
متابعة - سعيد العبري
-
وصل وفد التربوي الزائر لوزارة التربية والتعليم ولاية واشنطن الأمريكية في أولى مراحل زيارتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث زاروا برج مكتب البريد القديم والأثري وتمتع الفريق في جولته السياحية في العاصمة واشنطن بمشاهدة المناظر الجميلة من أعلى البرج لمركز الولاية والأهم مبانيها كما قاموا بزيارة لعدد من الأنصبة التاريخية والمتاحف والتجول فيها . وبالانتقال إلى فيرمونت حضر الوفد الزائر ضمن البرنامج الذي أعد له مسبقا ًحلقة عمل بجامعة فيرمونت تعنى بأساسيات تعليم القراءة والكتابة وأساليب تدريسها. حيث قدم خلالها كين ريسنج ورقة عمل عن أهمية معرفة عمل الدماغ ومن ثم تنمية مهارات التفكير من أجل تعلم أفضل، وكذلك عن أثر البيئة في تنمية تلك المهارات ، وأشار إلى أثر القصة القوي في زيادة التعلم، كما تناولت الورقة الثانية التي قدمتها سيناثيا رياس أهم الأساليب والاستراتيجيات لإبداع حصة صفية تفعل فيها القراءة بصور جيدة محيلة إلى الدور الكبير للقصة في ذلك مع عرض نماذج من القصص والروايات. وأشار جين مكلسين في ورقة قام بعرضها خلال حلقة العمل إلى أن الطلبة والناس يتعلمون بطرائق مختلفة (الفروق الفردية) وإلزامية مراعاتها، وحددت بعض التعليمات والضوابط التي تجعل من الحصة الدراسية فاعلة ومنظمة. وقد تم عرض عدة نماذج من مقاطع الفيديو لحصص دراسية وقام الفريق بتقييمها ومناقشتها. وسيقوم الوفد في الأيام القادمة بزيارة لعدد من مدارس مدينة بيرلنجتون وحضور عدة حصص وكتابة الملاحظات ومن ثم مناقشتها مع معلمي تلك المدارس.
كما قام أعضاء فريق البرنامج بزيارة المكتبة العامة في ميدلبوري حيث قدم لهم شرحاً وافياً عن برامج وأنشطة المكتبة لإيجاد ثقافة القراءة وغرسها في نفوس الأطفال، إضافة إلى الدور الفاعل لأولياء الأمور والمجتمع المحلي في إنجاح هذه البرامج توازيا مع الأنشطة العلمية والترفيهية لجعل وقت القراءة ممتعا، كما تجول الفريق خلالها في أنحاء المكتبة وتحاوروا مع بعض من أولياء الأمور الموجودين في المكتبة حول القراءة وتأثيرها في مهارة أبنائهم وتطورها لديهم، بعد ذلك توجه الفريق إلى مدرسة جنوب بيرلنجتون وتوزعوا إلى عدة مجموعات وزاروا بعض الفصول للاطلاع على تجربة المدرسة في تنمية مهارات القراءة وتكاملها مع بعض المواد العلمية الأخرى .
الجدير بالذكر بأن فكرة برنامج "التربوي الزائر" جاءت إيمانا من وزارة التربية والتعليم بأهمية الإنماء المهني للتربويين وضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية المتطورة في مجالات التربية المختلفة، في ظل الانفجار المعرفي الواسع والتطور المتسارع ،عبر قيام التربويين بزيارات دولية لعدد من دول العالم المتقدمة والإطلاع على تجاربها التربوية الناجحة، والتعرف على النظم المطبقة وآلية عملها ومكامن قوتها والتحديات المصاحبة لها مما يسمح لهم باستقاء الأفكار والنماذج وإعداد خطط عمل لكيفية الاستفادة من هذه التجارب في تطوير مجالات عملهم ونقل ما شاهدوه وتعلموه لزملائهم بما يخدم المسيرة التعليمية في بلدهم، كما إن إعطاء الفرصة للمجيدين من التربويين وذوي الإسهامات الفعالة في تطوير التعليم للقيام بمثل هذه الزيارات هو بمثابة تكريم لهم من الوزارة واعتراف بجهودهم وتشجيع لهم على مواصلة العمل الدؤوب والمخلص، إضافة إلى إن الزيارات فرصة لتبادل الخبرات .
