كتاب ومفكرون ينعون رحيل سعيد الزدجالي أحد شموع الرعيل الأول في الإعلام العماني - جديد جريدة الرؤية

    • كتاب ومفكرون ينعون رحيل سعيد الزدجالي أحد شموع الرعيل الأول في الإعلام العماني - جديد جريدة الرؤية



      الرؤية- مدرين المكتومية
      -
      أعرب عدد من الكتاب والمفكرين عن خالص العزاء لرحيل الإعلامي العماني البارز سعيد الزدجالي، بعد رحلة معاناة مع المرض ألمت به منذ سنوات، مؤكدين أنّ الفقيد كان أحد شموع الرعيل الأول من الإعلاميين في السلطنة.
      وفقدت الساحة الإعلامية العمانية الاعلامي البارز سعيد بن محمد الزدجالي، أحد الأسماء اللامعة التي اعتاد المستمع والمشاهد الاندماج معها ومتابعتها بشكل مستمر، وقد توفي الراحل إثر مرض لازمه لسنوات وأبعده عن استكمال مسيرته الإعلاميّة لفترة من الزمن.
      والتحق الراحل بالعمل الإعلامي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي؛ حيث عمل في كل من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وقدّم العديد من البرامج المميزة ونشرات أخبار العاشرة وبرامج المسابقات المختلفة.
      صمت الحكيم
      وقال الكاتب والصحفي علي بن راشد المطاعني إنّ الزدجالي زميل إعلامي بارز في الإعلام العماني، وقد ملأ الشاشة العمانية بحضوره الكبير وهدوئه الذي يجبر المشاهدين على الأصغاء لصوته والتركيز لإيماءات وجه وملامحه في قراءة نشرات الأخبار وخاصة الرئيسية. وأضاف أنّ الزميل الراحل من المذيعين الكبار الذين أفرزتهم الشاشة العمانية، وزملاءه من الجيل الأول الذي عمل في تلفزيون إذاعة سلطنة عمان، وأنّهم جيل عماني متميّز في وقت قلّت فيه الكفاءات في أجهزة الإعلام في الدول الشقيقة والصديقة.
      وأوضح أنّ الزدجالي كان يجذب الجميع عندما يقرأ نشرة الأخبار، فالكل يترقب جديدًا سيذاع في النشرة، لكونه يضفي على النشرات الإخبارية الجدية التي يتطلبها العمل الإعلامي، ويتفاعل مع الحدث سلبًا وإيجابيًا بطريقة تضيف أبعادًا إعلاميّة متميّزة. وتابع أنّ الزدجالي لا يتحدث كثيرًا، ودائمًا صامت كصمت الحكيم إذا نطق أجاد، وإذا تكلم أصاب، وشدد المطاعني على أنّ رحيل الزدجالي أثّر في جميع العاملين بالساحة العمانية، داعيًا للاستفادة من خبرات القدامى ومهاراتهم، وحضورهم الكبير في هذا المجال الحيوي والمهم.
      روح متسامحة
      وقال الكاتب عبدالله العليان إنّه قبل وفاة الراحل، تداولت الأخبار نبأ مرضه وأنه سافر إلى الخارج لتلقي العلاج، معربًا عن خالص تعازيه لكل من عرف الزدجالي، حيث يجد فيه الخلق الرفيع، والتعامل الطيّب، الذي جعل كل زملائه في المجال الإعلامي، يجدون في صداقته تلك الروح الرحبة المتسامحة المرحة، التي لا تعرف الكراهية ولا الإساءة ولا الحقد، بل إنّ طيبة القلب، كانت عنوان التعامل معه رحمه الله، سواء مع الصديق وغير الصديق. وأوضح العليان أنّه يقترب كثيرًا من الفقيد لكنّه التقاه في مناسبات إعلامية عابرة، عدة مرات منذ سنوات، وهذه اللقاءات السريعة، مكّنته من التعرف على سمات وروح هذا المذيع المثابر في عمله الإعلامي بكل إخلاص وتفاني.
      وقال الدكتور محمد بن سعيد الشعشعي إنّ الفقيد رحمة الله كان شمعة من شموع الإعلام العماني في مراحله الأولى، وكان يقدم برامج عدة، ولعلّ من أشهرها برنامج "السياحة في بلادي" والذي كان يقدم كل جمعة. وأضاف أنّ هذا البرنامج نال إعجاب الجمهور بما يعرضه من معلومات سياحية وأثرية عن السلطنة، لا سيما وأنّ البرنامج ظهر في وقت لم تكن فيه وزارة السياحة صرحًا قائمًا حاضرًا كما الآن، مشيرا إلى أنّ برنامج "السياحة في بلادي" الشهير غني عن التعريف وله شعبية طاغية ومؤثرة لدى جميع شرائح المجتمع العماني آنذاك، وقاعدته الجماهيرية في ذلك الوقت وواسعة بلا منازع.
      وأكّد أنّ الراحل تميّز في تقديم نشرات الأخبار في التلفزيون، وكان مذيعا ماهرًا لبقًا في اللغة والتقديم والعرض، وله رحمة الله من البراعة والتميز في غير ذلك الكثير والكثير.
      وأوضح أنّ التعامل الطيب والأخلاق الرفيعة التي كان يتعامل بها الفقيد كانت تنبع من فطرته الخاصة التي نشأ عليها، حتى أحبه من لم يعرفه.
      وتابع أنّ الزدجالي كان على ثقافة عالية وتمكن معرفي رفيع، وكان مخلصًا دؤوبًا في أداء عمله، غير أنّه أبتعد أو أُبعد من الشاشة في السنوات الأخيرة بسبب مرضه، وتوجّه الشعشعي إلى أهله ببالغ العزاء والمواساة، داعيًا الله عزّ وجل في علاه أن يغفر له، وأن يثبته بالقول الثابت.