فردة حذاء

    • فردة حذاء

      دق الجرس الخافت الذي كان مزعجا لمن كان بفترة الراحة إنها فرصة الراحة من عناء العمل المتواصل لعدة ساعات متتالية وعلى الجميع التحرك وإلآ لن يكون هناك مكانا يكفي الجميع دبّ النشاط في أرجاء الحجرة الواسعة التي ضاقت بما تحويه بين جنباتها ,ذهبت مزنة لتعد كوبا من الشاي لها ولزميلاتها تتجه نحو الغرفة المجاورة ترفع ناظرها وتتراجع بخطوات مذعورة للخلف ... يرتفع صوتها هاتفا بشدة وغضب كمن لسعه شيء غريب: هنا أيعقل أن يحدث ذلك هنا ؟
      تمسك بها إحدى زميلاتها التي كانت قد لحقت بها لمساعدتها وتعمل جاهدة على أن
      تخفف من أنفعالها
      ما هكذا تأخذ الأمور سيدتي...
      ترفع عينها والغرابة قد ملأت أفقهما الواسعان بنجاه مصدر الصوت محملقة في وجه صاحبه المنتفخ كبالونة أطفال زده توهجا لونه الذي مال إلى الأحر القاني
      كيف أذن ؟ اخبرني بالله عليك
      أين الدين ؟ أين الشرف ؟ وهل هنا ؟ هنا كيف ذلك يكون ؟
      تمسك بيدها زميلتها التي أخذت تسحبها لجهة بعيدة عن أنظار المارين الذين تجمعوا حول المكان لمعرفة الحدث الأخير أو الجديد بذلك اليوم .
      رفعت إليها رأسها ونظراتها لا تزال تحوم حول المكان خوفا أن يكون الموقف لا يزال جامدا عند ذلك المشهد : اسمعي يا سميرة أن ظننتي أنني سأصمت عما رأيت فلست أنا أذن لا بد أن أعلنها حربا شعواء تلتهم كل من دنس هذا المكان الطاهر الذي ما عهدناه غير هكذا. كيف يأتي من هو بمكانهم ليحوله من مشعلا لرماد؟!
      من حديقة تزهر فيها الورود لمقبرة تدفن فيها الأخلاق؟!
      قسما برب السماء. وأعظم منه لا شيء لن أسكت
      تسحب ذراعها من بين يدي سميرة التي وقف محملقة في تتابع خطوات مزنة التي اتجهت مباشرة لغرفة المسؤول بينما انسحب بقية الجمع إلى أماكان أعمالهم بخيبة بعد أن ضاعت عليهم فرصة الراحة ذات الخمس عشر دقيقة
      يغلق الباب يدور حوارات ساخن ارتفعت خلاله الأصوات وانخفضت في تواتر مثير للفضول والدهشة بين المسؤول ومعاونه و مزنة
      سميرة قلقلة على زميلتها تعرفها وتدرك كيف يكون شعورها إذا خاب أملها
      يرتفع صوت الجرس .. هذه المرة مزعجا للجميع, يندفع العاملين بسرعة تتعالى همهمات متداخلة ماذا حدث ؟
      لا ندري الكل يجري لغرفة الاجتماعات كما سار النظام المتعارف عليه داخل جنبات هذا المكان في الحالات الطارئة..
      الاجتماع هذه المرة ليكون أمام الباحة الخلفية ليتسع لجميع الشهود؟ يرتفع صوت المعاون بهذه العبارة بخشونة .
      هناك أحتشد الجمع سميرة تلح على مزنة بأن تتراجع عن قرارها لكن مزنة بقيت صامتة حتى خيل لزميلتها أنها قد فقدت النطق تمام وقد بقيت عيناها مثبتان على وجوه جماعة من الناس
      يرتفع صوت المسؤول ليهتف في الحشد : لا وقت للمجاملات
      من شهد فلينطق أمّا البقية فلينظروا لا غير
      الواقعة كانت اليوم فهل من شاهد على ذلك ؟
      تنسحب الأقدام للخلف قليلا
      ترتفع كلمات مبهمة غامضة من الجمع
      لا أحد يرد
      أهذا ردكم الآخير ؟
      صوت عالي يرتفع من اتجاهات عدة من الباحة
      نعم سيدي
      تندفع مزنة لتقف وسط الحشد تلحق بها سميرة تحدثها بصوت خافض لكنها أدركت بأنه لا أحد يسمع لها.
      تسقط فردة الحذاء اللامعة لا تهتم لذلك تدفع بها أحد الأقدام لتنتهي إلى الطرف الآخر من الدائرة شبه المغلقة من المجتمعين
      نرفع عيناها المحمرتين وتقول بصوت عال
      ألن تشهدوا ما حدث؟
      ألم تروا بأم أعينك ما كان يدور في تلك البقعة شبه المعتمة من دفن وتشويه؟
      أين غيرتكم ؟
      أين ما تؤمنوا به؟
      الكل يتابع فردة الحذاء التي أصبحت تتقاذفها الأقدام من جهة لآخرى ولم يعد هناك من يحفل لحديث مزنة
      تنسحب للخلف ببطء
      يبتسم المسؤول ابتسامة شبه عارية من الأسنان وضحكات من جميع الاتجاهات
      التي أصبحت لا تحفل لصوت مزنة الخافت الذي بدأ يتلاشى رويدا رويدا
    • لابد لصوت الحق ان يظهر يوما ..
      هكذا فهمت من القصه ..
      ولو انها كانت مخفية المعالم قليلا ..
      سؤال ... ؟ هل لها بقيه او تكملة ...؟
      حوارك جميل .. واسلوبك ياخذ القاريء الى ابعد الحدود من القصة ..
      وهذا لا بد ان يكون في قصص اليوم والعصر .. لا بد للقاريء ان يشارك الكاتب افكاره وتخيلاته .. حتي يستطيع ان يتعمق اكثر في معاني القصة ويفهمها ..
      وايضا يمكن مشاركة الكاتب في وضع نهاية لها ..
      لك من الاسلوب افضله ..
      ومن المعاني اجملها ..
      بوركت في قصتك ..
      واتمنى ان اقرا جديدك دائما ..

