إلى طريقة خاصة للتجهيز قبل أن يوضع في المكان المخصص له وهو التنور بعد اضافة البهارات الخاصة بالشواء يوضع اللحم في أدوات خاصة مصنوعة من سعف النخيل ثم توضع فواصل من ورق الموز الأخضر لحمايته من الاحتراق ثم يضع في الخصفة ويثبت بالسعف الأخضر الصغير وتوضع علامة مميزة له حتى لايختلط بشواء الآخرين ثم يرمى في حفرة التنور التي اعدت خصيصا لاعداد هذه الوجبة، ثم تغطى الحفرة باحكام شديد حتى لا يتسرب الدخان الى الخارج، وفي اليوم التالي يستخرج (الشواء) ليكون وجبة شهية لذيذة. وفي ثاني ايام العيد تكون الوجبة المتعارف عليها بين أفراد الأسرة بولاية منح تسمى (المقلي) أو يوم المشاكيك ويتم الاستعدادا له مسبقا حيث توضع قطع اللحم في المشكاك وهو من سعف النخيل (الزور) بعد بريه ثم إضافة التبزيرة على لحم المشكاك لإعطاء النكهة الطيبة. وفي عصر اليوم الثاني من أيام العيد السعيد في ولاية منح يقام ما يسمى بالقصبة وفيها يتم تقديم الأهازيج والفنون التقليدية مع عروض للفروسية إلى جانب العيود مع حضور كثيف من الصغار والكبار الرجال والنساء وما يميز العيد في ولاية منح منذ ثالث أيام العيد وهو يوم الشواء حيث يستخرج الشواء قبل الظهر في احتفالية يشارك فيها الصغار والكبار وهم يرددون بعض الأهازيج ثم يتجمع الأقارب في منزل واحد يتناولون فيه الغداء وتتواصل هذه العادة حتى انتهاء إجازة العيد، وتعتبر الحلوى العمانية من الصناعات التي توارثها الآباء عن الأجداد والتي لا يزال الأبناء يتعلمون فنون صناعتها وإعدادها من آبائهم وهي ومنذ القدم أحد مصادر الرزق الطيب للعاملين بصناعتها. وفي منح وكما هي العادة في مختلف المناسبات وخاصة أيام الأعياد كعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك فان الحلوى العمانية ضيف دائم على الموائد المختلفة كونها صناعة تقليدية وصلت شهرتها مختلف دول العالم نظرا لمذاقها الطيب ودقة صناعتها والتي تحتاج إلى أياد ماهرة وذات خبرة لإجادة صناعتها وإتقانها حسب أنواعها المختلفة فمنها البيضاء غير المزعفرة ومنها الحلوى الصفراء المزعفرة والحلوى الحمراء التي يضاف إليها السكر الأحمر بدلا من السكر الأبيض ومنها الحلوى السوداء.
يعتبر فن العازي أحد الفنون المكملة لفن الرزحة وبعد مسير طويل من مصلى العيد باتجاه السبلة يتوقف الجميع في شكل دائرة كبيرة وفي داخل الدائرة يقف أحد الرجال ماسكا بإحدى يديه السيف العماني الأصيل وفي اليد الأخرى الصفيحة الواقية (الترس) ثم يتحرك على شكل دائرة مرددا كلمات العازي المعبرة عن المناسبة ويردد الجميع وراءه صيغة العازي المعروفة وفي الوقت ذاته تتحرك خلفه مجموعة من الرجال يطلقون الرصاصات عقب كل جملة مؤيدين كلام زيارة الأرحام والأصدقاء.
.. والعيود والوجبات التقليدية من مظاهر العيد بنزوى
نزوى - أحمد الكندي :-- للعيد فرحة وذكريات وتقاليد ربما تختلف في شكلها ولكن تتشابه في مضمونها حيث تتفرد كل ولاية من ولايات السلطنة بأسلوبها في الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع وتسعى كل محافظات السلطنة على الحفاظ على هذه الموروثات من خلال إحياء هذه العادات ومحاولة تأصيلها في نفوس الصغار لتظل مستمرة سنوات طويلة إرثاً تاريخياً تتميز به السلطنة.
