وكلاء ومسؤولون لـ"الرؤية": تطور تعليمي وبحثي بمختلف المجالات حصيلة 25 عاما من العطاء المتصل لجامعة ا

    • وكلاء ومسؤولون لـ"الرؤية": تطور تعليمي وبحثي بمختلف المجالات حصيلة 25 عاما من العطاء المتصل لجامعة ا





      الرؤية- سعاد العريمية- ربيعة الحارثية
      -
      تصوير/ راشد الكندي
      -

      34 ألف خريج وخريجة على مدى ربع قرن في تخصصات متنوعة

      منى بنت فهد: ربع قرن من التميّز وضع جامعة السلطان قابوس في مرتبة متقدمة بين نظيراتها الإقليمية والدولية
      الأيام المفتوحة تهدف تعريف كافة أطياف المجتمع بمقومات الجامعة المتميزة
      السيابي: التعليم الأساس المتين لبناء الحضارات الإنسانية
      الجابري: نتطلّع لمرحلة أكثر إشراقًا في تاريخنا بفضل الجامعة
      العبري: الجامعة ركن رئيسي في عملية التنمية بالبلاد

      أشاد عدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمسؤولين بحجم التطوّر الكبير الذي حققته جامعة السلطان قابوس على مدى ربع قرن، مرت خلالها الجامعة بمسيرة حافلة شهدت تقدمًا ملحوظًا في مجالات التعليم والبحث العلمي، حتى بلغت هذه المرتبة الرفيعة على مستوى المؤسسات التعليميّة المرموقة إقليميًا ودوليًا، تزامنًا مع الاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيسها.
      وقام عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات الحكوميّة والمستشارين بالدولة أمس بزيارة استطلاعيّة لجامعة السلطان قابوس حيث كان في استقبالهم سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس وصاحبة السمو السيّدة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الخارجي وعدد من عمداء الكليات والأساتذة.
      وتأتي هذه الزيارة في إطار الأيام المفتوحة التي تنظمها الجامعة بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لها.




      القيادة الحكيمة
      وقد ألقت صاحبة السمو السيّدة منى بنت محمود آل سعيد كلمة قالت فيها: "لقد حرصت جامعة السلطان قابوس خلال مسيرتها الماضية على أن تستلهم فكرها من نهج القيادة الحكيمة للبلاد وتستنير بما حققته الجامعات ومؤسسات التعليم العليا العالمية في مختلف المجالات الأكاديميّة والطبيّة والبحثية والفنيّة والإدارية".
      وأضافت سموها أنّ الجامعة بدأت مسيرتها بخمس كليات أمّا اليوم فهي تضم تسع كليات رفدت المجتمع بأكثر من 000ر34 خريج وخريجة في شتى مجالات المعرفة وهي تحتضن ما يزيد عن سبعة عشر ألف طالب وطالبة في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى والعليا موزعين على (82) برنامج بكالوريوس و(4) برامج دبلوم عالي و(59) برنامج ماجستير و(82) برنامج دكتوراه.
      وأوضحت سموها أن عدد المشاريع البحثية المعتمدة في الجامعة منذ افتتاحها وحتى هذ العام بلغ أكثر من (1500) بحث بتمويل يقارب 34 مليون ريال عماني وذلك من مصادر التمويل المتمثّلة في التمويل السامي للمشاريع الاستراتيجية ومنح مجلس البحث العلمي والمنح الداخلية والمنح الخارجية ومنح البحوث المشتركة وإيرادات الاستشارات الأجنبيّة وقد انتج هذا النشاط البحثي مئات الأوراق العلمية المحكمة والمنشورة في مجلات ومؤتمرات عالمية مرموقة عززت- ولا تزال- من مكانة الجامعة في الأوساط العلمية العالمية.
