
الرؤية - إيمان بنت الصافي الحريبية
-
الرقصات والأداء المسرحي سر التباين
حصدت مسرحية "البوشية"، خلال يومي عرضها، أكبر نسبة من المتابعين الذي حرصوا على أن يروا الرؤية الاخراجية المتنوعة للنص الواحد الذي قدمه المؤلف والمخرج الإماراتي إسماعيل عبد الله. وقد تباينت الآراء حول العرض المقدم لكل من فرقة قطر المسرحية من دولة قطر ومسرح الخليج العربي من دولة الكويت خلال عرضهم لمسرحية البوشية، وفقا لرؤية كل مخرج للنص المطروح.
وقد عبر الفنان غانك السليطي قائلا خلال إحدي الجلسات التعقيبية للمسرحية، بأن العرض يستحق أن يدرس أكاديميا، وهو فرصة للمقارنة بين النصوص، وتعدد الرؤى الإخراجية المسرحية.
ويقول عبدالرحمن الرخاء -من المملكة العربية السعودية- إن لكل مخرج من المخرجين في نص البوشية تناولًا مختلفًا.
ولا شك في أن عرض كلا البلدين ممتع وترجمة للنص بشكل يختلف عن الآخر.
كما أن المخرجين الاثنين لا يستطيعان الخروج على النص، لكن المفارقة في أداء الممثلين وفي استخدام الفلكلور يعتبر نوعًا من الدعم الدرامي.
وأكد المذيع العماني احمد النعماني أن هناك فرقًا كبيرًا بين عرض دولة قطر ودولة الكويت الشقيقتين, في الاخراج والاداء والديكور، وطريقة اداء المملثين والسينوغرافيا.
وقال المهندس خالد من العراق: العرضان مختلفان مع أن النص واحد، ولكن هناك لمسات مختلفة للمخرجين؛ حيث كان الاداء فيه اختلاف كثير من حيث السينوغرافيا، ومن ناحية الاداء فإن اداء الفرقة القطرية كان متميزا من الناحية الإخراجية، لكن رأيت في العرض الكويتي لمسات اكثر جمالا من العرض القطري.
وأضاف: توظيف التراث في المسرح من اروع ما يكون لأن التراث منبع كبير ومهم لدول الخليج وتوظفيه في العروض المسرحية مهمّ جدا؛ فالإنسان يستمتع عندما يجد هذا العنصر موجودًا, ولدينا بالخليج موروث كبير ولا بد من أن نظهره في العروض المسرحية، والجمهور متذوق لهذا الشي، ويشده حينما يري عملا أو عرضا مسرحيا به شيء من الموروث الخليجي، وانا شخصيا من محبي هذا التراث، وأبحث عنه أينما ذهبت مهما كان لونه وشكله وكل شعوب العالم المتحضرة تفخر بتراثها.
وأوضح المذيع عبدالله الذهلي أن "البوشية" أخذتنا إلى الأجواء التراثية من حيث الاغاني ونوعية الكلمات. توظيف دور الأب والأم.
ومن جانبه، قال المخرج احمد بن معروف اليافعي: العمل ذو رؤية واضحة، وكان الممثلون رائعين حقا، وقد تم استخدم المخرج الخيال، ووظف المجاميع بالشكل الصحيح.
والعمل بالنسبة لقطر والكويت أفضل إخراجيًّا وتمثيليًّا، ولكن هناك بعض النقاط ليست واضحة في الاداء إن كان في الاخراج او التمثيل بالنسبة لقطر، واما فرقة مسرح الخليج العربي الكويتية فكانت الرؤية واضحة استخدمت جميع العناصر لانجاح هذا العمل أما قطر فما وفقت في الرؤية الاخراجية حيث لم يكن عمل متكاملا.
وقال الفنان العماني عبد الحكيم الصالحي: الاداء التمثيلي للكويت كان افضل من اداء قطر من وجهة نظري, وفي العرض الاول طغت الرقصات الشعبية علي التمثيل وبالعرض الثاني طغي التمثيل علي الرقصات الشعبية.
وأكد المخرج احمد معروف أن توظيف الموروث الشعبي مهم جدا، خاصة وأن الشعب الخليجي متعطش لهذا الموروث، وفي العمل القطري وظفت بشكل فلكلور، أما الكويت فاستخدمته بشكل أداء مسرحي، وهذا هو الفارق بينهما بشكل عام لكن يظل الموروث شيئًا مهمًا واستخدامه يؤدي إلى تواصل ما بين المبدع، والمجتمع الخليجي.
