يبدو أن الوقت يمضي بسرعــة لا محدودة ،،
أتيت لأحجز مقعدي الدائم هنــا

وســ أعود حتمــا صغيرتي ،

جرح من الورق

صغيــرتي المبهــرة ،
ها أنــا أعود إلى رائعتــك ، رغم أن الوقت دومــا ياكل منــــا ما يفيض من جوانحنـا
لكن لأجل تلك الرائعــة سأضرب بالوقت عرض التجاهل ،

سابتدأ بتحليل رائعتــك هنا مع وعدي بوجود ، موضوع خاص لهــا .
بدايـــة نزف القلم ،

( سررتُ لأني ..
عرفتكَ قبلَ اليومِ زمانا
و بعدَ لقانا ..
أراني أغني
ألا ليتَ شعري يدومُ هوانا )
[line]

هنــا تبتدأ الكــاتبـة ، برسم ملامح أمنياتها ، وخلطها مع الواقع ،
إذ أن ّ التمني هنــا لم يكن ضربــا ً من خيــال ، أو أنه يُكذّب من قِبـل الواقع ،
كما هو التمني أصلا ُ ( في اللغـــة التمني هو / كل ما يتبادر للذهن ، ولا يصدّه الواقع حدوثــا ً )
ومن هنــــا ، بدأت بذرة الابداع ، ونمت في أرض الكلمــة .
إذن نستخلص أن الكاتبــة لم تكتب التمني اعتباطـاً أو جزافــاً ، إنما ساقتهـــا للزج بين عالمين نقيضين ، لكل منهما خصائصــه وحضوره .
وهذا لا يطلق عليــه إلا قمـة الابداع ، واللعب بالأحرف .
__( سررت لأني عرفتــك قبل اليوم زمـانا ).
تتحدث عن كينونــة الحب الطاهر في القلب ، والتمني الممزوج بنقـاء سريرة .
يتضح أن الحب كان هنا للوهلــة الأولى المتفردة ، ولم يكن تمنيــا ً بالحب ، بقدر ما كان تمنيــا ً للاستمرار .
إذن لذة الحب تتحدث هنــا وليس القلم . وهذا ما استطاعت الكــاتبة اظهاره ، وهذا كثيرا ً ما يعجز عنه عمالقـة الأدب .
__ ( وبعد لقانــا أراني أغني ألا ليت شعري يدوم هوانا )
هنــا يتضح تأثر الشاعرة بالأدب العربي ّ الخالد ، وهنا تنعكس ثقافتهـــا الحرفيــة ومعجمها الفائض بالجمال
ألا ليت شعري ، >> كثيرا ما وردت في الأدب القديم ،
وهنـا التمني ممزوج بايقان الحب ، وتعالي الصرخـة المتنهدة من قلب الحبيبــة .

[line]

أقف هنـــــا ، متأملا ًجمال الكلمــة وتقصير الوصف ،

وسـ اعود لك ِ بنيتي ،

جرح ٌ من الورق