      وأقيمت على هامش هذه الزيارة بقاعة المؤتمرات بالجامعة بعض الفقرات أبرزها عرض فيلم وثائقي قصير عن مسيرة الجامعة منذ افتتاحها في عام 1986م حتى الآن وقصيدة شعرية للطالب فهد بن يوسف الأغبري كما ألقت المهندسة سهام بنت أحمد الحارثية المديرة العامة للتخطيط والدراسات بوزارة الإسكان كلمة أشادت فيها بدور الجامعة ومخرجاتها التعليمية.
      وقدّم عرض مرئي عن البحث العلمي بالجامعة ثمّ تجول أصحاب السعادة في أقسام المعرض الفنّي المقام بهذه المناسبة كما تجوّلوا في بعض مرافق الجامعة.
      دفعات متتابعة
      وقالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الخارجي إنّ الجامعة رفدت المجتمع بأكثر من 34 ألف خريج وخريجة في شتى مجالات المعرفة، وهي تحتضن حاليًا ما يزيد عن سبعة عشر ألف طالب وطالبة في مرحلة الدراسات الجامعيّة الأولى موزعين على 82 برنامج بكالوريوس، و4 برامج دبلوم، و59 برنامج ماجستير و28 برنامج دكتوراه، موضحة أنّ ارتقاء الجامعة بأدائها في البحث العلمي والتعاون الدولي، أكسبها مكانة محلية وإقليمية ودولية؛ حيث بلغ عدد المشاريع البحثية المعتمدة في الجامعة ما يزيد عن 1500 بحث بتمويل يقارب 34 مليون ريال عماني، بجانب المنح الداخلية ومنح مجلس البحث العلمي ومنح البحوث المشتركة والمنح الخارجية.
      وأضافت أنّ هذا النشاط البحثي أنتج مئات الأوراق العلمية المحكمة والمنشورة في مجلات ودوريات ومؤتمرات عالمية مرموقة، وعززت وما تزال من مكانة الجامعة في الأوساط العلمية العالمية.
      وحول علاقات الجامعة مع الجامعات العالمية ذكرت سموها، أنّ الجامعة أبرمت أربعة وثلاثين عقدًا بحثيًّا في عام 2011م بقيمة تصل إلى مليون وثلاثمائَة ألف ريال عماني، وأسهم القطاع الخاص فيها بما نسبته سبعون بالمائة، وقد جاءت اهتمامات هذه المشاريع وفقًا لاحتياجات القطاعات الحكومية والخاصة بالسلطنة، كما أن للجامعة بحوثا مشتركة مع بعض الجامعات الاقليمية والدولية مثل جامعة الإمارات وجامعة بولونيا (بإيطاليا) وجامعة كامبريدج.
      الندوات العلمية
      وعلى صعيد تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية، أشارت سموها إلى أن الجامعة نظمت في العام المنصرم ما يزيد على عشرين مؤتمرًا وندوةً علمية وورشة عمل في مجالات معرفية مختلفة. وتابعت أنّ ما يقوم به مجلس البحث العلمي من تمويل سخيٍّ للمشاريع البحثية والمؤتمرات والندوات التي تنفذها الجامعة، كما لا يفُوتنا أن نذكر المراتب المتقدمة التي نالتها الجامعة في مختلف التصنيفات العالمية، بمختلف معاييرِها وتباينِ متَغيّراتها؛ حيث تُولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا بهذا المجال وتطويره بشكل أكثر توسعًا في المستقبل القريب.
      وأوضحت آل سعيد أنّه تمّ اقتراح عمل أيام مفتوحة منها كانت لمجلس الشورى، والأخرى للجهات العسكرية، وتمّ تخصيص هذه الفعالية للوكلاء والمستشارين في الوزارات المختلفة، كما تخطط الجامعة لعمل يوم مفتوح للسفراء والشركات المعنية، وبهذا تفتح الجامعة البوابة للجهات الحكومية والجهات الخاصة، وعرض أبرز إنجازات الجامعة، والفعاليات التي قامت بها خلال 25 سنة والطلبة المتميزين، وأبرز الأعمال المميزة والأبحاث القائمة بالجامعة.