وفي نزوى كما في سائر الولايات للعيد فرحة وتقاليد متنوعة يحرص الجميع على التمسك بها حيث تأصلت هذه العادات والتقاليد الحميدة بين الجميع صغارا وكبارا وتعتمد على المودة والتراحم والصفاء بين الجميع، ونظراً لأهميتها في توطيد أواصر الصداقة والمحبة فإن الزيارات بين الأهل والأقارب من أهم ما يحرص عليه أبناء الولاية حيث يتجمع الصغار والكبار على مائدة الإفطار في أول أيام العيد ويتناولون القهوة والحلوى العمانية بالإضافة إلى تجاذب أطراف الأحاديث كما يتم توزيع الهدايا والعيود على الاطفال الذين ترتسم الفرحة على وجوههم وهم يلبسون الملابس العمانية الجديدة الزاهية والمطرزة بالسعادة والبهجة، كما تعتبر ساحات العيود متنفساً للصغار والكبار لشراء احتياجاتهم من اللعب والحلويات والمكسرات، مع قيام فرق الفنون التقليدية بتقديم الأهازيج والرزحات الشعبية العمانية الخاصة بالعيد السعيد حيث يحرص الشباب على الحفاظ عليها والمشاركة فيها لغرسها في نفوس العمانيين باعتبارها إرثاً يجب الحفاظ عليه.
وجبات تقليدية
وبالنسبة للوجبات العمانية التقليدية التي يتم تجهيزها خصيصاً في أيام الأعياد فإن أبناء الولاية يتفنّون فيها حيث يتم تجهيز لحم الذبائح بأصناف عديدة تبدأ في اليوم الأول بوجبة اللحم المقلي بالبهارات العمانية الذي يقدّم مع الخبز العماني والعسل ، بينما يشهد اليوم الثاني من أيام العيد المبارك تجهيز المشاكيك العمانية التقليدية ليتم تناولها في وجبة الغداء حيث يتنوع أسلوب عمل المشاكيك فمنهم من يفضلها في التنور الصغير المصنوع من الفخار أو الخرسانة المخصص لهذه المناسبة حيث يتم تتبيلها بخلطات خاصة ومن ثم تربيطها في حزم حسب العدد ويشترك مجموعة من الجيران في هذه العملية حيث يتم إيقاد التنور بخشب السمر ومن ثم رميها لمدة ساعتين لتنضج بفضل البخار وهناك من يحبذ أكلها مشوية على الفحم كذلك هناك ما يسمى «المضبي» وبدأ في الآونة الأخيرة قيام البعض بطهي المشاكيك في قدور الضغط لتنضج بالبخار وكلها طرق تؤدي في النهاية بهذه المشاكيك إلى البطون، كما تعتبر وجبة الشواء من الوجبات المهمة حيث يثم تجهيز خلطة (التبزيرة) قبل العيد من خلال خلط الخل مع الثوم وبعض البهارات والفلفل وتتبيل اللحم بها وتغليفه بأوراق الموز أو الألمونيوم ومن ثم وضعه في الخصفة التي يتم إحكام ربطها لرميها في التنور العام ومن ثم استخراجها في اليوم الثالث كما تتواصل خلال ايام العيد الاحتفالات بإقامة العيود خلال الفترة المسائية مصحوبا بتقديم فرق الفنون التقليدية لأهازيجها ورقصاتها المعبرة عن الفرحة بهذه المناسبة.
