جوني طائر مداري مدلل يبلغ وزنه أربعة أرطال ويقيم مع مالكه

في مدينة نيوبورت بيتش .. التي يسكنها أغنياء كاليفورنيا ..

حيث الماء والخضرة والوجه الحسن ...

وفي نبأ عاجل تناقلته محطات التلفزة والإعلام الأمريكي .. علمنا جميعا

بأن جوني المدلل قد تعرض لإعتداء آثم من صاحبه الأمريكي ..

حيث كان الاثنان في قاربهما يستعدان لرحلة بحرية .. تفيد التحقيقات

وشهادات الشهود بأن جوني قام بعض صاحبه دون سابق إنذار ..

مما أثار غضب الآخر وهجم على جوني ليشبعه ضربا مما سبب

رضوضا لجوني إضافة إلى كسر جناحه الأيسر ..

واستنادا إلى مصدر رفض ذكر إسمه فإن ال إف بي أي والسي أي إيه

ووحدات مكافحة الإرهاب تعمل على حل رموز وملابسات القضية ..

وقد تحركت المحكمة العليا بكاليفورنيا وأوعزت إلى قضاة محافظة

أورانج بإنزال أشد العقوبات بالمجرم الذي ألقي القبض عليه وصدر حكم

بسجنه لمدة عامين مع الأشغال الشاقة لتصرفه الذي لا ينسجم مع القيم

الأمريكية وقوانين الرأفة بالحيوان ومبادىء ولسون الأربعة عشرة ...

وأفاد مصدر طبي في محافظة أورانج بأن جوني يتعافى بسرعة ويقيم

مع طيور أخرى ويشرف عليه فريق طبي متخصص في مكان سري

حفاظا على حياته الخاصة....

وعلى الطرف الأخر من الكرة الأرضية .. وفي بلد إسمه العراق ..

وعلى ذمة صحيفة دايلي نيوز الصادرة بلوس أنجلوس بتاريخ

20 مارس 2004 ..

هناك شخص إسمه سعيد أحمد عباس .. وهو مواطن عراقي بسيط

رأى بأم عينه أخيه وأخته وزوجته وأطفاله الستة يحترقون ببطء جراء

سقوط صاروخ أمريكي على منزلهم المتواضع في ضواحي بغداد ...

وقد تكرمت قوات الاحتلال بدفع ديّة لسعيد بلغت قيمتها

ستة ألاف دولار أمريكي مع عبارة نحن آسفون ..

لم يلتق رجال الإعلام بسعيد ولم تنشر صورته ولم يحاسب الجناة

ولم يحاكموا !!

لقد بات حديث الغرب عموماً .. والأمريكان خصوصاً ..

عن مصطلحات كحقوق الإنسان والحيوان والديمقراطية .. أمرا يثير

الكثير من مشاعر القرف والاشمئزاز .!

ليس لدينا نحن العرب والمسلمين فقط .. بل لدى الكثير من الشرفاء في العالم ..

فهم لا يحترمون هذه المعاني إلا عندما تخدم مخططاتهم الخبيثة ..

ولا يعترفون بها إلا عندما تحقق مصالحهم الأنانية الضيّقة .!

وإلا فأية ( شرعية ) وأية ( قوانين ) وأية ( حضارة ) أو ( أخلاق )

تلك التي تبيح لأقوى دولة في العالم كما تزعم .. أن ترتكب من الجرائم

في العراق وحده .. ما يندى له جبين الإنسانية خجلاً .. من أجل

برميل من النفط .!!!

ألا .. ما أقبح هكذا ( حضارة ).!! وما أرخص هكذا ( مدنية ) .!!

وألف لعنة ولعنة .. على هكذا ( نظام عالمي جديد ) …!!!






صورة توضح حقيقة الوضع الذي يعيشه الشعب العراقي منذ أن قررت

زعيمة العالم الحر أن توزع بركات حريتها وديمقراطيتها

على شعب العراق ..





ترى .. إلى متى ستستمر فصول هذه المسرحية المهزلة .!!؟

ومتى تنتفض الشعوب العربية الحرّة فتلفظ حصيات الصمت من أفواهها ..

وتكسر السلاسل التي تقيّد أيديها .. وتحطم الأغلال التي تكبّل أعناقها ..

وتقتلع عروش الظلم والتآمر التي تجثم على صدورها ..

ثم تزحف لسحق الرؤوس الأمريكية والصهيونية العفنة وتخلص

البشرية المكدودة من غدرها وشرورها .!!؟