      وفي ختام كلمتها، أشادت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، بالتعاون بين الجامعة والوزارات والهيئات الحكومية في السلطنة، إذ ترك أثرًا كبيرًا في نجاح المسيرة المشتركة لخدمة وطننا العزيز، موضحة أنّ التعاون بين الجانبين تمثّل في البرامج الأكاديمية وبرامج الدراسات العليا، والبرامج التدريبية، واللجان المشتركة التي تحظى بأهمية كبيرة من الجانبين.
      ذكريات وتاريخ
      وألقت سهام بنت أحمد الخليلي مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة الإسكان، وهي إحدى خريجات كلية العلوم الزراعية والبحرية، كلمة استعادت فيها ذكرياتها عندما كانت طالبة في الجامعة، حيث التحقت بها عام 1990. وذكرت الخليلي أهمية الجامعة كمؤسسة تعليمية، مشيرة إلى أنها سعت خلال سنوات الدراسة لاستغلال كافة الفعاليات في الجامعة للاستفادة مما تقدمه من مناشط.
      وأضافت: "كنت انتمي لكليّة علمية.. كانت تلك تجربة خصبة في حد ذاتها، فقد صقلت مواهبنا بما تقدمه لنا من نظريات ومفاهيم علمية وعملية إذ تمثل الجانب العملي في معامل الكلية التي فتحت أذهاننا على عالم التجريب والبحث والتحليل وكان للزيارات الميدانية لمختلف مناطق السلطنة لشهر كامل مع فريق متكامل من الأساتذة والفنيين أثر بالغ في تحصلينا العلمي وإلمامنا بطبيعة السلطنة وتنوع بيئتها". وأوضحت أنّ الاشتغال بالأبحاث العلمية كان الهدف منه ربط الطالب بمكتبة الجامعة والتي كانت هي الأخرى مدخلا لاكتساب المعرفة والاطلاع على المصادر وأمهات الكتب مما يدعم المناهج الدراسية ومتطلبات الجامعة الأخرى.
      وأشادت الخليلية بالدور الذي لعبته الجامعة في صقلها علميا وتطرقت إلى انتقالها من وظيفة لأخرى في وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وحاليا تعمل في مجال التخطيط الاستراتيجي. وتشعر الخليلي بالفخر والسعادة، حيث إن ابنتها تدرس في سنتها الثانية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة أيضا.
      وقالت الخليلية إن هذا النوع من الفعاليات يقرب الجهات الحكومية من الجامعة، فوجود مركز بحثي مثل جامعة السلطان قابوس يفترض أن يكون مرجعا لجميع الجهات الحكومية. وأشارت الخليلية إلى أن هذه التظاهرة مناسبة لكي يطلع المسؤولون على مختلف خدمات وخبرات وانجازات الجامعة .
      وألقى الطالب فهد بن يوسف الأغبري قصيدة بعنوان "منارة العلم"، حيث قام الضيوف بجولة في المعرض المصاحب والذي قدمت فيه عروض عن مختلف الكليات والمراكز وعدد من البحوث.
      تعاون وثيق
      من جهته، قال سعادة علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس إنّ اليوم المفتوح هو أحد الأيام التي شرعت فيها الجامعة للاحتفال باليوبيل الفضي لها؛ حيث استقبلت في وقت سابق أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وعدد من المسؤولين من الجهات الأمنية، والآن تستضيف أصحاب السعادة وكلاء الوحدات الحكومية، بما يهدف إلى تحقيق التقارب بين جامعة السلطان قابوس وبين المؤسسات وباقي الجهات الحكومية. وأوضح أنّ الهدف من إقامة هذه الفعالية هي أن يطلع المسؤولون على خبرة الجامعة وقدراتها.