.. وتفاعل وحضور كبير يشهده احتفال العيود بشمال الشرقية
كتب ـ حمود بن سالم الريامي:-- بهدف رسم الفرحة على وجوه الافراح وكعادته السنوية أقام نادي الاتفاق الرياضي بشمال الشرقية بالتعاون مع بلدية القابل احتفال العيود للأطفال وذلك مساء أمس الأول ثاني أيام عيد الفطر السعيد بحديقة السلام العامة وقد قام بتنظيم الاحتفال مؤسسة المخيني لتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وقد قام بتقديم الحفل الفنان محمد المخيني حيث حضر الاحتفال عدد كبير من الأسر والأطفال من ولايات إبراء والقابل وبدية ودماء والطائيين والمضيبي وغيرها من الولايات المجاورة ، حيث اشتملت الاحتفالية على عدد من المسابقات المسلية للأطفال كما وجد عدد من الشخصيات الكرتونية لإضفاء الفرح والسرور على قلوب الأطفال وقد تنوعت المسابقات بين الترفيهية والذهنية تفاعل معها الحضور بصورة كبيرة، ومن بين العروض الجميلة التي أدهشت الحضور تواجد الساحر الهندي الذي قدم عددا من العروض المبهرة بحركة وخفة متناهية امتعت جميع من حضر للمشاركة في احتفالية العيود.
وأشار عبدالله بن حمد الحارثي رئيس نادي الاتفاق الرياضي: إلى أن عيود هذا العام أثبت نجاحه الكبير للسنة الرابعة على التوالي من حيث الحضور، وأيضا التنظيم الجيد الذي تولته شركة المخيني لتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وبالتعاون مع بلدية القابل الذي لها كل الشكر والتقدير وفي الحقيقة نحن نحاول ان نفعل جميع الانشطة والفعاليات الاجتماعية بهدف إشراك أكبر شريحة من المجتمع لرسم الابتسامة على محيا جميع ابنائنا الاطفال وكما لاحظتم ان العيود لم يقتصر على الاطفال فقط بل شاركت الامهات والفتيان والفتيات ونأمل ان نوفق بصورة أجمل في العيود القادم وكل الشكر لجميع من ساهم في إنجاح العيود وكل عام والجميع بخير.
من جانب اخر عبر عدد من الاطفال عن فرحتهم الكبيرة بهذه المناسبة العظيمة وإعجابهم بعيود هذا العام عن سابقيه من خلال تنوع العروض وشموليتها والتفاعل الكبير الذي كان حاضرا هذا العام خصوصا وان جميع الاطفال حصلوا على نصيبهم من الهدايا والعيدية وقدموا شكرهم وامتنانهم لنادي الاتفاق الرياضي وبلدية القابل.
تجمع الجيران مع بعضهم أهم العادات -
العيد في الخابورة يتوشح ثوب التراث الأصيل
الخابورة - حمد بن سعيد المقبالي:-- تزخر ولاية الخابورة بمنطقة الباطنة بموروث عماني أصيل شأنها شأن باقي البلدان والحواضر العمانية والتي قد تتشابه في مظاهرها وعاداتها ومع أفراح العيد والاحتفاء به يحرص الأهالي في الولاية على المحافظة على الموروث الذي ورثوه من الآباء والأجداد منذ القدم.
ففي اليوم الأول وبعد أداء صلاة العيد يتبادل الجميع التهاني وتصفو النفوس في تواد وحب ويقوم الجميع بزيارة الأرحام وكبار السن وللعيد نكهة فريدة في السلطنة حيث يجتمع الأهالي والجيران مع بعضهم في بيت محدد من قبل الجيران ويحضر الجميع كل ما عندهم من الموائد التي تقدم في العيد مثل التنور أو المقلاي أو المكبوس أو القهوة العمانية المعروفة كما يحرصون أيضا على التواصل مع الأهل والجيران والزيارات بين أبناء البلدة أو القرية أو الحارة أو المنطقة وهذه سمة مميزة في المجتمع العماني لا يزال الجميع يحافظ عليها.
منح - هلال السليماني:-- مع إشراقة أيام عيد الفطر السعيد ترى الجميع وهم يرتدون الملابس التقليدية العمانية الدشداشة والمصر والخنجر العماني والذي يحافظ عليه الرجال سواء من كبار السن او الشباب وتقضي الأسر أوقاتا احتفالية جميلة فرحة بهذه المناسبة الجليلة بعد أن أدوا صيام شهر رمضان المبارك.
