قراءة في أدب العيد ...(على طريقة الثقافة والفكر....)

    • قراءة في أدب العيد ...(على طريقة الثقافة والفكر....)

      بسم الله الرحمن الرحيم


      عــــــــيــــــــدكم مبــــــــــــــــــارك


      للعيد فرحة تصفو معها النفوس وترتاح لها الأسارير...



      قد يفرح الانسان بالعيد إن كان هانئا بحياته ومع أهله و خلانه ...

      ولكن يا ترى كيف هو حال العيد مع من يختزن قلبه الحزن والأسى ....؟؟


      إن الشعراء في القدم ... لهم مآثر حول هذا الموضوع ..

      لنقرأها معا ...




      حيث نلاحظ أن مآسيهم وأحزانهم تحولت لقصائد بالغة الجمال والتأثير عندما أتى العيد ولم يجد من يفرح بمقدمه كما تعود ...



      وما شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه في (أغمات) بخافية على أي متصفح لكتب الأدب العربي؛ حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد :


      [ATTACH=CONFIG]104514[/ATTACH]


      فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا
      وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
      ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
      معاشهنّ بعيد العــزّ ممتهنٌ *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا
      أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
      وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا




      ويبث الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين شكوى أيام صباه الأولي في قصيدة رائعة قال فيها:

      العيدُ أقبلَ تُسْعِـدُ الأطفـالَ ما حملتْ يـداه
      لُعَباً وأثوابـاً وأنغامـاً تَضِـجُّ بهــا الشِّفاه
      وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه)
      فيعـودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيـه (آه)

      ويقول في قصيدة أخرى:
      هـذا هـو العيـدُ ، أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ
      ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!
      وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم
      مَـنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟!
      وفي قصيدة ثالثة يقول:

      يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ *** تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبـا
      يا عيدُ عُدنْـا أعِدْنا للذي فرِحَتْ *** به الصغيراتُ من أحلامنا فخبـا
      مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا *** مَنْ فَـرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا
      لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ *** لنا يـداهُ ومـا أعطى وما وَهَبـا
      من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها *** فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبـا
      يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَـذَتْ *** منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا
      وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُـم *** يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا
      هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمـسِ تملؤُهُ *** بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا



      الحزن في وقت الفرح له طعم مر جدا ... طعم قد يجعلنا نشعر بالرغبة في البكاء...

      ولكنها عند الشعراء ... هي مصدر إلهام وتميز فكري و أدبي ...
      يجعل من حولهم يشعرون بذلك الألم و كأنهم يعيشونه معهم ...

      الصور
      • Poor-Children.jpg

        57.38 kB, 600×435, تمت مشاهدة الصورة 1،208 مرة
      سبحان الله وبحمد
    • بسم الله
      ربّ اغفر و ارحم ..... و يسّر و أعن


      إنتقاءٌ موفّقٌ للموضوع أختي الكريمة "بنت قابوس"

      لا ريبَ أنّ الشاعرَ إنّما هو ذلك الذي يصوغُ تجربةً وجدانيّة عايشها، و أحاسيسَ طاغية كابدَها
      فينظمها أبياتاً و كلمات، لكنّها في حقيقتها مشاعرُ تضجّ بالحياة

      و لعلّ أشدّ ما يكون من ذلك تأثيراً هي مشاعر الحزنِ في أوقاتِ فرح، و تسطير الأتراح في مواسم الأفراح
      و لعلّ العيد هو أكثر تلك المواسم عند الشعراء مناسبةً لتسطير مآسٍ و آلام عايشوها أو شاهدوها

      و الحقيقةُ أنّه لا بدّ للمرء من أن يمرّ عليه عيدٌ تختفي فيه بهجته، و تنطمسُ فيه فرحتُه
      فالزمان متقلّبٌ متلوّن، و ريَبُ الزمانِ كثيرةٌ متجدّدة، يكاد لا يسلمُ منها إنسان، و لا تعفيه من مرّها نوائب الحدثان


      يبقى أنّ المؤمنَ لن يستسلمَ للحزن و الأسى، فهو بسبب إيمانه يعلم أنّ كل شئٍ بأمرٍ من الله و قضائه
      و العيدُ مناسةٌ جعلها الله للفرح و البِشر، فلن يقلبَها مؤمنٌ للجزع و البِسر!!
    • صحيح كلامك أخي محب...

      إن الشعراء ربما هم أكثر الناس قدرة عن التعبير عن الأحاسيس والأحزان ..

      فقد أعطاهم الله القدرة على صياغة الكلمات ونضمها مع بعضها البعض لتصبح قصائد كالدرر المنثورة في تاريخ الأدب .. ستبقى خالده ..

      وستبقى معبرة ...
      سبحان الله وبحمد
    • محب بائن كتب:

      قد يكونون أكثر قدرة على التعبير عن الأحاسيس و الأحزان
      أو

      قد يكونون ألحنَ بحجّتِهم، فيحبكون مشاعرَ و يخترعونَها!!


      ونحن محظوظون كوننا نتذوق ذلك الشعر ونفهم بعض جوانبه

      وهنا يكمن جمال الحرف والكلمة ومدى قوة الكلمات في التعبير عن المشاعر...
      سبحان الله وبحمد
    • مساء الخير اخيه...
      الشعراء والادبااء غالبا ما تزهر محبرتهم بمعايشه تجارب ما
      والتجارب الحزينه تولد قريحه عجيبه بالفعل
      قد تكون الحروف متوافقه تماما مع الوقت والشعور....
      بالعاده متى ما تفجر القلب بالمكنون الداخلي لاسيما الحزن
      ستنطلق الاحرف دون استئذان من الادبااء
      فهي وسيلتهم التي يتقنونهااا لايصال رساله او لتخفيف مراره القلب....
      ف كيف اذا كانت مناسبه طيبه تختفي بها وجوه لطالما رسمت وجود وسعاده مختلفه
      لا يتحمله القلب... البعض ينفجر بالبكااء .. والاخر يصمت ... والاخر يرسم واخر ينحت
      والادباااء مثل الشعراء وغيرهم وسيلتهم هي القلم والحرف....
      :::
      مودتي