      وقال المكرم الدكتور صالح بن سالم البوسعيدي عضو مجلس الدولة ومدير مركز اللغات بجامعة السلطان قابوس إنّ هذا اليوم يأتي للاحتفال باليوبيل الفضي، موضحا أنّ استقبال أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارون يهدف إلى مد الجسور بين الجامعة والمجتمع، وتعريف صناع القرار بخدمات الجامعة ومميزاتها ومدى الاستفادة مما تملكه الجامعة من خبرات وخدمات مختلفة. وأعرب عن أمله في أن تكون الاستفادة من هذه الزيارة كبيرة، وأن تكون فرصة جيدة لتبادل الخبرات بين الجامعة والوحدات الحكومية.
      وقال الأستاذ الدكتور عمر الرواس عميد كلية الطب في جامعة السلطان قابوس إنّ من بين أهداف الجامعة ومرتكزاتها الانفتاح على العلاقات الخارجية، ومن أهمها الانفتاح والتقارب مع الوحدات الحكومية، وتعريفهم بأنشطة الجامعة وإنجازاتها والعمل على الاستفادة بشكل فاعل من مخرجات الجامعة وتعريف المجتمع بتلك الجوانب بشكل عام. وأشار الرواس إلى أنّ الجامعة في هذا الشأن استقبلت فيما مضى عددًا من المسؤولين من أعضاء مجلس الشورى والجهات الأمنيّة.
      مسيرة حافلة
      وأعرب سعادة محمد بن ناصر بن محمد الراسبي وكيل وزارة الدفاع عن سعادته بمشاركة الجامعة في هذا اليوم المفتوح بصحبة أصحاب السعادة وكلاء الوزارات والمكرمين، مباركًا للجامعة والقائمين عليها احتفالهم باليوبيل الفضي.
      قال إنّه يامل في أن تستمر مسيرة التعليم والتنمية لتبلغ الجامعة يوبيلها الذهبي وغيره، متمنيًا الازدهار والنماء، لتتصدر الجامعة مصاف الجامعات العالميّة، وتحصد مراكز متقدمة وتصنيفات من حيث جودة التعليم وتحقيق البحوث.
      وأشاد الراسبي بالتنظيم الجيد لليوم المفتوح وبرنامجه الحافل من عروض وثائقية ومعارض وجولات للتعرف على منجزات الجامعة في مختلف الجوانب إضافة على اطلاعهم على ابتكارات الطلبة، والتي تعد رسالة من رسالات الجامعة وهي إظهار مكامن الإبداع والابتكار لدى الطلبة المنتسبين لها.
      من جهته، قال سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشئون التخطيط إنّ احتفال الجامعة بمرور 25 عام على إنشاء جامعة السلطان قابوس يعكس التقدّم المعاصر الذي حققته السلطنة خلال 44 عامًا من العطاء، حيث تعتبر الجامعة المنارة التي يستشرف بها الجيل القادم العلم والبحث العلمي. وأضاف أنّ أيّ دولة تستطيع تحقيق ما تصبو إليه من خلال البحث العلمي والمجالات الأخرى سواء الاقتصادية أو الطبيّة أو الهندسيّة أو الإنسانية وغيرها من المجالات، موضحًا أنّ من بين إنجازات الجامعة أنها استطاعت أن ترفد القطاع العام والخاص بالسلطنة بأكثر من 35 ألف خريج وخريجة، الذين هم اللبنة الأساسية لتكوين قاعدة أساسية للنخبة العمانية المعاصرة، والذين سيكونون السند القوي للأجيال القادمة وأيضًا لنهضة قادمة.
      وأشار سعادته إلى أنّ الجامعة قطعت شوطًا كبيرًا ليس فقط على مستوى دفعات الدراسات الجامعية، بل أيضًا على مستوى الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، كما بدأت تدخل بتميز في مجال البحث العلمي بمستويات لا تقتصر على المستوى المحلي والإقليمي بل أيضا على المستويات العالمية، وأصبحت البحوث العلمية التي تنشر من أساتذة وطلبة جامعة السلطان قابوس في أفضل المجلات والدوريات العلمية. وشدد الهنائي على أهمية دعم البحث العلمي حتى تستطيع الجامعة تأدية رسالتها من أجل خدمة الصناعة، بالإضافة إلى خدمة التطور في السلطنة سواء بشري أو صناعي أو ثقافي.