حيث يخرج الكبار باكرا منذ الساعات الأولى ينتشرون لأداء زكاة الفطر ثم تناول العرسية مع الأقارب والجيران وتقدم (العرسية) بطرق مختلفة فبعضها تقدم مع السمن فقط وبعضها مع (الترشة) وهي مكونة من الزبيب والسكر.والبعض الآخر يعد وجبة الهريس ثم التوجه بعد ذلك لأداء صلاة العيد فيما يسمى بالمخرج والمعروف هنا (بباب لجزير) والمخرج هو مكان بالقرب من مصلى العيد يكون ساحة لوجود النساء والأطفال الذين أتوا خلف الرجال لانتظارهم حتى الانتهاء من الصلاة للمشاركة في أفراح العيد، وفي الوقت ذاته هناك مجموعة من العاب الأطفال قد عرضت في ساحة (المخرج) ويتهافت الأطفال على شرائها ابتهاجا بالعيد.
فبعد انتهاء الصلاة وتبادل التهاني طبعا هناك عروض للفروسية تقدمها جمعية فرسان البشائر التابعة لنادي البشائر بولاية منح فتبدأ العروض بركضة العرضة للخيل تصاحبها أصوات وأهازيج تؤديها فرقة الفنون التقليدية المغناة من خلال تقديم مجموعة من ألوان الفنون أبرزها فن حيروب الخيل وهو فن يصاحب ركضة الخيل التي تمتد لفترة يعقبها السباق الذي يحرص على مشاهدته الصغير والكبير لأنه يمثل قمة المهارة في فنون الفروسية فمنهم من يتسابق واقفا وهذه بطبيعة الحال مغامرة لا يقدر على أدائها إلا المهرة من الفرسان، تواصل فرقة الفنون تقديم أهازيجها المصاحبة لإيقاعات الطبل ومن ثم يتوجهون مشيا برزحة تسمى فن القصافية وصولا إلى سوق ولاية منح بعدها يتجه الناس إلى قراهم بعد أن تجمعوا التجمع الأكبر في يوم العيد بحضور الصغار والكبار من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ تتواصل أفراح العيد بعد ذلك في قرى الولاية حيث يتوجه الأهالي في المجالس العامة لاستكمال تبادل التهاني هنا تحديدا في قرية معمد يتجمع الأهالي في السبلة للتحية وتناول الحلوى العمانية والمكوث للحظات حتى يستكمل تواصل وفود المهنئين بالعيد السعيد يحضر الصغار والكبار هنا لينال الأطفال نصيهم من العيدية التي يحرص الكبار على تقديمها ليبثوا الفرح في قلوب الصغار الذي يتسابقون لأخذ العيدية ثم التوجه إلى العيود وهو مكان تعرض فيه مجموعة كبيرة من الالعاب والكماليات التي يحبها ويقبل عليها الاطفال بعد ان يكون معظمهم قد استلم العيدية من الاقارب والجيران فتجدهم فرحين بالذهاب الى العيود برفقة اخوانهم الكبار وشراء مايحتاجونه من العاب ولشراء ألوان من الحلويات وغيرها بينما يتفرغ الكبار لزيارة أقاربهم والسلام على المرضى والعجزة في بيوتهم ممن لم يتمكنوا من الحضور إلى السبلة وبعدها مباشرة تبدأ المرحلة الثانية في اليوم الأول وهو ذبح الأضاحي. طبعا الأهالي يحرصون على التضحية سواء في عيد الفطر أو الأضحى غالبا في عيد الفطر يكتفون بذبح الأغنام بينما يكثر ذبح الأبقار في عيد الأضحى ثم تتواصل أعمال تجهيز الذبائح والشواء والمشاكيك.
