"أحيوا سنته"

    • و قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

      وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال:الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعال
      ى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء،
      ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في
      ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).

      وفي قوله عز وجل: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} قال الإمام الطبري في تفسيره: (وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء).
    • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لين
      زلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ
      آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة
      » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).

      وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح،
      وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
    • وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في
      إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات
      إليه (أي ابن حزم) في رده ذلك.. وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

      وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:

      أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.

      ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أي المعازف - لما قرنها
      معها" (السلسلة الصحيحة للألباني1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
      "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
    • وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال:إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة» (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).

      وقال صلى الله عليه و سلم: «صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة» (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)

      وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)

    • قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر» (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).

      وروى أبو داوود في سننه عن نافع أنه قال: «سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا» (حديث صحيح، صحيح أبي داوود4116).

      و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
    • أقوال أئمة أهل العلم

      قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
      ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
      فقال الإمام أبو العباس القرطبي:الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف
      في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم
      وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق
      فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
    • قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.

      وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو -أي غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).

      قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار
      على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

      قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار
      والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك
      قالوا:إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان).
    • وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه
      غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبي حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك
      مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".

      وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".
    • أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

      قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه -أي أصحاب الإمام الشافعي- العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

      قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان).وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له:إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن).

    • ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع).

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى
      به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل
      إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).
    • قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).

      قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:


      حب القرآن وحب ألحان الغنا
      في قلب عبد ليس يجتمعان
      والله ما سلم الذي هو دأبه
      أبدا من الإشراك بالرحمن
      وإذا تعلق بالسماع أصاره
      عبدا لكـل فـلانة وفلان



      و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء وإقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

    • الاستثناء:

      ويستثنى من ذلك الدف -بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة،
      قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء
      أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف،
      بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال:التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين
      من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر
      وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال
      أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
    • الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

      قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة
      الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات
      العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم
      الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من
      أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى
      الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما،
      أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين).
    • وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
      ::رقم 1::
      --------------
      قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}….. أكثر المفسرون على أن المراد بلهو الحديث هو الغناء، وقال ابن مسعود: هو الغناء، و يقول تعالى وهو يخاطب الشيطان: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ}قيل هو الغناء، و قال عليه الصلاة و السلام: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير، و الخمر و المعازف……» رواه البخاري.
      ::رقم 2::
      ------------------
      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أضرار الغناء و الموسيقى: المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك و مالوا إلي الفواحش و إلى الظلم، فيشركون و يقتلون النفس التي حرم الله و يزنون و هذه الثلاثة موجودة كثيرا في أهل سماع الأغاني، إن سماع الأغاني و الموسيقى لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضلال و المفسدة ما هو أعظم منه، فهو للروح كالخمر للجسد، و لهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر، فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر، بل أكثر و أكبر.
    • ::رقم 3::
      ----------------
      أما الغناء في الوقت الحاضر فأغلبه يتحدث عن الحب و الهوى و القبلة و اللقاء ووصف الخدود و القدود و غيرها من الأمور الجنسية التي تثير الشهوة عند الشباب و تشجعهم على الفاحشة و تقضي على الأخلاق، ناهيك عن الذي يسمى بالفيديو كليب و ما به من فواحش و منكرات و رقص مائع و وجوه ملطخة تثير الشايب قبل الشاب، و المشاهد لهذه الأغاني المصورة يرى مدا اهتمام المخرج بالراقصات أكثر من المطرب نفسه، و هذا ليس مستغربا لأن إثارة المشاهد عندهم أهم من كلمات الأغنية و شكل المطرب.

      و هؤلاء المطربين و المطربات الذين سرقوا أموال الشعوب باسم الفن و ذهبوا بأموالهم إلى أوربا و اشتروا الأبنية و السيارات الفاخرة قد أفسدوا أخلاق الشعوب بأغانيهم المائعة و افتتن الكثير من الشباب و أحبوهم من دون الله.

      و أقول لكل من يسمع هذه الأغاني: أتركها مرضاة لله سبحانه و تعالى و صدقني ستجد لذة في تركها و اعتزازا بالنفس لم تشعر به من قبل، و استبدلها بأشرطة القرآن و الخطب و الأناشيد الإسلامية و حينئذ ستعرف الراحة النفسية و العاطفية الحقيقية.
      ::رقم 4::واختتم به::
      ----------------------------------
      يقول ابن القيم رحمه الله: ما اعتاد أحد الغناء إلا و نافق قلبه وهو لا يشعر، ولو عرف حقيقة النفاق لأبصره في قلبه، فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن، إلا و طردت إحداهما الأخرى….. فاختر أنت أيهما تريد.


      وفي الختام

      أسأل الله جل في علاه العفو والعافيه والمعافاه لي ولكم


      آنسكم الله بطاعته والقرب منه سبحانه
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      عيادة
      المريض


      الحمد لله رب العالمين، والصلاة
      والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما
      بعد؛
      فمن أخلاق المؤمنين التي ندب إليها نبينا صلى الله عليه وسلم عيادة المرضى.
      وهذه نقاط تتعلق بهذا الخلق الفاضل.