      انجازات وتطلعات
      فيما قال سعادة سعيد الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات لشؤون الموانئ البحرية إنّ احتفال الجامعة بمناسبة مرور 25 عامًا مناسبة كبيرة تحتفي بمسيرة التعليم العالي في السلطنة؛ حيث تمّ استعراض إنجازات الجامعة خلال الافتتاحية والمعرض المصاحب للاحتفال، كما تمّ إيضاح المشاريع التي تتجه الجامعة للعمل بها مستقبلا، بالإضافة إلى دور الجامعة في المجتمع.
      وقال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي: "نفخر بتواجدنا في هذا الصرح العلمي الشامخ الذي خطى خطوات حثيثة في المرحلة الماضية، بفضل توجيهات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بجانب دعمه السخي وتوجيهاته السامية بأن تكون هذه الجامعة منارة ليست فقط للعلم والمعرفة، وإنّما لخدمة المجتمع وتطوير الإنسان العماني والمساهمة في خدمة الإنسانية بشكل عام.
      وأضاف أنّ جامعة السلطان مفخرة للبلد حيث تحقق الكثير فيها، لكن الكثير من الطموحات لا زالت موجودة، والرغبة في التطوير والمنافسة والرقي، قويّة بين أروقة هذه الجامعة من خلال الأكاديميين وطلابها.
      وأوضح أنّ الجامعة يتم تسخير كافة الامكانيات لما يؤهلها لأن تكون جامعة متميّزة في مجال البحوث، لكن وكأي جامعة فتية هنالك فترة من البناء الأساسي، وخلال المرحلة الأولى من تأسيس الجامعة، تركّزت الجهود على البناء التعليمي، بينما ركّزت في الآونة الأخيرة على البحث العلمي.
      وقال إنّ الجامعة باتت الآن تحفل بالعديد من برامج الدكتوراة والتي تتخذ من البحث العلمي أساسًا لها، مشيدًا بالدعم المادي من قبل صاحب الجلالة وما تقدمه الجامعة من موارد ومنح، موضحا أنّ الجامعة الآن تحتاج إلى الكوادر البشرية العمانية المهتمة بالبحث والتطوير والانخراط في برامج الدكتوراه بما يعطي زخمًا علميًا منشودًا لجامعة السلطان قابوس.
      ذاكرة تاريخية
      وقال سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب المفتي العام للسلطنة: هذا يوم مبارك يمثل ذاكرة تاريخية وحضارية، وهي مرور خمسة وعشرين عامًا على افتتاح هذا الصرح العلمي الشامخ في السلطنة ألا وهو جامعة السلطان قابوس .
      تلك المؤسسة التي وفّرت لعمان وللمجتمع العماني آلاف من الخريجين الذين يقومون بأداء واجبهم ويسهمون في بناء حضارة بلادهم.
      وأضاف: نهنئ أنفسنا والشعب العماني وكل منتسبي جامعة السلطان؛ رئاسة وإدارة وهيئات تدريسيّة وطلابًا، على هذا اليوم الأغر في تاريخ عمان، هذا الحدث يكتب إن شاء الله بحروف نور في سجل التاريخ العماني لأنّ التعليم هو الأساس المتين الذي تبنى عليه الحضارات والثقافات.
      وتابع: إنّ هذا الإطار الأكاديمي والبحثي المتمثّل في جامعة السلطان قابوس يمثل رافدًا من أقوى الروافد العلميّة والبحثية والتقنية، ليس في عمان فحسب بل في المنطقة العربية ككل ويقدم كل شيء من شأنه رفعة الإنسان العماني.