تختلف بعض مظاهر العيد من منطقة إلى اخرى في ولاية منح حيث ان هناك البعض من الأسر تقوم بذبح الأضاحي في اليوم الأول من العيد والبعض في اليوم الثاني كما أن بعضهم يقوم بدفن التنور منذ اليوم الأول ثم يقومون بتجهيز اللحوم والمشاكيك والشواء ويأخذون في هذا وقتا حتى صلاة الظهر حيث يقومون بتناول الغداء مع بعضهم البعض وبعدها يستأنفون إعداد المشاكيك والتي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين خاصة اذا كانت كميات اللحوم كبيرة كما ان الشواء وتجهيزه يحتاج أيضا إلى طريقة خاصة للتجهيز قبل أن يوضع في المكان المخصص له وهو التنور بعد اضافة البهارات الخاصة بالشواء يوضع اللحم في أدوات خاصة مصنوعة من سعف النخيل ثم توضع فواصل من ورق الموز الأخضر لحمايته من الاحتراق ثم يضع في الخصفة ويثبت بالسعف الأخضر الصغير وتوضع علامة مميزة له حتى لايختلط بشواء الآخرين ثم يرمى في حفرة التنور التي اعدت خصيصا لاعداد هذه الوجبة، ثم تغطى الحفرة باحكام شديد حتى لا يتسرب الدخان الى الخارج، وفي اليوم التالي يستخرج (الشواء) ليكون وجبة شهية لذيذة. وفي ثاني ايام العيد تكون الوجبة المتعارف عليها بين أفراد الأسرة بولاية منح تسمى (المقلي) أو يوم المشاكيك ويتم الاستعدادا له مسبقا حيث توضع قطع اللحم في المشكاك وهو من سعف النخيل (الزور) بعد بريه ثم إضافة التبزيرة على لحم المشكاك لإعطاء النكهة الطيبة. وفي عصر اليوم الثاني من أيام العيد السعيد في ولاية منح يقام ما يسمى بالقصبة وفيها يتم تقديم الأهازيج والفنون التقليدية مع عروض للفروسية إلى جانب العيود مع حضور كثيف من الصغار والكبار الرجال والنساء وما يميز العيد في ولاية منح منذ ثالث أيام العيد وهو يوم الشواء حيث يستخرج الشواء قبل الظهر في احتفالية يشارك فيها الصغار والكبار وهم يرددون بعض الأهازيج ثم يتجمع الأقارب في منزل واحد يتناولون فيه الغداء وتتواصل هذه العادة حتى انتهاء إجازة العيد، وتعتبر الحلوى العمانية من الصناعات التي توارثها الآباء عن الأجداد والتي لا يزال الأبناء يتعلمون فنون صناعتها وإعدادها من آبائهم وهي ومنذ القدم أحد مصادر الرزق الطيب للعاملين بصناعتها. وفي منح وكما هي العادة في مختلف المناسبات وخاصة أيام الأعياد كعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك فان الحلوى العمانية ضيف دائم على الموائد المختلفة كونها صناعة تقليدية وصلت شهرتها مختلف دول العالم نظرا لمذاقها الطيب ودقة صناعتها والتي تحتاج إلى أياد ماهرة وذات خبرة لإجادة صناعتها وإتقانها حسب أنواعها المختلفة فمنها البيضاء غير المزعفرة ومنها الحلوى الصفراء المزعفرة والحلوى الحمراء التي يضاف إليها السكر الأحمر بدلا من السكر الأبيض ومنها الحلوى السوداء.
يعتبر فن العازي أحد الفنون المكملة لفن الرزحة وبعد مسير طويل من مصلى العيد باتجاه السبلة يتوقف الجميع في شكل دائرة كبيرة وفي داخل الدائرة يقف أحد الرجال ماسكا بإحدى يديه السيف العماني الأصيل وفي اليد الأخرى الصفيحة الواقية (الترس) ثم يتحرك على شكل دائرة مرددا كلمات العازي المعبرة عن المناسبة ويردد الجميع وراءه صيغة العازي المعروفة وفي الوقت ذاته تتحرك خلفه مجموعة من الرجال يطلقون الرصاصات عقب كل جملة مؤيدين كلام زيارة الأرحام والأصدقاء.
