بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس
مسقط - الرؤية
-
ينفذ مجلس البحث العلمي دراسة علمية تسعى للوصول لعلاج أمثل لحصى الكلى بالسلطنة؛ حيث يعتبر حصي الكلى والمسالك البولية من الأمراض الشائعة في عُمان، ومن المسببات المهمة للأمراض، غير أنها لا توجد حتى الآن إحصائيات عن معدل انتشار الحصي او مكوناتها.
وقال الدكتور محمد المرهون الباحث المشرف على المشروع والممول من مجلس البحث العلمي -والمقام بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس- إن الهدف من إقامة هذا المشروع هو تحليل مكونات حصي 500 مريض تم علاجهم بالمستشفى الجامعي.
وخلال الدراسة، سوف يتم تجميع المعلومات الإكلينيكية للمرضى والمعلومات المتعلقة بالتحاليل المخبرية، إضافة إلى معلومات الحصي مثل الحجم, الشكل, الموقع داخل الجهاز البولي ومكونات الحصي. وسوف يتم تحليل الحصي باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء. وتعتبر هذه الدراسة الأولي من نوعها في عمان لتحليل مكونات الحصي البولي ويقوم فريق طبي بحثي من كلية الطب ومستشفى جامعة السلطان قابوس بالعمل فيها.
وأضاف الدكتور محمد بن سالم المرهون -وهو استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية بمستشفى جامعة السلطان قابوس والمشرف على تنفيذ المشروع- بأن إجراء هذا المشروع المهم سيمكننا من معرفة مكونات الحصي، وكذلك تزويدنا بالمعلومات اللازمة لبناء قاعدة بيانات يتم الاستفادة منها في الدراسات المستقبلية المتعلقة بمسببات ومكونات وعلاج الحصي البولية في عمان. وتابع بأن هذا المشروع البحثي سوف يعطينا الفرصة لتدريب طلبة الماجستير والدكتوراه، كما سوف يزود هذا المشروع مختبرات المستشفى الجامعي بالتقنيات اللازمة لتحليل الحصي في عمان.
وحتى الآن ومن خلال التحليل الاولي المشتمل علي 20 عينة من الحصي وجد حصوات الكالسيوم في 45% وحصي اليوريك اسيد في 20% وحصوات السيستين في 5% من العينات. ومن الصعب التكهن قبل اكتمال تحليل بقية العينات من الحصي التكهن بما يمكن اثباته علميا حول هذا المرض بالسلطنة، ولكن من الواضح من خلال التحاليل الاولية أن حصي اليوريك اسد شائعة كما هو متوقع من خلال الخبرة العملية، وأن حصي السيستين النادرة توجد بنسب اعلي مما هو متوقع.
وقال المرهون إن مجلس البحث العلمي يقوم بدور رائد في دعم هذا المشروع والمشاريع والبحوث الأخرى ماليا وعلميا.. موجها الشكر للمجلس على نشر الوعي البحثي في عمان بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى.
وأشار المرهون إلى أن البحث العلمي هو أساس رقي الشعوب وتنميتها؛ حيث من خلاله يتم اكتشاف المعوقات التنموية ومن ثم حلها، موضحا أنه يجب على المجلس دعم الباحثين وتشجيعهم واكتشافهم وتذليل كل الصعوبات خصوصا المعوقات الادارية بين المؤسسات المختلفة.
وتوضح تعريفات التقارير العلمية عن حصى الكلى بأنه جسم صلب يتشكل في الكليتين ويتفاوت قياس هذا الجسم والمعروف بحصوات الكلى من حجم صغير لا يرى بالعين المجردة إلا بالمجهر إلى حجم يقارب كرة الجولف قطرها حوالي 4.7 سم وتتكون بشكل رئيسي عند الرجال. وقد يحدث وجعا شديداً إذا احتبس في منفذ البول. وتتكون غالبية حصوات الكلى من أملاح الكالسيوم ولها في معظم الأحيان هيئات متفاوتة. وفي الكثير من الظروف لا يتمكن الاطباء من تعيين باعث نشوء الحصيات وبعض الناس يكون لديهم استعداد لتشكل الحصيات القلوية؛ وذلك لأنهم يمتصون كمية من الكالسيوم بواسطة غذائهم ويطرح الكالسيوم الزائد في البول ولكن قد يتبلور قليلٌ من الكالسيوم قبل ان يبرح الجسم مشكلاً حصاة.
وتمر أغلب حصيات الكلية عن طريق البول إلى خارج الجسم، وعندما تنحشر الحصاة فقد يقتضي الحال مساعدة الطبيب لسحبها. وفي بعض الأوضاع، يمكن ان يزيلها الطبيب بإدخال انبوب مرن داخل الحالب وهو قناة تحمل البول من الكليتين الى المثانة. وقد يستخدم الاطباء بين حين وآخر أشعة ليزر أو آلة تدعى "مفتت الحصى" لمداواة حصيات الكلية. وفي العلاج بالليزر يدخل الطبيب "ليفاً بصرياً" وهو عبارة عن خيط رفيع من الزجاج أو البلاستيك الى الحالب حتى يصل الى الحصيات ولاحقا يولد الليزر حزمة من الطاقة تمر عبر الليف وتفت الحصيات الى قطع صغيرة تخرج مع البول ويركز مفتت الحصى موجات صدمية على الحصيات، بينما يجلس المريض في مغطس ماء. وتكسر الموجات الصدمية الحصيات.
ويعاني المصابون بحصى الكلى من حرقة شديدة في البول وتكرار التبول بشكل غير طبيعي, مشيرين إلى أن 80% من حصى الكلى تنتج عن تراكم الكالسيوم في الكلى بسبب انخفاض تركيز مركب (ستريت) في البول الناجم عن خلل في عمليات الأيض في الجسم يؤدي إلى ضعف امتصاصه.
ونوه الباحثون بأن الجراحة لإزالة الحصى أو باستخدام الليزر لتفتيتها إلى حصيات صغيرة الحجم تخرج مع البول وأكد هؤلاء أن بالإمكان التخلص من حصى الكلى في بداية تشكلها بتناول كبسولتين من مركب (بوتاسيوم ستريت) يوميا، إلا أن ثمنها الباهظ لا يمكِّن الكثيرين من تعاطيها، أما شرب عصير الليم, وهو ضرب من الليمون الحامض يعرف باسمه العلمي (ستراس أورانتيفوليا)، بانتظام يمثل طريقة بسيطة وسهلة وغير مكلفة لزيادة محتوى الستريت الذي يمنع تشكل بلورات الكالسيوم وتحولها إلى حصى الكلى في البول, نظرا لغناه بعنصري البوتاسيوم والستريت.
