"القاعدة" و"عناصر أجنبيّة" كبش فداء الحكومة الليبية للإفلات من تبعات مقتل السفير الأمريكي - جديد جري

    • "القاعدة" و"عناصر أجنبيّة" كبش فداء الحكومة الليبية للإفلات من تبعات مقتل السفير الأمريكي - جديد جري




      الرؤية- مركز البحوث
      -
      المقريف ألمح لمخططين يريدون زعزعة استقرار بلاده
      تبذل الحكومة الليبية مساعٍ متواصلة من أجل الخروج من مأزقها بسبب اغتيال السفير الأمريكي في بني غازي وثلاثة من العاملين بالسفارة، وتتزايد الضغوط الشعبية والرسميّة على طرابلس من أجل تقديم الضالعين في هذه العملية الإرهابيّة إلى ساحة العدالة.
      ومما يزيد من الضغوط تلك التكهّنات التي تلمح إلى إمكانية تدخل عسكري من قبل واشنطن في ليبيا للثأر لدبلوماسييها المقتولين هناك.
      وبدأت الحكومة منذ أمس الأول في الإعلان عن أنّها بالفعل حددت أسماء 50 من المشتركين في تنفيذ العملية، وبحسب تقرير أوردته رويترز قال مسؤول أمني إنّ السلطات الليبية حددت هوية 50 شخصًا تورطوا في الهجوم على القنصلية الأمريكيّة في بنغازي الذي قتل فيه السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.
      وقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين عندما هاجم مسلحون القنصلية ومنزلا آمنًا في المدينة التي تقع في شرق البلاد مساء الثلاثاء الماضي. وكان المهاجمون ضمن حشد ألقي باللوم على الولايات المتحدة في فيلم قالوا إنه مسيء للنبي محمد.
      وقال مسؤولون ليبيون إنّه حتى الآن ألقي القبض على أربعة أشخاص ويجري استجوابهم.
      وقال المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في ليبيا عبد المنعم الحر إنهم يعلمون أنّ 50 شخصًا شاركوا في الهجوم وأنّ لديهم أسماء ويعرفون من هم لكن ربما كان هناك آخرون.
      وأضاف أنّه تمّ إلقاء القبض على أربعة وربما هرب آخرون إلى مصر عن طريق مطار بنغازي لكن هذا لم يتأكد. وقال إنّهم أعطوا أسماءهم لجميع النقاط الحدودية الليبية.
      وقال متحدث باسم الرئيس باراك أوباما يوم الجمعة إنّ المسؤولين ليس لديهم أدلة على أنّ الهجوم تمّ الإعداد له مسبقًا وهو زعم زاد من اللبس بشأن الحادث.
      وفور وقوع الهجوم نقلت وسائل إعلام على نطاق واسع عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم نشر أسمائهم قولهم إنّهم يعتقدون أنّ الهجوم خطط له جيدًا وأنه كان منظمًا.
      وفي ليبيا نفى الناطق باسم وزارة الدفاع عادل البرعصي دخول مدمرتين حربيتين أمريكيتين محملات بقوات أمريكية خاصة السواحل الليبية لحماية المصالح الأمريكية في البلاد، مؤكدًا أنّ البوارج الأمريكيّة موجودة في المياه الدولية منذ تدخل الناتو في حرب ضد القذافي في مارس من العام الماضي.
      وأكّد البرعصي أنّ الطائرات التي تحلق فوق سماء مدينة بنغازي هي تابعة لاتفاقية أصدقاء ليبيا التي عقدت في نوفمبر الماضي، مضيفًا في الوقت نفسه أنّ وزارة الدفاع والمؤتمر الوطني لن يسمحا بدخول هذه البوارج مهما ساءت الأوضاع الأمنيّة في البلاد.
      ودعا البرعصي الشعب الليبي والمتصفحون لمواقع الفيس بوك بعدم تصديق الإشاعات التي يبثها أزلام النظام السابق في الداخل والخارج، الذين يريدون من ورائها زعزعة الاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى أنّ الوضع طبيعي في المنطقة الشرقية، لافتاً إلى أنّ البعض يشعر بارتباك بسبب الأحداث الأخيرة .
      وشهدت سماء بنغازي خلال اليومين الماضيين، تحليقاً مكثّفاً للطائرات الأمريكية بدون طيار، فيما أعادت السلطات في مطار المدينة فتحه أمام حركة الطيران بعد أن أغلقته لساعات إثر تعرّض المنطقة المحيطة به لإطلاق نيران لم تعرف مصادره، في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء الليبي الجديد مصطفى بوشاقور بملاحقة قتلة السفير الأمريكي في بنغازي حتى تسليمه إلى العدالة.
      يشار إلى أنّ مسؤولا أمريكيا قد ذكر في وقت سابق أنّ بوارج حربية ووحدات من قوات المارينز الأمريكية وصلت إلى ليبيا، لتعزيز حماية السفارة الأمريكيّة والبعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية بليبيا بعد اقتحام القنصلية الأمريكيّة في بنغازي أدّت إلى مقتل السفير الأمريكي و3 من أفراد القنصلية احتجاجًا على الفيلم المسيء إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
      ومن جانبه قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف إنّ الهجوم الدامي على القنصلية الليبية في بنغازي الثلاثاء كان "مدبرًا ومخطط له"، مشيرًا إلى احتمال تورّط القاعدة وإلى وجود "عناصر أجنبية" في ليبيا التي قال إنّها لن تسمح بتنفيذ أجندات أجنبيّة على أراضيها مستبعدًا "صوملة أو أفغنة" بلاده.
      ولم يستبعد المقريف تورّط تنظيم القاعدة في الهجوم على القنصلية الأمريكيّة، مقرًا بوجود "ثغرات أمنيّة" في مؤسسات البلاد وعد بتلافيها، ومعتبرا أنّ وصول جنود أمريكيين لتأمين البعثة الأمريكيّة في طرابلس أمر عادي.
      يذكر أنّ مدينة بنغازي تضم عددًا من الأحياء الفقيرة (عشوائيات) التي لا تكاد تقي قاطنيها برد الشتاء ناهيك عن المطر أو حر الصيف وشمسه، بيوت من الصفيح والجدران المتهرئة التي لا تكاد تستقيم حتى تسقط على ساكنيها.. عائلات، أسر، نساء وأطفال وشيوخ وعجائز يسكنون هذه العشوائيات التي عندما تراها بناظريك تشعر بأنّك في أفقر دول العالم ولست في بلد النفط، وكأنّك أمام أسر قد شردت من حرب أو وباء..!! يفتقدون لأبسط مقوّمات العيش فلا ماء ولا كهرباء ولا طعام تنتظر هذه الأسر من يتصدق عليها بقليل من المأكل والمشرب
      السكن الصحي أصبح حلمًا بعيد المنال بالنسبة لديهم وذلك من كثرة ما طرقوا أبواب جميع الجهات، وقدموا كثيرًا من الملفات والمطالبات اللامحدودة للجهات المختصة.. ولكن دون جدوى.