.. والعيود والوجبات التقليدية من مظاهر العيد بنزوى
نزوى - أحمد الكندي :-- للعيد فرحة وذكريات وتقاليد ربما تختلف في شكلها ولكن تتشابه في مضمونها حيث تتفرد كل ولاية من ولايات السلطنة بأسلوبها في الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع وتسعى كل محافظات السلطنة على الحفاظ على هذه الموروثات من خلال إحياء هذه العادات ومحاولة تأصيلها في نفوس الصغار لتظل مستمرة سنوات طويلة إرثاً تاريخياً تتميز به السلطنة.
وفي نزوى كما في سائر الولايات للعيد فرحة وتقاليد متنوعة يحرص الجميع على التمسك بها حيث تأصلت هذه العادات والتقاليد الحميدة بين الجميع صغارا وكبارا وتعتمد على المودة والتراحم والصفاء بين الجميع، ونظراً لأهميتها في توطيد أواصر الصداقة والمحبة فإن الزيارات بين الأهل والأقارب من أهم ما يحرص عليه أبناء الولاية حيث يتجمع الصغار والكبار على مائدة الإفطار في أول أيام العيد ويتناولون القهوة والحلوى العمانية بالإضافة إلى تجاذب أطراف الأحاديث كما يتم توزيع الهدايا والعيود على الاطفال الذين ترتسم الفرحة على وجوههم وهم يلبسون الملابس العمانية الجديدة الزاهية والمطرزة بالسعادة والبهجة، كما تعتبر ساحات العيود متنفساً للصغار والكبار لشراء احتياجاتهم من اللعب والحلويات والمكسرات، مع قيام فرق الفنون التقليدية بتقديم الأهازيج والرزحات الشعبية العمانية الخاصة بالعيد السعيد حيث يحرص الشباب على الحفاظ عليها والمشاركة فيها لغرسها في نفوس العمانيين باعتبارها إرثاً يجب الحفاظ عليه.
وجبات تقليدية
وبالنسبة للوجبات العمانية التقليدية التي يتم تجهيزها خصيصاً في أيام الأعياد فإن أبناء الولاية يتفنّون فيها حيث يتم تجهيز لحم الذبائح بأصناف عديدة تبدأ في اليوم الأول بوجبة اللحم المقلي بالبهارات العمانية الذي يقدّم مع الخبز العماني والعسل ، بينما يشهد اليوم الثاني من أيام العيد المبارك تجهيز المشاكيك العمانية التقليدية ليتم تناولها في وجبة الغداء حيث يتنوع أسلوب عمل المشاكيك فمنهم من يفضلها في التنور الصغير المصنوع من الفخار أو الخرسانة المخصص لهذه المناسبة حيث يتم تتبيلها بخلطات خاصة ومن ثم تربيطها في حزم حسب العدد ويشترك مجموعة من الجيران في هذه العملية حيث يتم إيقاد التنور بخشب السمر ومن ثم رميها لمدة ساعتين لتنضج بفضل البخار وهناك من يحبذ أكلها مشوية على الفحم كذلك هناك ما يسمى «المضبي» وبدأ في الآونة الأخيرة قيام البعض بطهي المشاكيك في قدور الضغط لتنضج بالبخار وكلها طرق تؤدي في النهاية بهذه المشاكيك إلى البطون، كما تعتبر وجبة الشواء من الوجبات المهمة حيث يثم تجهيز خلطة (التبزيرة) قبل العيد من خلال خلط الخل مع الثوم وبعض البهارات والفلفل وتتبيل اللحم بها وتغليفه بأوراق الموز أو الألمونيوم ومن ثم وضعه في الخصفة التي يتم إحكام ربطها لرميها في التنور العام ومن ثم استخراجها في اليوم الثالث كما تتواصل خلال ايام العيد الاحتفالات بإقامة العيود خلال الفترة المسائية مصحوبا بتقديم فرق الفنون التقليدية لأهازيجها ورقصاتها المعبرة عن الفرحة بهذه المناسبة.