      وقال: نحن سعدنا وغمرتنا الفرحة بهذا اليوم، بداية من استماعنا لما عرض علينا وعلى الحاضرين من منجزات هذه الجامعة وفكرها وآلياتها وتاريخها. وكل عمل قامت به أثلج صدورنا وأبهج قلوبنا ولا ننسى أن هذه المنجزات الطلابيّة في هذا المعرض تخدم المجتمع العماني خدمة مباشرة في مجال الزراعة والصيد والطب ومكافحة الأمراض.
      وقال سعادة علي الجابري وكيل وزارة الإعلام "نحن سعداء بتواجدنا في جامعة السلطان قابوس وهي تحتفل باليوبيل الفضي بعد مرور 25 عامًا من الإنجازات العلمية الباهرة، وتخريج أعداد كبيرة من أبناء هذا الوطن، الذين نراهم في مختلف مواقع العمل، وهي فكرة رائدة لدعوة مجموعات كبيرة من المسؤولين وصناع القرار بالسلطنة للإطلاع على هذه التجربة المميزة من مسيرة جامعة السلطان قابوس، وما شهدناه خلال هذه الفعالية من اطلاع على كثير من الجوانب التي ربما كانت خافية على بعضنا، فرصة للوقوف على الإنجازات التي حققتها الجامعة، والتطلع إلى مراحل أكثر إشراقا في مسيرتها التي نلمسها نحن كعمانيين من خلال تواجد المجموعة الممتازة من أبناء هذا الوطن الذين يمثلون العطاء في مختلف المجالات، ومختلف درجات المسؤولية؛ كصناع القرار والباحثين والمهندسين والأطباء والعاملين في مختلف المجالات.
      الدفعة الأولى
      وأشار سعادة الدكتور حمد العوفي وكيل الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية إلى فخره باحتفال جامعة السلطان قابوس بمرور 25 سنة على إنشائها، كونه أحد خريجي الدفعة الأولى بالجامعة، حيث تمّ افتتاح الجامعة عام 1986 وتخرجّت الدفعة الأولى عام 1990، وقد شكّلت السنوات الدراسيّة بالجامعة ذكريات عظيمة كفوج أول يدخل الجامعة، واكتساب الخبرات العمليّة والمهارات الكثيرة خلال المراحل الدراسيّة، حيث كان عدد طلاب الدفعة الأولى قليل جدًا ما يقارب خمسمائة طالب وطالبة، ومع نهاية العام الأول قلّ العدد لانسحاب البعض وانتقال البعض الآخر لأعمال أخرى، تلتها دفعات كثيرة، وأصبحت الجامعة اليوم تحتضن أكثر من سبعة عشر ألف طالب وطالبة.
      وأضاف سعادته أنّ جامعة السلطان قابوس تعتبر حلما كبيرا للعمانيين، وتحقق هذا الحلم، فهي من أحد منابر العلم في هذا البلد، وهي الجامعة الأولى في سلطنة عمان، وتستقطب النخبة من خريجي التعليم العام، وأثرت الأجهزة الحكوميّة والقطاع الخاص بأكثر من أربعة وثلاثين ألف خريج في جميع التخصصات المختلفة، التي يحتاجها الاقتصاد العماني وهذه تجربة فريدة من حياة الإنسان، ويجب الوقوف على هذه الانجازات وتقييم الخبرة، ويوجّه شكّره للأشخاص المساهمين في إنجاح هذا المشروع الكبير، متمنيًا النجاح للجامعة وتحقيق المراكز العليا على مستوى العالم، بالإضافة إلى خدمة البلد من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
      ويرى سعادة عبدالله السالمي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال أنّ هذه المناسبة تعتبر مناسبة عظيمة حيث مرور 25 عامًا على افتتاح جامعة السلطان قابوس، فهي أعرق جامعات السلطنة، وهذا فخر لجميع العمانيين. وقال إنّه يفخر برؤية هذا الصرح العلمي ينمو ويزدهر ويتطور، ويوفر لعمان الكوادر والمعرفة، متمنيًا التقدم الدائم للجامعة، وهذا يأتي بفضل العناية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي يرعى شخصيًا هذا الصرح.