    • معنى عيادة المريض
      العيادة في الاصطلاح: هي الزيارة والافتقاد، أما
      المريض: فهو من اتصف بالمرض. والمرض ضد الصحة. وسميت عيادة لأن الناس يعودون إليه
      مرة بعد أخرى.

    • الحكم:
      دلت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب هذه العيادة، من
      هذه الأحاديث:
      عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
      عليه وسلم: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفُكُّوا العاني» رواه البخاري.
      وعن
      أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عودوا
      المرضى، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة» رواه أحمد.
      وعن أبي هريرة رضي الله
      عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة
      المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» رواه الإمام أحمد.
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حق
      المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة،
      وتشميت العاطس» رواه البخاري ومسلم.

    • وقد ترجم الإمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه بقوله: باب وجوب عيادة
      المريض.
      قال ابن حجر رحمه الله: "جزم بالوجوب على ظاهر الأمر بالعيادة، قال ابن
      بطال: يحتمل أن يكون الأمر على الوجوب بمعنى الكفاية، كإطعام الجائع وفك الأسير،
      ويحتمل أن يكون للندب، للحث على التواصل والأُلفة"([1]).
      ونقل النووي الإجماع
      على أنها لا تجب. قال الحافظ في الفتح: "يعني على الأعيان"([2]). واختار شيخ
      الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها فرض كفاية([3]).

    • الحكمة:
      لعيادة المريض حكمة تتعلق بالزائر، وحكمة تتعلق بالمزور، وثالثة
      تتعلق بهما.
      أما ما يتعلق بالزائر فتذكره لنعمة الله عليه بالعافية، وعظيم
      الثواب الذي يناله بهذه العيادة.
      وأما ما يتعلق بالمريض فالتخفيف عنه والدعاء
      له.
      وما يتعلق بهما الألفة والمحبة التي تورثها هذه العيادة.

    • آداب العيادة:
      هناك آداب ينبغي مراعاتها عند عيادة المريض([4])،
      منها:
      1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة؛ كأن يدق
      الباب برفق، وألا يبهمَ نفسه، وأن يغض بصره، وألا يقابل الباب عند
      الاستئذان.
      2- أن تكون العيادة في وقت ملائم، فلا
      تكون في وقت الظهيرة صيفاً على سبيل المثال. وكان بعض السلف يعود المريض في أول
      النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتاً أطول؛ عملاً بحديث دعاء
      الملائكة لمن عاد مريضاً غدوة، وسيأتي معنا في فضائل عيادة المريض. والواجب مراعاة
      مصلحة المريض في ذلك. قال الأثرم: قيل لأبي عبد الله: فلان مريض- وكان عند ارتفاع
      النهار في الصيف فقال: "ليس هذا وقت عيادة"([5]).

    • 3- أن تكون العيادة بعد ثلاثة أيام من المرض، وقيل:
      تستحب من أول المرض، ورأي الجمهور عدم التقيد بزمن، كما قال ابن حجر رحمه الله، وهو
      الحق إن شاء الله.
      4- أن يدنو العائد من المريض
      ويَجِلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسألَه عن حاله وعما يشتهيه.
      5- أن تكون الزيارة غباً أي يوما بعد يوم، وربما اختلف الأمر
      باختلاف الأحوال سواء بالنسبة للعائد والمريض. فمن الناس من إذا زار يوماً ازداد
      مرض المريض به، ومنهم من يكون حبيباً إليه لا يتمنى مفارقتَه. فعلى الثقيل الأول أن
      يخفف ولو لم يزر لكان أولى!
      وقد آخى الإمام الشافعي محمد بن عبد الحكم بمصر،
      فمرض وعاده الشافعي، ثم مرض الشافعي فعاده محمدٌ هذا، فأنشد الشافعي رحمه
      الله:

      مرض الحبيب فعدته فمرضت
      من حذري عليه
      فأتى الحبيب يعودني فشفيت من نظـري إليه([6])
    • 6- ينبغي للعائد ألا يطيل الجلوس حتى يضجر
      المريض، أو يشقَّ على أهله، فإذا اقتضت ذلك ضرورة فلا بأس.
      7- ألا يكثر العائد من سؤال المريض؛ لأن ذلك يثقل عليه
      ويضجره.
      8- من آداب العيادة أن يدعو العائد للمريض
      بالعافية، وأن يرقي له، وفي هذا أحاديث، منها:
      حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت:
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيرا؛ فإن
      الملائكة يؤمنون على ما تقولون» رواه مسلم.
      وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها
      قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال:
      «أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما».
      فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع،
      فانتزع يده من يدي ثم قال: «اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى». قالت: فذهبت
      أنظر فإذا هو قد قضى.

    • وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
      قال: «ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب
      العرش العظيم أن يشفيك، إلا عوفي».
      وله أيضاً: «إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل:
      اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى الصلاة».
      وعن عائشة رضي الله عنها،
      أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة
      أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا -ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم
      رفعها- «باسم الله، تربة أرضنا([7]) ، بريقة([8]) بعضنا، يُشْفَى به سقيمنا، بإذن
      ربنا».
      وعاد نبينا صلى الله عليه وسلم سعدَ بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال:
      «اللهم اشف سعداً» -ثلاثاً- رواه البخاري ومسلم.