.. وتفاعل وحضور كبير يشهده احتفال العيود بشمال الشرقية
كتب ـ حمود بن سالم الريامي:-- بهدف رسم الفرحة على وجوه الافراح وكعادته السنوية أقام نادي الاتفاق الرياضي بشمال الشرقية بالتعاون مع بلدية القابل احتفال العيود للأطفال وذلك مساء أمس الأول ثاني أيام عيد الفطر السعيد بحديقة السلام العامة وقد قام بتنظيم الاحتفال مؤسسة المخيني لتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وقد قام بتقديم الحفل الفنان محمد المخيني حيث حضر الاحتفال عدد كبير من الأسر والأطفال من ولايات إبراء والقابل وبدية ودماء والطائيين والمضيبي وغيرها من الولايات المجاورة ، حيث اشتملت الاحتفالية على عدد من المسابقات المسلية للأطفال كما وجد عدد من الشخصيات الكرتونية لإضفاء الفرح والسرور على قلوب الأطفال وقد تنوعت المسابقات بين الترفيهية والذهنية تفاعل معها الحضور بصورة كبيرة، ومن بين العروض الجميلة التي أدهشت الحضور تواجد الساحر الهندي الذي قدم عددا من العروض المبهرة بحركة وخفة متناهية امتعت جميع من حضر للمشاركة في احتفالية العيود.
وأشار عبدالله بن حمد الحارثي رئيس نادي الاتفاق الرياضي: إلى أن عيود هذا العام أثبت نجاحه الكبير للسنة الرابعة على التوالي من حيث الحضور، وأيضا التنظيم الجيد الذي تولته شركة المخيني لتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وبالتعاون مع بلدية القابل الذي لها كل الشكر والتقدير وفي الحقيقة نحن نحاول ان نفعل جميع الانشطة والفعاليات الاجتماعية بهدف إشراك أكبر شريحة من المجتمع لرسم الابتسامة على محيا جميع ابنائنا الاطفال وكما لاحظتم ان العيود لم يقتصر على الاطفال فقط بل شاركت الامهات والفتيان والفتيات ونأمل ان نوفق بصورة أجمل في العيود القادم وكل الشكر لجميع من ساهم في إنجاح العيود وكل عام والجميع بخير.
من جانب اخر عبر عدد من الاطفال عن فرحتهم الكبيرة بهذه المناسبة العظيمة وإعجابهم بعيود هذا العام عن سابقيه من خلال تنوع العروض وشموليتها والتفاعل الكبير الذي كان حاضرا هذا العام خصوصا وان جميع الاطفال حصلوا على نصيبهم من الهدايا والعيدية وقدموا شكرهم وامتنانهم لنادي الاتفاق الرياضي وبلدية القابل.
تجمع الجيران مع بعضهم أهم العادات -
العيد في الخابورة يتوشح ثوب التراث الأصيل
الخابورة - حمد بن سعيد المقبالي:-- تزخر ولاية الخابورة بمنطقة الباطنة بموروث عماني أصيل شأنها شأن باقي البلدان والحواضر العمانية والتي قد تتشابه في مظاهرها وعاداتها ومع أفراح العيد والاحتفاء به يحرص الأهالي في الولاية على المحافظة على الموروث الذي ورثوه من الآباء والأجداد منذ القدم.
ففي اليوم الأول وبعد أداء صلاة العيد يتبادل الجميع التهاني وتصفو النفوس في تواد وحب ويقوم الجميع بزيارة الأرحام وكبار السن وللعيد نكهة فريدة في السلطنة حيث يجتمع الأهالي والجيران مع بعضهم في بيت محدد من قبل الجيران ويحضر الجميع كل ما عندهم من الموائد التي تقدم في العيد مثل التنور أو المقلاي أو المكبوس أو القهوة العمانية المعروفة كما يحرصون أيضا على التواصل مع الأهل والجيران والزيارات بين أبناء البلدة أو القرية أو الحارة أو المنطقة وهذه سمة مميزة في المجتمع العماني لا يزال الجميع يحافظ عليها.