      عملية التنمية
      وقال سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشئون موارد المياه: فرصة طيبة أن تقوم الجامعة بتنظيم يوم مفتوح وأن تدعو مختلف الوحدات الحكومية للتواجد في رحاب الجامعة .
      وأضاف أن معظم هؤلاء المشاركين من الجهات الحكومية ممن قضوا فترة من الزمن سواء كانوا عاملين فيها أو قضوا فترة التعليم الجامعي فيها .
      وتابع أنّ الجامعة ركن رئيسي في عملية التنمية في البلاد على اعتبار أنّها ترفد العملية البحثية التي تعد من أهم أركان التنمية المتمثل في المورد البشري. وزاد العبري قائلا إنّ ما حققته الجامعة في السنوات الماضية يعد مفخرة لنا كعمانيين في المستوى التعليمي بمستويات مختلفة، وكذلك بالأعداد التي باتت تتخرج من الجامعة سواء كانوا عاملين في جهات حكومية أو في شركات قطاع خاص أو أصحاب أعمال حرة.
      وأضاف أنّ الاتصال مع الجامعة من قبل الجهات الحكومية نعوّل عليه كثيرا؛ خاصة في الجوانب البحثية التي تعنى بها الجهات الحكومية، وحريصون على أن نكون متواجدين وجزءا مكملا لأنشطة الجامعة المختلفة سواء كانت في عقد المؤتمرات، أو الندوات وورش العمل.
      وأشار العبري إلى وجود مبادرات سواء من الباحثين الأكاديميين في الجامعة أو حتى من جانب العاملين في الميدان في الوحدات الحكوميّة، هذه المبادرات تحتاج إلى تواصل بين الركنين الرئيسيين ففي الجانب البحثي هناك مجلس البحث العلمي، والذي يسهم في مجال وضع السياسات ورسم الإستراتيجيات المتعلقة بالبحث العلمي والتي تتم من خلال جامعة السلطان قابوس .
      فعالية ممتازة
      من جانبه، قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إنّ الفعالية التي تحتفل بها جامعة السلطان قابوس هي فعالية ممتازة، من ناحية تعريف القطاع الحكومي بدور الجامعة في بناء المجتمع، والبرامج الموجودة في الجامعة، بحيث يكون هنالك تعاون مباشر بين الجامعة والطيران المدني، فمثل هذه البرامج التعريفية لصناع القرار في المراكز الحكومية وصلت لمرحلة متقدمة، كما أنّ برامج البحوث العلمية التي تمّ عرضها مشجعة جدًا، متمنيا أن يكون هناك تعاون وثيق بين قطاع الطيران المدني والجامعة، في مختلف المجالات كالتأهيل والتدريب وغيرها.
      وقال سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: أنا جزء من الجامعة فقد انضممت إليها لمدة عشرين عامًا، بدءًا من دراستي كطالب منذ عام 1991 إلى عضوية تدريس إلى أن تمّ تكريمي بالانتقال إلى وزارة التربية والتعليم وتشريفي من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .
      وأضاف: الشكر الجزيل لجامعة السلطان على ما وصلنا إليه على مستوى البلاد بشكل عام خصوصًا ونحن نتحدث عن 34 ألف خريج من الجامعة ساهموا بشكل كبير وفاعل في إنجازات هذا الصرح العلمي .
      وقال إنّ الهدف من هذه الزيارة هو التعرّف على ما تقدّمه الجامعة للمجتمع وبخاصة في الجانب البحثي وخدمة المجتمع، وهي فرصة لتفعيل التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة.
      وقال سعادة الدكتور إسحاق بن أحمد بن محمد الرقيشي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكيّة للزراعة: سعيدون بمشاركتنا في هذا اللقاء ضمن احتفالات الجامعة بيوبيلها الفضي ولاشك أنّ الجامعة حققت إنجازات متواصلة علميا وبحثيا، وثمة تعاون كبير في مجالات متعددة بين وزارة الزراعة والثروة السمكية والجامعة خاصة المجالات البحثية والمتمثلة في أبحاث المحاصيل والوقاية بالإضافة إلى التعاون في مجال المعلومات البحرية والاستزراع السمكي وغيرها من المجالات الأخرى، وهناك مشاريع بحثية مدعومة من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية، بالإضافة إلى المجالات البحثية الخاصة بطلبة الماجستير والدكتوراه.