    • ومن الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد أعرابياً فقال له: «لا بأس، طَهور إن
      شاء الله» رواه البخاري. وهذا يقود إلى أدب آخر، وهو:
      9- تطمينه، ففي الحديث السابق دليل على استحباب التخفيف عنه
      وإدخال الطمأنينة على قلبه بمثل هذه العبارات، كما يقال عندنا بالعامية :
      (هذا أمر بسيط)، (الحمد لله خفيفة)، (سلامة)، (ربنا قدر ولطف)، (ما عندك
      عوجه)..
      ولا يستدل على ذلك بالحديث: « إِذَا دَخَلْتُمْ على المَرِيضِ
      فَنَفّسُوا لَهُ في أَجلِهِ([9])؛ فإِنّ ذَلِكَ لا يَرُدّ شيئاً وَيُطَيّبُ
      نَفْسَهُ» رواه الترمذي، وضعَّفه ابنُ حجر([10]) والألباني([11]) رحمهما الله.

    • 10- وينبغي أن يسأله عن حاله: كيف حالك؟ كيف تجدك؟ فعن
      أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال:
      «كيف تجدك»؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى
      الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو
      وأمنه مما يخاف» رواه الترمذي. وفي صحيح البخاري لما هاجر المسلمون على المدينة
      ومرض أبو بكر وبلال رضي الله عنهما عادتهما عائشة رضي الله عنها وقالت: «يا أبت كيف
      تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك»؟

    • 11- ألا يتكلم العائد أمام المريض بما يقلقه ويزعجه وأن
      يظهر له من الرقة واللطف ما يَطِيب به خاطره.
      12-
      حمله على الصبر بوعد الأجر وتذكيره بما في ذلك من الأحاديث.
      13- ألا يكثر عوَّاد المريض من اللغط والاختلاف بحضرته؛ لما
      في ذلك من إزعاجه.
      14- دعمه مادياً إن كان بحاجة إلى
      ذلك؛ لئلا يجتمع عليه عوز ومرض!
      وبالجملة فإن جماع هذه الآداب أمران: عدم
      إزعاجه، ومحاولة نفعه.

    • فضائل عيادة المريض:
      عيادة المريض اتباع
      للسنة:

      قال عثمان بن عفان رضي الله عنه في خطبة له: "إنا -والله- قد
      صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويتبع
      جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير" رواه أحمد.

      وعائد المريض يحظى بدعاء الملائكة:

      أخرج الترمذي عن
      علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يعود
      مسلما غُدوة([12]) إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى
      عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خَرِيفٌ([13]) في الجنة».
      وعند الترمذي عن
      أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا
      نادى مناد من السماء: طبت([14])، وطاب ممشاك([15])، وتبوأت من الجنة منزلا».

    • نيل رحمة الله:
      ففي المسند عن هارون بن أبي داود قال: أتيت أنس بن مالك
      رضي الله عنه فقلت: يا أبا حمزة، إن المكان بعيد، ونحن يعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه
      فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في
      الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة». قال: فقلت يا رسول الله، هذا للصحيح
      الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال: «تُحَطُّ عنه ذنوبُه». وفي رواية في المسند
      أيضاً: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ،
      فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا».

      سبب لدخول
      الجنة:

      ففي صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن
      رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عاد مريضا لم يزل في خُرْفَة الجنة». قيل يا
      رسول الله: وما خرفة الجنة؟ قال: «جناها»([16]).
      وعند مسلم عن أبي هريرة رضي
      الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح اليوم منكم صائما؟» قال
      أبو بكر: أنا. قال: «من عاد منكم اليوم مريضا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «من شهد
      منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «من أطعم منكم اليوم مسكينا؟» قال أبو
      بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة».

      وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس من
      فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل([17]): من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة،
      أو خرج غازيا، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه
      وسلم من الناس» رواه أحمد.

    • وبالجملة فإن من عاد مريضا فقد ظفر بكل خير..
      فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
      عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ
      اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ
      فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ
      الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ
      تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ
      آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ
      وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ
      عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ
      لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي.
      قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ:
      اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ
      وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟» رواه مسلم.
      ولماذا قال في العيادة: «لوجدتني عنده»،
      وقال في الإطعام: «لوجدت ذلك عندي»؟
      لذلك سبب ومدلولان..
      أما السبب فإن
      الجائع لا يمنعه جوعه من الذهاب إلى الناس ومخالطتهم وسؤالهم، والظمآن لا يمنعه
      عطشه من التعرض إلى الناس والذهاب إليهم وسؤالهم، أما المريض فقد أقعده المرض، فجبر
      الله كسر قلبه بكونه عنده.
      وأما المدلولان فالأول: أن المريض مستجاب الدعوة؛ فإن
      الله عنده، والله عند المنكسرة قلوبهم كما في بعض الآثار.
      والثاني: أن العيادة
      أعظم إثابة من الإطعام وسقيا الماء؛ فمن وجد الله فقد وجد كل شيء، ومن وجد الله
      فماذا فقد؟ ومن فقد الله فماذا وجد؟