

بدأ حملة تنصير العراق كخطوة فى الحرب ضد الاسلام فى العالم العربى
نشرت مجلة دير شبيجل الالمانية تقريرا مطولا أكدت فيه أن الحرب ضد العراق ما هى الا جزء من حرب صليبية يشنها اليمين المسيحى الصهيونى الامريكى المتطرف على العالم الاسلامى باعتبار أنها ما هى الا تكليف الهى لمهمة تبشيرية للقضاء على الاشرار وهم المسلمون للاعداد لما يسمى بمعركة هيرمجيدون التى تهيى للعودة الثانية للمسيح. ثم كشفت القناة الاولى فى التلفزيون الالمانى وبالادلة القاطعة أنها حرب صليبية حقيقية تهدف الى فرض كلمة الله أى الدين المسيحى الصهيونى على العالمين العربى والاسلامى ومن ثم العالم بأكمله وذلك عن طريق تنصير الشعب العراقى ثم العالم العربى بأكمله فتحت عنوان المسيحية التبشيرية فى العراق. عرضت القناة الاولى الالمانية تقريرا فى برنامجها الاسبوعى بانوراما يوم الخميس الماضى الموافق 24/6 أعده كل من جون جوتس وفولكر شتانيهوف حول الطوائف التبشيرية لليمين المسيحى الصهيونى المتطرف فى العراق وبدأت مقدمة البرنامج انيا راشكة بصورة تهكمية ساخرة بالقول ان هؤلاء يتحدثون عن الحرب المقدس ويرون أنفسهم شهداء ويعتبرون الاديان الاخرى مجرد زندقة والحاد وقد يتبادر للذهن أننا نتحدث عن المتطرفين الاسلاميين لكن هذه المرة يتعلق الامر بالمتطرفين المسيحيين مشيرة الى أن الملايين من هؤلاء يزداد نفوذهم فى الولايات المتحدة وهم من الذين يدين لهم الرئيس بوش بمنصبه كرئيس لامريكا والمشكلة أن هؤلاء لا يريدون السيطرة على الولايات المتحدة وادخال جميع الامريكيين فى ديانتها بل يريدون تنصير العالم أجمع واضافت أن الفرصة السانحة التى فتحت الباب أمامهم هى حرب العراق فبعد الاحتلال العسكرى يأتى التبشير وختمت فى مقدمة تقريرها بالقول ان هؤلاء يحاولون تحويل جميع العراقيين من الاسلام الى المسيحية ومعظم الاعمال التى يقومون بها سرية لكن ذلك كله يتم بتأييد من الحكومة الامريكية وعرض البرنامج لشريط فيديو صوره أحد الهواة لاحدى الكنائس الجديدة التى بدأت العمل فى العراق للمبشرين الامريكيين والتى تعد قاعدة للتحرك لتنصير العراق بكاملها واستضافت واحدا من أتباع ما تسمى بمؤسسة صوت الشهيد يدعى تيم وايت قال انه هو وزملاءه المبشرين الاخرين جاءوا للعراق كسياح واعترف بأنه كان قد صبغ شعره وارتدى نظارة ولصق شاربا مزيفا للتمويه وأكد أنهم جلبوا معهم عشرات الالاف من نسخ الانجيل التى طبعوها خصيصا باللغة العربية والاناجيل المصورة للاطفال وتم توزيعها مؤكدا أن العراق ستكون هى مقر التحرك للحرب المقدسة وأضافت القناة الاولى الالمانية أن الشهيد بالنسبة لهؤلاء هو المسيحى الذى يسقط فى حروب فى جميع أنحاء العالم لنشر المسيحية مشيرة الى أنهم يستخدمون التبرعات والمنح بالملايين وشرائط الفيديو الترويجية كمادة أساسية فى هذه الحرب للدعاية لتنصير العراقيين بينما قال أحد أعضاء هذه المؤسسة ويدعى تود نيتلتون انهم يعرفون أن بعض المسلمين سيغضبون لمحاولة تنصيرهم بشدة وقد يؤدى ذلك الى تعرضهم للقتل الا أنهم لا يخشون ذلك معتبرا أن الموت فى سبيل قضاء الخلود فى الجنة وليس النار يعد تجارة مربحة خاصة حين يتم ذلك فى فرض المسيحية على الضالين المسلمين وأكد التقرير أن مؤسسة صوت الشهيد ليست وحدها فى مجال التبشير فى العراق فصفحات