      وأضاف سعادته: امتد هذا التعاون إلى الاستشارات في المجالات والمشاركة في اللقاءات والملتقيات والمؤتمرات التي تناقش المواضيع التي تهم القطاع الزراعي والسمكي، والاستعانة بخبرات الجامعة في إعداد إستراتيجيّة الملوحة التي ستدشن قريبًا، وبالتالي تظل علاقة المؤسسات مبنيّة على التعاون المثمر، وعليه فإننا نتمنى أن تواصل جامعة السلطان تقدّمها في مختلف مجالاتها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك لجنة مشتركة بين جامعة السلطان قابوس ووزارة الزراعة والثروة السمكيّة وتقوم بأنشطة في مجالات مختلفة؛ منها البحثية والعلميّة.
      مستوى التطور
      من جانبه أثنى سعادة الدكتور حماد بن حمد الغافري مستشار وزارة الخدمة المدنية على الإنجازات التي تحققت في جامعة السلطان قابوس طوال الخمس وعشرين سنة الماضية وقال: بدأت الجامعة شامخة وستظل كذلك، وذلك بفضل الرعاية السامية لها منذ إنشائها وإلى الآن، ونحن نفتخر ونعتز بما تحقق فيها طوال السنوات الماضية، وما رأيناه اليوم يبيّن مستوى التطور الذي وصلت إليه الجامعة في مجال البحوث العلمية والتي تناولت مواضيع تمس المجتمع، وتحاول أن تبحث في الحلول للكثير من التحديات سواء على المستوى الطبي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها من المجالات الأخرى.
      وأضاف: "تشرفت بأن أكون أحد موظفي هذه الجامعة لمدة عشر سنوات منذ عام 1986 إلى 1996م واعتز وافتخر بالسنوات التي قضيتها في هذا الصرح العلمي".
      عيادة المدخنين
      واستعرض الطالب فارس الكلباني من كلية الطب والعلوم الصحية فكرة مشروع إيجاد عيادة المدخنين؛ حيث يعتبر أول مشروع على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي، حيث يتم استقبال الراغبين في الإقلاع عن التدخين مع توفير الحوافز المساعدة لهم، ويساهم في هذا المشروع أطباء وأخصائيون من مستشفى الجامعة ويعملون على برنامج مدته أربعة أشهر لكل مدخن، ويحمل البرنامج جوانب متعددة منها الجانب العلاجي بأقراص وعلك النيكوتين، والجانب الاجتماعي عن طريق إخراج المدخنين عن جو الحياة العاديّة التي يعيشونها.
      وأضاف: كشفت الدراسات أنّ معظم المدخّنين يعيشون في اكتئاب من ضغط نفسي أثناء العمل، ويعانون من قلق وبعض الحالات النفسيّة، فيحاول العاملون بهذا المشروع إخراج المدخنين عن المألوف اختصارًا لمدة العلاج، بالإضافة إلى أنّ العلاج يشمل تقوية الوازع الديني لدى المدخنين حتى لا يعودوا مرة أخرى للتدخين. وأضاف الكلباني أنّ العيادة تسبقها حملة داخل وخارج الجامعة بدأت منذ العام الماضي، وتمّ خلال الحملة استعراض صور من معرض الأنسجة المعروضة بالجامعة كصور رئة لمدخنين سابقين توفوا بسبب مرض السرطان، وقد تمّ عرض العيادة بشكل حي ومباشر، وتمّ وضع عيادة تجريبية وإدخال 15 عينة من الشباب الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وكانت الاستجابة جيدة، حيث إن نسبة التدخين قد قلّت بشكل إيجابي.