

بحر العلوم: بريمر نهب العراق وتركه مفلسا
بغداد ـ القدس العربي
ادانت محكمة عراقية مسؤولا بارزا من اعوان احمد الجلبي باساءة استخدام السلطة، في قضية اختفاء 36 مليار دينار عراقي اثناء تغيير العملة القديمة الي الدينار الجديد.
وقررت المحكمة معاقبة صباح نوري ابراهيم سالم بالسجن اربعة اعوام ونصف العام، وهو ينتمي لجماعة المؤتمر الوطني التي يتزعمها احمد الجلبي، وكان يشغل منصب مدير مكتب وزير المالية في حكومة ما بعد الحرب.
ويعد هذا اول حكم من نوعه منذ انتهاء الحرب.
وقالت المحكمة ان صباح سالم قام باعتقال تسع موظفات يعملن بمصارف حكومية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، بتهمة سرقة الاموال المختفية .
وتم احتجاز الموظفات في مراكز الشرطة دون السماح لهن بتوكيل محام او المثول امام قاض لفترات وصلت احيانا الي اربعين يوما.
واضطرت بعض الموظفات الي بيع وثائق ملكية منازلهن لدفع الكفالة المطلوبة للافراج عنهن.
وادعي صباح سالم انه قام باعتقال الموظفات بناء علي امر من وزير المالية حنيئذ كامل الكيلاني، الا ان الاخير نفي في رسالة بعث بها الي المحكمة هذه الادعاءات. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية امس ان احمد الجلبي الذي كان يرأس اللجنة المالية في مجلس الحكم، قام بدور رئيسي في تعيين المسؤولين الكبار بوزارة المالية.
ويواجه صباح سالم تهما جديدة بالرشوة والسرقة.
ولم توجه اتهامات الي احمد الجلبي، الذي اعتبرت جماعته ان التحقيق في قضية اختفاء المليار عمل سياسي .
من جهة اخري كشف عضو سابق في مجلس الحكم العراقي المنحل عن سرقات امريكية وعمليات نهب منظم لاموال العراق جرت بشكل سري وتحت اغطية رسمية وغير مشروعة قادها الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر. وقال عضو مجلس الحكم السابق الدكتور محمد بحر العلوم ان السرقات تمت من خلال مسؤولين امريكيين تولوا مناصب رسمية في العراق بعد سقوط نظامه السابق، موضحا ان الحاكم المدني للعراق السفير بول بريمر الذي انتهت ولايته بعد تسليم السلطة للعراقيين قام بسرقة اكثر من 250 مليار دولار من اموال العراق ممثلة بارصدة نقدية وكميات كبيرة من الزئبق وغيرها من الموجودات. وقال بحر العلوم في لقاء موسع مع صحيفة (البينة) العراقية ان بريمر غادر العراق بعد ان حوله الي دولة خاوية الميزانية ومارس تسلطا ودكتاتورية علي اعضاء مجلس الحكم تفوق كثيرا دكتاتورية صدام وعلق محمد بحر العلوم قائلا لو كان بيد بريمر ان يمنعنا من شرب الماء لفعل .
ومن جهة اخري قال متحدث باسم القوات الامريكية في العراق ان مسلحين ألقوا فجر الثلاثاء قنبلتين علي دورية امريكية بوسط بغداد، وقال المتحدث ان الهجوم لم يسفر عن أي اصابات في صفوف افراد الدورية فيما لاذ المسلحون بالفرار.
وكان دوي انفجار كبير قد سمع قرب منطقة الاعظمية في بغداد صباح الثلاثاء فيما اشار شهود عيان الي انه استهدف قصرا رئاسيا في المنطقة تتخذه القوات الامريكية مقرا لها.
وعلي صعيد الانهيارات الاخري في العراق وتردي الاوضاع الصحية وشيوع الخراب اشارت مصادر من وزارة الصحة العراقية الي انتشار الامراض بشكل خطير مما يهدد ملايين العراقيين بعد النقص الكبير في الادوية والمستلزمات الطبية. وقد اكدت احصائية لوزارة الصحة العراقية ذكرها مسؤول كبير في الوزارة ان الفرق المتخصصة والمؤسسات التابعة لوزارته سجلت ارتفاعا كبيرا في الاصابة بالامراض الانتقالية في مناطق مختلفة من العراق والتي تسببها المياه غير الصالحة للشرب والاغذية الملوثة.
وقال المصدر ان احصائية اجراها مركز السيطرة علي الامراض الانتقالية شخصت اكثر من 100 الف حالة موزعة بين الإصابات عن طريق المياه والاغذية الملوثة والتي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي او نواقل الامراض.
واوضح ان الإصابات كانت بواقع 1505 اصابات بالحمي والتيفوئيد، و951 بالزحار الباسيلي، و195 بالاكياس المائية و1505 بحمي مالطة، و17395 بالزحار الاميبي، و 13663 بجارديا الامعاء. واشار الي ان الاصابة بامراض الحمي السوداء وحبة بغداد والبلهارزيا قد ارتفعت الي 3640 اصابة فيما سجلت الاصابة بامراض ذات الرئة والتدرن الرئوي والجدري المائي والحصبة والسعال الديكي ارقاما كبيرة قدرت بثلاثة وخمسين الفا.