الانترنت مليئة بأشرطة الفيديو الدعائية بل ان الجيش الامريكى نفسه يضم راديكاليين مسيحيين ومبشرين وهو ما يتبدى مما ينشر على الانترنت من تبرعات ومنح بالملايين يوزعها المتطرفون المسيحيون خاصة من كنائس البابتيست وهى أكبر الطوائف البروتستانتية اليمينية المتطرفة التى تقوم على أسس شديدة التزمت والكراهية والعنف وترسل معظم مبشريها فى الفترة الاخيرة الى العراق وكان أربعة منهم قد قتلوا هناك مؤخرا بسبب محاولاتهم تنصير المسلمين
وفى لقاء مع أحد الشيوخ العراقيين فاتح كاشف أكد أن هذه الدوافع السياسية التبشيرية تزيد من التوتر والاعمال العدائية داخل المجتمع العراقى بينما رد أحد أعضاء ملتقى بابتيست الجنوبى ويدعى ستيف هاردى على ذلك بالقول ان الشيخ كاشف يخاف من نشاطاتهم لانه لو تم نشر المسيحية فى العراق فسيتم نشرها فى الشرق الاوسط بأكمله مضيفا بالقول انه لا يوجد اليوم مكان أهم بالنسبة لهم من الناحية الاستراتيجية من العراق الذى يعد نقطة الارتكاز والانطلاق وأكدت القناة الاولى الالمانية وجود علاقة ارتباط عضوى بين أتباع كنائس البابتيست وبين الرئيس جورج بوش خاصة أنهم كانوا قد أيدوه فى حرب العراق وهو يحاول رد الجميل لهم وعرضت لعبارة تبشيرية للرئيس بوش قال فيها مخاطبا أتباع البابتيست أنتم تمثلون أكثر من 60 مليون بابتيستى فى البلاد بأكملها والعديد من البعثات التبشيرية فى الخارج وجميعنا مطالبون بنشر كلمة الله وتحقيق مملكة الرب وقد علق الفريد روس خبير معهد الدراسات الديمقراطية على ذلك ساخرا بالقول لماذا نتعجب من ذلك فالرئيس بوش نفسه اعترف بأنه يشن حربا صليبية وتحدث عن معركة الخير ضد الشر والعدالة الابدية ومحور الشر كما أن المسيحيين المتطرفين باتوا يسيطرون على دوائر القيادة فى الادارة الامريكية وبوش يهدف من كل ذلك الى قيادة الحرب المقدسة ضد العالم الاسلامى بأكمله وهذا ما تجلى فى عديد من التصريحات التى كان أبرزها ما قاله الجنرال ويليام بوكين مساعد وزير الدفاع رامسفيلد والذى يعد أحد أبرز متطرف بابتيستى والذى كان قد قال الهنا أكبر من الههم والهنا اله حقيقى بينما الههم اله مزيف وهو ما أيدته بشدة الكنائس البابتيستية ونقلت القناة عن أحد أعضاء فريق التبشير الذاهب للعراق قوله انها حرب مقدسة وأن المسلمين لا يكرهونهم بل يكرهون الههم بينما قال اخر توجد الهة مزيفة مثل اله المسلمين وهى أكاذيب جاء بها الانبياء بل ان أحدهم قال انه مستعد للموت وأن العراقيين والمسلمين يريدون قتل المبشرين ثم اتفق الجميع على أنهم فى حرب روحية وأنهم يقاتلون ضد قوى الظلام وأنهم ذاهبون للعمل على تنصير جميع العراقيين بل وجميع الناس فى الشرق الاوسط وفى نهاية التقرير أشارت القناة الاولى الالمانية الى أنه توجد حوالى 40 الف كنيسة تابعة لطائفة البابتيست فى الولاية المتحدة تقوم باعداد المبشرين وارسالهم لعديد من أنحاء العالم قائلين لهم أثناء الصلاة رئيسنا يحتاج اليكم وجيشنا يحتاج اليكم مشيرة الى أن عدد أعضائهم يصل الى 16 مليون أمريكى الا أن واحدا منهم قد اختير أخيرا كرئيس للولايات المتحدة ثم عرضت عبارة بوش التى قالها فى ناشفيل يوم 10/2/2003 والتى تحدث فيها عن الجيش الامريكى باعتباره جيش الرحمة قائلا الحرية ليست هى حرية أمريكا للعالم بل هى هدية الله لكل كائن فى العالم.