      .... إعصار .....
    • هبة الحياة
      سردك رائع
      وايضا التصوير
      رغم تشتتي قليلا في الوسط
      وهذا قد يكون عيب فيني
      وليس في سرد القصصي لها
      فعلا جميل ان نرى مثل هذا الابداع
      الرائع منك
      تقبلي فائق التحية والاحترام
      كان ظل المـــوت
      مرميـــا امامي
      خفــــت
      :confused:
      ان اعثر
      او
      ان اسبــــــــــقه
      :(
    • هبة الحياة



      السرد جميل جداً , وتراكيب العبارات رائع بحق

      ولكن الفقرة لازمها شئ من الغموض

      برغم أن الهدف واضح

      وهو الدفاع عن الفضيلة

      في الوقت الذي يتقهقر فيه الناس أمام مسؤليهم لتضيع الشهادة

      وهذا واقع نعيشه اليوم وللأسف الشديد



      وما أحب أن أشير إليه هنا خاصة ونحن في منتدى الإلكتروني

      حاولي أن تكتبي برؤية القارئ , بجانب رؤيتك الشخصية

      أي أن تجعلي القارئ يشاركك الفكر

      وهذا يتطلب شيئاً من الوضوح

      نصك جميل مشوق لا شئ فيه من الناحية الفنية والله أعلم

      ولكنه غامض الرؤية لدى الكثيرين

      مما يجعل البعض لا يعي المغزى المنوط منه .

      كذلك فردة الحذاء

      لم تعطى الأهمية اللازمة , فبدت وكأنها عارية من الدلالة .





      لك التحية



      رسام الغرام


    • رسام الغرام
      أشكر عطاءك اللامحدود
      وجهدك الذي تبذله من أجلنا المبتدئين بعالم الكتابة
      الشكر لا يكفي لما تقوم به
      أما التوجيهات والملاحظات هي ما يقوم القلم لا المدح والإطراء
      ربما ستكون هناك محاولات أخرى برغم التردد في وضع هذه التجربة بين أيديكم

      دمت بخير
    • مررة هنا لاسجل إعجابي

      ستظلين نجمة مضيئا في سماء الادب

      سلمت لنا

      وسلم قلمك الراائع

      لا عدمناااااااااااااك
      أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن